الرابطة المحمدية للعلماء

العدد 88 من “ميثاق الرابطة” على شبكة الأنترنت

أكد فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن من أكبر  الإكراهات التي يحياها إنسان القرن الحادي والعشرين، عدم التماهي الكلي بين مظاهر الحياة المعاصرة والمبادئ التي يعتقدها، وأشار في افتتاحيته الخاصة بالعدد 88 من المجلة الإلكترونية الأسبوعية “ميثاق الرابطة”، الذي تجدونه على شبكة الأنترنت، إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن “الاقتصاد والتدبير قد سارا في اتجاهات لم يكن يقام فيها اعتبار للقيم وللأخلاقيات، بيد أن هذه الأخلاقيات وهذه القيم وهذه المبادئ بقيت كامنة وأحيانا نابضة، في أنفس الناس وفي أذهانهم”، مفيدا أن النقاش استحر منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، حول وجوب إعادة إدخال القيم ethics إلى الجوانب الاقتصادية والتدبيرية من أجل رأب هذا الصدع.

غير أن السؤال المطروح الآن، يضيف فضيلة الأمين العام في الافتتاحية نفسها التي تحمل عنوان “فقهنا، نحن، والواقع” هو: كيف يمكن أن تُدخل القيم، وكيف يمكن أن تُدخل المبادئ والأخلاقيات مرة أخرى إلى الجوانب الاقتصادية والتدبيرية التي تغطي أكثر ساحات النشاط الإنساني الفكري والعملي؟ مؤكدا أن فقهاء الشريعة الإسلامية الذين هم ليسوا في معزل عن هذه الإشكالات، وعن تأثرهم بهذه السمات الحضارية المشتركة والعامة، تعترضهم ثلاث مشاكل رئيسية، الأولى، يوضح فضيلة الدكتور أحمد عبادي، هي كيفية فقه النص، وما هي آليات وضوابط فقه دينامي متجدد ووظيفي للنص؟ وكيف يمكن التمييز بين الثابت في اجتهادات السابقين وبين ما هو قابل للتحول والتغير؟، والثانية تتحدد في كيفية فقه الواقع بكل سماته وبكل تمظهراته البالغةِ التعقيد والتركيب والتشابك، دون أن يكون هناك جور على أي سمة من السمات، أما الثالثة، يضيف فضيلته في ذات الافتتاحية، فتخص كيفية تنزيل أحكام النص المطلق المتجاوِز المهيمِن، بطريقة متوازنة، على هذا الواقع المتقلب المتغير العيني المشخَّص: موازنةً بين الأفعال، وترجيحاً بين المصالح والمفاسد في ضوء وعي شديد بوجوب اعتبار المآلات والعواقب، حتى لا تُجلب مفسدة عوض المصلحة التي كانت مقصودة، أو تُفوَّت مصلحة أكبر من أجل مصلحة أدنى، مستشهدا في ذلك بما  يستنبط من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه إمامنا مالك من طريق عائشة رضي الله عنها والذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة ولصيّرتها على قواعد إبراهيم”، ففوَّت عليه الصلاة والسلام هذه المصلحة (إعادة إقامة الكعبة على قواعد إبراهيم) حتى لا يجلب مفسدة هي أرجح من هذه المصلحة، أي افتتان الناس، لأنهم لا يزالون مرتبطين بعالم الأشياء، على حد تعبير مالك بن نبي.

وتحت عنوان، “من كنوز العنب”، تحدثت الأستاذة إيمان الدوابي، الباحثة في الإعجاز العلمي، عن منافع وفوائد هذه الفاكهة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في أكثر من موضع، وقالت “يعد العنب من أطيب الفواكه التي أنبتها الله على وجه البسيطة، كما يعد من أغنى الأطعمة وأفيدها لذلك نجده قد ذُكر إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم، وهو من فواكه الجنة وفي هذا الصدد يقول الله سبحانه وتعلى “اِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا” النبأ، 31-32، مشيرة إلى أن العلم الحديث اكتشف أن فاكهة العنب تفيد كثيرا في الوقاية والعلاج من بعض أمراض العصر..     

ويواصل الدكتور جمال بامي، الباحث في التاريخ، البحث في الجوانب الفكرية والثقافية والعلمية لعدد من العلماء والفقهاء الأفاضل، وتوقف في هذا العدد عند العالم الموسوعي محمد بن سعيد المرغيثي السوسي صاحب التآليف الذائعة الصيت خصوصا في علم التوقيت ومن ذلك كتابه “المقنع في التوقيت”، وهو من علماء الزاوية الدلائية، ومجدد العلم بمدينة مراكش..

كما يزخر العدد بمواضيع ومقالات أخرى حررها عدد من العلماء والأساتذة الأجلاء من بينهم الدكتور محمد السرار، الدكتور عبدالحميد عشاق، الدكتور عبدالله المعصر، والدكتور لحسن تاوشيخت، والأستاذ مصطفى بوزغيبة، والأستاذ محمد كنون الحسني بالإضافة إلى مقالة للأستاذ أحمد ديدي، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، تحمل عنوان “الأسرة المنسجمة زورق السلام الاجتماعي”.

أحمد زياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق