مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

تلاميذ الشيخ ماء العينين بمختلف مناطق الصحراء المغربية

تتلمذ على يد الشيخ ماء العينين في زاويته بالسمارة جم غفير من فطاحل الصوفية وطلاب العلم والمعرفة والمريدين، الذين يُعدون بالآلاف، وتخرج على يده من كلا الصنفين عدد كبير من أكابر العلماء في الشريعة والحقيقة، فكانت حلقات التدريس والتربية والوعظ عنده عامرة طوال السنة، تؤمها جموع الوافدين من مختلف طلاب العلم، الآتين إليها من كل حدب وصوب عبر مسالك الصحراء الوعرة. وفي ذلك يقول المختار السوسي: «هذا الشيخ من الشيوخ العظام الذين تمت لهم شهرة فائقة عظيمة من نحو 1270هـ , فقد أسعده الحظ فنال ما ربما إذا سمعه من لا يعرفه يستغربه أو يعده من البهتان, وشهرته ترتكز على أربعة أمور بل خمسة: … ثالثهما: أنه شيخ من شيوخ الصوفية الذين لهم يد عليا في ذلك الفن علما وعملا, ولا أدل على ذلك من ذلك الجم الغفير الذين تلمذوا له من فطاحل الصوفية والعلماء الكبار من الصحراويين، فقد بلغ أخيرا من حلقوا حوله في السمارة عشرة آلاف بين ذكور وإناث, يتدارسون العلوم, ويعمرون الأوقات بالأذكار مع حصول النفع التام لهم به, وكل من أحنت له علماء قطره هاماتهم من أشياخ الصوفية، فإنه ظافر وراء ذلك باستتباع الدهماء التي لا تعرف غالبا إلا تقليد الجم الغفير من العلماء, ومتى سألت الأباطح بالخاصة والعامة إلى إنسان فإن هناك من الشهرة الطنانة ما يملأ الخافقين, ويغمر المسامع»  (1).

وقال الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين: «وفي تلامذته من العلماء والأخيار والشعراء شيء كثير، رأينا منهم من لا نقدر على عده، وعليهم من الأنوار والسكينة والوقار، ما يومئ إلى حال الصحابة رضي الله عنهم مع النبي ﷺ في كثرة الانقياد للشيخ ومناصحته، وتعظيمه وتفخيمه، وكثرة الذكر والطاعة والمواظبة على الصلوات في الجماعة، وغير ذلك من كل وصف جميل»(2).

ونذكر من تلاميذه بمختلف مناطق الصحراء على سبيل المثال لا الحصر:

1-   إبراهيم بن محمد الفوتي:

العلامة الدراكة الفهامة المشارك اللغوي الشاعر المقتدر إبراهيم بن محمد البراوي الفوتي السوداني أصلا، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

له تآليف عديدة، وأشعار في مدح الشيخ ماء العينين، توفي عنده بتزنيت عام 1313هـ/1895م(3).

2-    سيدي بن مختارنا القناني:

سيدي بن مختارنا بن محمذن بن عُبيد بن أبابك بن أشفاغ بن المولود(4).

أخذ العلم عن محمد بن عبد الودود الحاجي، ثم توجه إلى الشيخ ماء العينين في «تيرس»، وأهدى له هدايا كثيرة، وأخذ عنه الطريقة(5).

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1315هـ/1898م، ودفن عند «جبل التوامه»(6)في تيرس(7).

3-    عبد القادر بن أحمد بن الطلبَه السمسدي:

العالم الفقيه، والمجاهد العابد عبد القادر بن أحمد بن الطلبَه السمسدي.

كان كثير الذكر وتلاوة القرآن، ومن كبار مريدي الشيخ ماء العينين، وفد عليه بالسمارة، في شهر رمضان من عام 1321هـ/1903م، وأخذ عنه الطريقة، وحضر دروسه في المسجد، وسمع منه التفسير والحديث وغيره(8). ظل ـ رحمه الله ـ في حضرة الشيخ بالسمارة إلى أن بدأ الشيخ ماء العينين في تنظيم الحملة الجهادية لمواجهة القوات الفرنسية الغازية لبلاد شنقيط؛ فانخرط في سلك المجاهدين وشارك في «معركة إيكْنِينتْ التيكويتْ» في «إنشيري» التي سقط فيها شهيدا سنة 1326هـ/1908م (9).

4-    حسنَّا بن إبراهيم الدليمي:

حسنا بن إبراهيم بن بله الملقب السملالي، البعمري، والده إبراهيم.

أخذ عن الشيخ ماء العينين، وشارك في المعارك التي خاضها المجاهدون ضد القوات الفرنسية في بلاد شنقيط تحت إمرة الشيخ حسنَّا بن الشيخ ماء العينين، وبعد وفاة الشيخ ماء العينين انخرط في سلك المجاهدين تحت إمرة الشيخ أحمد الهيبة في منطقة سوس، وظل إلى جانبه في الجهاد إلى أن سقط شهيدا في ساحة «معركة ابن جرير» شمالي مراكش سنة 1330هـ/1912م(10).

5-    الشبيه بن اليدالي:

الشبيه بن اليدالي بن محمد محمود بن إبراهيم بن مولود بن ألفغ أحمد، من قبيلة أهل أشفاغَ أحمد.

كان من مريدي الشيخ ماء العينين المقربين، درس في مدارس السمارة، وكان من أهل القرآن، له مشاركة في العلم، لازم الشيخ أحمد الهيبة بعد وفاة الشيخ ماء العينين، وانخرط في سلك المجاهدين تحت إمرته، وشارك في الحملة الجهادية بأحواز مراكش، فاستشهد في «معركة سيدي بوعثْمان» شمالي مراكش سنة 1330هـ/6 سبتمبر 1912م(11).

6-    محمد ولد مسعود المعدري:

إمام العلماء والصوفية والكرماء محمد ولد مسعود المعدري المسكن، البراييمي المنشأ، ولد نحو 1283هـ/1866م.

أخذ عن والده، وعن أحمد بن إبراهيم الإكراري، و إبراهيم بيرعمان، والحسن السملالي الساحلي، وابن الحسين الاكلويي، والضوء السباعي، وابن العربي الأدوزي، وأحمد الجشتيمي، والحاج ياسين، والحاج محمد أبراغ، ومحمد بن محمد الجزولي، وعن المعطي السباعي، أخذ عن بعضهم تعلمًا وعن بعضهم إجازة، ثم أقبل سنة 1311هـ/1893م إلى التدريس، وقد خلَّفه والده في «المدرسة البونعمانية»(12)، فزخرت به معارف.

كان ـ رحمه الله ـ من مفاخر سوس وآياته في كل ناحية؛ نحوا، وأدبا، وتاريخا، وفقها، وأصولا، وحديثا، وتفسيرا، ثم سما إلى التصوف، فأخذ عن ماء العينين، وعن الحاج بلخير البوشتي، وعن الشيخ الإلغي، وبهذا تربى في طريق القوم بالتربية الاصطلاحية.

وتآليفه نحو ثلاثة وأربعين من كل الفنون التي يزاولها.

اعتبط في وسط كهولته 17 ربيع الأول عام 1330هـ/1911م، ودُفن في جنب والده في المعدر(13).

7-    سيدي عبد الله اليعقوبي:

الشيخ سيدي عبد الله بن محمد بن أحمد بن الأديب بن حَنْبُلا اليعقوبي من أهل أشفاغَ المختار بن أحمد نا الله.

كان من كبار مريدي الشيخ ماء العينين المقربين منه(14)، عينه على زاويته العلمية في مراكش، ومكث على رأسها أعواما (15). وكان في رفقة الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين عندما أوفده والده إلى السلطان عبد الحفيظ في فاس، للشفاعة في الكتانيين عام 1327هـ/1909م(16).

توفي ـ رحمه الله ـ عام 1336هـ/1917م عن سن عالية(17).

8-    حبيب الله بن محمد حرمه:

حبيب الله بن محمد حرمَه بن عبد الله التاكنيتي نسبا(18).

كان عالما له مشاركة في كثير من الفنون، وكان شاعرا مجيدا، أخذ أولا الطريقة على الشيخ حَسَنَّه(19) بن الشيخ ماء العينين، ثم أخذ عن الشيخ ماء العينين، وبعد مدة قصيرة رجع إلى الشيخ حسنَّه ولازمه زمنا طويلا، وله فيه مدائح كثيرة.

توفي سنة 1337هـ /1919م(20).

9-    الحسن بن محمذن الحسني:

الشيخ الحسن بن محمذن بن محمْ الملقب آبوه(21)بن أحمد بن الفالي محمْ بن أخطيرة.

كان عالما فقيها، ورئيسا جليلا في قومه، أخذ العلم والورد القادري عن الشيخ سيديا الكبير، وتصدر على يديه، ومكث معه ثمانية عشر عاما، وأخذ عن الشيخ محمد بن حبيب الله بن اغربط الحسني، ثم شد الرحال إلى الشيخ ماء العينين، فمكث معه مدة قصيرة، فأجازه في الطريقة القادرية.

أخذ عنه علماء كثر، من أشهرهم: العالم اللغوي محمدُ سالم بن الشين الجكودي نسبا الحسني نشأة.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1338هـ/1919م، وقد عاش خمسا وتسعين عاما، وعلى هذا تكون ولادته في حدود 1243هـ(22).

10-     عبد الله الانزاضي البعقيلي:

عالم صالح، مشارك في الفنون، ويجاري المفتين والنوازليين، حتى أنه ليجاري الأدباء في مما تنهم في مجالس الأنس، وهو من أصحاب الشيخ الإلغي يتردد عليه كثيرًا، وله ذوق صوفي وخالق رصين. أخذ عن ابن العربي، وكان حينًا شارط في «مدرسة تزنيت»، فصلى إذ ذاك على الشيخ ماء العينين يوم توفي.

توفي 15 جمادى الأولى عام  1339هـ/1920م(23) ‍.

11-    محمد بابا الصَّحْراوي(24):

الأديب الكبير المشهور في إيليغ(25)محمد بابا الصحراوي، ولد عام 1290هـ/1873م(26).

قال عنه تلميذه محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين لما سأله عنه المختار السوسي: «قبيلة محمد بابه تسمى «أجاكوجا» من قبائل الزوايا الشنكيطية، وأهلها مشهورون بجودة الخط، فكان له الخط الأوفر من ذلك، فاتخذه الشيخ ماء العينينناسخا لمؤلفاته، وهو من المهرة في القرآن العظيم، حفظا ورسما وحسن أداء، ولذلك أسند إليه الوالد تعليمنا في القرآن، أول ما ورد عليه نحو 1323هـ، فكان أستاذ طبقتنا، وهو فوق ذلك شاعر مفلق وحسن الأخلاق، رقيق الحاشية، لذيذ المفاكهة، عزوف عن سفاسف الأمور، مهذب الطباع، يتوقد ذكاء، كرس حياته على علم يفيده أو يستفيده، مع انقباض عن سوى ذلك، ويغلب عليه حال التصوف بمعناه الحقيقي علما وعملا، وفي أخريات حياته لا يطيب له المقام في كثير من الأوقات إلا في إيليغ لما رأى من أهله من الدين والفضل، ولهم به حفاوة وإعجاب كبير»(27).

كان ـ رحمه الله ـ يصحب الشيخ ماء العينين، ويأخذ عنه بعدما أخذ من أهل بلده، وهو الذي يقرأ الحزب الراتب بين يديه، ثم صاحبالهيبة بعدما بويع في كل تنقلاته إلى «كردوس»، وقد كان ألقى عنه أخلاق الصحراويين كلها وزيهم، وتلبس بأخلاق من يعاشرهم وبزيهم، فحببه ذلك إلى القلوب(28).

ومن تآليفه: «شرح لامية العرب»، بخطه، وكتاب في «الأصول»، وله نوادر، ونظم(29).

ساقته تربته إلى مسكن أشياخه بـ«كردوس»، فهناك توفي وأقبر سنة 1342هـ/1924م(30)، وفي رجالات العلم العربي في سوس أنه «توفي أواسط سنة 1343هـ»(31).

12-  الحاج بن أبكْ:

الحاج بن سيدي الفاضل الملقب «أبكْ»، كان عابدا ناسكا ثقة فقيها، له مشاركة في العلم، من الطبقة الأولى من مريدي الشيخ ماء العينين، وكان من المقربين منه غاية، بحيث انقطع لخدمته ومرافقته في حله وترحاله.

توفي في آخر العقد الأول من القرن العشرين، ودفن بالسمارة، عقب من الأولاد: ماء العينين الذي استشهد في «معركة الطريفيات» ضد القوات الفرنسية سنة 1343هـ/1925م(32).

13-  الحضرمي بن الشيخ محمد الأمين السباعي:

العالم الجليل الحضرمي بن الشيخ محمد الأمين بن الشيخ أحمد. ولد في السابع من المحرم سنة 1270هـ /11 أكتوبر 1853م.

كان عالما ثقة، متقنا، ماهرا بالقرآن وعلومه، أخذ العلم والطريقة عن خاله الشيخ ماء العينين، ولازمه وانتفع به، وقد رتبه مدرسا لأبنائه، فتخرج على يديه جلهم. كما اتخذه مستشارا خاصا(33)، وصاهره الشيخ ماء العينين ببنته سعدان، فجال في ركابه، ولازم أولاده إلى أن نزل معهم في «بعقيلة»(34). ترجم له الشيخ مربيه ربه في «قرة العينين» بقوله: «… اتخذه شيخنا رضي الله عنه معلما لأولاده القرآن وغيره، وقد أجاز بعضهم في قراءة نافع»(35). وقد شارك ـ رحمه الله ـ في «معركة الداخلة» في شهر مارس سنة 1885م ضد أول بعثة استعمارية إسبانية إلى الصحراء الغربية، وأبلى فيها البلاء الحسن إلى جانب مجاهدين من أولاد دليم والعروسيين وغيرهم.

توفي يوم الجمعة ثالث ذي الحجة سنة 1345هـ/5 يونيو 1927م، ودفن بـ«كردوس» بسوس(36)، وفي رجالات العلم العربي في سوس: «توفي ببعقيلة بعد سنة 1330ه‍ في سنة لا ندريها»(37).

14- سيدي أحمد بن عيده:

الأمير سيدي أحمد بن أحمد بن سيدي أحمد بن أحمد الملقب بولد عيده(38)بن سيدي أحمد بن عثمان بن الفظيل بن شنان(39)بن بوبه بن عمني بن آكشمار بن آكمتار بن غيلان بن يحيى بن عثمان بن مغفر بن أدي بن حسان الأصغر، ولد في أول رجب عام 1308هـ/فبراير 1891م(40).

كان واسطة عقد أمراء آل يحيى بن عثمان، حاول أن يقضي على الفتن في عهده وينشر الأمن في ربوع إمارة «آدرار».

أخذ العلم في مدرسة الشيخ ماء العينين، فحفظ القرآن، ودرس النحو واللغة، والفقه والسيرة النبوية، وأيام العرب، والتاريخ، فصار متضلعا من مختلف العلوم، ومن كبار الأدباء، يقرض الشعر الفصيح، إلا أنه اشتهر بالشعر الحساني(41). لم يهادن الأمير الفرنسيين، بل ظل يناوئهم ويضمر لهم العداء، ويختلف معهم إلى أن هاجر واستشهد يقاتلهم في «معركة وديان الخروب» سنة 1350هـ/1932م(42).

 15-  سيدي هيبة :

الشيخ سيدي هيبة بن محمد(43)بن محمد المختار بن عبد الرحمن الملقب أعبيدي بن الطالب أخيار بن محمد بن الجيه المختار، والدته: لالَه أم الخير بنت الشيخ محمد فاضل بن مامين.

أخذ العلم والطريقة عن خاله الشيخ ماء العينين، ومكث معه ما يقرب من عشرين سنة، وبعد أن صدره سكن أولا بين «تيرس» و«آدرار»، وظهر ظهورا لا يوصف، وأقبل عليه الناس من كل جهة. وبعد أن هاجر الشيخ ماء العينين من السمارة إلى مدينة تيزنيت التحق به الشيخ سيدي هيبة، ومكث معه مدة قصيرة، ورجع بأسلحة وكمية من الرصاص(44).

توفي رحمه الله سنة 1354هـ/1935م حسبما ذكر ابن بنته العلامة الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ بوننه، ودفن عند «تيبركنت»، وقبره مشهور يقصد للزيارة(45).

16-  الحاج بلقاسم الزاوي الإلغي(46):

الحاج بلقاسم بن عبد الله بن بلقاسم بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن سعيد. ولد عام 1280هـ/1863م.

التحق بشيخ المريدين في الصحراء الإمام ماء العينين فاستشاره في المجاوزة إلى السودان، فأشار عليه بالمكث في الصحراء، فصار يشارط عند بعض الأعراب، ويسمى السالك يعلم أولاده أربع سنوات متوالية، فكان يقايض في التجارة بما نض في يده من أجرة المشارطة، فأقبل إلى مسقط رأسه بوجه مشرق، ونفس مطمئنة، وهو يشكر الخطوة التي خطاها إلى الشيخ الصحراوي ـ ماء العينين ـ الذي وجد لإشارته بركة، فكان شيخه الذي تبرك به، واتخذه شيخ طريقة، فصار هو كاتب الرسوم في قرية الزاوية، ندبه الأستاذ علي بن عبد الله كبير القرية لذلك.

أخذ عن الأستاذ سيدي محمد بن عمرو البعقيلي الحساب والفرائض أخذا جيدا، ثم انتقل إلى «مدرسة تاهالا» عند الأستاذ سيدي علي الإسكاري فأخذ عنه.

تقلب ـ رحمه الله ـ مع أولاده يعلمهم في عدة مدارس يشارط فيها، منها: «مسجد إيسيل أوزامور»، وفي «أدوز» من «أيت همان» بـ«مجاط»، وفي «أكماض أوساكا» من «أيت إيزليتن» بمجاط أيضا، وفي «تيييوت» بإيليغ، وفي «تيزورزين» من أيت وفقا، وفي مسجد «مومتول» من كرامة.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1350هـ/1931م (47).

17-   سيدي محمد بن مبارك بن البصير الرقيبي :

هو الشيخ الإمام القطب الرباني(48)، ولد بزاوية والده بـ«الأخصاص» سنة 1277هـ/1860م.

حفظ القرآن في سن مبكرة، ودرس على والده الكثير من العلوم الشرعية. وذكر ابن أخيه الشيخ محمد المصطفى البصير أنه أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين، الذي أذن له في تلقين الورد وإرشاد العباد(49). توجه مرة إلى الشيخ ماء العينين في ناحية «الكريزيم» قرب السمارة(50). كان ـ رحمه الله ـ يزور الشيخ ماء العينين بين الفينة والأخرى. وبعد وفاة الشيخ صار يزور أبناء شيخه أينما كانوا، وبالأخص سيدي أحمد الهيبة، والشيخ النعمة، والشيخ مربيه ربه، وكانوا يبعثون إليه يستشيرونه بناء على وصية والدهم لهم في هذا المجال(51).

كانت وفاة الشيخ سيدي محمد يوم عاشر محرم سنة 1357هـ/13 مارس 1938م، وقد ناهز الثمانين من العمر، ودفن بالزاوية في الأخصاص بسوس(52).

18-   سيدي اعلي بن الشيخ محمد فاضل:

الشيخ سيدي اعلي بن الشيخ محمد فاضل بن مامينْ، ولد سنة 1283هـ/1866م.

كان من العلماء العاملين، والعباد المتقين، كثير العبادة وقيام الليل، لا يفتر عن ذكر الله.

أخذ العلم عن أخيه الشيخ ماء العينين ولازمه وانتفع به، وأجازه وصدره.

توفي رحمه الله سنة 1361هـ/1942م، ودفن في «تِيغْمَرْتْ» قرب كلميم(53).

19-   محمد سالم الصحراوي:

محمد سالم بن عبد الفتاح من قبيلة إداوعلى من «تاكانت»، ورد أبوه عبد الفتاح نحو سنة 1322هـ/1904م إلى الساقية الحمراء، فنزل على الشيخ ماء العينين فهناك ولد المترجم نحو عام 1322هـ/1904م، وأمه خديجة بنت عبد الله بن أحمادو (54).

أخذ القرآن عن الأستاذ محمد بابه، المتقدم قبله، الذي كان معلما لجميع طبقته من أهل الشيخ ماء العينين، وكان للشيخ النعمة يد طولى في تحفيظهم للقرآن، لأنه يؤاخذهم على تكرار سورهم، ثم صارت هذه الطبقة تأخذ العلوم عن محمد محمود بن البيضاوي خال أنشنكيطي الباشا الشهير في «ردانة»، وعن الأستاذ الحضرمي بن الشيخ أحمد حفيد الشيخ محمد فاضل بن مامين ـ وهو والد الأديب المحفوظ المشهور في وجان ـ،  وعن الشيخ محمد بن عبد العزيز، وعن الشاعر ماء العينين بن العتيك، والشيخ سيديا بن حمادو بن سليمان، وعن الأديب أبا بن عبد الإله من قبيلة «آل بو حبيني»، وهذا هو الذي انتفع به المترجم كثيرا في الفقه، فقد أخذ عنه «المختصر» كما أخذ اللغة والأدب حتى تمكن عن الشيخ النعمة، فهؤلاء مشيخته(55).

أما أحواله وتقلباته ـ رحمه الله ـ فلما مات والده في السمارة، قبل انتقال الشيخ إلى تيزنيت، انتقل مع ماء العينين، فظل مع الهيبة في تقلباته، وهو يدرس عن المتقدمين، ثم لازم الشيخ النعمة فصار قيما على أشغاله الخاصة، ثم بعد وفاة النعمة سافر المترجم إلى الصحراء، فلم تعجبه الإقامة بها، فرجع إلى «أيت رخا»، ثم تجول كثيرا، فكان يتردد بقوافيه، ثم بعد سنة 1350هـ سكن في إيليغ عند الأستاذ سيدي المدني في داره، وبعد نحو ثلاث سنوات اتصل بالشيخ سيدي إبراهيم بن البصير، فطلب منه أن ينتقل إليه، فأتى بأهله من إيليغ إلى «بني عياط»، إلى أن توفيت زوجته، ثم رجع بعد وفاتها نحو 1358هـ إلى الصحراء حيث بقي حتى توفي هناك في نواحي طانطان نحو عام 1364هـ/1944م(56).

20-  عَيْلالْ بن محمد بن علال اليموتي:

 عَيْلالْ بن محمد بن علال اليموتي، المشتهِر بعيْلال اليكوتي، والمعروف بالتليْميدي: من فخذ أيت حمو(57).

لما شرع الشيخ في بناء قصبته بالسمارة كان من المهرة في تقطيع الخشب، ففي يوم واحد استطاع أن يقطع أربعين خشبة، ويأتي بها وحده(58).

توفي سنة 1370هـ/1951م عن سن عالية، فقد تجاوز التسعين من العمر، ودفن في موضع «زيني»(59).

21-   الطالب اعمر اللمتوني:

الطالب اعمر بن أحمد بن الإمام بن إبراهيم بن مكي اللمتوني.

كان خيرا نيرا فاضلا، سافر من عند أهله متوجها إلى فاس لطلب العلم، فمر بالشيخ ماء العينين، فلما رأى مكانته العلمية وكثرة أتباعه بايعه، وأخذ عنه بعض العلوم، ولازمه حتى صار من كبار مريديه، وكان مسؤولا عن شؤون جمال الشيخ ماء العينين المخصصة لركوبه(60).

توفي سنة 1372هـ/1953م، وقد عاش أكثر من سبعين سنة، ودفن عند «الحفرة» قرب «كلتة زمور». عقب ولدا اسمه مربيه ربه، وبنتا هي اعْزيزة الملقبة الِيلِي، أمهما: طول التفاك بنت الشيخ ماء العينين(61).

22-   الشيخ سيديا الصحراوي:

الشيخ سيديا بن الشيخ أحمدو بن سليمان، من بني ديمان الذين ينتسبون إلى السلالة البكرية التيمية، وبنو ديمان من القبائل الصحراوية التي انتشر فيها العلم، وتسلسل فيهم أحفاد عن أجداد، ولذلك كان أجداد المترجم وآباؤه كلهم وكل حواشيهم علماء، ولد نحو عام 1295هـ/1878م.

أخذ في الصحراء عن أخيه الشيخ محمد، وهو عمدته، وعن الشيخ يحظيه، ثم وفد على الشيخ ماء العينين، في السمارة هو وأهله، فارين من جيوش الاحتلال، التي هاجمتهم سنة 1325هـ في عقر ديارهم «القبلة»، فأخذ عنه علوما، منها: علم الأصول، ثم هاجر معه إلى تزنيت فلم يزل يأخذ عنه إلى أن توفي الشيخ  ـ ماء العينين ـ في تزنيت(62).

وعن أحواله يقول المختار السوسي: «رأيت المترجم فائض الإيمان، ناهض العزيمة، عيوفا لا يستخذي لمذلة ولا يرضى بالهون، فقد هاجر هو وأهله كلهم في سبيل الله، فصاحبوا ماء العينين، ثم لما بويع الهيبة صاحبه إلى «الحمراء»، ثم إلى «ردانة»، ثم في تنقلاته إلى أن استقر في «كردوس» ثم أوى إلى الشيخ النعمة في «أيت رخا»، ثم إلى «إيليغ» عند الأستاذ أبي الحسن سنوات قليلة، ثم إلى «تالعينت» عند القائد عياد الجراري، وربما صار يتنقل هنا وهناك، فقد استحضرت أنه زار يوما مدرسة «تانكرت»، وحضر درس شيخنا سيدي محمد بن الطاهر في الاستعارات، فكان ربما يتجاذب هو وشيخنا بعض بحوث تتعلق ببعض ما اعتاض من مسائل الدرس، ثم لم يزل يتقلب في سوس، إلى أن تم احتلاله مختتم 1352هـ»(63).

له أدبيات وقصائد قالها في بعض الملوك العلويين، وفي الشيخ ماء العينين.

رجع إلى بلاده ـ القبلة ـ وبقي فيها إلى أن توفي نحو سنة 1373هـ(64).

23- الحسين بن محمد العروسي التكني الزرقي:

من بطن أيت أسعيد من لعْريبيينْ. كان يحفظ جميع أنظام الشيخ ماء العينين في الابتهالات، عن طريق التلقين مع أنه كان أميا. قال عنه ابن العتيق: «… ناداه الحظ إلى شيخنا، وبايعه بيعة التربية».

توفي سنة 1376هـ/1957م، وقد زاد على التسعين من العمر(65).

24-  خطاري بن إبراهيم بن أمبارك الزرقي:

من شتوكة من فخذ لكوان. مكث مدة عند الشيخ ماء العينين، وأخذ عنه الطريقة، ودرس في مدارسه حتى تضلع من العلم، وكان الشيخ ماء العينين يحبه ويثني على صدقه وأمانته، وأمضى فترة على رأس كوكبة من الفرسان تقوم بخفر قوافل التموين القادمة من مراكش إلى السمارة.

توفي سنة 1377هـ/1958م، ودفن في طرفاية بالجنوب المغربي(66)

25-   حبيب الله بن محمد أهل بارك الله:

حبيب الله بن محمد بن محمود، من أهل عبد الله من قبيلة آل بارك الله، وهو شقيق البخاري.

كان عالما فقيها لغويا، ماهرا بالقرآن وعلومه، مكث مدة مع الشيخ ماء العينين، وأخذ عنه الطريقة، وبعض العلوم.

له «نظم في لغة القرآن»، وكان يقرض الشعر الفصيح.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1379هـ/1960م(67).  

26–   حبيب الله بن الشيخ محمدُ الحسني:

حبيب الله الملقب حَيْبِلاهي(68)بن الشيخ محمد(69)بن أحمذيه(70)، وهو شقيق الشيخ محمد عبد الله.

كان عالما شاعرا فاضلا عابدا، هاجر هو وأخوه الشيخ محمد عبد الله من بلادهم عندما تغلغل الفرنسيون في منطقة «الترارزة» وتوجها إلى الشيخ ماء العينين في السمارة، وأخذ عنه وبايعه، وبعد أن انخرط في سلك المجاهدين شارك في بعض المعارك ضد الفرنسيين، وجرح في «معركة المينان».

توفي حوالي سنة 1394هـ/1975م(71).

27-   حبيبْ بن اعْلي المشظوفي:

حبيب بن اعْلي بن الحاج من أهل الشليْحْ من بطن آرْويْكنات، قدم على الشيخ ماء العينين في «تيرس» وبايعه، وتتلمذ عليه ولازمه زمنا طويلا. قال عنه حفيده محمد سالم: أن حبيب هذا ذهب إلى الشيخ ماء العينين، وتتلمذ عليه، ولم يأمره الشيخ بطرح سلاحه، وإنما أمره بملازمة المسجد، ودوام الذكر بالهيللة والاستغفار، حتى حسن حاله، بعد ذلك صار في جماعة التلاميذ المكلفين بمرافقة قوافل التموين وحراستها(72). 

توفي في السمارة وصلى عليه الشيخ ماء العينين وقد ناهز تسعين سنة(73).

28–    الحسن بن الزبير الزفاطي:

ذكره المسومي في تقييده الذي ساق فيه أسماء جمهرة من مريدي الشيخ ماء العينين(74).

29-    حسنَّا بن الشيخ المامي بن البخاري القرعي:

من قبيلة القرع من بطن أولاد مهلهل، والده الشيخ المامي مريد الشيخ ماء العينين.

نشأ في كفالة والده، ثم أرسله إلى مدرسة الشيخ ماء العينين في السمارة، ومكث فيها مدة يدرس العلم، وبعد أن تضلع من المعارف أخذ الطريقة عن الشيخ ماء العينين، وعندما شرع الشيخ ماء العينين في تنظيم الحركة الجهادية لمواجهة الزحف الفرنسي على بلاد شنقيط؛ انخرط في سلك المجاهدين وشارك في بعض المعارك تحت إمرة الشيخ حسنَّا بن الشيخ ماء العينين، وظل يقارع كتائب الفرنسيين إلى أن سقط شهيدا في معركة «أكرارتْ الفرس»، وهو الذي قتل قبل ذلك النقيب منجاه في «معركة المينان» في «تكانت»(75).

30-   الحسين بن أسعيد البعيطاوي التكني:

تتلمذ على الشيخ ماء العينين في سن مبكرة، وكان من بين المكلفين بحراسة القوافل التي تأتي بالميرة إلى حاضرة السمارة(76).

31-   الحسين بن امبارك التكني الزفاطي:

من بطن أيت محماد وعْل. كان من أوائل من بايع الشيخ ماء العينين، ذكره محمد الأمين بن عبد الرحمن المسومي في تقييده الذي ساق فيه بعض تلامذة الشيخ(77).

32-   الحسين بن زيدان اليكوتي:

من بطن أيت ابرك من أيت ياسين. كان من أوائل من  بايع الشيخ ماء العينين إبان مجيئه إلى الساقية الحمراء(78). ومن مريدي الشيخ المكلفين بحراسة قوافل التموين(79).

33-    الحسين بن علي أهل بارك الله:

الحسين بن علي بن أحمد البرناوي شقيق أحمد البرناوي.

كان من أهل العلم، كثير العبادة والذكر، كثير الصمت لا يكلم الناس، مشتغلا بتلاوة القرآن. أخذ عن الشيخ ماء العينين الطريقة وبعض العلوم(80).

34-     الحضرمي بن الشيخ محمد تقي الله:

الحضرمي بن الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ محمد فاضل بن مامين.

كان عالما عابدا تقيا ورعا. أخذ العلم والطريقة عن عمه الشيخ ماء العينين، ولازمه وانتفع به. عقب ذرية منهم: السيدة الفاضلة النجاة أمها ميمونة بنت الشيخ ماء العينين(81).

35–  حمزة بن يحيى السمسدي:

كان كثير العبادة والذكر، اعتراه جذب شديد، فلما التحق بالشيخ ماء العينين زال عنه، وكان الشيخ ماء العينين قد مر بـ «أجفت» في رجوعه من عند أهله بـ«الحوض» سنة 1294هـ /1877م، ويقال: «إن صاحب الترجمة لقي الشيخ عند مروره هذا، وأنه تعلق به من ذلك الحين»(82).

36-   سي التُهامي التكني:

سي التهامي بن الكَركَارْ الزرقي، من بطن شتوكة من أهل أعلي بن أسعيد.

كان خيرا فاضلا، عابدا لا يفتر عن ذكر الله، أخذ عن الشيخ ماء العينين الطريقة، ومكث معه زمنا طويلا. وكان قائدا على مجموعة التلاميذ المكلفين بالإشراف على أدوات بناء قلعة السمارة، وهو الذي أشار على كل من محمد يحظيه بن سيدي يحيى وأخيه محمد عبد الرحمن بالذهاب إلى الشيخ ماء العينين(83). 

37-   سيدنا بن الحسين بن زيدان اليكوتي:

مكث مدة طويلة عند الشيخ ماء العينين، وكان عابدا لا يفتر عن ذكر الله، وكان من المريدين المكلفين بجلب الماء والحطب لحاضرة السمارة(84). 

38-   سيدي أحمد بن البشير الدليمي البعمري:

كان خيرا فاضلا دينا، مكث مدة عند الشيخ ماء العينين، وتلقى العلم بمدرسة السمارة. قال محمدي بن سيدي عثمان: أنه حدثه أنه سافر مع الشيخ ماء العينين سفره الأخير إلى مراكش.

توفي في العقد التاسع من القرن العشرين(85). 

39-   سيدي عثمان بن الحافظ بن أبكْ(86):

تربى في حضرة الشيخ ماء العينين، ودرس في مدارسه، فحفظ القرآن، وكان ذا حظ من العبادة، كثير الذكر، له مشاركة في كثير من الفنون، وهو من مريدي الشيخ المقربين، سافر معه مرات إلى مراكش وفاس.

توفي ودفن شمالي عيون الساقية الحمراء بحوالي 20 كلم(87).

40-   الشيخ بن سيدي محمد السباعي:

جده الشريف الصالح سيدي زين الدين.

كان عالما فقيها عابدا، كثير الذكر وتلاوة القرآن. مكث عند الشيخ ماء العينين مدة طويلة، أخذ عنه خلالها الطريقة والعلم.

توفي بالسمارة، وصلى عليه الشيخ ماء العينين، ودفن إلى جانب قبر سيداتي بن الشيخ ماء العينين(88).      

41–    عبد الرحمن بن السالك المسومي:

عبد الرحمن بن السالك بن إبراهيم الخليل بن أعلي بن المختار من بطن أهل عيسى بوبا. مكث سنين طويلة عند الشيخ ماء العينين، وكان من أهل العلم، كثير التلاوة لكتاب الله، ومحببا إلى الشيخ، مقربا منه، وكانت خدمته التي يقوم بها هي غرس النخيل في حاضرة السمارة، وبعد وفاة الشيخ ماء العينين انتقل إلى «آدرار»، ومكث فيه مدة، ثم توجه إلى أهله في أرض «الرقيبة» بولاية «العصابة»، وبقي فيها إلى أن توفي(89).

42-  عبد الرحمن بن المكي تيدراريني:

ينحدر من العبوبات(90).

كان من أوائل من بايع الشيخ ماء العينين من قبيلته، وانقطع لخدمته حيث ولاه الشيخ مهام كثيرة تتعلق بالفلاحة والتنمية وغير ذلك. وتوجد وثيقة بخط الشيخ أحمد بن الشمس جاء فيها ما نصه: «الحمد لله وحده والسلام على من أفضل من عنده فقد أمرني عبد الرحمن بن المكي العبوبي أن أكتب أن ما فعل فيه شيخنا الشيخ ماء العينين ماض سواء كان غائبا أو حاضرا، حيا أو ميتا، وهو الذي يتصرف فيه لا غيره. وقع هذا يوم الثلاثاء الأخير من جمادى الأولى عام 1310هـ. كويتبه الشاهد عليه عبيد ربه وأسير ذنبه أحمد بن الشمس خديم شيخه الشيخ ماء العينين أعطاه الله قرة العينين وعاقبة الدارين آمين»(91).

43-   سيدي الحاج الحبيب:

العلامة الجليل الشيخ الصالح المدرس محمد الحبيب بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد، العالم الثاني من «آل تاغرابوت».

درس ـ رحمه الله ـ في عدة مدارس، منها: «المدرسة الهوزالية»(92)نحو عامين، ومدرسة «تَازْمُوت»(93)من قبيلة «إيكطاي» نحو عامين أيضاً، ومدرسة «سيدي أبي الرجا» المشهورة في أعلى «هشتوكة» نحو عامين أيضاً، وغيرها من المدارس التي كانت باكورة مشارطاته قبل سنة 1330هـ/1911م.

أخذ القرآن عن الأستاذ محمد بن عبد السلام الميلكي الهشتوكي، وعن الأستاذ الكبير أَحْمَد بن محمد من «آل الأمين»، وعن الأستاذ القارئ محمد بن العربي الأمزالي الشهير، وعن الأستاذ سعيد المغرواي، ولما أتم حفظ القرآن سنة 1314هـ /1896م، وحصل ما شاء الله من بعض حروف القراءات زيادة على حرف ورش، وصمد للأخذ عن علماء وقته، وممن أخذ عنهم: العربي بن إبراهيم الإزكري التودماوي الصوابي في مدرسة «فوكرض»، وأبي العباس الجشتيمي، وأبي علي التيكيدشتي، والشيخ ماء العينين تلقاه في تزنيت فأجازه في عدة علوم، وفي جميع مؤلفاته، والشيخ أَحْمَد الهيبة بن ماء العينين، والشيخ النعمة بن ماء العينين، والشيخ مربيه ربه، أخذ عنهم حين لازمهم أيام الكفاح، والعلامة محمد بن جعفر الكتاني أخذ عنه في المدينة المنورة في حجته الأولى نحو سنة 1331هـ/1912م، وغيرهم.

أما الآخذين عنه ـ رحمه الله ـ، منهم: سيدي الحاج إبراهيم بن العربي بن إبراهيم، وسيدي أَحْمَد بن إبراهيم بن أَحْمَد بن محمد التودماوي الصوابي، وسيدي الحاج محمد بن أَحْمَد من «آل الأمين»، وسيدي الحاج أَحْمَد بن محمد بن الحسين البوشواري، وغيرهم(94).

44-    القائد دحمان بن بيروك:

أحد أولئك الأربعة عشر من أولاد بيروك، وقد كان ينقاد أولاً لأخيه محمد، ولذلك برز معه في الأسرة، بل برز أمامه مناوئًا له فيما فعله في طرفاية، مناصرًا للحكومة، ولم ينشب أن جاء الملك مولاي الحسن 1299هـ، فتعين قائدًا على «أيت الجمل»، وعميدًا للحكومة مطلقًا على كل تلك النواحي. وهو رجل جريء جلد، يدل بقوته وشجاعته غاية الإدلال. وقد أدرك من أيام والده بيروك أكثر من ربع قرن، فحنكته التجارب تحت نظره ثم تحت نظر أخيه محمد، وهو أول قائد رسمي في هذه الأسرة.

كان للقائد دحمان اتصال كبير بعظماء الناس من الرؤساء ومن العلماء ومن الصلحاء المرشدين كـ: الشيخ ماء العينين، وسيدي المدني الناصري، بل هو شيخه في الطريقة الناصرية، ويتلاقى مع آخرين في بعض الفينات كالشيخ الإلغي الذي حضر وعظه يومًا، وكالعلامة سيدي محمد بن العربي الأدوزي، وكان يلاقيه في إيليغ، كما أن العلامة محمدًا يحيى الولاتي كان نزل في داره ما شاء الله يوم توجه إلى الحج سنة 1313هـ، وهكذا كانت داره ممرًا بين الصحراء والمغرب.

وله ستة أولاد: علي فال بن خناثي بنت عمر بن إبراهيم بن بيروك، ومحمد ابن منينا بنت بكار التاكانتي، وأحمد سالم، أمه سرية، والبشير ابن سرية، ومحمد أحمد شقيقه، ومحمد ابن سرية(95).

ومن تلاميذ الشيخ ماء العينين ـ رحمه الله ـ بموريتانيا:

ـ  سيدي عثمان السملالي:

سيدي عثمان بن محمد محمود بن سيدي عثمان بن المعلوم السملالي، من بطن أهل عبد الرحمن.

كان من أهل العلم كثير التلاوة للقرآن. قدم على الشيخ ماء العينين في السمارة، وعمره ثمان عشرة سنة، وبايعه ودرس العلم في إحدى مدارس الشيخ بالسمارة. وبعد وفاة الشيخ ماء العينين ظل إلى جانب الشيخ النعمة بن الشيخ ماء العينين. كما خاض الجهاد وخاصة في أيام الشيخ أحمد الهيبة في «كردوس»، وجرح فيه عدة جروح.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1391هـ/1972م، ودفن في «نواكشوط»، وقد زاد على التسعين من  العمر(96).

إعداد: حسناء بوتوادي


 (1)المعسول (7/97ـ98).

 (2)التنبيه المعرب عما حال عليه الآن حال المغرب، الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين، تقديم وتصحيح محمد المنوني، دار نشر المعرفة، الرباط، الطبعة الأولى 1415هـ/1994م، السفر الأول (ص171).

 (3)إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، ابن سودة، تحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى 1417هـ/1997م، (1/331).

 (4)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/333).

 (5)المرجع نفسه (1/334).

 (6)جبل التوامه: موضع في تيرس بالصحراء الغربية يبعد حوالي 40 كلم إلى الشمال من قرية تشلا.انظر: الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/334).

 (7)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/334).

 (8)المرجع نفسه (1/396).

 (9)المرجع نفسه(1/396).

 (10)المرجع نفسه (1/316).

 (11)المرجع نفسه (1/361).

 (12)المدرسة البونعمانية: كانت مشهورة بالقراءات غالبا، إلى أن احتلها سيدي مسعود المعدري عام (1279هـ)، فردها علمية، ثُم لَم تلبث أن كبر شأنُها فزخرت بالطلبة إلى أن قاربوا مائتين تولاها أبناء مسعود فزادوها شرفا إلى شرف، خصوصا في عهد الأستاذ مَحمد بن مسعود المتوفى عام (1330هـ) الذي خلف والده المتوفى عام (1319هـ)، وفي عهد الشيخ أحمد أخيه، ولا يزال أحفاد المسعوديين فيها مكبين، وهي من المدارس التي لا تزال تؤدي واجبها. انظر: سوس العالمة (ص165).

 (13)رجالات العلم العربي في سوس (ص174).

 (14)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/335).

 (15)المرجع نفسه (1/335).

 (16)المرجع نفسه (1/335).

 (17)المرجع نفسه (1/335).

 (18)المرجع نفسه (1/312).

 (19)بتضعيف النون.

 (20)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/313).

 (21)بتضعيف الواو وفتحها.

 (22)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/315).

 (23)رجالات العلم العربي في سوس (ص156).

 (24)انظر ترجمته في المعسول (5/28ـ35)، والأعلام للزركلي (6/47).

 (25)إيليغ:كانت إيليغ عاصمة لدويلة أولاد الشيخ سيدي أحمد بن موسى، فقامت فيها الدراسة بالعباسيين وغيرهم، ثُم لَمَّا هدمت عام (1081هـ)؛ هدمت أيضا فيها الدراسة إلا قليلا من بعض علماء في حضرات رؤساء إيليغ الجديدة. وأهل إيليغ فريقان سكان إيليغ القديمة، وسكان إيليغ الحديثة، فإيليغ القديمة اشتهرت بتطاول أهلها إلى الإمارة العامة، وإيليغ الحديثة ما علمت إلا بالقيادة الكبرى القلبية التي لها سطوة أي سطوة لا يزال إلى الآن طنينها يرن في آذان السوسيين، كما كان لها بعض استقلال عن العرش المغربي فلا تخضع له إلا خضوعًا أدبيًا دينيًا من بعيد، فكان لإيليغ بمجموع ما نالته قديمًا وحديثًا شأن ليس لغيرها حتى الأسرة التي تتلع عنقها إلى الظهور في كل نواحي سوس. انظر: سوس العالمة (ص159)، وإيليغ قديما وحديثا (ص42).

 (26)المعسول (5/28)، والأعلام للزركلي (6/47).

 (27)المرجع نفسه (5/29).

 (28)المرجع نفسه (5/29ـ30).

 (29)المعسول (5/29)، والأعلام للزركلي (6/47).

 (30)المعسول (5/33)، والأعلام للزركلي (6/47).

 (31)(ص147).

 (32)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/311).

 (33)المرجع نفسه (1/318).

 (34)رجالات العلم العربي في سوس (ص147).

 (35)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/317).

 (36)المرجع نفسه (1/318).

 (37)رجالات العلم العربي في سوس (ص147).

 (38)بتضعيف الدال وفتحها.

 (39)بتضعيف النون وفتحها.

 (40)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/330).

 (41)المرجع نفسه (1/331).

 (42)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/331).

 (43)بتضعيف الدال وضمها.

 (44)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/355).

 (45)المرجع نفسه (1/356).

 (46)انظر ترجمته في المعسول (3/11ـ16).

 (47)المعسول (3/11ـ16).

 (48)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/346).

 (49)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/347).

 (50)المرجع نفسه (1/347).

 (51)المرجع نفسه (1/347).

 (52)المرجع نفسه (1/349).

 (53)المرجع نفسه (1/332).

 (54)المعسول (5/35ـ36).

 (55)المعسول (5/36).

 (56)المرجع نفسه (5/36ـ37).

 (57)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/421).

 (58)المرجع نفسه (1/421).

 (59)المرجع نفسه (1/321).

 (60)المرجع نفسه (1/369).

 (61)المرجع نفسه (1/369).

 (62)المعسول (5/26).

 (63)المرجع نفسه (5/27).

 (64)المرجع نفسه (5/27).

 (65)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/317).

 (66)المرجع نفسه (1/319).

 (67)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/312).

 (68)بتضعيف اللام وفتحها.    

 (69)بتضعيف الدال وضمها.    

 (70)بتضعيف الياء وفتحها.    

 (71)المرجع نفسه (1/312).

 (72)المرجع نفسه (1/312).

 (73)المرجع نفسه (1/312).

 (74)المرجع نفسه (1/313).

 (75)المرجع نفسه (1/316).

 (76)المرجع نفسه (1/316).

 (77)المرجع نفسه (1/316).

 (78)المرجع نفسه (1/316).

 (79)المرجع نفسه (1/317).

 (80)المرجع نفسه (1/317).

 (81)المرجع نفسه (1/318).

 (82)المرجع نفسه (1/318).

 (83)المرجع نفسه (1/325).

 (84)المرجع نفسه (1/325).

 (85)المرجع نفسه (1/327).

 (86)بتضعيف الباء.

 (87)المرجع نفسه (1/335).

 (88)المرجع نفسه (1/363).

 (89)المرجع نفسه (1/389).

 (90)المرجع نفسه (1/389).

 (91)المرجع نفسه (1/390).

 (92)المدرسة الهوزالية: نسبة إلى إنْدُوزَالْ وهناك أسرة أكبيل، وهو لقب سيدي مَحمد بن علي، من أهل أواسط القرن الثاني عشر، وهو مُترجم خليل إلى الشلحة، ولا يزال في الأسرة علماء إلى الآن أفاضل وعند النسبة عربت الكلمة، فقيل: الْهَوزالي. انظر: سوس العالمة (ص147).

 (93)مدرسة تازموت: إذا كان الإمام ابن العربي مدفونا في مقبرة المظفر (1) أمام باب مَحروق بفاس؛ فإن هناك بسوس من أحفاد له مَن أحيوا تراثه، فقد كان سعيد أَكرَّامُوا المتوفى عام (882هـ) وأولاده قائمين بِهذه المدرسة في سملالة، رافعين نسبهم إذ ذاك إلى هذا الإمام (2)، وكان عهدهم لا يزال قريبا، ثُم لَم يكفهم أن درسوا وأرشدوا، فشفعوا ذلك بالتآليف المعلومة، ثُم لَمَّا فترت هِممهم في الأحفاد؛ قيض الله لتَازموت ما ستراه بعد. سوس العالمة (ص157).

 (94)انظر: المعسول (21/351ـ357).

 (95)انظر ترجمته في المعسول (24/400ـ403).

 (96)الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي (1/336).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استفدت من هذه القطعة العلمية. ولكن كنت أبحث عن تلاميذ الشيخ ماء العينين الذين أتوا وتتلمذوا على يده من بلدان جنوب الصحراء.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق