الرابطة المحمدية للعلماء

العدد 75 من “ميثاق الرابطة” على شبكة الأنترنت

أكد فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن الأرقام الراصدة لتطور وتيرة تدميرنا لكوكب الأرض، أرقام مرعبة، مبينا في افتتاحيته الصادرة في العدد 75 من الجريدة الإلكترونية “ميثاق الرابطة” التي تحمل عنوان “قبل فوات الأوان”، أن “تصاعد ما نفرزه عبر أضرب استهلاكاتنا غير الراشدة من ثاني أوكسيد الكربون، ومن غازات مدمرة أخرى، يتم حسب متوالية هندسية، مما أدى ويؤدي إلى انحباس حراري بتنا نعيش وخيم نتائجه في مختلف بقاع الأرض، من ذوبان مأساوي للجليد في القطبين، تسبب في ارتفاع منسوب المياه في المحيطات، كما تسبب في ارتفاع درجة حرارتها، وانقراض مريع لكثير من أنواع المخلوقات، وتسوناميات وفياضانات متزايدة، كالذي نعيشه اليوم في استراليا مما أهلك الحرث والنسل وأدى إلى ضياع محاصيل زراعية نحن في أشد الحاجة إليها..”.

وأشار فضيلة الأمين العام، إلى أن البشرية، قادرة على تجنب تلك الكارثة، وشدد على ضرورة دعم خيارات اعتماد الطاقات المتجددة البديلة، باعتبارها ضرورة ملحة، وسن القوانين الحامية للغابات من أجل وقف نزيف اندثارها الذي يعتبر وراء 20% من تنامي ثاني أوكسيد الكربون في مناخنا الجوي، والحرص على تقنين وترشيد استعمال المياه وباقي المقدّرات الطبيعية،  والسعي إلى تحويل تجمعاتنا العمرانية إلى تجمعات خضراء، بدءا بالتصاميم، وانتهاء بالسلوكيات، في استحضار لأهمية التواصل بخصوص مشاكلنا البيئية الخطيرة، في مؤسساتنا التشريعية، ومدارسنا، وعبر كل وسائل إعلامنا المتاحة، مع التأكيد على الطابع الخطير والاستعجالي لهذه المشاكل، موضحا أن غياب أي مبادرة في فعل كل ما تقدم، “فلا شك أن الهول يوشك أن يحل بكوكبنا الذي لا دار لنا سواه!”.

وفي هذا الصدد، طرح فضيلة الدكتور أحمد عبادي في الافتتاحية نفسها، جملة من الأسئلة عن “أسباب صَمَمِنا إزاء كل هذه النذر البينة؟”، مؤكدا على أن “مسؤوليتنا البيئية مسؤولية ملقاة على عواتقنا جميعا، كل بحسب قدراته وموقعه، وإن كل ساعة نضيعها قبل الشروع الجادّ في مواجهة هذا المشكل المزمن والعويص، لا تزيده إلا وخامة واستعصاء وتمكّنا، مما سوف يعرّضنا للعجز عن معالجته حين لن يبقى هناك إمكان للتجاهل؛ لأن الأوان وببساطة سوف يكون قد فـات!”.

وتحت عنوان “سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم “وإنك لعلى خلق عظيم”، تحدث العلامة المرحوم أحمد بنشقرون، عن خلق وأدب وفصاحة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، وقال “أدبه ربه فأحسن تأديبه، ورعاه في فتوته وشبابه، فلم يستمله اللهو، ولا شغله اللهو ولم يذق خمرا، ولم يشهد المجتمعات الماجنة، ولم يسجد إلى صنم، وأقام أربعين سنة بين قومه، قبل النبوة، ليتعرفوا كثيرا في طباعه وخفاياه، فلم يسجل أحد عليه نزوة ولا هفوة”، مضيفا “والى جانب الفصاحة وعذوبة الأقوال، وسحر التعبير، كان هادئ الخلق، حليم الطبع لين الجانب، متواضع السلوك، لا يدعوه أحد إلا أجابه، يحب الأطفال ويلاعبهم ويضمهم إلى صدره وكثيرا ما يجعل أولاد عمه العباس صفوفا ويشرف على تسابقهم ثم يقدم الجائزة للفائز ويجلسهم في أحضانه، يخدم أهله وأصحابه وضيوفه، ويتولى شأنهم بنفسه”، مستشهدا في ذلك بعدد من الوقائع والروايات منها، أنه حدت مرة أن قدم وفد بعث به إمبراطور الحبشة في مهمة لدى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأدب لهم صلى الله عليه وسلم مأدبة تولى الأمر فيها بنفسه فكان يناولهم ويصب الماء على أيديهم، ويبسط لهم الفراش فأخذ منهم العجب مأخذه لما وجدوا من البون الشاسع بين بلاط الإمبراطور، وبيت الرسول، وبين أبهة الملك عندهم، وبساطة الرسول الزعيم إمام المسلمين وقائدهم الأعلى”، ومنها أن جيشه وهو عائد من إحدى الغزوات نزل لذبح شاة من الغنم وإعداد الطعام وتوزعوا العمل فتعهد البعض بالذبح وآخرون بالسلخ وآخرون بالطبخ، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم على كاهله جمع الحطب وهو صعب المنال في صحراء عارية وأيام لاهبة القيض، وحاول أصحابه صرفه عن القيام بهذه المهمة، فأصر على القيام بها قائلا عليه الصلاة والسلام “إن سيد القوم هو الذي يضطلع بالعمل الشاق فيهم”.

وتجدون في هذا العدد كذلك، ضمن فقرة “علماء وصلحاء” التي يعدها الدكتور جمال بامي، موضوعا حول هذه المرة العلامة أحمد بابا التنبوكتي، وهو كما قال صاحب الموضوع “من أجل العلماء الذين وفدوا على المغرب من بلاد السودان خلال العصر السعدي، وقد خلف مؤلفات تعتبر من أمهات التأليف الموسوعي الهادف في تاريخ المغرب الثقافي”، مضيفا أن هذا العالم الفاضل “ينتمي إلى أسرة شهيرة تعرف بـ”آل أقيت”، أصلها من مدينة ولاتة في بلاد الحوض من شرقي موريتانيا، وكان يُعرف أيضا بأحمد بابا التكروري نسبة لبلاد (التكرور غرب الصحراء وبلاد السودان).

كما يزخر العدد بمواضيع ومقالات أخرى حررها عدد من العلماء والأساتذة الأجلاء من بينهم الدكتور محمد السرار، الدكتور مولاي المصطفى الهند، الدكتور عبدالله المعصر، والدكتور عبد الحميد عشاق وغيرهم.

 

عبد الرحمان الأشعاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق