الرابطة المحمدية تشارك في ورشة بتونس حول وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار
شاركت الرابطة المحمدية للعلماء في فعاليات الورشة التدريبة الخامسة بتونس التي نظمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" بالشراكة مع مشروع تمكين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعنوان "وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار" ضمن برنامج كايسيد الإقليمي "متحدون لمناهضة العنف بإسم الدين" واستراتيجية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمقاومة التطرف العنيف.
وشارك في هذه الورشة كل من الباحثين بمركز "الدراسات والأبحاث في القيم"، عبد الخالق بدري، و عثمان البغوري، والباحثة بوحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير"، سارة نغش الجابري.
واستعرض الباحث عبد الخالق بدري في مداخلة له التجربة الرائدة للرابطة المحمدية للعلماء في مكافحة وتفكيك خطاب التطرف العنيف، وأهم المشاريع البحثية والإعلامية والشبابية التي أطلقتها الرابطة المحمدية للعلماء،مؤخرا، تحت اشراف أمينها العام فضيلة الدكتور أحمد عبادي.
وتوقف الباحث بمركز الدراسات والأبحاث في القيم عند المقاربة التي تعتمدها الرابطة المحمدية لمحاصرة التطرف العنيف على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال اطلاق منصة الرائد الالكترونية لبث المعرفة الدينية الآمنة الخالية من الألغام، وكذا الموقع الشبابي "شباب.ما"، الموجه لفئة الشباب، فضلا عن سلسلة الدفاتر العلمية في تفكيك التطرف العنيف، وبرنامج محاربة التطرف داخل المؤسسات السجنية.
واستأثرت تجربة الرابطة المحمدية باهتمام المشاركين في الورشة، الذين ثمنوا هذه التجربة، مؤكدين على أنها من التجارب الرائدة في الوطن العربي التي تستحق التشجيع و التقاسم، خصوصا وأنها تمزج بين الجانب النظري والجانب العلمي من خلال اشراك الشباب عبر وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة في محاربة التطرف العنيف.
وركزت الورشة التدريبية، التي شارك فيها 46 متدرب ومتدربة من الناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي والفاعلين في المؤسسات الدينية والمدنية والخبراء والجامعيين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا، على أربعة موضوعات رئيسية، هي: الحوار كسبيل لتعزيز ثقافة التسامح واحترام الآخر، وسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتها، الحملات وتطوير الرسائل الفعالة، والتفكير الإبداعي في تصميم الحملات والرسائل الفعّالة.
وتضمنت الورشة التدريبية التي استمرت لأربعة أيام على تدريبات في عدد من المحاور التي تهدف إلى الوصول للاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار الإيجابي بين أتباع الأديان والثقافات، وذلك لمكافحة التطرف وتعزيز احترام الآخر، إضافة لتحفيز التفكير الإبداعي في مجالات إنشاء ونشر الرسائل الإلكترونية النوعية، وبناء حملات إعلامية تساهم في تعزيز التواصل والتفاهم و التعايش السلمي، وتشجع على تعزيز مبادئ المواطنة المشتركة والحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
كما تضمنت الورشة تدريبات على إرساء أفضل الممارسات لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار، فضلا عن لفت الانتباه إلى ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمحافظة على التعددية والتنوع الديني والثقافي في المنطقة.
وكان مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات قد طور برنامج تدريبي بالتعاون مع خبراء من المنطقة العربية في مجالات الحوار ووسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتها. حيث يعتمد البرنامج التدريبي على منهجية التعليم التشاركي والعمل في مجموعات. كما تضمنت الورشه جلسات نقاشية حول التجارب المقارنة والدروس المستفادة.
ويعد مركز "كاسييد" منظمة رائدة على المستوى العالمي، التي يضطلع بدور محوري في دعم مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة لبناء السلم في مناطق النزاعات، وذلك من خلال تعزيز ثقافة احترام الآخر. وشارك في تأسيس المركز كل من جمهورية النمسا، ومملكة اسبانيا والمملكة العربية السعودية، مع الفاتيكان بصفته عضوا مراقبا مؤسسا.
المحجوب داسع