مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية

تقرير عن محاضرة الأستاذ محمد حيلوط بعنوان : “عرض للأسطرلابات : الأسطرلاب التقليدي والأسطرلاب الكوني”

    عبد العزيز النقر

مركز ابن البنا المراكشي

   في إطار سلسلة محاضراته العلمية، نظم مركز ابن البنا المراكشي يوم السابع والعشرين من شهر ماي سنة 2024 محاضرة علمية بعنوان : "عرض موجز للأسطرلابات : الأسطرلاب الكلاسيكي والأسطرلاب الكوني". وقد تفضل بإلقاء هذه المحاضرة الأستاذ محمد حيلوط، بينما تولّى الأستاذ جمال بامي، رئيس مركز ابن البنا الماركشي، تسيير فعاليات هذا اللقاء العلمي.

   أشار الدكتور جمال بامي في سياق تقديمه للمحاضرة إلى الأهمية الكبيرة التي اضطلع بها الأسطرلاب في تاريخ العلم عموما، وتاريخ الأنشطة العلمية داخل الحضارة الإسلامية بشكل خاص. وقد أعزى هذه الأهمية لعدة أسباب، منها أن الأسطرلاب كان يُعتبر آلة جامعة ومتعددة الاختصاص، حيث تلتقي فيها مباحث متعددة كالفلك والرياضيات، هذا بالإضافة إلى أبعادها العملية كما هو الحال - مثلا - في علم الميقات وارتباطه بضبط أوقات الصلاة ورؤية الأهلة. من جهة أخرى، أشار الأستاذ بامي إلى أن هذه هذه الآلة تكتسي بعض الدلالات الإيجابية نظرا لأنها تمثل تجسيدا فعليا لتراكم مجموعة من المعارف التي أسهمت فيها شعوب مختلفة. كما تساءل أيضا عما إذا كانت هناك أي إمكانيات معينة للاستفادة في وقتنا الراهن من آلة الأسطرلاب على المستوى التربوي والفكري والعلمي أم أننا صرنا أمام آلة لا يتعد دورها المستوى التاريخي المحض. بعد ذلك ختم كلمته مُرحبا بالسيد المحاضر - محمد حيلوط - وعموم الحاضرين.

   بعد أن أشار الأستاذ حيلوط باقتضاب إلى بعض المعطيات البيوغرافية الخاصة بمسار تكوينه وعمله، انتقل إلى محاضرته التي قسمها على سبعة محاور جاءت - تواليا - على الشكل الآتي :

  • الظواهر السماوية التي يحاكيها الأسطرلاب : قدم خلالها أمثلة - بتقنية ثلاثية الأبعاد - تخص الإحداثيات الفلكية لمدينة تازة، وقد ركز المحاضر على هذا المثال نظرا لأن الأسطرلاب الذي شكل منطلقا لهذه المحاضرة هو أسطرلاب صنعه أحد علماء مدينة تازة (المغربية) خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وهذا العالم هو علي بن إبراهيم الحرار (سنة 727 ه/1328م) الذي كان يشتغل آنذاك مؤقتا لمسجد مدينة تازة.
  • أنواع الأسطرلاب : تطرق فيها لشرح بعض أنواع الأسطرلاب كـ"ذات الحلق" و"الأسطرلاب الكروي" و"ذات الصفائح" و"الأسطرلاب الكوني" و"الأسطرلاب البحري" و"الرُبعية الأسطرلابية" و"الأسطرلاب ذو البعد الواحد" (عند نصير الدين الطوسي).
  • مكونات الأسطرلاب الكلاسيكي : تحدث في هذا المحور بشكل مفصل عن الأسطرلاب الكلاسيكي مقدما، في نفس الآن، شروحا توضيحية تبرز مكونات هذا الأسطرلاب وكيفية عمله من الناحية الرياضية والفلكية.
  • الأسطرلاب الكوني : قام الأستاذ المحاضر بعرض وشرح أبرز المكونات التي يضمها هذا النوع من الأسطرلابات، مع إبرازه لطريقة عمل هذا الأسطرلاب الذي كان مستعملا خلال القرن الحادي عشر الميلادي، خصوصا من طرف الزرقالي وتلميذه أحمد بن خلف.
  •  أسطرلاب علي بن إبراهيم الحرار : قدم الأستاذ حيلوط في هذا المحور وصفا دقيقا للأسطرلاب الكوني الذي صنعه علي بن إبراهيم الحرار بمدينة تازة خلال القرن الرابع عشر الميلادي. كما عرض، في نفس الآن، مجموعة من الشروحات التي تبرز مكونات هذا الأسطرلاب من جهة، وتوضح خصوصيته وأهميته العملية من جهة أخرى.
  • بعض استعمالات الأسطرلاب : أشار الأستاذ المحاضر إلى بعض الاستعمالات التي تُتيحها آلة الأسطرلاب، من بينها : قياس زوايا العلو بالنسبة للأفق، التمكن من معرفة التوقيت سواء في النهار أو في الليل، وأيضا معرفة مدة كل منهما (أي مدة الليل والنهار) ...
  • أسطرلابات أندلسية ومغاربية : قدم خلال هذ المحور جداول مهمة تتضمن تصنيفات لأهم الأسطرلابات المصنوعة بمنطقة الغرب الإسلامي (الأندلس والمغرب الكبير) مع ذكر أسماء صانعيها وأماكن تواجد بعضها في بعض المتاحف العالمية.

   ختاما، نشير إلى اقتناعنا بأن هذا التقرير المقتضب لا يمكن أن يُوفي هذه المحاضرة المهمة حقها، وترجع صعوبة تقديم تقرير واف عنها إلى أن جل المعطيات الواردة فيها تستند إلى مجموعة من الرسوم الهندسية التي تُعبّر عن بعض الجوانب الفلكية أو بعض مكونات الأسطرلاب. لهذا، حسبنا أن يقدم هذا التقرير نظرة مجملة عن طبيعة المحاضرة ريثما يعرف التسجيل الكامل لهذه المحاضرة طريقه إلى النشر. ولا شك في أن فائدة المحاضرة المسجلة (فيديو) سيكون أكثر فائدة مما يطمح هذا التقرير الموجز إلى  تقديمه.

ذ. عبد العزيز النقر

حاصل على شهادة الماستر في الفلسفة

باحث بمركز ابن البنا المراكشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق