الباحث إلياس بوزغاية يقدم عرضا تفاعليا حول مركز الدراسات النسائية في الإسلام بمركز Amideast بالرباط
في إطار انفتاح مركز الدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء على مختلف الفعاليات الثقافية والأكاديمية، وفي سياق تحقيق أحد أهدافه المتمثلة في تصحيح الصور النمطية السائدة حول المرأة في الإسلام، شارك الباحث إلياس بوزغاية في تأطير إحدى الحصص المجدولة في برنامج التبادل الثقافي بمركز Amideast بالرباط لفائدة طلبة ينتمون لمختلف الجامعات الأمريكية. وقد تزامن هذا الحدث مع اليوم الوطني الذي يخلده المغاربة للإحتفال بالمرأة المغربية (العاشر من أكتوبر كل سنة).
بعد أن قدمت الأستاذة سمية بلحبيب، الأستاذة بجامعة ابن الطقيل بالقنيطرة والمشرفة على الحصص التكوينية بالمركز، أرضية تمهيدية للعرض، استهل الباحث إلياس بوزغاية عرضه بالتذكير بسياق إصلاح الحقل الديني بالمغرب بقيادة الملك محمد السادس الذي وضع أسسا وسياسات تهدف إلى الحد من موجة الغلو والتطرف باسم الدين التي سادت في العقد الماضي، وقد كان من ركائز الإصلاح إنشاء مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء التي تحتضن مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام.
وفي معرض الحديث عن المركز، أشار الباحث إلياس بوزغاية عن أهميته وأهدافه ورؤيته للمسألة النسائية في الإسلام، حيث أوضح أن هناك فجوة في المجال الأكاديمي تتمثل في نقص المراكز البحثية المهتمة بهذا الشأن عالميا من جهة، ومن جهة أخرى في ندرة المقاربة الشمولية التي تأخذ بعين الاعتبار الانفتاح على الفكر الإنساني الذي لا يتعارض مع الإسلام، وكذا مراعاة الواقع الاجتماعي المعاصر. وبهذا الخصوص فإن المركز سطر أهداف من بينها مراجعة التراث الإسلامي المتعلق بقضايا النساء بإبراز إيجابياته ومناقشة سلبياته، وتجديد خطابه، وكذ كشف الخلط بين نصوص الوحي والأفهام والاجتهادات والتطبيقات التاريخية بمحتلف تمظهراتها، وايضا إشاعة خطاب علمي هادئ ورصين بخصوص القضايا النسائية في الإسلام. ومن بين مخرجات هذه الأهداف تتحدد وسائل المركز في موقعه الإلكتروني ومجلته (الرؤية)، وكذا نشر مؤلفات علمية، بالإضافة إلى المشاركة في المحافل الوطنية والدولية، وتنظيم ندوات ومؤتمرات حول مختلف القضايا النسائية.
شكل العرض التقديمي للمركز منطٌلقا لطرح بعض الأسئلة ومناقشة عدد من القضايا التي تعتبر أساسا لتشكيل صور نمطية عن المرأة في الإسلام مثل القوامة والضرب وتعدد الزوجات والحجاب والإرث، كما شكل مفهوم المساواة في الإسلام منطلقا لمعرفة التصور الإسلامي لطبيعة العلاقة بين الجنسين حيث أن فكرة الاستخلاف والتعاون من أجل بناء الحضارة الإنسانية تشمل الذكر والأنثى في نطاق تراحمي وليس صراعي. وقد شدد الباحث إلياس على أهمية استحضار السياق الثقافي لكل حضارة وما يعنيه ذلك في بلورة المفاهيم وتنزيلها، كما شدد على دور الوسطية والاعتدال واحترام الاختلاف في تقريب وجهات النظر لتجاوز تحديات العصر التي تجمع الإنسانية ككل.