الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي: إنتاج خطاب ديني متجدد هو التحدي الأكبر بالنسبة للعالم الإسلامي

أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة  المحمدية للعلماء، أن التحدي الأكبر بالنسبة للعالم الإسلامي في ضوء العولمة، هو كيفية قراءة الموروث من الفكر الديني من أجل إنتاج خطاب ديني متجدد.

وأشار الدكتور أحمد عبادي في محاضرة علمية أدارها السفير أحمد إيهاب جمال الدين، سفير مصر بالمملكة المغربية، في إطار ندوة فكرية بعنوان “تجديد الفكر الديني في عصر العولمة”، نظمت مساء مساء الأحد 1 فبراير 2015م ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الوفاء للسلف يقتضي قراءة متجددة للموروث الفكري والديني تأخذ بعين الاعتبار السياقات المعاصرة.

وأضاف الامين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن من بين عوامل ومقتضيات هذه القراءة المتجددة للفكري الديني، ظاهرة العولمة المطبوعة بإيقاع زمني متسارع، وبتدفق مكثف للمعلومات وبالتعددية اللغوية، وباهتمام دولي مشترك بكافة القضايا الإنسانية، وتزايد تكنولوجيا التواصل والثورة الرقمية التي تساهم في سرعة تشكل الرأي العام وتغير مفهوم الانتماء من مفاهيم ضيقة كالانتماء القبلي أو العرقي إلى “انتماء رقمي” عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فضلا عن المقتضى الحقوقي الذي فرض نفسه، وعوامل أخرى مرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأكد د. أحمد عبادي أن إنتاج خطاب ديني متجدد في السياق العالمي الراهن يقتضي توفر قدرات ومقومات علمية، كما كان عليه الأمر دوما بالنسبة لكل من الأزهر الشريف في مصر وجامعة القرويين في مدينة فاس.

من جهة أخرى أبرز  د. عبادي أن وجود مؤسسات دينية عريقة وقوية مثل الأزهر والقرويين لا يمكن معه لأي كان أن يقفز على التجديد في الفكر الديني الذي هو عمل له أصول وتخصصات دقيقة، وتقنية تحتاج إلى مقتضيات تحترم السياقات، وإلى القدرة على الاستشراف. وتحدث السيد أحمد العبادي عن التحديات والمشاكل التي تعوق عملية تجديد الفكر الديني في العالم الإسلامي، والمرتبطة، على الخصوص، بتفقه النصوص واكتسابها واستنطاقها، وتحديث آليات التعامل معها، وتكوين علماء متخصصين ذوي قدرة على التجديد، ومتمكنين من العلوم الحديثة بقدر ارتباطهم بالأصل، فضلا عن المشاكل المرتبطة بالأفكار والمفاهيم الدخيلة.

وخلص الدكتور أحمد عبادي إلى أن أمر تجديد الفكر الديني هو شأن يخص المؤسسات الدينية، ويتطلب إشراكا للقطاعات العلمية إلى جانب هذه المؤسسات، ووجود هيئات مختصة للإشراف وتنسيق عمل هذه المؤسسات والقطاعات”، مؤكدا على أن ” عملية التجديد التي هي بمثابة قوة اقتراحية بخصوص القضايا الحارقة تقتضي ضرورة وصل عملية التجديد بالسياقات و”التجسير بين فقه النص ومفاتيح فقه الواقع”.

وقال فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في هذا الصدد، إن “التجديد لا يكون إلا بقتل القديم بحثا”، وأن الخطاب الديني ليس خطابا ميكانيكيا بل هو عمل “يتطلب كذلك سبر أغوار السياق واعتبار المجال”، مشيرا إلى أن عملية تجديد الفكر الديني لابد أن تأخذ بعين الاعتبار أن الإشكالات التي تفرز قضايا حارقة تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق