الرابطة المحمدية للعلماء… 10 أيام في خدمة المخطوط العربي
نبه الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إلى أهمية إيلاء الاهتمام الكافي للمخطوط العربي تحقيقا وتدقيقا وتلافي المطبات والأخطاء والعثرات التي تعوق خدمة المخطوط العربي، بوصفه مرآة للعطاءات العربية والإسلامية على مدى التاريخ. وقال الدكتور عبادي إننا نعيش اليوم المرحلة الرابعة في التعامل مع المخطوط العربي، وهي مرحلة التدقيق العلمي ينبري له مجموعة من ذوي العلم والخبرة في المجال، وإننا قطعنا المراحل الثلاث السابقة ومن بينها مرحلة التعامل التجاري مع قضية المخطوط الذي كان يخضع للابتسار.
جاء ذلك ضمن كلمته في افتتاح الدورة التكوينية الأولى في علم المخطوطات الذي تنظمه الرابطة المحمدية للعلماء تحت عنوان"المخطوط العربي: الوعاء والصنعة والتقاليد" طيلة الفترة من 5 إلى 15 دجنبر الجاري بالعاصمة المغربية الرباط، بمشاركة قرابة 60 باحثا من تونس وليبيا واليمن وسوريا وفلسطين والأردن وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقطر، فضلا عن المغرب، إضافة إلى مشاركة متدربين من إسبانيا والهند.
من ناحيته أكد الدكتور فيصل الحفيان من سوريا، خلال افتتاح الدورة أمس الإثنين، إنه لا بد من تحويل التراث إلى قضية، والتفكير فيه تفكيرا كليا لأن المخطوط هو تجلي التراث الفكري للأمة. وأوضح الدكتور الحفيان أن النص التراثي يتكون من ثلاث مستويات، هي المخطوط بوصفه الوعاء أو الجسم، والمعرفة بوصفها المحتوى العلمي أو النص، ثم التقاييد أو خوارج النص، وهي مجموع ما يحيط بالمخطوط مثل طريقة صناعته وانتقاله.
أما الدكتور أحمد شوقي بنبين، من المغرب، فقد دعا إلى إنشاء مؤسسة علمية عربية، يكون مقرها في مصر أو في المملكة العربية السعودية، تعنى بالمخطوط العربي، كما دعا إلى إدماج دراسة المخطوطات ضمن مقررات التعليم لكي تتعلم الأجيال المقبلة منهجية التعامل مع التراث. وابدى استغرابه لكون أول مؤسسة لدراسة المخطوطات أنشئت في باريس عام 1937، من دون أن تكون هناك مبادرة عربية في هذا الاتجاه.
وتعد هذه الدورة، التي تبادر الرابطة إلى تنظيمها بالمغرب، الأولى من نوعها على الصعيد العربي، وتأتي أهميتها من كون علم المخطوطات(الكوديكولوجيا) لا يزال علما بكرا في الساحة العربي يحتاج إلى تظاهر جهود الباحثين.
وقالت الورقة التي أعدتها الرابطة في الموضوع إن الدارسين درجوا على النظر إلى المخطوط العربي بوصفه مضمونا أو محتوى علميا، وأهملوا جانبا آخر هو الجانب الأثري التاريخي الحضاري الذي يرى في المخطوط وعاء ماديا له أبعاد تاريخية يمكن التوصل إليها من خلال الجسم المادي للمخطوط من ورق وحبر وتجليد وفنون طباعية. وأشارت الورقة إلى أن علم المخطوطات حقق خطوات لا بأس بها في العالم العربي مقارنة مع ما تحقق في الغرب، وأن الدورة الحالية تسعى إلى إعطاء مدخل إلى هذا العالم البكر للمتعاملين مع المخطوط العربي سواء من العالمين في مكتبات المخطوطات أو الدارسين لها، إضافة إلى إثراء الدرس العملي في هذا المجال.
وستتواصل أيام هذه الدورة بمعدل 50 ساعة سوف تلقى خلالها أكثر من 30 محاضرة تشمل مفاهيم وحدود علم المخطوطات والصنعة التاريخية للمخطوط والعلاقة بين علم المخطوط والفهرسة وتاريخ المخطوطات والمجموعات الخطية وحوامل الكتابة في المخطوط مثل الورق والرق والبردي، واستراتيجيات رصد التراث المخطوط وقضية التسفير وفنونه والنساخة والنساخين وفنون الخط والزخرفة وقواعد تحقيق المخطوطات وقضية كتابة التراث العبري بالحرف العربي.
بسم الله الرحمان الرحيم
المخطوطات العربية ذاكرة الأمة في مخزن المستقبل
تراث الأمة أساس نهضتها، تلك هي القاعدة مهما كانت قيمة هذا التراث، فكيف يكون الحال، والتراث هو التراث العربي؛ غنى وتنوُّعًا، وامتدادًا ومساحة جغرافية، وقدرة على التأثير بما يملكه من قيَم روحية ودينية؟
لم تعرف البشرية، عبر تاريخها القديم، أمة غنية بإنتاجها المخطوط، وشغوفة بالعلم والمعرفة، وحريصة على اقتناء الكتب مثلما عرفت أمة العرب. فقد قدمت هذه الأمة من المعارف والعلوم والفنون، من خلال مصنفاتها الغزيرة، ما يدعو فعلاً إلى العجب والإعجاب، ويلقي على كواهل الجيل العربي المعاصر مسؤوليات ضخمة حيال إحياء هذه المصنفات، فهل تتساعد هذه الكواهل فيما بينها لتنهض بتلك المسؤوليات، أم تظل متناحرة متنافرة، أو مهملة سادرة، فتترك ثروة الأجداد تتكفن أكثر فأكثر بغبار الإهمال، وتتدثر بدثار النسيان، وتندثر تحت عوادي الزمان
والإنسان؟…
وسوف يمثل النجاح الذي ستحققه تلك الدورة التكوينية- إن شاء الله – لبنة جديدة تضاف إلى إنجازات الرابطة المحمدية للعلماء في مجالات نشاطاتها المختلفة، أملاً في أن يأخذ تراث هذه الأمة مكانه الصحيح كأساس لنهضتها وبناء المستقبل الذي يليق بها.
بسم الله الرحمان الرحيم
المخطوطات العربية ذاكرة الأمة في مخزن المستقبل
تراث الأمة أساس نهضتها، تلك هي القاعدة مهما كانت قيمة هذا التراث، فكيف يكون الحال، والتراث هو التراث العربي؛ غنى وتنوُّعًا، وامتدادًا ومساحة جغرافية، وقدرة على التأثير بما يملكه من قيَم روحية ودينية؟
لم تعرف البشرية، عبر تاريخها القديم، أمة غنية بإنتاجها المخطوط، وشغوفة بالعلم والمعرفة، وحريصة على اقتناء الكتب مثلما عرفت أمة العرب. فقد قدمت هذه الأمة من المعارف والعلوم والفنون، من خلال مصنفاتها الغزيرة، ما يدعو فعلاً إلى العجب والإعجاب، ويلقي على كواهل الجيل العربي المعاصر مسؤوليات ضخمة حيال إحياء هذه المصنفات، فهل تتساعد هذه الكواهل فيما بينها لتنهض بتلك المسؤوليات، أم تظل متناحرة متنافرة، أو مهملة سادرة، فتترك ثروة الأجداد تتكفن أكثر فأكثر بغبار الإهمال، وتتدثر بدثار النسيان، وتندثر تحت عوادي الزمان
والإنسان؟…
وسوف يمثل النجاح الذي ستحققه تلك الدورة التكوينية- إن شاء الله – لبنة جديدة تضاف إلى إنجازات الرابطة المحمدية للعلماء في مجالات نشاطاتها المختلفة، أملاً في أن يأخذ تراث هذه الأمة مكانه الصحيح كأساس لنهضتها وبناء المستقبل الذي يليق بها.