تقرير عن: قراءة في كتاب الدكتور هشام بحيري «التحليل النحوي للنص الشعري» تطبيق على قصائد مختارة من ديوان الشوقيات

يحرص مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء على تنظيم سلسلة محاضرات علمية لفائدة الأساتذة والطلبة الباحثين في سياق مواكبة ما استجد من إصدارات علمية تخدم الحقلين اللغوي والأدبي بصفة عامة، وفي هذا الإطار نظم المركز قراءة في كتاب الدكتور هشام بحيري الموسوم بـ« التحليل النحوي للنص الشعري، تطبيق على قصائد مختارة من ديوان الشوقيات »

قدم هذه القراءاتِ صفوةٌ من الأساتذة وهم فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع، والدكتور عدنان أجانة، والدكتور أبو الخير الناصري، وذلك يوم الثلاثاء 26 ذي القعدة 1445هـ الموافق لـ 4 يونيو 2024م بمقر المركز.
وقد أدارت الجلسة الأستاذة الدكتورة سعاد الناصر، مهنئة في البداية الدكتور هشام بحيري على إصدارِ هذا الكتاب القيم، ومرحبة بالمحاضرين وبالحضور الكرام.

ثم قَدَّمَ القراءةَ الأولى للكتاب فضيلةُ الدكتور عبد الرحمن بودرع الذي عبر عن سعادته للمشاركة في هذا المجلس العلمي المبارك لتقديم كتاب من أهم كتب اللغة والأدب والشعر والتحليل النحوي، واستهل حديثه بأن كتاب «التحليل النحوي للنص الشعري»، وذكر أن الكتاب يعد شاهدا على مدرسة وحلقة في سلسلة متصلة السند متواترة، لأنه إحياء عِلم عَلم مُجَدِّد في النحو وعلوم العربية وهو الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة حفظه الله، الذي استلهم علمه من علم صاحب المغني ابن هشام من خلال محققه الأول الدكتور سعيد الأفغاني رحمه الله، وأشار المحاضر إلى أن الكتاب الذي بين أيدينا خرج إلى النور بهمة التجديد، ومن جهة ثانية ذكر أن الكتاب جمع بين الشعر والنحو وهما العِلمان اللذان دافع عنهما شيخ البلاغة عبد القاهر الجرجاني رحمه الله عندما رد على من ظنوا أن الشعر ليس فيه كثير طائل، وليس فيه إلا بكاءُ منزل أو وصفُ طلل، وظنوا أن النحوَ ضرب من التكلف وبابٌ من التصرف والتعسف، لا يَستنِد على أصل ولا يُعتمَد فيه على عقل، بينما قامت الحجة بالقرآن الكريم والبيان الذي لا يبلغه ولا يدركه إلا من عرف الشعر وأصول النحو، وقد رد كذلك عبد القاهر على من زهد في رواية الشعر وحفظه وذم الاشتغال به بعلمه وتتبعه، ورد كذلك على من زهد في النحو.

وتابع المحاضرُ حديثَه بأن هذا الكتاب فريد في وضعه وموضوعه ومنهجه وغاياته، فموضوعه يصنف في أهم علم من علوم العربية وهو علم النحو والإعراب، وفريد في منهجه التطبيقي التعليمي لأنه يخدم الباحثين والطلاب الجامعيين، فقد جمع بين الإعرابِ بنوعيه النحوي والصرفي، والإعرابِ النحوي بنوعيه؛ إعراب الجمل وأشباه الجمل، وإعراب المفردات، وتفردَ بانتقاء المادة الشعرية الحَديثة ميدانا للتطبيق، بل جاء على نهج سديد ووضع فريد يَسدُّ حاجة كبيرة في المكتبة النحوية والصرفية، كما حرص الكتاب على اتباع نهج دقيق في المصطلح وفي طريقة الإعراب وفي استقصاء كل حالة من حالات الوصف والتحليل بما يزيل اللَّبس ويوضح السبيل للباحث والطالب، وذكر المحاضر أن الكتاب جاء امتدادا لمدرسة نحوية حديثة نشأت على يد الدكتور فخر الدين قباوة، وفي هذا المقام أشار المحاضر إلى أن الكتاب يحق له أن يعد لبنة في بناء جديد فتح الباب على مصراعيه للدخول إلى عالم النحو العربي بعد أن عانى النحو جمودا وعزوفا وعدم إقبال. وأضاف أن مادة الكتاب نفيسة لأنها مؤلَّفة من مصطلحات علمية لا مكان فيها للإنشاء، ومنهجه يفتح الباب للتطبيق على كل كلام فصيح؛ فهو نحو المفردات وهو نحو للجمل ونحو للنص والنصوص، بالإضافة إلى عقد فهارس للمادة الصرفية والمسائل النحوية وللكلمات المحلَّلَة صرفيا، وختم المحاضر ورقته بأن كتاب «التحليل النحوي للنص الشعري» كتاب المعلم وكتاب الأستاذ والطالب، وحق لبحوث التخرج العليا أن تنهج نهج هذه المدرسة الفريدة مع تنويع المادة المدروسة المحللة التطبيقية، فهو حلقة مضيئة في سلسلة تطور التأليف النحوي الذي ينتقل من التصنيف في الظواهر النحوية إلى منهج تطبيقي مطلوب بإلحاح في عصرنا هذا.
أما القراءة الثانية للكتاب فقدمها الدكتور عدنان أجانة الذي افتتح مداخلته بتهنئة الدكتور هشام بحيري لتصنيفه كتابا في النحو، وعَدَّ المحاضرالتأليف في هذا الشأن مغامرةً لأن النحوَ قراؤُه قليل، ثم عرج إلى الحديث عن القضايا المتعلقة بالكتاب فذكر أنها تدور حول موضوع واحد وهو التحليل النحوي، وأضاف المحاضر أن المؤلف قدم مقدمتين للكتاب الأولى مقدمة ظاهرة بالعبارة، والمقدمة الثانية مضمرة بالإشارة، لكن المحاضر خص بالذكر المقدمة المضمرة بالإشارة، وهي علاقة التحليل أو النحو بالنص والتحليل النصي، وأفاد الدكتور عدنان أجانة أن الدكتور عبد الرحمن بودرع وضع الكتاب في سياقه، وأشار إلى أن النحو ينبغي أن يكون له أهله وقراؤه، لأن النحو له آفاق تحتاج إلى من يرتادها فليس النحو هو الإعرابَ فقط، وأضاف المحاضر أن من نظر في النحو ارتقى للنظر في أصوله. ومن جهة ثانية انتقل المحاضر إلى قراءة نصين الأول للجرجاني والثاني للدكتور حماسة عبد اللطيف، وخلص من نص الجرجاني إلى أن النحو يعمد إلى المفردات الموجودة داخل النص ثم يعيد ترتيبها وأنه لا يمكن بمعزل عن النحو أن نرتبَ مفردات النص، ولضبط العلاقات التي تنظم شأن هذه المفردات كلها داخل النص ذكر أنه لابد لنا من الرجوع إلى النحو، وهذا برهان صادق على أهمية النحو في الدراسات النصية. واستنتج المحاضر من المقدمة الثانية انطلاقا من كلام الدكتور حماسة عبداللطيف أأن للنحو جمهوراً ورواداً من غير النحاة، وهم الذين يشتغلون بالنصوص لأنهم هم الذين يكتشفون مِن قُرب أهميةَ النحو في إضاءة النص وفي الكشف عن العلاقات التي تجمع بين النصوص، وانتهى المحاضر بخلاصة مفادها أن هذين النصين يدلان على أهمية هذا الموضوع وهو التحليل النصي وأهمية النحو في التحليل النصي، لأنه مرتبط بالتواصل بشكل عام حيث يمكن القول بأن كل تواصل لابد له من معرفة بالنحو. ثم ذكر أن المؤلف في كتابه عمل على انتخاب عشرة قصائد من ديوان الشوقيات، وأعَرَبَ مُفرداتِ كل قصيدة وجُمَلَها، ثم عَرض لما فيها من مسائل التصريف وهكذا استمر على هذا النهجِ على امتداد الكتاب، وذكر أنه كتابٌ تطبيقي بالأساس في مادّةِ الإعراب، ولكن المؤلف عدل عن كلمة الإعراب إلى كلمة التحليل النحوي كما أشار في المقدمة، ليدل على أمر في غاية الأهمية؛ لأن الغاية من علم النحو أن يوظف في تحليل النصوص، ولأن النحو علم آلة وتوظيفه يكون بتنزيل أدواتِه على النصوص.
وختم الدكتور عدنان أجانه كلامه بالمقولة التي أشار إليها الدكتور عبد الرحمن بودرع في كتابه «الأساس المعرفي للغويات العربية» وهي أن النحو كشافٌ قوي للظواهر وكشافٌ ضعيف للبنيات، وأضاف أن نحو النص ينتظر من النحاة في هذا العصر أن يَخطُوا بالنحو خطوة إلى الأمام، وذلك من خلال إعادة تركيب الظواهر النصية في قوالب نحوية عامة وصياغتها في مطالب نظرية ومصطلحات تكشف لنا عن نصية النص وعن نحوية النص أساسا، وتربط لنا ربطا محكما بين النص في كليته وعمومه وبين المفردة في خصوصيتها وجزئياتها.

أما القراءة الثالثة للكتاب فقد قدمها الدكتور أبو الخير الناصري الذي صدر كلامه بشكر المركز على إتاحة هذه الفرصة العلمية بين جلةٍ من العلماء، وكانت مداخلتُه محاولةً لإضاءة جوانب في الكتاب المَقْروء، وكانَت كلمتُه -كما ذكرَ- موجهةً في الأساس إلى طلاب الماستر والإجازة، لأن الكتاب حسب قوله كما ذكر الدكتور هشام بحيري موجه بالدرجة الأولى إلى الطلاب رغبةً منه في تمكينِهم من هذه المهارة؛ مهارة التحليل النحوي والتحليل الصرفي للنصوص الشعرية وغيرها.
وفي هذا المنحى ذكر المحاضرُ أن كتابَ التحليل النحوي للنص الشعري تطبيق على قصائدَ مختارة من ديوان الشوقيات، وأشار إلى أنه رافق الكتاب قبل صدوره ثم رافقه بعد صدوره في طبعة أنيقة عن مؤسسة الرحاب الحديثة بلبنان، وأجمل المُتحدِّثُ مداخلَتَه هذه في الإبانَةِ عن أخلاق المؤلف المبثوثة في ثنايا الكتاب في ثلاث نقاط تمثلت في: علو الهمة وهي صفة راسخة في شخصية المؤلف، وتجلت هذه الهمة في اختياره مسلكا صعبا في البحث العلمي وهو مسلك التطبيق قبلَ التنظير، وذكر أن سند الدكتور هشام بحيري يتصل بالسلسلة العلمية المباركة التي أشارَ إليها الدكتور عبد الرحمن بودرع، فقد تطلع الدكتور هشام إلى علم أستاذ الدكتور عبدالرحمن بودرع وهو الدكتور فخر الدين قباوة، فسعى إلى أن يأخذ من علمهما ويتشبه بهما فكان من ثمار ذلك هذا الكتاب الذي جاء على منوال بعض مؤلفاتِ رجال العلم الأفذاذ ومنهم الدكتور فخر الدين قباوة حفظه الله.
ثم تطرق المحاضرُ إلى النقطة الثانية من مداخَلَته وهي التواضع واجتناب الادعاء فقصد بالتواضعِ التواضعَ أمام العلم والعلماء، والإقرار بأن أول العلم التعلم، ثم النسج على منوال ما يقوله العلماء، وعدم إنكار ما يأخذه المرء من غيره.
وأشار المحاضر إلى أنه قارن ووازن بين كتاب «التحليل النحوي للنص الشعري» لمؤلفه هشام بحيري، وكتاب «المورد النحوي» لفخر الدين قباوة، فقد وازن في مقدمة كل منهما ثم في الخطوات المعتمدة في تحليل القصائد تحليلا نحويا، وأهمها إعراب الأبيات كلمة كلمة ثم إعراب الجمل فالتحليل الصرفي للكلمات الواردة في كل بيت، كما وازن بينهما في الفهارس التي ذيل كل منهما كتابه، فوجد اتفاقا في الكتابين في الكثير مما ذكر، كما ذكر أن المؤلفَ يصرح في مقدمة كتابه بأنه يسير على نهج العلّامة فخر الدين قباوة ولم يدَّعِ المؤلفُ أنه أتى بجديد أو فتح بابا في العلم لم يطرقه أحد من قبل. وأضاف المحاضر أنّ مِن إضافَةِ المؤلف عَقْد معجم للمصطلحات الصرفية وهو نوع من الاجتهاد المحمود المرغوب فيه، فقد أفرد هذا المعجم للتعريف ببعض المصطلحات الصرفية مقسما إياها إلى ثلاثة أقسام: مصطلحات الفعل، ومصطلحات الاسم، ومصطلحات الإدغام، مشيرا إلى أننا حين نقرأ الكتاب نجد أن مضمونه أكبر من عنوانه فهو ليس في النحو وحده بل هو في النحو والصرف أيضا.

أما النقطة الثالثة فقَد سماها المحاضر بالبعد التربوي للباحث ذلك أن الكتاب لا يستغني عن البعد التربوي فهو يصطحبه معه ويوليه اهتمامه، وللاقتراب من هذا البعد اقترح المحاضر قراءة مقطع من مقدمة الكتاب، ومن خلال تلك المقدمة ذكر أن المؤلف وضع نصب عينيه القيم التي يمكن أن يتشربها الطلاب من قراءة نص دون نص وتحليل قصيدة دون أخرى، فعُني عناية خاصة كما يقول بالنصوص التي تكون موضوعا للتحليل في كتابه، وهذا ما تكشفه إشارته إلى معيار اختياره للنصوص، وذكره أن الأشعارَ التي عُنيت بطلب العلم والأخلاق الفاضلة قد نالت حظوة كبرى في عملية الاختيار، وكأنه يخبرنا أن العبرة في تحليل النص أيا كان موضوعه في أن يكون العلمُ حاملا قيماً أخلاقية سامية، وتلك دعوة غير صريحة من المؤلف إلى المزاوجة بين العلم والأخلاق، فقد أسهم هذا المعيار الأخلاقي والبعد التربوي في تحديد محتوى الكتاب ومضمونه، خاصة حينما تكون النصوص المحللة هي نصوص أحمد شوقي التي تُعنى بطلب العلم والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة. وختم المحاضر ورقته بأن هذه كانت إشاراتٍ موجزةً عن أخلاق المؤلف كما بدت له من خلال كتابه، وهي أخلاق لا تنفك عن الكتاب ومضمونه ومنهجه، وذلك لأن علو همة المؤلف وسعيه إلى أن ينتمي إلى سلسلة من العلماء خاصة هو ما جعله يسير على نهج الدكتور فخر الدين قباوة، كما أن تواضعَه هو ما جعله يصرح باتباعه منهج الدكتور فخر الدين قباوة في كتابه المورد النحوي، ولم يكن اختيارُه قصائدَ من الشوقيات للتحليل النحوي ليحدث لولا البعد التربوي والدافع الأخلاقي له.

ثم تناول الكلمة مؤلف الكتاب الدكتور هشام بحيري مستهلا حديثه بشكر رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي الدكتور محمد الحافظ الروسي وشكرِ أستاذِه الدكتور عبد الرحمن بودرع، وشكرِ جميعِ الحضور، وفي كلمته حول الكتاب تحدث عن سياق تأليفه، فذكر أن الكتابَ يشكل ملمحا من ملامح المشروع العلمي الذي يشتغل به، فالكتاب كان في الأصل بحثا لنيل شهادة دبلوم الدراسات العليا المعمقة سنة 2007، بإشراف الدكتور عبدالرحمن بودرع، وقد انبثقت فكرة الكتاب عندما كان يدرس مادة النحو مع أستاذِه المُشرِف عند تحليل قصيدة للشماخ بن ضرار في وصف القوس، فكان المؤلف يبحث عن كتاب يساعده في تنمية موهبته وتعزيز مهاراته في التحليل النحوي فوقعت يده على كتاب المورد النحوي لفخر الدين قباوة فأعجِب بمنهج الكتاب، وأشار الدكتور هشام بحيري إلى أن كتابَ المورد النحوي يحلل فيه صاحبُه قصائدَ من العصر الجاهلي والعصر الإسلامي والأموي؛ وهي قصائد بلا شك لا تخلو من صعوبة فعزم على أن يتبع منهج الدكتور قباوة واختار مجموعة من القصائد التي كانت مناسبة لمستواه كما ذكر، ومناسِبة أيضاً لمن يطلع على هذا البحث، فاختياره كما أشار كان بتوجيه من الدكتور عبد الرحمن بودرع، كما أثنى المؤلف على الدكتور محمد الحافظ الروسي الذي كان ضمن لجنة المناقشة والذي أشاد ببحثه وقدم بعض ملاحظاته الدقيقة اعتمدها المؤلف في مراجعة بحثه وتنقيحه، كما شجعه كثيرا على نشر هذا البحث فقد كان يذكره به في مناسبات كثيرة مما جعله يفكر في طبعه. وختم الدكتور هشام بحيري حديثه بأن هدفَه من تأليف هذا الكتاب هو أن يضعه بين يدي الطلاب والباحثين لتمكينهم من التمرن والتدرب على إجراء التحليل النحوي والتعلم الذاتي، وفق منهج واضح الخطوات من خلال التطبيق على قصائد شعرية تكون في متناول الدارس، يتجاوز في تحليلها دروس النحو النظرية التي تعج بها كتب النحو إلى الانكباب على التطبيق المباشر على النصوص، ويضيف أن الناظر في هذا الكتاب يفترض أن يكون قد أحكم القواعد النحوية والصرفية، حتى إذا أقبلَ على التطبيق كان ذلك مناسبةً لاختبار مكتسباته وتمرين قدراته وإعدادِه لتحليل نصوص أخرى وقراءتها، ذلك أن التحليل النحوي هو المدخل الأساس للقراءة السليمة، والآلية التي تمكن القارئ من فهم العلاقات بين ألفاظ التركيب ووظائفها، وختم كلامَه بأنه خطا الخطوة الأولى في مشروعه الذي يرجو له الاستمرار والتطور.





وختمت هذه القراءات بمناقشات شارك فيها الأساتذة المتدخلون والطلبة الباحثون فكانت إجابات الدكتور هشام بحيري مسك ختام هذا اللقاء العلمي المفيد.
