تقرير حول محاضرة الأستاذ زين العابدين الحسيني

زيدان عبد الغني
مركز ابن البنا المراكشي
نظم مركز ابن البنا المراكشي للدراسات والبحوث في تاريخ العلوم في الحضارة العربية الإسلامية محاضرة علمية بعنوان: "ابن البنا المراكشي، العالم الموسوعي". تفضل بإلقائها المؤرخ والباحث في التراث العلمي العربي والاسلامي الأستاذ "زين العابدين الحسيني"، وذلك يوم الخميس 4 يوليوز 2024 بالمقر المركزي للرابطة المحمدية للعلماء.
تناول الأستاذ المحاضر في بداية مداخلته قيمة ابن البنا المراكشي الرفيعة في تاريخ العلوم الدقيقة، فهو العالم الذي أكرمته إشادات مرموقة من طرف العديد من العلماء المعاصرين له وأيضا اللاحقين عليه، حيث أثنوا على مجهوداته العظيمة في العلوم الرياضية مُلقبين إياه "بالعددي". يُعتبر كتابه " تلخيص أعمال الحساب" من المراجع الأساسية في الرياضيات؛ هذا فضلا عن أنه كان متضلعا في العديد من العلوم الاخرى، مثل: الهندسة والفلك وعلوم اللغة والأدب والطب ...
وبعد الحديث عن مكانة ابن البنا باعتباره رائدا من رواد الحضارة الإنسانية، تطرق الأستاذ الحسيني بصورة موجزة إلى بداية حياته، فقد ولد هذا العالم الفذ بمدينة مراكش سنة 654 ه/1256م، وبها قضى أغلب أوقاته الدراسية، حيث درس النحو و الحديث والفقه، ليذهب بعدها إلى مدينة فاس ويتعلم الطب والفلك والرياضيات، حتى صار أستاذا مرموقا في هذه العلوم. وقد وافته المنية بمسقط رأسه (مراكش) عام 721 ه/1321م.
من جهة ثانية، قدّم الأستاذ زين العابدين الحسيني خطاطة دقيقة أشار فيها إلى أساتذة ابن البنا الكبار، وقد كان على رأسهم عالم الفلك و التنجيم "أبو عبد الله بن مخلوف السجلماسي"، ثم شيخه في الرياضيات العالم الكبير "أبو محمد بن علي" (الملقب بابن حجلة).
وفي نفس السياق، صنف الأستاذ المحاضر مؤلفات ابن البنا إلى ثلاثة أصناف:
أ - الصنف الأول: الكتب المتعلقة بالعلوم الشرعية، و نذكر من بينها: "اختصار الكشاف، "رسالة في الرد على مسائل فقهية"، و"تفسير الإسم في البسملة".
ب - الصنف الثاني: الكتب المتعلقة بالعلوم العقلية – الكونية، ونذكر منها: كتاب "القانون الكلي في المنطق"، " تلخيص أعمال الحساب"، "الجبر والمقابلة"، و"الجسارة في تعديل الكواكب السيارة".
ج - الصنف الثالث: الكتب التي تهتم بعلوم اللغة و الآداب، و منها مثلا: كتاب في العربية، "رسالة في طبائع الحروف"، و"مقالة في عيوب الشعر" .
في الختام، اعتبر الأستاذ زين العابدين الحسيني أن هذا الزخم المعرفي الذي اكتسبه ابن البنا المراكشي هو الذي جعله يتبوأ مرتبة العلماء الموسوعيين الكبار، خصوصا وأن تكوينه كان شاملا للعديد من العلوم. وهو ما تدل عليه العديد من المؤلفات التي وصلتنا، أعمال تتوزع على مجالات معرفية مختلفة. هذا على الرغم من أن هناك أعمالا مهمة من مؤلفاته لم تصل إلينا للأسف الشديد.
نشير إلى أنه كانت هناك حصة خاصة بالمناقشة تلت المحاضرة، حيث تم مناقشة الأفكار والمعلومات التي تفضل بها الأستاذ المحاضر، كما قام هذا الأخير بالإجابة على استفسارات وتساؤلات الحضور من الباحثين والباحثات.