مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية

تقرير عن المؤتمر الدولي الثاني عشر حول تاريخ الطب بفاس

   عبد الغني زيدان    

مركز ابن البنا المراكشي

   نظمت كلية الطب والصيدلية وطب الأسنان بمدينة فاس مؤتمرها الدولي الثاني عشر حول تاريخ الطب، أيام: 22- 23- 24- 25 أكتوبر 2024، وقد اختير له هذه السنة موضوع: "التراث الطبي في رحاب الترجمة والتحصيل المعرفي، تاريخ وحضارة"، ويعقد هذا المؤتمر بشراكات مع مؤسسات علمية وجمعيات من بينهم مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات حول تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية.

   انطلقت أنشطة اليوم الأول بكلمتي السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله و السيد عميد كلية الطب و الصيدلة و طب الأسنان بفاس، عبر فيها بالمحبة و الترحاب  لكل الوفود المشاركة من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي جاء تزامنا مع ذكرى مرور 25 سنة من تأسيس هذه الجامعة.

   بعد ذلك تم نشر فيلم وثائقي عن مؤسسة المَدَاد للتراث و الثقافة و الفنون و التي أسسها الدكتور محمد صالح ابن حمزة الصيرفي تتجلى أهمية هذه المؤسسة بالأساس؛ إبراز الجانب الثقافي و الحضاري الذي عرفته الحضارة الإسلامية. وبناءا على هذا التصور النبيل عملت هذه المؤسسة على إنشاء خلال ثلاث سنوات أربع متاحف متخصصة و مسجلة بالمجلس الدولي للمتاحف، و يعد متحف دار الفنون الإسلامية بصفته أول باكورة مؤسسة المداد، متحفا متخصصا في الفنون الإسلامية يضم ما يقارب ألف (1000) قطعة فنية ناذرة تختزن 15 قرن من الفنون الإسلامية المتعددة.

   بعد هذا الشريط ألقى السيد رئيس جمعية فاس سايس كلمته التي نوه فيها بأهمية هذه المؤتمر الذي أصبح محطة أنظار كل المعنيين بالاشتغال حول مواضيع تراثية ذات طابع علمي، وألقى السيد مدير تنسيق التعريب التابع للألكسو ( المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم) كلمته والتي أشاد فيها بموضوع هذه الدورة ذي الأهمية البالغة، لتتلوها كلمات بعض الضيوف المشاركة في هذا المؤتمر.

   وفي نهاية هذه الجلسة الافتتاحية تم عرض فيلم قصير حول حركة الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية من إنتاج مركز ابن البنا المراكشي للدراسات و الأبحاث في تاريخ العلوم في الحضارة العربية الإسلامية.

   بدأت أولى الجلسات الافتتاحية لهذا المؤتمر بمحاضرتين:

   المحاضرة الأولى: " ترجمة العلوم و أثرها في توطين المعرفة و تنمية اللغة" ألقاها على مسامع الحاضرين الدكتور عبد العالي الودغيري، ركز فيها على شرطيين أساسين لبناء معجم المعرفة.

   الشرط الأول: تعميم التعليم و المعرفة من أجل تكوين ما نسميه بالرأسمال المعرفي الذي يؤسس بدوره إلى بناء مجتمع المعرفة.

   الشرط الثاني: توطين المعرفة المنقولة من تجارب الأمم و علومها و استنباتها في المجتمع الجديد.

   المحاضرة الثانية: " المصطلح الطبي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية و علاقته بتاريخ الطب. للدكتور عزالدين البوشيخي

   اعتبر أن العلوم هي حصيلة عمل العقل البشري في مجال من مجالات نظره الممكنة. و أن تاريخ العلوم إنما هو تاريخ حصيلة عمل العقل البشري في الإنسان و المجتمع و الطبيعة و المادة و ما وراء الطبيعة و ما وراء المادة و ما وسعه النظر فيه.

   ويرى الأستاذ البوشيخي إن كانت العلوم الطبية من منظور معرفي محظ هي جهد العقل البشري في رد ما خرج عن الطبيعة إلى الطبيعة في أجسام المخلوقات الإنسانية و الحيوانية و ضمان سلامتها و صحتها، فإن تاريخ العلوم الطبية إنما هو تاريخ لذلك الجهد من العقل البشري و رصد لمدى تطوره في الإحاطة بموضوعاته تشخيصا و تفسيرا و علاجا و استشرافا.

   الجلسة الأولى : الترجمة الطبية: قضايا و إشكالات

   تناول الأستاذ زين العابدين الحسني في بداية مداخلته "إسهام الترجمة في نقل تطور التراث الطبي". إذ يعتبر أن الترجمة أساسية لتحقيق التواصل اللغوي، إضافة إلى الحرص على ضبط اللغات لتحقيق ترجمة مناسبة تعتمد على قواعد وأسس ثابتة، خاصة في مجال العلوم والطب.

   بعدها، قسم الأستاذ زين العابدين موضوعه إلى أربع محاور أساسية:

   المحور الأول: تناول فيه مخطوطات طبية مترجمة إلى اليونانية.

   المحور الثاني: تكلم فيه عن مخطوطات مترجمة إلى العبرية.

   المحور الثالث: أفصح فيه عن بعض المخطوطات الطبية المترجمة من الفارسية إلى لغات أخرى.

   المحور الرابع: تحدث أيضا عن مخطوطات طبية من العبرية إلى لغات أخرى.

   تحدث  الدكتور قاسم طه سارة عن أهمية "الترجمة الطبية المؤسسية من دار الحكمة إلى المدونة الطبية العربية"، جاءت هذه المداخلة في أربع محاور أساسية:

  • تحرير للمصطلحات وتذكير بالتاريخ.
  • استعراض لمصادر المعلومات في التراث وفي الوقت الحاضر باللغة العربية.
  • الأساس المنطقي لبناء مدونة طبية عربية.
  • مراحل العمل التمهيدية والخطوات العملية للمدونة الطبية العربية.

   تفضل الأستاذ لحسن مشينيع تقسيم مداخلته الى شطرين و التي كان عنوانها "وثيقة الأرشيف الاستعماري، الترجمة والقراءة والتأويل"، الشطر الأول تناول فيه مجموعة من التعريفات الأساسية مع تسليط الضوء أيضًا على مجموعة من المفاهيم. أما بخصوص الشطر الثاني فقد ناقش فيه الباحث بعض القضايا وكذلك بعض الإشكالات التي تخص أساس ترجمة وقراءة وتأويل معطيات وثيقة الأرشيف الصحي.

   تقدمت الأستاذة فاطمة الزهراء السيوري بإلقاء مداخلتها و التي حملت عنوان "قراءة نقدية في ترجمة كتاب تاريخ الطب العربي للمستشرق الفرنسي لوكليرك – الطب العربي من عصر ما قبل الإسلام إلى عصر المأمون أو عصر الترجمة"، في بداية مداخلتها اعتبرت الباحثة أن هذا المرجع يعد من المراجع الأوائل لتاريخ الطب في الوقت الحالي فهو أكبر مراجع الطب والأطباء العرب العلماء الذين أسهموا في تأليف الكتب الطبية، وقد ظل حبيس اللغة الفرنسية لأزيد من قرن من الزمن حتى ترجم سنة 2017 بمبادرة من مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للتكنولوجيا.

   جاءت المحاضرة الموالية من نصيب الباحثة سهام البلغيثي و التي تحدثت فيها عن "كتاب جالينوس": الترجمة والتحقيق والتعريب والتوظيف في التراث العربي الإسلامي من خلال مخطوط "منافع لبنية وما ينفع في الأزمنة" للمؤلف المغربي محمد بن علي بن باديس الصنهاجي.

   تفضل الأستاذ الباحث أنس ريري بإلقاء مداخلته التي كان عنوانها "التدبير التأويلي للترجمة بين علم النفس و التاريخ" قسم الاستاذ ورقته الى ثلاث محاور أساسية، المحور الأول بين فيه أهمية الترجمة باعتبارها تجربة فكرية و نفسية وجودية و معولمة، ثم في المحور الثاني حدد فيه إشكالية تشخيص الوعي التأويلي في الترجمة، لينتقل في المحور التالي و الأخير إلى الربط بين التاريخ و التحليل النفسي لأنهما يتداخلان في إبستيمولوجيا مشتركة بين العلم و الخيال.

   أما المداخلة الأخيرة لهذه الجلسة و التي كان عنوانها " الترجمة التاريخية و التراث الطبي، إشكالات و مقاربات علمية و منهجية" للأستاذ محمد براص. حاول في بداية كلمته استحضار بعض الطرق للاستفادة من النصوص التراثية الطبية مبينا أن أهم هذه الطرق هو إتباع المنهج الكلاسيكي في الحصول على المعلومات و التعرف على طبيعة المصنفات. و قد قسم الأستاذ المحاضر مداخلته إلى ثلاث محاور موضحا في المحور الأول الترجمة الطبية و عقدة التأريخ للعلم، بعدها انتقل الأستاذ في المحور الثاني إلى توضيح النص الطبي من نهج المترجمين القدامى إلى عقدة و المصطلح و الألسن و في الأخير عمل الأستاذ الى استظهار التراث الطبي و الترجمة بين إشكالية التصنيف و فرص التكنولوجيا.

   الجلسة الثانية: الترجمة و إشكالية المصطلح

   خلال هذه الجلسة تقدم الأستاذ بسام بركة عرض محاضرته بعنوان "ترجمة مصطلحات الطب النفسي بين القديم و الحديث" تحدث الأستاذ عن المصطلح بشكل عام و عن المصطلح الطبي بشكل خاص و عن المقارنة بينهما سواء في القديم و الحديث. كما تحدث أيضا عن الجانب اللساني من حيث تكوين المصطلحات من وجهة نظر علم اللسانيات.

   انتقلت الكلمة للأستاذ محمد الراضي التي تحدث فيها عن "المصطلح الطبي بين الترجمة و التوليد و التعريب"، و قد اقتصر الأستاذ في مداخلته على بعض الآليات لتوليد المصطلح و الترجمة.

   تفضل الأستاذ خالد اليعبودي إلقاء مداخلته بعنوان "آليات تطويع الدخيل بمصطلحات الصيدلة" تحدث فيها عن جهود تصنيف معاجم الصيدلة متعددة اللغات.

   وأكد الأستاذ أن مقياس نهضة مجال علم يكون مرهونا على الأقل بوجود معجم أو قاموس اصطلاحاته بلغة الاستعمال. ويضيف بما أن العالم العربي يتوق في معظم أقطاره إلى تداول أجهزته المفاهيمية بلغة المتداول اليومي المقتبسة، فان غياب معجم الصيدلة أحادي اللغة ( عربي-عربي) يمثل فجوة. مثلما هو الحال في الكثير من مجالات العلوم التطبيقية.

   اختتمت هذه الجلسة بمداخلة الأستاذ محمد الصديق أحمموشي بعنوان "الصعوبات المنهجية في ترجمة المصطلح الطبي الأعجمي إلى العربية: دراسة مخطوط " كتاب في المفردات الطبية" لابن الجزار و مخطوط "المستعيني في الطب" لابن بكلارش. تكلم الأستاذ في مداخلته عن كتاب في المفردات الطبية ابن الجزار، لينتقل مباشرة الى التعريف بهذا العالم الفذ مبينا في نفس الوقت منهج ابن الجزار في ترجمات المصطلح الطب من خلال كتاب المفردات الطبية. ثم تحدث الأستاذ عن كتاب المستعيني في الطب لابن بكلارش ثم عرف بصاحب هذا الكتاب ليختتم كلامه عن معجم ابن بكلاش للمصطلحات الفارسية و اليونانية حسب الترتيب الأبجدي.

   الجلسة الثالثة: الترجمة و التراث الطبي القديم

   في اليوم التالي انطلقت الجلسات العلمية لهذا المؤتمر الدولي. بحيث افتتحت الجلسة الأولى بمداخلة ألقاها على مسامع الحاضرين الأستاذ هباط حمادي المعنونة ب " نقول حنين ابن إسحاق أو البلاغة بلسانين"، أراد أن يبن من خلال هذا العنوان كيف قارب حنين ابن إسحاق إشكالية ترجمة النصوص الطبية و خصوصا كتب جالينوس، و كما هو معلوم أن حنين ابن إسحاق كان مترجما بارعا للكتب الطبية بعكس ابنه إسحاق بن حنين الذي برز مترجما قويا  للنصوص الفلسفية و المنطقية و العلمية.

   انطلقت المداخلة الثانية بعنوان "الترجمة الطبية آلية لتطوير التحصيل العلمي الطبي و تدعيم التلاقح الحضاري بين الأمم"ـ

   جاءت هذه المداخلة مشتركة بين الأستاذة لبنى قهواجي و الأستاذ محمد بسباس. يؤكد كلا الباحثين في أول تقديم لمداخلتهما أن التراث الطبي انتقل بواسطة وسائل لغوية متعددة عبر الترجمة و التي أسهمت في تطوير التحصيل العلمي الطبي. و في هذا الاتجاه انبرى عديد من المفكرين على اختلاف تخصصاتهم من الأطباء والصيادلة و البياطرة و اللغويين نقل المعرفة الطبية بين الأمم بهدف تقاسم وسائل و طرق و بيداغوجيات لتحقيق الفهم الطبي السليم و السلامة و الصحة الإنسانية.

   تفضلت الأستاذة منى بن داود إلقاء مداخلتها و التي كان عنوانها "من المخطوطات اليونانية إلى المكتبات الأوربية: رحلة المعرفة الطبية من خلال الترجمات العربية و اللاتينية". ناقشت الأستاذة عوامل و مقومات ازدهار ترجمة الكتب الطبية من اليونانية إلى العربية مبرزة في نفس السياق دور الحكام و الأعيان الذين أسهموا في تشجيع ترجمة الكتب الطبية و دعمهم للمترجمين. كما أبرزت دور مترجموا بغداد على نظرائهم في طليطلة لغويا و علميا و بالتالي كانوا أصحاب المناهج الصارمة التي طبقوها في عملية الترجمة بشكل أفضل من غيرهم .

   ألقى الدكتور جمال بامي رئيس مركز ابن البنا المراكشي مداخلة قيمة كان عنوانها " ترجمات حديثة لكتب طبية عربية قديمة: قراءة في الدلالات و الابعاد". في بداية كلمته أشار الأستاذ جمال بامي بحكم تخصصه الجامع ما بين علم النبات و التاريخ، أن هذه المقاربة الثنائية بين هاذين المجالين تفضي إلى إفراز  المعاجم النباتية و تعطي حافزيه قوية نحو الفحص المادي للنصوص من ّأجل البحث عن دلالتها و معانيها.

   كما استحضر الأستاذ جمال بامي بعض النصوص الحديثة المهتمة بالأوبئة في التراث العربي الإسلامي.  من خلال العمل التي قامت به الباحثة الفرنسية "سوزان زيكود" بترجمة رسالة ابن خاتمة الأنصاري حول الطاعون الأسود نشرت سنة 2010م، و أيضا العمل الذي ألف العالم "دولز" ب أطروحته حول الطاعن الأسود في جامعة برينستون و التي نجد جل المصادر المعتمدة في هذه الأطروحة مأخوذة من التراث العربي الإسلامي حول الطاعون.

   إن هؤلاء الباحثين في نظر الأستاذ جمال بامي باعتبارهم قامات علمية وازنة وبفضل أبحاثهم كان لهم دور بارز في رفع مقام التراث الطبي العربي إلى المستويات الأكاديمية.

   من جهة أخرى يرى الأستاذ جمال بامي أن هناك ترجمات حديثة لنصوص طبية تهتم بالمادة الطبية، و يستحضر الطبيب و المستشرق الألماني ماكس مايرهوف الذي أحب اللغة العربية و أحب علمائها، فكيف لا و البيروني من أعظم علماء هذه الحضارة نال المحبة الخالدة عنده. فالعلماء المسلمين ومنهم البيروني درسوا المادة الطبية دراسة عميقة فكان لهم الفضل في قراءة كتب "ديسقوريديس" فقاموا بناءا على ما قرؤوه و حللوه تحليلا علميا

   لقد وضع ابن البيطار في كتابه "الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية" ألف و مائتين من العقاقير، كان هذا التطور العلمي الذي عرفته المادة الطبية في نظر الأستاذ جمال بامي  مبنيا في المقام الأول على الاهتمام والبحث و التدقيق لدى ابن البيطار و العلماء الذين أتوا من بعده.

   اختتمت هذه الجلسة بمداخلة ألقاه على مسامع الحاضرين الدكتور محمد بن أحمد الديبان بعنوان " مشكلات تحقيق النصوص التراثية المترجمة من اليونانية" الكتب الطبية نموذجا.

   يعتبر الأستاذ أحمد الديبان أن الطب العربي القديم المكتوب باللغة العربية جاء من ثلاث مصادر:

   المصدر الأول: ترجمة المصنفات الطبية اليونانية و خصوصا كتب جالينوس الطبية فهو الطبيب الذي هيمنت كتبه الطبية في العصر العباسي.

   المصدر الثاني: خبرة المدارس السريانية التي قامت بعملية الترجمة: الغريب في الأمر في نظر الأستاذ احمد الذبيان هو أن جل الترجمات السريانية فقدت و لم يلقى لها أثر لكنها بقيت بقوة بعد الإسلام و بدعم من الخلفاء العباسيين.

   ويأتي الرافد الثالث في نظر الأستاذ و الذي كان حافزا قويا هو فضل التجارب التي قام بها الأطباء المسلمين.

   الجلسة الرابعة: جهود العلماء و المؤسسات في الترجمة الطبية

   افتتح الأستاذ عبد السلام الإدريسي الجلسة بمحاضرة بعنوان "التراث الطبي العربي وترجمته في الجامعات العربية: قضايا وتحديات". أكد على أهمية الدين الإسلامي في تحفيز العلماء على النهضة العلمية والعمرانية، مشيرًا إلى أهمية طلب العلم والتكامل بين الدين والعلم والدعم الحكومي والتفكير العقلاني.

   تلاه الأستاذ أحمد عزيز بوصفيحة بمداخلة حول "جهود الجمعية المغربية للتواصل الصحي في ترجمة المقررات الطبية"، التي أنتجت أعمالًا قيمة، لعلها "الموسوعة الطبية العربية المغربية".

   ثم تحدث الدكتور مرزوق يوسف غنيم عن جهود "المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية" في الترجمة والتأليف الطبي، يليه الدكتور مراد الريفي الذي تحدث عن جهود معهد تنسيق التعريب في ترجمة العلوم الصحية.

   الجلسة الخامسة: ترجمة التراث الطبي في المغرب و الأندلس

   افتتحت الأستاذة فدوى الهزيتي الجلسة بمحاضرة بعنوان "ترجمة التراث الطبي الأندلسي إلى الأعجمية: من النبوغ إلى الأفول".

   تلاها الباحثة هاروش جميلة بمداخلة حول "دور الترجمة في التعريف بالمخطوط الطبي العربي في إسبانيا – مجموعة غايانغوس أنموذجًا". أكدت على أهمية هذه المجموعة الموجودة في إسبانيا، مشيرة إلى المكتبة الوطنية بمدريد والمدرسة العربية الإسبانية والمكتبة الشهيرة لمولاي زيدان.

   ثم قدم الأستاذ محمد أتسوانت مداخلة حول "المخطوط الطبي والترجمة العربية الأمازيغية"، حيث تحدث عن أهمية المخطوطات الطبية في سوس وترجمتها إلى الأمازيغية.

   حدد الأستاذ بعض الكتب الطبية المخطوطة البارزة وهي:

. "الهدية المقبولة في حلل الطب المشمولة" للطبيب أحمد بن صالح الدرعي.

. "مشارق الأنوار في رياض الأزهار" لعبد الله محمد بن إبراهيم النضيفي السوسي.

."ذهاب الكسوف ونفي الظلمة في علم الطب والطبائع والحكمة" لعبد الله أحمد بن عزوز المراكشي السوسي.

. "في العلاج والعقاقير" لمحمد بن عبد الرحمن التيلكاني الحامدي السوسي.

. "مجموع في الطب" لعلي بن طلحة الرجراجي الشوشاني، أول مؤلف سوسي يحتوي على ترجمات لوصفات طبية باللغة الأمازيغية.

   الجلسة السادسة: مائدة مستديرة بعنوان "الترجمة الطبية في زمن الذكاء الاصطناعي"

   شهدت الجلسة الختامية لهذا المؤتمر إقامة مائدة مستديرة تحت عنوان "الترجمة الطبية في عصر الذكاء الاصطناعي"، قدّم مجموعة من الأساتذة الباحثين مداخلات حول مواضيع مختلفة تتعلق بالترجمة الطبية والذكاء الاصطناعي.

   ابتدأ الاستاذ عبد الله اليوسفي بمداخلته حول "تاريخ الترجمة الطبية والذكاء الاصطناعي"، لينتقل الاستاذ عمر المهديوي و يتحدث في مداخلته الثانية "رقمنة المعاجم الطبية التراثية العربية: نحو بناء قاعدة بيانات طبية ضخمة".

   ثم تطرق الأساتذة علي عبد الله سعيد السعدي وأحمد خميس عبد الله الشحي إلى موضوع: "الترجمة الطبية والذكاء الاصطناعي: تحقيق وتخزين وإتاحة وربط الوسائل المتعددة".

   تناولت الأستاذة خديجة رفوح من المملكة العربية السعودية موضوع: "بناء مجموعة متوازية عالية الجودة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية لترجمة اللغات القائمة على الذكاء الاصطناعي".

   تدخل الأستاذ علي بولعلام في آخر جلسة من جلسات هذا المؤتمر للحديث حول موضوع "الترجمة الآلية وتقنيات وسم المصطلح: مقاربة أنطولوجية".

   وأخيرا، اختتمت هذه الجلسة النهائية لهذا المؤتمر المتفرد بمحاضرة قيمة أعدها الأستاذ: سي الحسين أزواغ بعنوان: " النماذج اللغوية الكبيرة في خدمة الطب: تطبيق أدوات تحليل المشاعر عند المرضى".

ذ. زيدان عبد الغني

باحث مركز ابن البنا المراكشي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق