هذا الكتاب "علم الكلام والقرآن" للدكتور عبد الحميد مومن في جوهره محاولة لتلمس الطريق التي سلكها علماء الغرب الإسلامي في استمدادهم علم الكلام من القرآن.

وقد بين صاحبه الأصول المعرفية التي انطلقوا منها، والخطوات الإجرائية التي سلكوها، ثم نتائج فكرهم التي انتهوا إليها.

واقترح أجوبة عن بعض أهم إشكالات استمداد علم الكلام من القرآن؛ فناقش فكرة الدور، وقرّر بعض قواعد إعمال العقل في قراءة آي الاعتقاد، وبيّن أن لا استقلال للعقل بتأسيس المراد وإن استقل بإثبات الصدق، كما بين المقصود بالمعارض العقلي، وأن ليس كل ما يوسم بالعقل عقل معتبر حال التعارض.

وتحدث عن "تداولية" الخطاب العقدي في التراث الإسـلامي باعتبارها تجسيرا بين النص العقدي والسياق؛ واسترسل في بيان خطوات استمداد الكلام من القرآن، فبين أنها ترجع إلى إجراء محوري تمثل في رد المتشابه ـ بمعناه العام ـ إلى المُحْكَم، وأن هذا الرد يتم وفق شروط تقتضيها أصول الاستمداد المعرفية.

ثم لما كان "القطع" ديدن نظَرِ المتكلمين؛ لم يغفل الكاتب بيان وجه اقتناص القطع من ظواهر الكتاب ظنية الدلالة.

كما لم يغفل مناقشة ما يثيره اعتبار "المذهبية" في الاستمداد من مشكلات، مقترحا جوابا يرفع الإشكال دون إلغاء للمذهبية ولا إفراغ لمنهج الاستمداد من وظيفته الاستبصارية.