الرابطة المحمدية للعلماء

التراث العربي وأسئلة المستقبل.. موضوع ملتقى الإحياء الشهري الثالث

يناقش ويطارح أهم قضايا التراث العربي الإسلامي ودوره في نهضة الأمة وتجدد مختلف مظاهر حياتها الحضارية، انطلاقا من كتاب الدكتور فيصل الحفيان: “التراث العربي.. أسئلة للمستقبل”..

في إطار فعاليات “ملتقى الإحياء” التي دأبت مجلة الإحياء على تنظيمه كل شهر، ارتأت مجلة الإحياء في ملتقاها الشهري الثالث أن تستفيد من حضور المفكر السوري الدكتور فيصل الحفيان، منسق معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إليسكو) التي تعد من المنظمات الفرعية التابعة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، وذلك لتدارس ومناقشة أهم القضايا التي تناولها كتابه الصادر حديثا في طبعته الأولى عن دار الإمام البخاري للنشر والتوزيع بالقاهرة 2010 بعنوان: “التراث العلمي العربي: أسئلة المستقبل” بمشاركة صاحبه وثلة من الأساتذة:

ـ د. أحمد السنوني
ـ د.عبد الحميد عشاق
ـ د. إدريس نغش الجابري
ـ د. جمال بامي
ـ ذ. إدريس الكنبوري
ـ د. محمد المنتار
ـ د. عبد السلام طويل
ـ ذ. بدري عبد الخالق

افتتح اللقاء الأستاذ عبد السلام طويل رئيس تحرير مجلة الإحياء الذي نسق وأدار هذا الملتقى منوها باستجابة الأستاذ فيصل الحفيان المشاركة في مدارسة ومناقشة حول كتابه رغم كثرة مشاغله والتزاماته العلمية. بعد شكره للسادة المشاركين على حضورهم وتلبيتهم الدعوة على الرغم من مشاغلهم، أكد على أن “حضور الدكتور فيصل الحفيان بين ظهرانينا، ما كان ليتم دون أن نستثمره في إطار فعاليات الرابطة بشكل عام، وفي إطار ملتقى الإحياء، الذي نرجو أن يكون منتظما يغتني بتوجيهاتكم ومشاركتكم المستمرة”، وقد دعا الأستاذ عبد السلام طويل المشاركين إلى الانطلاق من هذا الكتاب واتخاذه أرضية ومنطلقا لمناقشة إشكالية طرحت وستطرح بإلحاح على المجتمعات العربية الإسلامية في خضم التحول التاريخي والحضاري الذي تعرفه شعوبها، وهي الإشكالية المتصلة بالعلاقة بين مشاريع النهوض الحضاري والتراث المعبر عنها في الأدبيات المعاصرة بإشكالية العلاقة بين الحداثة والتراث، خاصة إذا علمنا أن أهم تجارب النهوض الحضاري التاريخية، وبوجه خاص النموذج الحداثي الغربي الذي يشكل مرجعية شبه كونية ما كان ليحقق نهضته الحضارية إلا بقراءته النقدية والمستوعبة لتراثه، في أبعاده اليونانية والرومانية المسيحية والأنوارية.. وقد اقترح الأستاذ عبد السلام طويل أن يتم الانطلاق بوجه خاص انطلاقا من القضايا التالية:

ـ  مسألة التراث العلمي العربي الإسلامي وعلاقته بالزمن والتاريخ..
ـ التراث العلمي العربي ومسألة التصنيف بين علوم إنسانية وعلوم حقة..
ـ  التراث العلمي العربي الإسلامي والمقاربة الوظيفية أو التوظيفية..
ـ التراث العلمي العربي الإسلامي ومسألة الصلاحية والجدوى..
ـ التراث العلمي العربي الإسلامي بين منطق التراكم ومنطق القطيعة..
ـ  التراث ومسألة التقدير الكمي والكيفي..
ـ التراث العلمي العربي ومسألة القراءة والتحقيق..

ينتصر المؤلف إلى قراءة تعزز عنصر الاستمرارية والتراكم ضمن هذا التراث، لا القطيعة فيه ولا معه، وهي القراءة التي تنظر إليه ككائن حي فهو على حد تعبير الدكتور “خلية حية لا تموت، تسكن أصحابها ولا تغادرهم” غير أنه يخص التراث الفكري بكونه أعصى أنواع التراث على الموت، خاصة عندما تجتمع فيه الخصائص التالي:

ـ الامتداد التاريخي
ـ العمق الروحي
ـ العطاء الحضاري

ـ وفي تدخله عبر الدكتور إدريس نغش الجابري عن سعادته بمناقشة الكتاب والمذاكرة حوله بحضور مؤلفه الدكتور فيصل الحفيان، مقسما مداخلته إلى شقين؛ شق منهجي وشق مضموني، ومن أهم النقط التي تم التعرض إليها في هذه المداخلة:

1. قضايا منهجية عامة، تتعلق بكيفية استثمار هذا التراث، حيث أكد الجابري على أن الأستاذ فيصل قام في هذا الكتاب بعملية نقض ونقد، وإن كان هو ينظر على أن القراءات المعاصرة قامت بنقض ونقد، هو أيضا مع هذه القراءة في مقابل القراءات غير الراشدة، والتي هي عبارة عن قراءات افتخارية واعتزازية بما لدينا أو قراءات تهديمية؛ أي تلك القراءات التي تبتغي الهدم فقط.
2. قضية التحقيب في المعرفة العلمية، كيف نشأت كيف عرفت التألق، كيف آلت إلى الغروب والتراجع، فهذه مسألة مهمة جدا في إطار تاريخ العلوم، منها أيضا تصنيف العلوم إلى علوم نقلية وعقلية ثم داخل العلوم العقلية، كيف تم النظر إلى العلوم الدقيقة؛إلى جانب موقف الفلاسفة وموقف الأشاعرة وموقف الفقهاء.

ـ بعد هذا تناول الدكتور أحمد السنوني الكلمة ليعبر عن المتعة التي تحققت له وهو يقرأ هذا الكتاب نظرا للجدة الأسلوبية والمضمونية التي تضمنها، وقد خلص إلى أن قيمة الكتاب تكمن، بالأساس، في نوعية الأسئلة التي يطرحها؛ ففي كثير من الأحيان إذا كانت الأسئلة من النوع المزيف والسطحي فإنها أول شيء يقتل العمل خاصة إذا تعلق الأمر بقضية من قضايا التراث.

ـ كما اعتبر الدكتور السنوسي بأن راهنية الكتاب تتأتى من الأسئلة التي يطرح ومن الرؤى التي يصدر عنها الكاتب، التي هي بخلاف ما يقدم ليست تبجيلية ولا تبخيسية أيضا، ومن الأمور التي استوقفت الدكتور وتحتاج إلى نقاش موسع هي: علاقة التراجع العلمي بمعناه الدقيق بالتصورات العقدية وبالثقافة السائدة، ووقف على هذه المسألة  وأكد على أنها تحتاج إلى نقاش عميق.

ـ بعد ذلك عقب الدكتور عبد الحميد عشاق بالقول: إن عظمة الكتاب تكمن في المنهج التحليلي الذي تبناه الأستاذ فيصل، والقصد إلى تحديد الأسباب والإسهام بجدية في حل مشكلة علاقة هذه الأمة بالعلم والبحث العلمي بمعناه التطبيقي والأساسي، فالكتاب يقدم رؤية متكاملة، وأرجو أن يأتي النقاش والمدارسة بفك شفرة الرؤية الفكرية المقدمة في هذا البحث؛ فعلى سبيل المثال، كثير من الأسئلة ونحن نتعامل مع تراثنا العلمي العربي، تحيل على أنه حان الوقت كي ننتقل كما يقول د. فيصل: من مرحلة العمل الجزئي إلى مرحلة العمل الكلي، ومن النشاطات البسيطة إلى النشاطات المركبة، ومن الحركة الفردية إلى الجهد الجماعي، ومن مجرد النقد إلى التوظيف فهذا هو التحدي الكبير الذي يتعلق بكل الأسئلة المتمحورة حول التراث العلمي.

ـ وتطرق الدكتور جمال بامي إلى ملاحظة مهمة دعا فيها إلى مأسسة التحقيق في المخطوط العلمي العربي واسترسل في القول: “هنا أريد أن أبرز دور الأستاذ أيضا في هذا المتن العلمي من داخله، على الرغم من أنه في مقدمة الكتاب يقول بأنه لم يمارس العلوم الطبيعية الحقة، لكنه منشغل بقضايا مرتبطة بهذا التراث على مستوى التطبيق ثم على مستوى الاستشراف، على مستوى المستقبل العلمي، هل سيتكلم العلم العربية مرة أخرى؟ ما علاقة التراث العلمي العربي بالمناهج التعليمية؟ أين نحن من ثنائية النقد والتوظيف والتي هي ثنائية جدلية رائعة جدا، لأن طريقة التعامل لا تقتضي فقط النقد وإنما استحضار التوظيف له من الأهمية والجدة.

هل يمكن أن نعيد كتاب “حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار” إلى كلية الطب مرة أخرى؟ ولو أن د. فيصل يقول بأنه لا يقول هذا؛ لأن خصوم التراث يقولون: “تريدون أن تعيدوا كتب التراث إلى مدرجات كلية العلوم؟”؛ أنا أريد أيضا أن أتدخل في هذا السياق، هل يمكن أن نعيد حقيقة بالملموس وبالدليل وبالدراسة الموثقة، بعض الأسس العلمية إلى منهاج التدريس من جديد اليوم، وأن ندلل على ذلك بالأدلة المباشرة، وليس فقط بالتمني وبالأقوال، إذن، أعتقد أن هذه القضايا هي قضايا جوهرية في الكتاب، أنا لا أريد أن أدخل في التفاصيل، ولكن لدي بعض المشاكل المتعلقة بالمتن و الاستشرافات، متعلقة ببعض النصوص التي أشتغل عليها شخصيا، في إطار تخصص حول السوسيولوجيا النباتية في علاقتها بالعلوم الطبية، سأقترح بعض الأشياء العملية التي يمكن الاشتغال عليها في أفق هذا الاستشراف وهذا الطموح المشروع، لإعادة العلم العربي لحقل الممارسة الميدانية، هناك قضية أخرى أعتبرها أساسية جدا، وهي عبارة عن سؤال اعتبره مفتاحي جدا؛ لأنه تكلم في الصفحة 5 وقال بأن التراث “حمى مفتوح” على مصراعيه اشتغل عليه خبراء في اللغة والنحو وربما فقهاء حققوا في الطب وأعتبره إشكالا خطيرا جدا لابد من القطع الصارم والعلمي  والمنهجي مع هذا المنحى، ممكن أن يدخل هؤلاء الأفاضل المهتمون بالتراث كمساعدين في إطار شراكات تعزز التواصل والتكامل بينهما..

وقد تحدث الدكتور الفاضل عن الصعوبات التي يمكن أن تعترض مثلا متخصصا مثلي في البيولوجيا، وهو يشتغل على ابن جزلة أو كشف الرموز أو على الأشبيلي أو الغساني أو على الطغنري، تعترضك مشاكل متعلقة بالتحقيق وبقراءة المخطوطات القديمة؛ لأنها صناعة لا نتقنها، ولكن في إطار الشراكات قد يكون مفيدا، هذه الشراكة بين علماء متخصصين ليس فقط علماء في العلوم الحقة وحسب ولكن علماء لهم قضية أيضا، قضية متعلقة بالوجود بالمصير بالانتماء وبالعقيدة؛ لأنها مهمة جدا وقد صرح الأستاذ بهذا بقوة، بأن هؤلاء العلماء العرب والمسلمين في كلية العلوم ولا علاقة لهم بالتراث؛ إما لأنهم يحتقرونه بالنظر للرؤية الخلدونية “المغلوب مرهون بتقليد الغالب”، أو أنهم ليسوا مؤهلين نفسيا وابستيمولوجيا ومعرفيا، للانخراط في هذا التراث وتحقيقه”.

وفي هذا السياق أبرز الأستاذ عبد السلام طويل كيف أنه إلى جانب عنصر الأجرأة والوظيفية في تقريب التراث يتعين الاستعانة بالمدخلين التعليمي والإعلامي سعيا لتجسير الفجوة بين المتخصصين في مجال تحقيق التراث من الوجهة اللغوية والفنية، والمتخصصين في مختلف العلوم التي تشكل موضوعا للمخطوطات موضوع التحقيق والدراسة..

ـ أما مداخلة الأستاذ إدريس الكنبوري فقد تطرقت لقضيتن أساسيتين هما:
1. كيف كان تحقيق النصوص التي تندرج في مجال التراث الإنساني أسبق على النصوص التي تندرج في المجال العلمي، فمن وجهة نظره دخلنا مرحلة معينة في العصر الحديث وذلك بالصراع حول النص، إبان وبعد السلطنة العثمانية، فكان الذي يسيطر على العقل الإسلامي هو الحسم مع النص الديني والفكري وتحديد الوجهة الحضارية للأمة.
2. التراث العلمي العربي كان بجانب التراث السياسي من أهم ضحايا الإهمال والإنكار، ولكن يمكن بعد هذه اليقظة المتأخرة أن يتم استرجاع بعض من هيبة التراث العلمي العربي عبر إنشاء مراكز بحث تعنى به نقدا وتوظيفا.

من خلال مختلف المداخلات وقف المؤلف على النقاط المهمة التي تم التطرق إليها؛ منوها بقوة النقد وجرأته، واعتبر بأن “الموقف النهضوي من التراث، هو موقف مرتبط بالحراك داخل التراث ذاته؛ بمعنى أننا كلما بذلنا جهدا أكبر في العمل  من داخل التراث كلما استطعنا أن نخطو خطوة للإقناع بأن هذا التراث له قيمة، ثم وقف عند الجزئية التي أثارها الأستاذ السنوسي وسبق أن طرحها الأستاذان جمال بامي وعبد السلام طويل، تلك المتعلقة بضرورة تقييد المشتغلين على النص التراثي، وأفاد الدكتور فيصل بأن العاملون الآن في مجال التحقيق هم أصحاب الاختصاص اللغوي؛ يعني كل من اشتغل لتحقيق التراث العلمي هو قادم من حقل اللغة أو العلوم الإنسانية بالمصطلح الحديث، فتجد من يحقق كتابا في الفلاحة وهو مختص في التاريخ، ومن يحقق كتابا في الطب هو متخصص في النحو، وكأن هذا التراث أو هذا النص نص لغوي فحسب، والحقيقة أن النص في شكله نص لغوي ولكن في مضمونه محتوى، ودعا إلى ضرورة أن يتعامل مع المخطوط المتخصصون. وقد أوضح بأن “هذه القطيعة بين التخصصات هي التي جعلت من التراث كائن ماضوي “أنا لا أقول بكائن تاريخي؛ لأن التاريخ دائما في استمرارية، في مقابل الماضي الذي يعرف الانتهاء والقطيعة” ولهذا السبب تبنى مركز المخطوطات العربية مسألة التحقيق الجماعي، واستحضار البعد المضموني بجانب البعد الشكلي. ذلك أن “النص”، حسب المؤلف، مستويات؛ هناك من له القدرة على التعامل مع النص الفقهي أو مع النص اللغوي أو مع النص الطبي أو النص النباتي، ولا يستطيع أن يتعامل مع المحتوى، ثم هناك من يتعامل مع تلك الإشارات، وهذه الإشارات المرجعية إشارات في غاية الأهمية؛ لأنها تمثل التاريخ الثقافي الحضاري والحراك العلمي المحيط بالمعرفة.

ثم تعرض صاحب الكتاب  لفكرة محورية من صميم المرجعية واعتبر بأن التراث نفسه لابد أن يكون قضية، “والقضية هي المقابل للهم العارض، فهل نريد من التراث أن يكون هما عارضا نتعامل معه آنيا أو لحظيا ثم ننساه، أم نريد منه أن يكون قضية”، وتحسر الكاتب على الطريقة التي تجعلنا مقلدين ووتقليديين في التعاطي مع النص،حينما نغيب التراث كـ”قضية” ونكتفي بالتقليد، ولا نستطيع أن نضيف  لبنة واحدة في صرح الحضارة ولا أن نخطو خطوة واحدة وهذا ما يسميه بـ “الدوران في فلك النص”.

ليخلص إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بتحقيق مستويات ثلاث لنهضة حقيقة للأمة، وحددها كالتالي:

1. التاريخ: البناء على ما سبق
2. البيئة: البيئة المناسبة لاحتضان العلم، وتخريج والعلماء
3. الرؤية أو الفلسفة: التي تتضمن الأسباب والغايات التي تسعى إليها

وبعد ذلك تناول الكلمة الدكتور محمد المنتار، الذي كانت مداخلته عبارة عن “صرخة معرفية” دعا فيها إلى خلق وإرساء منهجية لتحقيق التصالح بين الطلبة والمخطوط، ذلك أن هناك اشمئزازا وتوجسا لدى أغلب الطلاب في التعاطي مع المخطوط (أي مخطوط)، ودعا إلى ضرورة الانتقال من مرحلة التعاطي الوجداني والتجاري مع المخطوط إلى مرحلة جديدة تجعلنا في علاقة علمية وحضارية مع المخطوط، لإمكانية الاستفادة الحضارية منه ومن قيمته، والانتهاء من مرحلة الفراغ الذي تعرفها الجامعة في تعاطيها مع المخطوط.

وتناسبا مع هذا، تم الإجماع في جل المداخلات في ختام المائدة، على ضرورة رفع “حالة التخاصم” إلى حالة التصالح مع التراث، عبر المخطوط بشكل مباشر، ودعا الدكتور فيصل الحفيان إلى تبني مشروع ذاكرة للمخطوط العربي عبر الطرق التالية:

ـ تأسيس قاعدة بيانات إلكترونية وورقية..
ـ جمع خطوط العلماء..
ـ جمع ذاكرة للأدوات الطبية في صور وأدوات نظرية..
ـ إعادة منهج التعامل مع المخطوط.

مما سيفتح الباب واسعا أمام التعرف الدقيق على التراث العلمي العربي، وتحقيق نهضة إسلامية عربية تفتخر بها الأمة.

 ذ. بدري عبد الخالق

‫2 تعليقات

  1. المرجو تزويدنا بكامل المعطيات حول هذه الندوة من فضلكم
    طالبة باحث

  2. المرجو تزويدنا بكامل المعطيات حول هذه الندوة من فضلكم
    طالبة باحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق