تقرير عن الدورة التكوينية في موضوع: “محاربة التطرف عن طريق الانترنيت للشباب في المغرب”
استكمالا للنشاط السابق، الخاص بملتقى المثقفين النظراء والعلماء الوسطاء والشباب الجامعيين الذي أشرفت على تنظيمه الرابطة المحمدية للعلماء في إطار إدارة برنامج تعزيز بناء القدرات في مكافحة خطاب التطرف والإرهاب الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء -عن بعد- وهمَّ المثقفين النظراء والعلماء الوسطاء والشباب الجامعيين، يوم السبت 03 يوليوز 2021 انطلاقا من مقر الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط وبمشاركة مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان وعدد من المراكز الأخرى التابعة للرابطة، والذي سعى إلى مواصلة الجهود العلمية المبذولة في مجال محاربة التطرف، ضمن برنامج عام يشمل دورات تكوينية وملتقيات وسيمنارات أطلقته الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع مديرية برنامج مساندة تعزيز القدرات في موضوع مكافحة الإرهاب بكندا.
وسيرا في نفس الاتجاه، انعقدت بمقر مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان دورة تكوينية في موضوع: "محاربة التطرف عن طريق الانترنت للشباب في المغرب"، أيام 08-09-10 يوليوز2021 حضره أكثر من عشرينا باحثا؛ منهم باحثون بمراكز الرابطة بمدينة تطوان (مركز أبي الحسن الأشعري- مركز ابن أبي الربيع السبتي- مركز أجيال للوقاية والتمنيع) وأطر تربوية (معلمون وأساتذة) وخطباء مساجد ووعاظ ومرشدون (بالمجالس العلمية بالمدينة) وطلبة الدراسات العليا ومهتمون، للاستفادة من البحث في سبل تمنيع الشباب من التطرف عن طريق الانترنت.
وقد شملت مداخلات هذه الدورة المحاور التالية:
الجلستان الأولى والثانية: دارتا حول موضوع: العنف والتطرف الرقمي،
الجلسة الثالثة حملت عنوان: الإطار السيكولوجي لخطاب التطرف،
الجلسة الرابعة كانت في موضوع: سيرورة التطرف عقيدة وسلوكا،
فيما خصصت الجلسة الخامسة للخلاصات والتخطيط لآفاق العمل.
وفيما يلي ملخص لأعمال هذا الملتقى:
- تقدم الدكتور جمال علال البختي رئيس مركز أبي الحسن الأشعري في البداية بمداخلة خلال الجلسة الأولى بكلمة شكر فيها المؤطرين والحضور المشاركين في هذه الدورة التكوينية، مجليا عن ورقته التأطيرية بعنوان: "مدخل تقديمي حول التطرف العقدي والفكري"، حيث أشار في بداية كلمته إلى كون هذه المعلومات متوفرة بشكل متاح على الشبكة العنكبوتية، لذلك ستقتصر مداخلته على تبسيط مضامين هذا المحتوى الرقمي بما يناسب موضوع هذه الدورة. فابتدأ بالتعريف بمعنى التطرف عند هذه الفئات وقوفا على بعض تجاربهم الشخصية في بناء مواقف متطرفة، القائمة على مبدأ مواجهة الغير باعتباره خصما، ثم بين أن التطرف تنتقل فيه المواجهة من مواجهة معنوية حوارية إلى مواجهة مادية شخصية وعنيفة. ثم انتقل في نقطة ثانية إلى التأريخ لمسار التطرف العقدي والفكري باعتباره ليس ظاهرة حديثة، وإنما هو سلوك عرفته البشرية عبر تاريخها بحسب الخلفية التي ينطلق منها: عقدية أو سياسية أو ثقافية فكرية. أما أسباب هذا التطرف – يضيف المتدخل- فمتعددة بحسب منطلقاته؛ فهناك السبب السياسي الراجع إلى الإحساس بانعدام العدالة، وهناك السبب الاجتماعي كالفقر والبطالة والتفاوت الطبقي، وهناك أسباب دينية عائدة بالأساس إلى الجهل بالدين ومقاصده والوقوف على حرفية النص دون تجاوزه إلى معانيه المستنبطة ما بين الثابت من أصول الدين ومتحوله، كما أن هناك أسبابا أخرى ناشئة عن استغلال الدول الكبرى واحتكارها للسوق العالمي.. ثم وقف المتدخل –بعد ذلك- على أهم مرتكزات التطرف الديني اليوم الناتج عن الغلو في فهم الدين وطرق التدين، وأعطى مثالا عن الفهم الخاطئ لمفهوم البغي والحرابة في الإسلام انطلاقا من عدم الفهم الصحيح للنصوص الدينية المؤطرة لذلك، والتي أصبحت تتصدر المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية بفضل اليسر والسهولة التي تمرر بها محتوياتها الرقمية، فأصبحت تسهم بشكل كبير في اختراق عقول الشباب والمراهقين واستمالتهم. وأخيرا انتقل المحاضر إلى إعطاء نبذة حول تنظيم الحقل الديني بالمغرب وجهوده في تفادي الوقوع في التطرف الديني؛ وذلك بفضل المؤسسات مختلفة المشارب التي تسهم بشكل تكاملي في هذا الجهد، مع التوقف خصوصا مع دور الرابطة المحمدية للعلماء بمختلف مكوناتها ووحداتها البحثية (مراكز البحوث العلمية- مجلات دورية- مواقع الكترونية)، مع الإشارة إلى المصفوفات الرقمية التي يؤطرها توجه الأمين العام لنسج خطاب يعانق انتظارات الشباب، تمكينا لقاعدة التحصين التي انتهجتها الرابطة المحمدية في البداية، وتنتقل اليوم إلى مصفوفة أخرى قائمة على مبدأ التمنيع من خلال هذه الدورات التكوينية.
- المداخلة الثانية تقدم بها الدكتور محمد المنتار رئيس مركز الدراسات القرآنية في موضوع بعنوان: "بين يدي تفكيك خطاب التطرف: بعض الآليات والتمظهرات"، شكر في بدايتها جهود رئيس مركز أبي الحسن الأشعري لانخراطه في مشروع الرابطة المحمدية للعلماء، ومعه الحاضرون الذين لبَّوا الدعوة، وكذا الباحثون بالمركز على جهودهم في تيسير إقامة هذه الدورة التكوينية، ثم وضع في البداية مقدمات لعرض طريقة اشتغال الرابطة المحمدية للعلماء في تفكيك خطاب التطرف، موضحا أن التطرف يعني فيما يعنيه تجاوز الاعتدال كما أصلته بعض النصوص الدينية وآثار وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء، لافتا إلى أن التطرف ناتج بالأساس عن الجهل بالدين ومقاصده العامة، وأن منطلقه الأساس قائم على مقولة (الحرية في الدين) باعتبارها أحد مداخل هذا الاستقطاب. وقد بيَّن المتدخل بعض تهافت هذه الرؤية انطلاقا من مفاهيم المتطرفين الخاطئة في عدم تفريقهم بين القطعيات ومواطن الاجتهاد، وعدم اعتبارهم للسياقات (سواء في التنزيل أو في الأحكام)، أو في عدم اعتبارهم للتدرج في نمط التدين، هذا بالإضافة إلى القلق الوجودي الذي يعيشه الشباب في سبيل البحث عن الحقيقة، وما تسببه الوسائط الاجتماعية اليوم من تمرير مفاهيم خاطئة وفتاوى خاصة، مع الأخذ بعين الاعتبار –بشكل آخر- ما تقوم به هذه المواقع من تذليل العقبات أمام الشباب إشباعا لرغباتهم المعرفية وإثارة للاستقطاب. ومن ثم- يقول المتدخل- وجب أن تخضع هذه الاحتياجات للتوجيه والضبط، وهو ما تقوم به الرابطة المحمدية للعلماء إلى جانب باقي المؤسسات الدينية بالمغرب ضمن مسؤولياتها في التأطير والتوجيه الديني، وقد وقف المحاضر مليا على تفكيك بعض عناصر البحث الأصولي في فهم آليات الخطاب الديني لتنزيله منزل التعامل واقعيا مع هذه الإشكاليات المستحدثة لدى الشباب، وخاصة في تنزيل مفاهيم التحريف والتأويل والانتحال بل وحتى الاختطاف لمختلف النصوص الدينية وآليات فهمها، والتفريق بين الخطاب التكليفي والخطاب الوضعي وغير ذلك من المباحث، أملا في الوصول إلى منظومة معرفية مفهومة لمختلف طبقات المتلقين وخاصة الشباب منهم، فهم الأكثر استقطابا من طرف الفكر المتطرف.
- المداخلة الثالثة كانت بعنوان: "المصفوفة الرقمية، الخطاب المتطرف آلياته وتمظهراته"، عرضها الدكتور عبد الصمد غازي رئيس مركز مسار للرصد والدراسات الاستشرافية والرقمية بالرابطة المحمدية للعلماء، ابتدأها بشكر رئيس مركز أبي الحسن الأشعري والباحثين الحاضرين، وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء العلمي، معتبرا أن مثل هذه الدورات التكوينية تعد فرصة للتعاون وتبادل الأفكار في موضوع أصبح يسيطر على الساحة العامة، ولذلك فإن الرابطة المحمدية للعلماء انتبهت مبكرا للجانب المتعلق بالسياق، وكان لمركز الرصد التابع لها يد في توجيه آليات تدخلها في هذا الباب، وهي اليوم تسعى إلى استكمال هذه الآليات من خلال الدورات التكوينة التي تؤطرها في هذا الباب بخصوص مواجهة ظاهرة التطرف الديني.. وقد أشار بعد ذلك إلى ما قامت به مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء من إصدار موسوعة التطرف في جزئها الأول بالتعاون مع الايسيسكو. ثم انتقل المتدخل إلى جانب آخر من مداخلته مبيِّنا أن طريق المواجهة اليوم هي مواجهة رقمية بالأساس، لما أصبح عليه اليوم التطرف عبر الانترنت من انتشار وتطور في أساليب الاختراق لشباب الأمة، ومن ثم وجب التصدي له عبر مصفوفة رقمية، يقول المتدخل: اليوم نحن في لحظة رقمية بامتياز- ومن ثم وجب أن تشمل هذه المصفوفة كل أنواع هذه المعارف.. ويضيف: ووجب بناء قدرات هذا الجيل بحسب ما يعيشه من حضور رقمي مختلف.. ومثَّل لهذه التحديات الرقمية بالألعاب الالكترونية للأطفال التي أصبحت مؤيدة للعنف.. وما أن يصبح الطفل مراهقا حتى يكون قد تغذى على العنف والتطرف. وقد خلص المتدخل إلى نتيجة مفادها: أن مدخل التطرف اليوم- بصفة عامة- هو مدخل عقدي، ومن ثم فمواجهته ينبغي أن تقوم على المداخل الخاصة بالعقيدة، ومن هنا دعت الضرورة لخلق مراكز للرابطة المحمدية تبحث في مجال التقريب العقدي لدراسة هذه الظواهر، والانتقال إلى التمنيع بعد التحصين؛ أي الانتقال من تحليل الخطاب المكتوب إلى الخطاب الرقمي وفقا لهذا التطور الرقمي المتسارع، وهو ما تجسده المصفوفة الرقمية التي انتهجتها الرابطة المحمدية للعلماء للوقوف على هذا التسارع المعرفي والحد من خطورته الواضحة على الأسرة والمجتمع اللذين انطبعا بطابع الهوية الرقمية لكل فرد منهما.
اليوم الثاني: خصص اليوم الثاني للجلستين الثالثة والرابعة، والتي كانت مداخلاتهما تدور حول محور: الإطار السيكوسوسيولوجي لخطاب التطرف، وقد طرأ تغيير على برنامجها بسبب ظروف خاصة. حيث التحق بالمنصة الباحث بمركز أبي الحسن الأشعري الأستاذ محمد أمين السقال لتقديم مداخلة في موضوع التطرف.
- مداخلة الأستاذ محمد أمين السقال كانت بعنوان: التطرف الديني مقاربة نفسية- اجتماعية: بين في مقدمتها أن ظاهرة التطرف لا حدود لها في العالم الافتراضي، وقد وثق لموضوع التطرف بعرض شريط قصير يبين خطر التطرف على المجتمع، ثم ابتدأ عرضه بالوقوف على معنى التطرف اللغوي والاشتقاقي من مثل ما يتلبس به المتطرف من تمركزه خارج المجتمع، وأنه لا يثبت على عهد، وأنه يكثر التنقل، مبرزا أنه حتى في القرآن الكريم يدور معناه حول المجاوزة أو عدم التوسط، وما يدخل في معاني الغلو والتشدد والتعصب.. وكل ذلك يؤدي – بطبيعة الحال والمآل- إلى الوقوع في شرك الإرهاب. ثم أبرز المتدخل أن التطرف - ومن خلال هذه المعاني جملة- ليس ظاهرة دينية محضة، وإنما هو ظاهرة اجتماعية، وأن أغلب المقاربات التي ذهبت لمعالجته هي مقاربات دعوية في غالب الأمر. بعد ذلك انتقل المتدخل لبيان ضرورة تكامل المناهج والبرامج من أجل الوصول إلى نتائج جيدة في معالجة الظاهرة، مشيرا إلى أن المقاربة التي ينبغي أن يؤسس عليها تدخل المعنيين بالأمر يجب أن تقوم على مرتكزين اثنين: مقاربة عقدية مذهبية ترتكز على أصول المذهب الأشعري، ومقاربة نفسية اجتماعية (سوسيولوجية) تنهل من علم النفس الاجتماعي، ومن خلال ذلك سيتبين أن التطرف ظاهرة متعددة الأبعاد والمشارب. وقد فصل المحاضر في المقاربة الثانية وقدم خلالها مجموعة من الروائز التي تدخل في فهم سلوك المتطرف كالتنشئة الاجتماعية والتفاعل داخل المجتمع والرغبة في إثبات الذات وغير ذلك.. ليخلص في الختام – بعد هذا التطواف- إلى تسجيل ملاحظات أهمها: 1- أن أغلب المتطرفين ينحدرون من أحياء هامشية وفقيرة، 2- وأن أكثر الذين يخترقهم التطرف هم من الشباب المنعزل عن المجتمع، 3- وأن أغلبهم سبق له أن تعاطى أو تاجر في المخدرات، 4- هذا بالإضافة إلى تدني مستواهم التعليمي، 5- وأخيرا فإن أكثر هؤلاء الشباب تجده يعيش توترا نفسيا.. ومن ثم – يقول المتدخل- يتبين للجميع أن التطرف ظاهرة اجتماعية لها جذور عقدية، وأن المتطرف يتبنى أفكارا عن الدين فاسدة بعد أن تغذيها مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية.
محور الجلسة الرابعة كان حول: سيرورة التطرف عقيدة وسلوكا؛ وسعى إلى معالجة العناصر التالية: تحديد المفاهيم الأساسية، سلسلة التطرف العنيف، الخرائط الذهنية.
ونظرا لضيق الوقت المتاح في هذه الجلسة فقد حاول الدكتور محمد بلكبير رئيس مركز القيم التابع للرابطة المحمدية بالرباط وضع خطاطة عامة لهذا المحور، قدم في بدايتها امتنانه وشكره لتعاون مركز أبي الحسن الأشعري في شخص رئيسه والباحثين به والمدعوين، مثمنا انخراطهم الفعال في دورات تكوينية سابقة من أجل المساهمة في إنجاح المشاريع العملية للرابطة المحمدية للعلماء. ثم انطلق المتدخل متحدثا عن الاختراق الفكري للتطرف وآلياته، مشيرا إلى أن كل الدراسات تؤكد أن التطرف ليس جبليا، لكنه باستطاعته أن يخترق الفكر كما يخترق الماء الجدران، وأكد أنه يمكن اعتبار التطرف صناعة؛ ومن ثم وجب مواجهته بصناعة مماثلة قوامها اهتمامنا بوضع آليات وفق نمط التدين القائم على الثوابت التي اختارها المغرب في ذلك جمعا بين العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني حتى يتسنى لمن يحاور هؤلاء من إصلاح تلك الاختراقات التي وقعوا فيها؛ بمعنى إعادة تغيير الخريطة الذهنية لهم، وبالتالي إزالة مجموعة من الأوهام المترسبة في أذهانهم بسبب اختراق أفكار الجماعات المتطرفة. وانطلاقا من هذه المقاربة عملت الرابطة المحمدية للعلماء على وضع مصفوفات رقمية قائمة على مرتكزي التربية والفكر؛ الهدف منها تكسير تلك الحلقات المتسلسلة من ترسب الأفكار المتطرفة للشباب المغربي، والأمل معقود على نتائجها القائمة على نقض برمجة الإرهابي عقديا وسلوكيا.. وقد اختارت الرابطة المحمدية في هذا الصدد –يقول المحاضر- الاشتغال وفق مقاربتين: الأولى: آلية التمنيع؛ والهدف منها خلق قدرة داخلية لدى الفرد – وخاصة داخل السجون- للتخلي عن الأفكار المتطرفة، والثانية: آلية المصالحة؛ والتي تضطلع بها الأمانة العامة للرابطة المحمدية مع الإدارة العامة للسجون بالمغرب من أجل تخليص فكر المتورطين من الأفكار الإرهابية ومصالحتهم مع أنفسهم ومع مجتمعاتهم. مشيرا في الختام إلى أن النتائج المرجوة من العمل المخبري البيولوجي الذي ينجز في المختبر هي نفسها المرجوة في معالجة مثل هذه الظواهر الإنسانية قصد محاصرتها ومعالجتها.
اليوم الثالث: اشتمل هذا اليوم على الجلسة الخامسة والأخيرة، وكانت مخصصة للخلاصات والتخطيط لآفاق العمل، وقد قدم في بدايتها رئيس المركز الدكتور جمال البختي المحاضرين المؤطرين وهما المدير الإداري والمالي للرابطة المحمدية للعلماء عبد العالي بلعاجي والسيد محسن محسن محمد من الكتابة الخاصة للأمانة العامة.
وقد طلب المتدخل الأخير الأستاذ محسن محمد (الأمانة العامة) من المشاركين تخصيص هذه الجلسة الختامية لتنظيم ورشة عمل محورها "وضع تخطيط لآفاق العمل" لتقديم حصيلة هذه الدورة التكوينية؛ وذلك عن طريق تقسيم الحضور إلى فئات واستخلاص ما تداولوه في هذه الدورة.
بعد ذلك قدم المتدخل الثاني الأستاذ عبد العالي بلعاجي تعريفا موجزا للرابطة المحمدية للعلماء ومجال اشتغالها، والمندرج ضمن إعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب، وتعميق البحث العلمي في المسائل والمفاهيم الدينية في مختلف العلوم الشرعية، والتصدي للمظاهر الهدامة التي تلبس لبوس الدين وعلى رأسها التطرف والإرهاب،. في هذا الصدد أشار الدكتور بلعاجي إلى أن الرابطة المحمدية للعلماء قد عقدت شراكات متعددة من أجل التصدي للظاهرة؛ أهمها الشراكة التي تجمعها مع رابطة العالم الإسلامي ومع منظمة الاسيسكو ومع حكومة اليابان وكذا مع دولة كندا.. وقبل الانتقال إلى وضعية الورشات العملية طلب المتدخل من الحضور إعطاءه ملخصا لما استفادوه في هذه الأيام التكوينية الثلاث، وهكذا قام المشاركون – بالتناوب حسب ما تسمح به فسحة الوقت المخصص لذلك- للتعبير عن أفكارهم؛ إما تثمينا لجهود الرابطة في مجال محاربة ظاهرة التطرف والإرهاب، أو تساؤلا عن النقائص التي يلامسونها أثناء تدخلهم هم كل من مجال عمله وتخصصه..
وفي الأخير انقسم المشاركون إلى مجموعات ثلاث – بحسب ما تم الاتفاق عليه في نهاية هذه الدورة التكوينية-، وناب عن كل مجموعة أحد أفرادها في إلقاء حصيلة المجموعة من حيث رؤيتهم لآفاق العمل وفق المقاربة التي شملها برنامج الدورة للتصدي لظاهرة التطرف عن طريق الانترنت، وقد عبر المشاركون في الختام عن اغتباطهم بهذا الجهد المبذول من طرف مؤطري الرابطة المحمدية للعلماء في معالجة مثل هذه الظواهر على مر دوراتها التكوينية المتتابعة.