تقريب علوم الدين -معالم ومراسم- الدورة الأولى: العلوم الشرعية وسؤال التقريب

تقرير الندوة العلمية الوطنية في موضوع:
تقريب علوم الدين -معالم ومراسم- الدورة الأولى: العلوم الشرعية وسؤال التقريب
إعداد نورالدين الخبيزي:
مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك
في إطار التعاون العلمي والأكاديمي بين مختبر "المغرب: التاريخ والعلوم الشرعية واللغات" التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس -فاس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ومركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك التابع للرابطة المحمدية للعلماء نظمت برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس، ندوةً علميةً وطنيةً في موضوع: تقريب علوم الدين -معالم ومراسم -الدورة الأولى: العلوم الشرعية وسؤال التقريب وذلك يوم الخميس 03 جمادى الثانية 1446هـ موافق لـ 5 دجنبر 2024م.
وقد افتتحت جلسات الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم انطلقت أشغال هذه الندوة بكلمتين افتتاحيتين لكل من فضيلة الدكتورة ماجدة كريمي مديرة مختبر «المغرب: التاريخ والعلوم الشرعية واللغات" وفضيلة الدكتور عبد الله معصر رئيس مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك.
وقد تضمنت كلمة السيدة مديرة المختبر كلمة ترحيبية بالمشاركين في هذه الندوة المباركة، وأعربت عن شكرها الجليل للجنة العلمية التي واكبت هذا الموضوع، ومنوهة بجهود مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك التابع للرابطة المحمدية للعلماء في مقاربة موضوع " تقريب علوم الدين-معالم ومراسم – في دورته الأولى: العلوم الشرعية وسؤال التقريب"، ومذكرة بإسهام مثل هذه الندوات العلمية في تبصير الناس بالثوابت الدينية للمملكة المغربية الشريفة، وبالبحث الأكاديمي في علوم الدين.
وأما كلمة فضيلة الدكتور عبد الله معصر رئيس مركز دراس بن إسماعيل فاستعرضت السياق الذي تنظم فيه هذه الندوة، والجهود التي يبذلها المركز انخراطا منه في إطار مدارسة الكسب المعرفي للعلوم الإسلامية، والذي فتحت أوراشه الكبرى الرابطة المحمدية للعلماء، كما استعرض البرنامج العام للندوة والذي جمع بين التأصيل والتطبيق.
بعد ذلك انطلقت الجلسة التأطيرية برئاسة الدكتور محمد العلمي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس-مكناس)، وتأطير كل من الدكتور عبد الله معصر (رئيس مركز دراس بن إسماعيل)، والدكتور سعيد المغناوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس)، والتي كان موضوعها التقريب وسؤال المنهج، حيث بين الدكتور عبد الله معصر المقدمات الأولية التي يحتاجها من يشتغل بالتقريب، ينما تعرض الدكتور سعيد المغناوي لمناهج العلوم الشرعية بين النظرية والتطبيق.
وأما الجلسة الأولى فكانت برئاسة فضيلة الدكتور عبد الله معصر (رئيس مركز دراس بن إسماعيل)، وكان موضوعها تقريب العلوم الشرعية من خلال دراسة نماذج وأعلام، وقد تعاقب على تناول موضوعاتها كل من الأستاذ المحجوب الحامد (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء) الذي تناول موضوع التقريب من خلال نماذج ترتبط بعلوم القرآن، في حين اختار الدكتور عبد الرزاق زريوح (كلية الآداب سايس- فاس) أن يكون مجال اشتغاله في التقريب نماذج من علوم الحديث، أما الدكتور مولاي إدريس غازي (مركز دراس بن إسماعيل) فقارب علم أصول الفقه واختار نموذجا له الإمام الشاطبي، وختمت هذه الجلسة بكلمة الدكتور عبد السلام اجميلي (كلية الشريعة -فاس) والتي قرب من خلالها علما دقيقا وهو علم التوقيت.
أما الجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الدكتور أحمد باشنو (كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس)، وناقشت التنزيلات الشرعية لمنهج التقريب، وقد تداول الكلمة فيها كل من الدكتور أناس كبيري (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة) الذي تناول موضوع الكليات الشرعية وأثرها في اكتساب الملكة الفقهية، والدكتور محمد الجلولي (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس) والذي ركز في مداخلته حول موضوع منهج التعامل والترجيح بين الروايات والأقوال المتعارضة داخل المذهب المالكي، ثم تلاه الدكتور رضوان العابدي (وزارة العدل) والذي تناول في مداخلته منهج ترك ظواهر النصوص عند العلامة محمد التأويل الأسباب والآثار، وختمت هذه الجلسة العلمية بمداخلة الدكتور عبد الرحيم الكتامي (كلية الآداب - وجدة) من خلال نموذج تطبيقي في فقه المعاملات.
كما توجت هذه الندوة العلمية بفتح باب المناقشة والمدارسة والمطارحة حيث تميزت بمستوى تفاعلي رفيع بين الحاضرين والمحاضرين.
ثم ختمت الندوة بجلسة ختامية برئاسة الدكتور عبد الرزاق زريوح (كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس)،
وقد خلصت أشغال هذه الندوة إلى التوصيات الآتية:
- تعزيز جهود التقريب العلمي الشامل، بإقامة فعاليات علمية بهدف الكشف عن مزيد من الرؤى والجهود التأصيلية والتجديدية في مجال التقريب، وتنزيل ثماره على الواقع المعاصر.
- استثمار الجهود المتواصلة في ميدان التقريب العلمي الشامل التي يقودها مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك،التابع للرابطة المحمدية للعلماء.
- خلق جسور معرفية بين العلوم الشرعية ومختلف العلوم الأخرى في ميدان التقريب، لتحقيق قيم الوسطية والاعتدال، والفهم السليم لتعاليم ديننا الحنيف.
4. تنظيم ورشات ولقاءات ودورات تكوينية وتطبيقية في مجال التقريب العلمي الشامل المتعدد الجسور للطلبة والباحثين وسائر المهتمين في مختلف مجالات العلم والمعرفة.
5. استثمار مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي لتقريب مختلف مجالات العلوم،وتوظيف المعرفة الرقمية لخدمة مقاصد التقريب .
وختمت الندوة بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالنصر والتأييد، وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد عضده بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يحفظه في كافة الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب.