مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

ندوة علمية في موضوع: جهود المغاربة في التعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم

فبراير 20, 2015

  تقرير عن الندوة المنعقدة يوم الجمعة فاتح جمادى الأولى 1436هـ، الموافق لـ 20 فبراير ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء في موضوع:

 جهود المغاربة في التعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم

  بمبادرة من وزارة الثقافة، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء، ممثلة في مركز ابن القطان للدراسات والبحوث في الحديث الشريف والسيرة العطرة، ومركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، تحت شعار: «مدارج الجمال في سيرة خاتم رسل ذي الجلال»، ندوة علمية في موضوع: جهود المغاربة في التعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

  وذلك في إطار البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، يومه الجمعة فاتح جمادى الأولى 1436هـ، الموافق لـ 20 فبراير 2015، ابتداء من الساعة 10.30 صباحاً إلى غاية 30 :12 ظهراً، بقاعة القدس.

  ويأتي تنظيم هذا اللقاء العلمي تعريفاً بعظمة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته، ولقد كان الإنتاج المغربي في التعريف بالشخصية النبوية الشريفة غزيرا ومتنوعا استحقّ وقفات، في وقت تبحث فيه البشرية، عن المنهج السواء، الذي يجمع في اعتدال بين احترام الحرية في الاختيار، واحترام القيمِ عن أن تُمَسّ بتشويه، وحَمَلَتِها عن أن يُتعرض لهم بانتقاص.

  وافْتُتحت الندوة بتلاوة آيات بيِّنات من سورة الأحزاب، تلاها الأستاذ المقرئ سعيد بلعزي.

  وتولى تسيير أعمال الندوة الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الجيلاني، رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء، الذي أكّد على أهمية موضوع الندوة وضرورة العناية بسيرة سيّد الخلق ومبعوث الحق صلى الله عليه وسلم.

  وكانت أولى مداخلات الندوة كلمة في موضوع الندوة لفضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ الدكتور أحمد عبادي؛ ألقاها نيابة عنه فضيلة الدكتور محمد المنتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، ونوّه السيد الأمين العام في مستهل مداخلته بمجهودات وزارة الثقافة وإسهاماتها الفعالة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، ومن أهمها عرض الكثيرمن المنشورات التي تُرسخ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في المجتمع المغربي، وأضاف أن العلماء المغاربة قدَّموا جهوداً جليلة في مجال السيرة النبوية من خلال إصدارات في جميع أبواب السيرة بمختلف دقائقها وتفاصيلها، وأكّد في كلمته على أنّ الناس اليوم في حاجة ماسة إلى مزيد من التعرف على المصطفى صلى الله عليه وسلم واستكشاف جوانب التأسي في سيرته العطرة باعتباره صلى الله عليه وسلم الوحدة القياسية التي يجب الانطلاق منها لمعالجة الاختلالات الواقعة في الأمة على جميع الأصعدة.

  ثم انتقلت الكلمة إلى الأستاذ الدكتور محمد السرار الإدريسي، رئيس مركز ابن القطان للدراسات والبحوث في السنة النبوية والسيرة العطرة بالعرائش، الذي ألقى عرضا قيما في موضوع: «سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في التراث المغربي»، أوضح فيه مظاهر وتجليات عناية المغاربة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال ثلاثة عناصر أساسية:

  أولها: أن السيرة عند المغاربة قد خُدمت بجميع أشكال التأليف؛ منذ عبد الملك بن حبيب القرطبي(ت238هـ)، إلى زمننا هذا، من مطولات ومختصرات وشروح، سواء منها المبتدَأة، أو الخادمة لتآليف سابقة.

  ثانيا: ظاهرة السبق المغربي تدل على حسٍّ معرفي، يتمثل في الانتقاء الموضوعي لأحداث السيرة النبوية، ومثَّل لذلك بكتاب الاكتفا للكلاعي الذي اقتصر على المغازي، وكتاب الأقضية لابن الطلاع التي اختص بعرض الأقضية النبوية، والروض الأنف للسهيلي الذي نبّه فيه على مواضع الفقه والتفسير واللغة وما إلى ذلك.

  ثالثا: الإبداع في التأليف واختيار موضوعاته، وأبرز مثال على ذلك كتاب الشفا للقاضي عياض الذي يشترك في الخصائص، ويختلف في العرض، وكذلك عنايتهم بفتح باب التأليف في الجناب النبوي من الأسماء النبوية، والمولد النبوي، وغيرها.

  أما فضيلة الدكتور عبد اللطيف شهبون، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والذي شارك بعرض قيم في موضوع: «مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم في التراث الشعري المغربي»، فقد عرّف المديح النبوي، بكونه: تلك القصائد التي اهتم فيها شعراء المغرب، بتعداد صفاته صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية، وزيارته، ونظم سيرته شعراً، وأكّد على أنها تمثل جزء من تراث السيرة النبوية التي حرص المغاربة على ترسيخه في صدور أبنائهم؛ مقدماً مثال نشيد: طلع البدر علينا، الذي يحفظه تقريباً جلّ المغاربة، وتحدّث عن الحجازيات المنثور منها والمنظوم؛ التي تفيض بحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشّوق إليه، وأقدمها: حجازية القاضي عياض، وابن أبي الخِصَال، ومثَّل لهذه المدائح كذلك بالنِّعَاليات التي اشتهرت في العصر المريني خاصة، وبديوان التستاوتي الذي يحمل ثلاثة أفكار: فكرة الأسبقية القطبية، والمعرفة الكاملة، والنُّور المحمدي، وخَتَمَ المحاضر بالتأكيد على أن المغاربة مثالٌ يُقتدى به في الحفاظ على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، رغم تذبذبات الحداثة الدَّخيلة على المجتمع المغربي.

  وتناول فضيلة الدكتور عبد المجيد بوكاري، الباحث بالخزانة الحسنية بالرباط في مداخلة أخرى موضوع: «الإبداع الفني والجمالي في مخطوطات السيرة النبوية: جمالية الصورة في كتاب ذخيرة الغني والمحتاج في الصلاة على صاحب اللِّواء والتّاج لأبي عبد الله محمد المُعطى الشرقاوي (ت 1180هـ) أنموذجاً»، وقد عرّف بالكتاب باعتباره أضخم وأوسع موسوعة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، جاء في نيّفٍ وستين جزءاً، أُلّف إبَّان الأزمة التي شهدها المغرب في القرن الثاني عشر الهجري (ق18م)، واستغرق وضعه ثلاثين سنة ونيفاً، وتوجد منه بالخزانة الحسنية بالرباط 300 نسخة، عالج فيه الشرقاوي السيرة النبوية في قالب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واعتمد عدة مصادر، منها: فتح المتعال في وصف النعال، وأشار إلى أن الأسر الشرقاوية لا زالت تقرأ هذا الكتاب خلال المواسم.

  ومن ضمن مداخلات الندوة القيمة مداخلة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد العلمي، رئيس مركز الدراسات والبحوث في الفقه المالكي بالقنيطرة، في موضوع: «السيرة النبوية مبحثاً وحجةً في المذهب المالكي: كتاب أقضية الرسول لابن الطلاع نموذجاً»، ومهّد له بتجلية فروق دقيقة بين السنة والسيرة النبوية، وأجمل ذلك بأن السنة الأصل فيها التشريع، أما السيرة فالأصل فيها الهدي؛ ولذلك تساهل العلماء في تصحيح أخبارها عكس السنة التي شدّدوا في ذلك، وبيّن عناية فقهاء المالكية بكتب السيرة، مثل كتاب الجامع الذي يختم به بعض المغاربة كتبهم، وكذلك الشيخ خليل في مختصره، الذي تظهر عنايته بالسيرة من خلال مبحث الخصائص، وتظهر العناية كذلك عند الفقهاء المالكية في مباحث الإمامة العظمى.

وأكد على أهمية كتاب أقضية الرسول لابن الطلاع وإسهامه الدقيق في حقل السيرة، وجمعه بين حقل السنة والسيرة، ونبّه إلى أن القواعد المستعملة في الكتاب هي قواعد الرواية، وإلى أن المؤلف ينتهج تركيب الخبر، ونقده إن كان ضعيفاً، مع ذكر مصادره إجمالاً وتفصيلاً، والتركيز على قواعد فقه الحديث والخلاف.

  واختتم فضيلة الأستاذ الدكتور عبداللطيف الجيلاني عروض الندوة بتعريف موجز بكتاب نداء الحب: سبيل النور، للأستاذ محمد واحي؛ وهو عبارة عن مروية في السيرة النبوية تستهدف فئة الناشئين، وهي ضمن المشاريع العلمية الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء في إطار عنايتها برعاية الناشئة وتحصينها من الانفلات الفكري والثقافي.

  وقدّم الدكتور عبداللطيف الجيلاني كذلك تعريفاً موجزاً بإصدارات الرابطة المحمدية في مجال السيرة النبوية التي صدرت عن عدد من المراكز العلمية التابعة لها؛ ومثّل لتلك الإصدارات العلمية بكتاب نفائس الدرر في أخبار سيد البشر، للعلامة أبي سرحان جَمُّوع الفاسي(ت1119هـ)؛ الذي صدر عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث في ستة مجلدات بتحقيق الدكتور طارق طاطمي وجماعة من الباحثين، وجلّى في كلمته جوانب من أهمية الكتاب ومكانته بين المصنفات المغربية في السيرة النبوية.

  وتجدون رفقته البحث المذكور أعلاه:

جهود مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء في التعريف بسيرة رسول الله ﷺ:

كتاب نفائس الدرر من أخبار سيد البشر للشيخ جَمُّوع أنموذجاً

وتجدر الإشارة إلى أنه قد افتتح على هامش أعمال الندوة معرض مُصَغّر هدفت من خلاله اللجنة المنظمة مشكورة إلى التعريف بإسهامات المغاربة في التعريف بالجناب النبوي، ويتضمن:

ـ إصدارات الرابطة المحمدية للعلماء في السيرة النبوية والتي ناهزت حوالي عشرين عملاً.

ـ الأعمال العلمية المغربية المطبوعة في مختلف مجالات السيرة النبوية (كتب السيرة، الشمائل، الحقوق النبوية، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، المدحة النبوية، وغيرها).

ـ معرض يتضمن صور عناوين الأعمال العلمية المغربية المخطوطة في مجال السيرة النبوية، مع إبراز الجانب الفني في تلك الكتب المخطوطة من زخارف وجداول وصور وتزاويق دالّة على تعظيم المغاربة قدر النبي صلى الله عليه وسلم، واحتفالهم بسيرته العطرة.

وعرفت الندوة تغطية إعلامية متميزة بحضور القنوات الأولى والثانية والسادسة، ووكالة المغرب العربي للأنباء، وجمع من الصحفيين العاملين بعدد من المنابر الإعلامية.

تغطية القناة الثانية:

رابط آخر على موقع you tube

تغطية وكالة المغرب العربي للأنباء:

رابط آخر على موقع you tube

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق