الرابطة المحمدية للعلماء

تنظيم ورشة علمية بمناسبة إصدار الرابطة المحمدية للعلماء موسوعة: “فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي”

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء، يوم الجمعة بالرباط، ورشة علمية بمناسبة تحقيق وطباعة الموسوعة الفقهية “فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي”.

ويعتبر مؤلف “فتح الفتاح” الذي عكفت مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء على تحقيق مخطوطاته النادرة ومقابلتها ودراستها وفهرستها على النهج نفسه الذي أُلف به في البدء، والتي وصلت في مجموعها إلى 71 مجلدا، شرحا موسوعيا على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي، ومدونة المختصر الجامع. حيث فقد جمع مؤلفه، رحمه الله، نصوص المذهب وتحريرات أئمة المالكية في الأعصر التي بينه وبين الإمام مالك، جمعا مستقصيا، حتى قالوا فيه: كاد لا يفوته نص من نصوص المذهب.

ويعتبر هذا الانجاز الجليل ثمرة اجتهاد جماعي أشرف عليه العلامة ابن رحال المعداني التدلاوي المتوفى سنة 1140 هجرية، وهو تقليد علمي يقوم به الأماثل من العلماء وله نظير في تاريخ العلوم الاسلامية.

  وفي هذا الإطار، قال فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، في كلمة افتتاحية بالمناسبة إلى أن إعادة نشر كتاب “فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي” على عهد مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، جاء ليؤكد إمامة المملكة المغربية وريادتها للمذهب المالكي والاجتهاد فيه.

  وأوضح الدكتور أحمد عبادي أن هذا الكتاب/ الموسوعة “يعد شارة من شارات الدولة العلوية العلية، إذ كان المولى إسماعيل قد كلف العلماء وفي مقدمتهم العلامة المعداني، بجمع الرأي الإفتائي والإرشادي حسب قواعد وأصول المذهب المالكي”.

  وأضاف فضيلة المين العام بهذه المناسبة، أن تأليف هذا الكتاب في تلك المرحلة توخى “درء كل أنواع الخلاف التي كانت شائعة خلال تلك الفترة الحساسة من تاريخ المملكة”، مشيرا إلى أن “الدولة العلوية استطاعت في تلك المرحلة درء الفتن، ولم الشمل، وأصبحت جامعة القرويين كسابق عهدها منارة علمية”.

   كما أبرزفضيلته أن إخراج هذا العمل جاء “برفد من جلالة الملك محمد السادس وبرعاية مباركة ومستدامة من جلالته لكل الأعمال العلمية التي تضطلع بها المؤسسات العلمية بالمملكة”.

   وفي نفس السياق، أبرز رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور محمد العلمي، أن تحقيق هذا الكتاب انطلق سنة 2011، حيث انكب ثلة من الباحثين والأساتذة الذين تم اختيارهم على إنجاز هذا العمل، الصادر في 71 مجلدا، 70 منها خاصة بالكتاب ومجلد أول خاص بالتثبيت.

  وأوضح الدكتور العلمي، الذي عهد له بإدارة وتنسيق هذا المشروع، أن هذا العمل الذي شارك في إنجازه 41 أستاذا مر بمرحلتين، الأولى همت تحقيق النص وتصحيحه، بينما خصصت المرحلة الثانية للتحقيق النهائي وتوثيق النص والتعليق عليه، مؤكدا أن لجنة عينها الأمين العام للرابطة المحمدية أشرفت على عملية تحكيم ومراجعة الكتاب الذي تم الانتهاء من تحقيقه سنة 2019.

يشار إلى أن هذا العمل الفقهي المتميز الذي يشرح المختصر الفقهي للشيخ خليل المالكي، والذي اعتنى به المغاربة أيّما اعتناء، لعموم نفعه عند الخاص والعام، يمكن عدّه أضخم عمل فقهي في مذهبنا المالكي، مما ينبغي اعتباره مفخرة علوية مالكية مغربية قلَّ نظيرها.

وتأتي قيمة هذا الشرح الجليل لمختصر الشيخ خليل أيضا، من كونه خزانة علمية في ذاته، تجمع عددا من المؤلفات والحواشي والاستدراكات والتذييلات والتحريرات الفقهية، عزّ أن تجتمع في غيره. مما يشكّل متناً يبرز مدى غنى مذهبنا المالكي في التعاطي مع النوازل والمستجدات ومتغيرات السياق، وهو عمل اجتهادي لم يفتأ نبراسا لأهل العلم والفتيا والقضاء بالمملكة المغربية الشريفة التي أحيت عبر العصور، شرايين مذهب إمامنا مالك بن أنس، رحمه الله، وأمدته بالقوة التجديدية المواكبة لما يستجد من قضايا وقتية، محليا وإفريقيا وعالميا.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق