الرابطة المحمدية للعلماء

البيان الختامي لندوة”التأويل: سؤال المرجعية ومقتضيات السياق”

يونيو 26, 2013

اختتمت بحمد الله أشغال الندوة العلمية الدولية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء؛ تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، حول موضوع: "التأويل: سؤال المرجعية ومقتضيات السياق"، وذلك يومي الأربعاء والخميس 17 ـ 18 شعبان 1434 هـ موافق لـ 26 ـ 27 يونيو 2013م، بعاصمة المملكة المغربية ـ الرباط.

بمشاركة علماء وباحثين من دول فلسطين، وموريتانيا، وتونس، والجزائر، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وألمانيا، وتركيا، ومصر، وقطر، والسودان، وألبانيا، وسوريا، ولبنان، والعراق، إلى جانب الدولة المضيفة المملكة المغربية..

وقد استهلت الندوة أشغالها بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها "مداخلة تأطيرية" للأستاذ الدكتور أحمد عبادي؛ الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أعقبتها محاضرتان افتتاحيتان؛ الأولى للأستاذ الدكتور رضوان السيد؛ والثانية للشيخ الدكتور علي جمعة.

وقد توزعت باقي مداخلات الندوة على ثمان جلسات علمية:

الأولى: الإطار النظري والمفاهيمي، والثانية: التطور التاريخي لمنهجيات التأويل، والثالثة: التأويل بين نظرية المعرفة وفلسفة العلوم، والرابعة: التأويل: سؤال المرجعية وخصوصية النص المؤوَّل، والخامسة: البعد المقاصدي للتأويل، والسادسة: التأويل ومقتضيات الوعي  بالسياق، والسابعة: التأويل والرؤية الكلية، والثامنة: أهم خصائص وضوابط التأويل.

وقد انصب النقاش في المحور الأول حول استجلاء حقيقة مفهوم التأويل في المجال التداولي الإسلامي، وفي المجال التداولي الغربي، وكذا في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، وما يتصل بذلك من بيان أوجه العلاقة بين النص المؤسس والتأويل، من حيث المفهوم، والدلالة، والوظائف.

فيما عكفت مداخلات المحور الثاني حول رصد منهجيات التأويل، مع الكشف عن تمظهرات التطور التاريخي للتأويل في إطار الفكر الإنساني بشكل عام، وكذا الوقوف عند التأويليات المعاصرة بمختلف تمظهراتها وتنوعاتها.

وتغيى المحور الثالث الكشف عن أوجه العلاقة بين التأويل ونظرية المعرفة في تداخلها مع فلسفة العلوم، وما يتصل بذلك من إشكالات التأويل وقضاياه، كما رصد أشكال التوظيف الإيديولوجي للتأويل في مختلف مراحله التاريخية، سعيا للكشف عن مدى حضور مقتضيات النظر العلمي في مختلف أشكال التوظيفات التي اصطبغت بها العمليات التأويلية.

ودار النقاش في المحور الرابع حول التأويل في علاقته بسؤال المرجعية، وحدود التأويل، وخصوصيات النص المؤول، مع التركيز على أشكال الاختراق التأويلي التي تحول دون الناس والإفادة من بصائر الوحي وهادياته.

ونظرا للوعي العميق بالتلازم الحاصل بين المقاصد والتأويل، فقد تمّ تخصيص محور لإبراز أبعاد هذا التلازم؛ لرصد أوجه العلاقة بين التأويل ونظرية المقاصد، وأصل اعتبار المآل على وجه التحديد.

وقد انصب البحث في المحور السادس لمحاولة الوقوف على أوجه العلاقة بين التأويل ومقتضيات الوعي بالسياق، بمختلف مراتبه وأنواعه؛ السياق المقامي، والسياق النصي، والسياق التاريخي، والسياق الثقافي، والسياق الحضاري، والسياق الكوني المعاصر.

واستهدف المحور السابع استكشاف عالم الرؤية الكلية للقرآن المجيد، من خلال بحث التأويل في علاقته ببناء الرؤية القرآنية الكونية.

أما المحور الثامن والأخير فقد دار حول أهم خصائص التأويل (الوظيفية، الواقعية، التفاعلية، الاعتبارية، المقصدية..)، مع بيان أبرز ضوابط العملية التأويلية (الضابط المنهاجي، الضابط اللغوي، الضابط التمثلي، الضابط المقاصدي، الضابط الاستشرافي...).

وقد خلصت الندوة إلى جملة من النتائج والتوصيات، أهمها: ـ  طبع أعمال الندوة وتوزيعها على نطاق واسع. ـ التأكيد على أن التأويل من المداخل الأساسية لاستئناف حركة الأمة في الاجتهاد والتجديد. ـ التأكيد على ضرورة استيعاب الكسب الإنساني المعاصر في مجال المنهجيات التأويلية، وبذل الجهد المطلوب لتفكيكه، في ضوء رؤية القرآن الكريم الكلية. ـ ترجمة المصادر الغربية الكبرى في الدراسات القرآنية والتأويلية. ـ وجوب النظر المستأنف في قضايا التأويل وإشكالاته في الماضي والحاضر. ـ استمرار الاهتمام، في ندوات وورشات لاحقة، بالجانب النظري في المناهج التفسيرية والتأويلية. ـ توجيه الرسائل الجامعية(ماستر ودكتوراه) لبحث قضايا التأويل ومقتضيات السياق. ـ تأليف كتب منهاجية تتغيى بناء المهارات في مجال التأويل، وتسهم في تكوين علماء قادرين على العبور من النص إلى الواقع بحكمة ورشادة. ـ إنشاء شبكة من الباحثين المهتمين بالتأويل ليستمر البحث في المواضيع ذات العلاقة بمنهج التكامل المتنامي. ـ إنشاء منبر خاص، يقترح أن يسمى "التأويل"، للاستمرار في تأثيل الثمرات البحثية بهذا الصدد. ـ عقد شركة تعاون مع مراكز غربية، وفي مقدمتها مركز "فيلولوجيا المستقبل" ومشروع "المدونة القرآنية" ببرلين، للإسهام في إحلال القرآن الكريم مقامه البحثي، والتشريعي، والاستلهامي اللائق به في الغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق