الرابطة المحمدية للعلماء

تقرير حول ندوة أُصُول البيان في فَهم الخطابِ القرآنيّ وتأويله

كتبه: أبو مدين شعيب تياو الأزهري الطوبوي
الباحث بمركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية

نظم مركزُ ابن أبي الربيع السِّبتيُّ التابعُ للرابطة المحمدية للعلماءِ ندوةً دَوْليَّة، بعنوان «أُصُول البيان في فَهم الخطابِ القرآنيّ وتأويله»، شارك فيها جِلّةٌ من العلماء، وَطائفةٌ من الدّارسين والباحثين، جاؤوا من المغرب، ومن خارجه كالجزائر والسعودية، وانعقد ذلك يوميِ الأربعاء والخميس الخامس والسادس من ربيع الأول سنةَ سبع وثلاثين وأربعمائة بعد الألف للهجرة (1437هـ)، الموافقين للسادس عشر والسابع عشر من شهر دجنبر سنة خمسة عشر بعد الألفين (2015م)، واحتضنتها كليةُ الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان.

اليوم الأول:

الجلسة الافتتاحية:

ابتدأت النّدوة في الساعة العاشرة صباحاً، وافتُتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وترأّس تلك الجلسةَ الافتتاحيّة فضيلةُ الدكتور محمد الحافظ الروسيّ رئيسُ مركز ابن أبي الربيع السِّبتي، ورئيسُ شعبة اللغة العربيّة وآدابها بالكلّية، الذي استهلّ كلمته بالترحيب بالضيوف الكرام الذين هرعوا من كل وادٍ، وبالأساتذة الباحثين الفضلاء الذين أتوا من كل نادٍ، ليُشاركوا في هذه الندوة المباركة.

وقد تناول الكلمةَ بعدَه فضيلة الدكتور محمد سعد الزموري عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، ورحّب بالضيوف، مشيداً بالأهميّة الكبرى التي تنطوي  عليْها هذه الندوة، وكونها لقاءً علميًّا وفرصةً للتلاقح الفكريّ، فضلا عن كونها من ثمار الشراكة والاتفاقيات التي تربط بين الرابطة المحمدية للعلماء وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان منذ سنواتٍ، مختتماً كلمتَه بشكر الطلبة على حضورهم المكثّف.

وقد شكر رئيسُ الجلسةِ فضيلةَ العميد على عنايته بالندوة، وحرصه الشديد عليها، وعلى ما بذل من جهد في سبيل نجاحها، كما أبلغَ الحضور تحية السيد الأمين العام للرابطة المحمدية فضيلة الدكتور أحمد عبادي الذي حرص أشدَّ الحرص على نجاح هذه الندوة، وكان يُؤمِّل شُهودَ هذه النّدوة والمشاركةَ فيها لولَا تَكليف رسميٌّ أتاهُ في اللحظات الأخيرة.

  ثم تناول الكلمةَ فضيلةُ الدكتور عبد الرحمن بودرع وألقاها باسم اللجنة المنظمة، وباسم فرقة البحث الأدبي والسيميائي بكلية الآداب بتطوان، مُرحّبًا بالضيوف وبالأساتذة المشاركين، كاشفاً القناع عن موضوع الندوة، وأهدافها، ومحاورها.

وقد بين فضيلة الدكتور أن الندوة ترمي إلى استخراج أصول القراءة والفَهم والتّفسير والتأويل للخطابِ القُرآنيّ، وإلى إعداد تصوّرٍ يُسهمُ فيه الدّرسُ النّحويّ والصّرفيّ والمُعجَميّ والبلاغيّ وعلوم الآلة القديمة والحديثة في وضعِ أصولٍ وقَواعدَ تكفُلُ تحقيقَ الفهمِ السليم والقراءَةِ السّليمَة للقُرآن الكَريم، وتضَمَنُ إنتاجَ خطابٍ تفسيريّ سليمٍ وخطابٍ تأويليّ سليم، وإلى أيّ مَدىً يُمكنُ أن تُجيبَ هذه النّدوةُ عن أسئلةِ مَشروعٍ يتعلّقُ بمَدى إسهامِ عُلوم العربيّةِ في بَيانِ مَعاني القُرآن الكَريمِ بياناً كلّياً مؤصّلاً، وهي أسئلةٌ تَرمي إلى استخراجِ الأصول والقواعد الضابطة للقِراءَة والفَهم والتّفسير والتأويل التي تحميها من زَلَلِ الشّطط في التأويل ومن سوءِ الفَهم في التَّنزيل….

وقد بين أيضا أن هذه الندوةَ تركّز على فحص المَدى الذي يُمكنُ أن تبلُغَه عُلومُ العربيّةِ في فهمِ الخطابِ القرآنيّ وتأويله، وأن أهدافها ليست في التعريفِ بعلوم الآلة القديمة والحديثة وما أنجزته لفائدة منهج فهم القرآن الكريم وتأويله، وإنما هي بيان حدود علوم العربية وطاقة استيعابها لمعاني القرآن الكريم وأسراره وبيانه.

ثم أجمل محاور الندوة في ما يأتي:

– إسهامُ علوم اللّغة والبلاغةِ في بيان مَعاني القرآن الكريم بياناً كلّيّاً مؤصّلاً.

‌- تَجاوُز مرحَلَة استعراضِ عَلاقةِ عُلومِ العربيّةِ بالدّرسِ القُرآنيّ إلى استثمارِ المَقاصدِ والغاياتِ.

– العمَل على تأصيل أصولٍ وتَقْعيد قَواعدَ للدّرسِ اللّغويّ والبلاغيّ في فَهم القُرآن الكَريمِ وتفسيرِه وتأويلِه .

‌- استشرافُ آفاقٍ لتكامُلِ العُلومِ وتَكافُلِها، من أجل الاستفادَةِ الشّاملةِ وإيجادِ حلولٍ للإشكالاتِ العلميّةِ المُثارة، ممّا يُناسبُ تطوُّرَ أنساقِ المعرفةِ والعُلوم ووسائطِ الاتّصال.

وتتعلق تلك المحاور بـ:

– ضبط المفاهيم الأوّليّة والمصطَلحات: البَيان والخطاب والنّصّ والتّفسير والتأويل…

– حُدود العُلوم النّحويّة والصّرفيّة ومُنتهاها في فهمِ الخطابِ القُرآنيّ وتَفسيرِه

‌- حُدود عُلوم البلاغَةِ والبيانِ والإعجازِ ومُنتهاها في فهم الخطابِ القرآنيّ وتفسيرِه.

–  مَعاجمُ اللّغة والغريب وحدودُها في الفهم والتّفسير.

– عُلومُ النّصّ وقَضايا التّناسُب والانسجامِ في الفهم والتّفسيرِ والتأويل، للخطابِ القرآنيّ.

وقد اختتم كلمته بالتنبيه على ضرورة استئناف النظر وإثارة الإشكالات المتعلقة بالوسائل التي تناسب الغايات والمقاصد العليا لكتاب الله، وإلى ضرورة الخروج من البحوث المكرورة وإعادة ما سطر في مصادر البلاغة واللغة والتفسير، مما اجتهد فيه العلماء ـ رحمهم الله ـ وأحرزوا فيه القِدْحَ المعلّى.

 وألقى بعده فضيلةُ الدّكتور محمد الحافظ الروسيُّ كلمةً باسم مركز ابن أبي الربيع السِّبتيّ، وأشاد فيها بقوّة النصّ القرآنيّ، وبيّن أن قوةَ القواعد تُوضَع على قَدر قوة النص المنظور فيه، وأنَّ القدرةَ على التأصيل السليم والتوليد المتجدد مقرونةٌ بإدمان النظر في نصّ تتوالى العقول على الاستمداد منه، فلا ينضب، ولا يضعف، ولا يكل منه الناظر، ولا يَملُّ منه الآخذ، كما بين جوهر الفرق بين النص القرآني وغيره وأنه نصٌّ لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه، وأما غيرُه من النصوص فلاستيلاء النقص على أصحابه يصبح جيدُه مع كر الجديدين نقطَ عروس وأبعار ظباءٍ، ويصير متوسّطه في طي النسيان، ويُخني عليه الدَّهرُ.

وبين فضيلة الدكتور أيضا أن النص القرآني بحرٌ لا ينزفه المستنزفون، ولا يُغيضه الواردون والمغترفون، ولا يردّ المشتمل به خاوي الوفاض قط، وإنما يعطيه على قدر ما فتح له، وأوتيَ من فهمٍ وصدقٍ، ومن أجل ذلك كان رد طلبة العلم إلى هذا النص في غاية الأهمية، لأنه نقل لهم من مقام الشك والحيرة والتردد والعلم الذي يدور حول النفع إلى مقام النفع نفسه، ومرتبةِ العلم الراسخ الذي يكون عنه الاطمئنان، ولا يكون ردهم إليه إلا بقواعد عاصمة وضوابط قائمة وإلا أصبح الأمر شهوةً وتحريفًا وادّعاءً.

ثم ذكرَ أنَّ مركزَ ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيّة قد اضطلع بتلك المهمة بعد موافقة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية الذي وَكَّد أن هذا الأمر خليق بأن يُجمع له الناس، وأن يُحتفَى به غاية الاحتفاء، لأنَّ تأصيل العلوم يحتاج إلى عزيمةٍ مستأنفة فكيف بما هو متعلق بكتاب الله تعالى، وببيانه الذي يقاس عليه البيان الناصع؛ فما كان به أشبه فهو البيان، وما كان منه أبعد فهو العيُّ واللُّكنة والفساد. وكذلك فهو كعبة الكلام يطوفُ حوله الفصحاءُ؛ فمن ترك الطوافَ فقد ترك ركن الفصاحة وبطل حجُّه إليها…

واختتم كلمته بشكر اللجنة المنظمة، ولعميد كلية الآداب، ولفضيلة الدكتور محمد الفقير التمسماني عميد كلية أصول الدين، الذي يُؤمِّل المركز عقدَ ندوته المقبلة في رحابها الطيِّبة.

وبعد كلمته تفضل فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي رئيس مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بإلقاء المحاضرة الافتتاحية التي عنونها بـ«نحو تصور أولي لمشروع بناء علم أصول بيان القرآن»، والتي عدها مجرد خواطر أولية!

وقد أشاد بالندوة ونوه بها، ودعا طلبة العلم وأبناء الأمة إلى الانخراط في سلك مثل هذه المشاريع المحضرة لغدِ الأمة، كما حضهم في محاضرته على شدّ المئزر لتحصيل العلم؛ إذ لا سبيل إلى نهضة الأمة وسيادتها وريادتها وقيادتها إلا بالعلم، وكذلك فالتحضير العلمي لها ضروريّ، وأمانة على عاتق أبنائها بمختلف تخصصاتهم الشرعية والإنسانية والمادية، ويتم ذلك في نظره بما يلي:

– تَمكُّنهم من تخصصاتهم عموديا وأفقيا.

– الاجتهاد في استيعاب الجهود التي بذلت في تجديد العلوم الشرعية أو في أسلمة العلوم الإنسانية، أو في أنسنة العلوم المادّية.

– إعداد العدة بمنهجية ورشد لبناء ما ينبغي أن يكون عليه كل تخصص؛ لأن البشرية في حاجة إلى أن تعود إلى الآدمية.

ثم عرج على بيان المراد من المشروع مُنوِّها ببحث الأستاذ الدكتورة فريدة زمرة، ومبينا أنه بحث يجب على كلٍّ أن يعَضَّ عليه بالنواجذ، وأنه خير مساعدِ في هذا المشروع على ترجيح الكفاية المصطلحية والكفاية المفهومية…

وقد أوضح فضيلة الشيخ المحاضر أنْ لم تكن وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم إلا البيانَ، وتلاه في ذلك وورثتُه العلماءَ، وذلك بحقٍّ يدعو إلى ضرروة تقعيد أصول البيان وضبطها، وتعجيل “علم أصول البيان”، فهو علمٌ متناثرٌ في بعض الكتبِ لكن لم يلق اهتماماً كبيرًا، ولم يبلغ الغايةَ المرجوّة، ولم يقعَّد كما قعِّد النحو والصرف وغيرهما من العلوم التي نضجت واحترقت، ويُستثنى من ذلك مباحث الدلالة التي حظيت بعناية بالغة لدى الأصوليين.

ثم تعرض لأهداف المشروع وهي: تكميل بناء علم أصول بيان القرآن الكريم، وضبط ميزان فهم القرآن، وتيسير عودة البشرية إلى الآدمية، كما تعرّض لمراحل المشروع التي تتلخص في:

– المرحلة الأولى: جمع المادة، وهي كثيرة ومتنوعة ومتناثرة في كتب التراث، كما تدخل فيها عدة علوم، منها: علوم اللغة، وأصول الفقه..

– المرحلة الثانية: تحليلها وتصنيفها وتعليلها، ودراستها لاكتشاف الجزئيات المكونة لها.

– المرحلة الثالثة: تركيب تصور تفصيلي لمباحث العلم وتحريرهُ.

كما نبه إلى أن هذه المهمة ينبغي أن تضطلع بها فرق بحثية تخضع لإشراف، لا أفراد عاديُّون.

واختتم المحاضر بالدعوة إلى ضرورة تحصيل علم القرآن، لإنتاج جيل ناسخٍ راسخ، يحمل مشروع علم أصول بيان القرآن، ويتم ذلك بالجمع بين العلم والعمل، إذ لا ينفصل العملي عن النظري، كما ألح على ضرورة الإخلاص في البحث وابتغاء مرضاة الله فيهِ، فبه يتحقق المشروع، ويأتي الباحث بالعجب العجاب بإذن الله.

الجلسة العلمية الأولى:

افتتحت هذه الجلسة برئاسة الدكتور محمد الحافظ الروسي، وابتدأتْ بمحاضرة الدكتور عبد القادر سلامي، وهو أستاذ بجامعة تلمسان في الجزائر، عنونها بـ«بين أيدي البيان والخطاب والنص والتفسير والتأويل نحو ضبط أولي للمفاهيم والمصطلحات»، وقد أشاد فيها بضرورة ضبط المصطلحات القرآنية، لأن ذلك ما يساعد على فهم القرآن، ثمَّ تعرض لجملة من المصطلحات المتقاربةِ دلاليا، ومنها مفهوم البيان، ومفهوم الخطاب ومفهوم النص وكذلك مفهومَا التفسير والتأويل والفرق بينهما، وقد فصل في ذلك، مستشهدا بنصوصٍ من القرآن والحديث، وبكلام البلاغيين كالجاحظ صاحب «البيان والتبيين»، وبعض النقاد الأسلوبيين الغربيين مثل: تودوروف ورولان بارت..ثم خلص إلى أن المصطلحات من أهم الدلائل التي يُتبيَّن بها ما وصل إليه العلم من نضج وتمكن، وأنها مجموعة من الكلمات تجاوزت دلالتها اللفظية والمعجمية إلى تأطير تصورات فكرية تقوى على تشخيص وضبط المفاهيم، كما نبَّه في ختام محاضرته إلى ضررة التدقيق في ضبط المصطلحات القرآنية.

وقد تلت تلك المحاضرةَ محاضرةُ الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري، وهي باحثة بمركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمّدية للعلماء، بالرباط، وكان عنوانها:«حدود اللغة العربية وعلومها في فهم لسان القرآن الكريم وتأويله». وقد تطرقت فيها إلى مزايا القرآن الكريم وكونه بلسان عربي مبين، ومهيمنا على كل العلوم والمعارف، حاكماً غير محكومٍ عليهِ، ثم جعلت الموضوع على شقين: شقٍ تناولت فيه حدودَ اللغة العربية وعلومها في فهم القرآن عند بعض اللغويين القدماء، وذكرت فيه جملةً من القواعد التي وضعها أولئك من أجل الانتصار للغة القرآن، ومنها: وجوب حمل كتاب الله على الأوجه الإعرابية اللائقة به، وكون الوجه التفسيري والإعرابي الموافق لرسم المصحف أولى من الوجه المخالف، وأنْ ليس كل ما ثبت في اللغة صح حمل آيات التنزيل عليه، وغيرها. كما تناولت في الشق الآخر: الذي عنونه بـحدود اللغة العربية وعلومها في فهم القرآن عند بعض اللغويين المعاصرين، بداعة أسلوب القرآن وجِدَّتهُ واشتماله على أساليب وتراكيب متميزة لم يعرفها العرب، فضلا عن معجمه الجديد، وكذلك ما أضفاه على بعض الألفاظ من دلالاتٍ جديدة، ثم اختتمت الدكتورة الباحثه بذكر بعض التوصيات.

وقد أعقبت الجلسة مناقشاتٌ ومداخلاتٌ من الحضور طلبةً وأساتذةً.

اليوم الثاني:

توزعَت محاضراتُ اليوم الثاني على جلستين علميتين وجلسة ختامية

الجلسة العلمية الأولى:

أما الأولى فقد ترأسها الدكتور محمد مفتاح، وألقيت فيها ثلاث محاضرات:

أما الأولى فقد كانت بعنوان:«بلاغة القص في سورة طه» ألقتها الدكتورة سعاد الناصر، الأستاذة بكلية آداب تطوان، تطرقت فيها إلى الخصائص والمميزات المعرفية والدلالية والسردية التي تتميز بها سورة طه، فضلا عما فيها من تناسب وانسجام، وبراعة في السرد والحوار، وكثافة معرفيّة تغري الباحث على التأمل، وتدفعه على التدبّر.

وقد بينت الباحثة بروز الأسلوب القصصي في الخطاب القرآني، وتنوعه في سورة طه، وجماليته المتجلّية في خصائصه المتميزة، مع امتزاجه في بوتقة واحدة مع خطابه الإبلاغي الذي يرمي أساسا إلى الكشف عن عقيدة التوحيد في النفوس، وكذلك فالسورة تقوم على سلسلة حلقات متكاملة، والخطاب فيها يدور بالدرجة الأولى على شخصية مركزية، ويتوجه إليها اتجاها مباشراً من أول السورة إلى آخرها، وهي شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتتجلى بلاغة القص في السورة ـ كما بينت الباحثة ـ في الوحدات الدلالية التي تشتمل عليها السورة، والمحاور التي يجمعها قوله تعالى:(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، فهو عنوان جامع لوحدات السورة، وتكثيف للمنهج الرباني الداعي إلى سعادة البشرية بتطبيقه على واقعها، فصَّله من خلال القصص الواردة. كما  تتجلى أيضا في الانسجام والتناسب؛ فنصوص السورة متماسكة، بعضها آخذ برقاب بعض، مع بعدها عن الاختلاف والتنافر والتناقض، فضلا عن التناسب بين السورة وما قبلها وما بعدها، وانسجام البداية والنهاية مع المقصد في القصص، والانسجام بين الآيات،.

 وتتجلى بلاغة القص أيضاً في البنية السردية التي تختلف مع سرديات الخطاب الوضعي الأدبي، بخصوصيتها الجمالية والأدبية، وتتشكل وفق تصورات فنية مخصوصة، فمرجعية السرد في الخطاب القرآني تحيل على الله، وترمي إلى كشف عقيدة التوحيد للمتلقي…، والسارد هو الله تعالى، يحرك المسرود ضمن وعي مسبق وفق مشيئته وسابق علمه، وذلك بخلاف الخطاب السردي الوضعي الذي تنبثق مرجعيته من الذات الإنسانية ومشاعرها من خلال صور الإبداع.

وأبرزت أن البنية السردية تهيمن عليها رؤيتان: محايدة يتم من خلالها تنظيم الحكي من موقع خارجي، وذاتية تنسب إلى “نون” الجمع الفاعلة الدالة على العظمة، تحضر في الأحداث التي تحتاج على قوةٍ تنظمها…، وذكرت لذلك أمثلة،ثم نوهت في الختام ببناء سورة طه المحكم، وبمعانيها المتجانسة، وبجماليات الخطاب فيها التي تعلم طريقة التبليغ القائمة على الجمال والمحبة والأنس.

وتلت ذلك محاضرة بعنوان:«التأثر والتأثير بين المعنى والصنعة النحوية عند ابن جرير الطبري في تفسيره» ألقاها الدكتور عبد الله بن محمد بن جار الله النغيمشي، وقد استهلها ببيان العناية التي أولاها علماء التفسير لعلم النحو والإعراب، وذلك للعلاقة الوطيدة التي بينه وبين المعنى، حتى نصوا أن أول واجب على المعرب فهم معنى ما يعربه مفردا أو مركبا، واشترطوا أيضا على المفسر أن يَكون له اطلاع بقواعد الإعراب، لأنها الموصلة إلى الفهم الصحيح والمعنى الصحيح، وإهمالها مظنة الزلل والشطط.

وقد اختار الباحثُ تفسيرَ الطبري من بين التفاسير لكونه من أجلّها وأعظمها شأنا، واستشهد بكلام بعض الأئمة الذي يدل على فضله ومكانته، ثم جعل بحثه على شقين نظري: وتطبيقي.

أما القسم النظري فقد بين فيه العلاقة بين النحو والمعنى، مستشهدا بأقوال النحاة، وذكر أن العلاقة بينهما علاقة تلازم؛ فبفهم المعنى يسهل الإعراب، وبمعرفة الإعراب يسهل فهم المعنى أيضا، كما أن المعنى مكون من مكونات القاعدة النحوية، ووسيلة من وسائل دراستها وتفسيرها وتعليلها.

أما القسم التطبيقي ـ واعتمد فيه على تفسير الطبري ـ فقد ذكر فيه نماذج تطبيقية، وأنواع التأثر والتأثير بين المعنى والصنعة النحوية عند ابن جرير، ومنها:

– رد معنى من المعاني أو تضعيفه بالاعتماد على الصنعة النحوية.

– توضيح معنى من المعاني بالاعتماد على الصنعة النحوية.

– ترجيح وجه نحويّ على آخر بالاعتماد على المعنى.

– رد توجيه نحوي بالاعتماد على المعنى،

– تخريج بعض الآيات التي ظاهرها مخالفة القاعدة النحوي، بالاعتماد على المعنى.

– ترجيح قراءة على أخرى بالاعتماد على المعنى والصنعة النحوية….

 وعضَّد كل ذلك بالأمثلة والشرح، ما يُوكِّد العلاقة المتينة التي بين المعنى والصنعة النحوية، ويدل على تأثير كل منهما في الآخر، كما يدل من جانبٍ آخر على تمكن ابن جرير من النحو الذي يتجلى في توجيهاته ونقاشه، وانتقاده لما يراه مخالفا للقواعد النحوية، أو مؤديا إلى فساد المعنى.

 وتلت تلك المحاضرة محاضرة الدكتور عدنان أجانه، الأستاذ بمراكز التكوين، الذي عنوانها «النحو العربي والقرآن الكريم قراءة في حدود العلاقة وآفاقها» استهلها ببيان كون النحو أصلا من أصول البيان في القرآن ومدخلا من مداخل النظر في معانيه، وتطرق إلى الخلل المنهجي في التعامل مع النص القرآني الذي سببه قصورُ الصناعة النحوية وعجز المعربين عن توجيه بعض القراءات الواردة الصحيحة، لأن القواعد النحوية وضعت على استقراءٍ ناقص.

 وقد تعرض بعد ذلك لمظاهر الخلل المنهجي وجعلها على مناحٍ أربعة، وهي:

1- استشكال تراكيب من القرآن الكريم، والداعي إلى ذلك ما يوحي إليه نظم الآية من مخالفة ظاهر الصناعة وجريانه على وضع مختلف.

2- تخطئة القراء، فقد صال النحاة عليهم ووصفوهم بالضعف والوهن، وحفلت كتب النحو واللغة والتفسير بالعبارات التي تطعن على أئمة القراءة، وذكر الباحث أن للنحاة مسلكين في تعليل بعض الظواهر القرآنية التي استشكلوها، وهما: مسلك التضعيف، بتضعيف كل ما استقر عليه المذهب النحوي، ومسلكُ التأويل، بتأويل ما لم يتوافق والقواعدَ النحوية.

3- نقد كتب الأعاريب، فقد نتج عن تنزيل الصناعة النحوية على القرآن تشعب الأوجه والتخريجات الإعرابية، فتكوَّن تراث ضخم افتقر من بعدُ إلى ضبط أصوله وتهذيب مباحثه، وكان ممن انبرى إلى ذلك ابنُ هشام الأنصاريُّ في كتابه «مغني اللبيب»، الذي نبه فيه على شرائطَ ينبغي اعتبارها عند تنزيل القواعد النحوية على الآيات القرآنية.

4- التأويل، وهو أبرز آلية اعتمدها النحويون لتلافي القصور النحوي، فقد أوَّلُوا الظواهر اللغوية التي تخالف القواعد النحوية وأسرفوا في ذلك، حرصا على الأصل النحوي وخوفا أن يتداعى أمام الشاهد القرآني.

وقد ذكر المحاضر مسلكين سلكهما المعربون في التعامل مع القصور الذي أدرك الصناعة النحوية، وهما:

– مسلكُ تخريج الظواهر اللغوية في القرآن الكريم على مقتضى القواعد النحوية المقررة.

– ومسلكُ مجاوزة المنصوص عليه من القواعد النحوية وتوسيع الوصف حسبما يقتضيه الموصوف، ومن هؤلاء الزمخشري وأبو حيان، ثم اختتم بأن تمديد الوصف النحوي هو ما ينبغي أن يتجه له النظر الآن: مجالًا بإعداد وصف شامل للقرآن الكريم وقراءاته، والحديث النبوي ورواياته، والشعر العربي الفصيح، ومصطلحاً بتهذيب المصطلحات التي لا تتناسب مع القرآن الكريم، والحفاظ على المستعملة منها، مع اقتراح مصطلحات جديدة تصف التراكيب المغفَلة.

واختتمت هذه الجلسة العلمية بمحاضرة الدكتور عبد الله بن سرحان القرني، وهو أستاذ بجامعة أم القرى، عنوانها:«الأصول النحوية والصرفية في تأويل القرآن: معاني القرآن وإعرابه للزجاج أنموذجا». فقد استهل حديثه ببيان المراحل التي مر عليها التفسير، وخصوصا المرحلة الأولى التي ظهرت فيها بوادر العناية بالقرآن والاهتمام ببيان معانيه، فظهرت كتب تحمل اسم معاني القرآن تعرض فيها مؤلفوها لقضايا الإعراب غير مكترث لأسباب النزول ونحوها، كما لمح إلى أصول النحو التي بنيت عليها قواعد النحو.

وقد اختار المحاضر كتابَ «معاني القرآن» للزجاج، لأسباب، منها أنه أُلف في مرحلة نُضج علم أصول النحو،  وألفه الزجاج أيضا في آخر حياته، ثم تعرض في محاضرته لعدة قضايا منها: موقف الزجاج من القراءات، والقياس، ومذهبه الخاص في الاشتقاق الذي يشوبه ـ كما يرى الباحث ـ نوع من الغرابة، فهو يجعل صلة اشتقاقية بين كل لفظين متحدين في الحروف قلت أم كثرت، وذكر لذلك أمثلة، فمنها أن الرَّجُل مشتق من الرِّجْل، وأنَّ الثور سُمِّي ثورا لأنه يثير الأرض، والجَرّة جَرّةً لأنها تجرّ على الأرض..، ثم ذكر رفض بعض القدامى لمذهب الزجاج وانتقادهم له، مختتما بذكر النتائج التي وصل إليها، وبأن التفسير سيبقى بابه مفتوحًا لكل من يخشى الله، وسيبقى القرآن معجزاً بيانيا وعلميا إلى قيام الساعة.

الجلسة العلمية الثانية:

أما الثانية فقد ترأستها الدكتورة سعاد الناصر، وتضمنت أربع محاضرات:

أما المحاضرة الأولى فقد ألقاها الدكتور راشد بن حمود الثنيان، وهو أستاذ بكلية التربية بالزلفى بالمملكة العربية السعودية، وعنوانها:«كتب الغريب وأثرها في فهم القرآن –تفسير غريب القرآن لابن قتيبة أنموذجا»، فقد استهلها ببيان اهتمام العلماء بالقرآن، وبدراسة غريبه الذي هو أساس التفسير، ومنطلَق المفسر إلى بيان معاني القرآن.

وقد رمى المحاضر في بحثه إلى تسطير أثر كتب الغريب في فهم القرآن، ومعرفة مناهجها، محصورةً الدراسةُ في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، لأنه في نظر الباحث جمع بين التقدم والتوسط في التفسير. ثم تطرق إلى نشأة كتب غريب القرآن، وبين أن علم غريب القرآن بدأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم، وإلى مناهج كتب الغريب، التي حصرها الباحث في خمسة، كما تطرق إلى أن لكتب الغريب أثرا في فهم القرآن.

ثم تناول في مبحث آخر المصادرَ التي اعتمد عليها ابن قتيبة في كتابه، ومنها السنة، وأقوال الصحابة، وكتب اللغة، وبعض التفاسير السابقة، كما تناول فيه الباحث كيفَ قسَّم ابن قتيبة كتابه وطريقتَه فيه، وكيف تعرض بعد المقدمة لاشتقاق أسماء الله وصفاته ولتأويل حروف كثرت في الكتاب، وللألفاظ الغريبة مرتبةً حسب سور القرآن.

ثم اختتم ببيان الأثر الكبير للكتاب في فهم القرآن، وببيان النتائج التي وصل إليها، ومنها أن كتب غريب القرآن هي اللبنة الأولى في فهم كلام الله، وأن غرابة اللفظ تزول بتتبع استعمالاته في القرآن ثم بالنظر إلى الناحية اللغوية.

وتلت ذلك محاضرةُ الدكتور نصر الدين الوهابي، وهو أستاذ بالجزائر، وعنوانها:«التوجيه النحوي للشاذ في لغة القرآن الكريم»، واستهلها بتوكيد وجوب المعرفةِ اللغوية في فهم القرآن الكريم، وكيف يكون الأخذ منها لمصلحة التفسير، وأوضحَ أن موقف المفسرين في توجيه الشاذ من القرآن، إما على الإصرار على رده إلى قوانين النحو بإمكانات التأويل المتاحة، وإما على التماس تفسيره من خارج المنظومة النحوية، كالحمل على لهجة عربية وغيرها، فالأول التوجيه النحوي، والثاني اللغوي، وبيّنَ أنَّ اللغة أوسع من النحو.

ثم انتقل إلى الجانب التطبيقي، وبيانِ توجيه الشذوذ النحوي، مردوفة بالأمثلة، وبالغ في ذكر التوجيهات التي قدمها النحاة في قوله تعالى:(إن هذان لساحران)، والأقوالِ التي قيلت فيه التي تكشف عن قدرة العلماء على التأويل، ومكنتهم من الصناعة النحوية، وكل ذلك يؤكد أن لغة القرآن أوسع من قواعد النحو، وضرورةَ القيام بضبطها.

وتلت تلك المحاضرة محاضرةُ الدكتور عبد الرحمن بودرع، وعنوانها:«النسق والبنية في دراسة النص القرآني واستجلاء بيانه»؛ فقد استهلها بمدخل بيَّن فيه انسجام النص القرآني وتناسبه واتساقه، وذلك يتجلى في خصائص الربط النحوي بين الجمل والعبارات، ويكون بعدة أمورٍ منها: الإحالات والتكرار والعطف والاستئناف والفصل والوصل وغيرها، كما يتجلى في الترابط الموضوعي للنص وانخراطه في سلك وحدة دلالية، وهذه العلاقات المعنوية تُيسر فهم النص فهمًا منطقيا.

ثم تعرض لبعض مظاهر انسجام النص القرآني، وذكر أن جمال القرآن ليس في كونه أجزاء وتفاريق فحسب، بل في كونه جملة موحدة متناسقة، لا يدركها إلا من عرف قيمته وأدمن قراءته ومدارسته، وأن من مظاهره أيضا انسجام الأداة التأويلية لتأويل النص، بمعنى وجوب تناسب التأويل للنص، وتأويل النص بالنص من داخل النسق القرآني نفسه، وتناسبُ أجزائه الذي يندرج فيها كل المباحث النحوية والصرفية والبلاغية التي تُعنى بالعلاقات الكبرى بين أجزاء النص، ومن مزايا هذا المظهر أنه يعصم القرآن من القراءة التجزيئية. ومنها أيضا الملاءمة والائتلاف بين اللفظين، وبين اللفظ والمعنى، وحسن النسق، واللف والنشر، والمشاكلة، والمطابقة والمقابلة، والوصل لفظا والفصل معنًى…، ثم ذكر لذلك أمثلة، مستشهدًا بأقوال الأئمة والعلماء كالبقاعي والسيوطي.

 ثم اختتم بتوكيد أن القرآن خطاب منسجم متكامل متماسك، وليس تفاريق وأجزاء، وما فيه من آية تشذ عن أختها.

واختُتمتْ هذه الجلسة بمحاضرة الدكتور محمد الفرجي، وهو أستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش، وعنوانها:«السياق مُوجّها دلاليا في التفسير اللغوي بالغرب الإسلامي ـ البحر المحيط لأبي حيان أنموذجا -»، واستهله ببيان عناية مفسري الغرب الإسلامي بالسياق، وكون توجيه دلالة النصوص من أدقّ المطالب وأشقّ المراغب.

وقد تعرض في محاضرته لدلالة السياق في تفسير أبي حيان، ومعالمها المفهومية ومقوماتها، ومنها: أن السياق نظم مرتّب وصوغ مركّب، وتناسب صيغيٌّ في اللفظ، وقرينة حافةٌ، وحيّز حكم معنويّ، كما ذكر منها أن سياق الكلام ظاهر معناه، وأنه تظاهر أبعاض الكلام على مقصد كلي، ووحدة موضوعية.

وقد ذكر تلك المعالم السبعةَ مفصّلة حيناً ومجملة حينا آخر، ثم عرّج على ذكر مستويات التوجيه الدلالي بالسياق في «البحر المحيط»، وأنها أنواع متفاوتة، بدءاً بتفسير الدلالة فتجذيرها، ويكون بالاستعانة بالسياق في تجذير الدلالة الوضعية أو تصيير الدلالة الظنية قطعيةً. ثم ذكر من المستويات مستوى تغيير الدلالة تضييقًا وتوسيعًا وصرفاً، ثمَّ مستوى إنشاء الدلالة.

ثم اختتم محاضرته بذكر مجالات التوجيه الدلالي بالسياق، وبخلاصة ذكر فيها أن توجيه الدلالة توليد للمعنى من اللفظ، وكونَ مراعاة السياق من أدوات التوجيه المحقِّقَة لسلامة تأويل النص، ثم ذكر أنَّ السياق دلالة كالعموم والخصوص، لكنه لم يحظَ بالتقعيد الذي حظي به الدراسات الأخرى.

الجلسة الختامية:

وقد ترأسها الدكتور عبد الرحمن بودرع، أَلقى فيها الدكتور راشد بن حمود الثنيان كلمةً باسم الضيوف، شكر فيها اللجنة المنظمة، ونَصحَ فيها لطُلاب العلم بالإخلاص في الطلب، والجدِّ والتشمير في التحصيل. كما تفضل الدكتور عدنان أجانة بقراءة التوصيات، وأهمُّها:

1- العنايةُ بوضع دليل شامل لما طُبع أو نُشرَ من المؤلفات المهتمة بأصول البيان القرآني

2- جرد شامل لما لم يُطبَعْ من التفاسير المَخطوطَة المنتشرة في خَزائن المكتبات العالَمية

3- التفكير في تأسيس خليةِ بحث يُعهَد إليْها النظر في اختيار من يضطلع بالتأصيل للدراسات القرآنية

4- التواصُل والتعاقُد بعَقْد الشراكات والتعاوُن مع مؤسسات ومراكز ذات اهتمام مشترَك، بالخطاب القرآني وأصول بيانه

5- رقمنة جميع ما طُبع ونُشرَ من مؤلفات من دراسات مرتبطة بالقرآن الكريم من الناحية البيانية

6- الحرصُ على طَبْع بحوث الندوة ونشرها لتيسير تداولها والإفادَة منها

7- السماح للمتفوقين من طلاب الدكتوراه بالمشارَكَة بورقات علمية، لاستطلاع قدراتهم واكتشاف مواهبهم البحثية المبكرة لتطويرها وتقديمها للناس

8- الحرص على عَقد ندوة دولية في بلاغة القرآن ولغته مرة في كل سنة

9- الحرص على تنظيم ورشات مصاحبة للندوة لإعداد مشاريع علمية في محاور كل ندوة

10- التواصل مع المتخصصين لمعرفة ما قدموه من برامج أو مشاريع حول أصول البيان في فهم القرآن

11- تكريم البُحوث المتميزة مستقبلاً، في أصول البيان، أو كتب تتصل به، في الوطن العربي.

ثم  اختتمت ـ وختامها مسك ـ بتلاوة  آيات من الذكر الحكيم.

وقد كان مما زان الندوةَ، وزادها بهاءً وإشراقاً معرضُ الكتب الذي نظّم على هامشها، والذي احتوى على ذخائر تراثية وأعلاق علمية قامت بنشرها مراكز الدراسات التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، فضلا عن المجلات المحكمة التي تصدرها تلك المراكز.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق