مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية

لقاء علمي تواصلي بخصوص متحف تاريخ العلوم

     نظم مركز ابن البنا المراكشي للدراسات والبحوث في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية بشراكة مع وحدة علم وعمران التابعين للرابطة المحمدية للعلماء، لقاء لعرض الصيغة الأولية لمتحف تاريخ العلوم بالمغرب، وذلك بحضور السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي.

     وقد اُسْتَهل اللقاء الدكتور جمال بامي رئيس مركز ابن البنا المراكشي بإلقاء كلمة قدم فيها فكرة عامة عن مشروع متحف العلوم بالمغرب؛ وذلك من خلال عرض أولي للمتحف الذي تم تقسيمه للأبواب التالية: علم الفلك والمواقيت، علم الطب والصيدلة، علم الفلاحة والنبات، علم الكيمياء والمعادن، علم الحساب والهندسة، علم الصناعة، علم الأغدية، إضافة إلى علم الجغرافيا.

    كما أكد الدكتور جمال بامي على إعطاء الأولية في هذا المتحف لإنجازات العلماء المغاربة وإبراز مدى أهمية أعمالهم في العلوم الدقيقة باعتبارهم كانوا سباقين لعدة اكتشافات علمية دقيقة؛ إضافة إلى إبراز العلاقة الوطيدة التي جمعت هذه العلوم بباقي مناحي الحياة اليومية للمغاربة بما فيها الجانب الديني. وقدم في هذا السياق عدة أمثلة من أعمال الأطباء والفلكيين المغاربة كالساعة الشمسية داخل جامع القرويين والساعة المائية بمدينة فاس.

    كما أبرز الدكتور جمال بامي الهدف الأساسي من هذا المتحف، والذي يتجلي في إعادة الاعتبار لبعض القرى الهامشية – التي ينتسب لها بعض العلماء المغاربة – وإعطاؤها القيمة التي تستحقها عن طريق إنجازات علماءها. مشيرا في الآن نفسه إلى الأهمية البالغة التي تضطلع بها بعض الأعمال العلمية المغربية كما هو الحال في مجال الفلاحة، حيث نجد هناك صدى كبيرا اليوم لما يسمى بالزراعة البيولوجية التي نجد لها سبقا داخل الكتابات العلمية المغربية.

  وخلص الدكتور جمال بامي في الختام إلى أن جل الإبداعات التي تم رصدها في المتحف تتميز بأبعاد عدة، منها البعد التاريخي (تاريخ العلوم) والبعد الإبستمولوجي الذي يتمثل في إبراز أهمية المعرفة في تاريخ المغرب والكيفية العلمية التي تأسس بها العمران المغربي. إضافة إلى العلاقة الجدلية بين التدين والعلم في تاريخ المغرب، وستشكل هذه الأبعاد خارطة طريق لإنجاز مشاريع أخرى.

   تلى هذا العرض الموجز للمتحف كلمة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، حيث أثنى ثناء حسنا على مشروع متحف تاريخ العلوم، معبرا في الآن نفسه فيه عن أهميته ومعتبرا إياه عاملا محفزا، نظرا لأنه قادر على جعلنا نسترجع الاعتزاز بفضل الله علينا وكيف كنا وكيف من الممكن أن نكون…

بعبارة أخرى المساهمة في إنعاش المسار الحضاري العام للأمة العربية المسلمة. ومن ناحية أخرى أكد الدكتور السيد أحمد عبادي على أن هذا المشروع باستطاعته المساهمة كذلك في استصلاح الإرادة المفككة والمشتتة كما لو أن التبعية والدخول في عباءة الآخر قدر محتوم. ومن شأن هذا المشروع أيضا التأكيد على تميز الحضارة العربية المسلمة التي تجلى فيها الجمع الفعال بين القراءة في الكتاب المنظور والقراءة في الكتاب المسطور، وهذا ما أعطى للعالم الإدراك والاستبصار بإمكان القراءتين والجمع بينهما.

    كما نوه فضيلة الدكتور أحمد عبادي بمحتوى متحف تاريخ العلوم باعتباره خطابا منعشا سيساعد على تطعيم تربية الجيل القادم عن طريق تعريفهم بتاريخ بلادهم وإسهامات علمائهم؛ وذلك من خلال تقديم دورات تكوينية للأساتذة الذين سيقدمون بدورهم تلك المادة للتلاميذ والطلبة. بحيث سيساعد هذا الأمر في توعيتهم وترسيخ قيم اعتزازية بموروثهم التاريخي، باعتبار أن مادة العلوم ليست مادة جامدة بل لها تاريخ زاخر باكتشافات واختراعات العلماء العرب والمسلمين بصفة عامة، وعلماء المغرب بصفة خاصة.

ذة. كنزة فتحي

حاصلة على الإجازة في الفلسفة

باحثة سابقة بمركز ابن البنا المراكشي

مهتمة بدراسة تاريخ النساء العالمات في الحضارة العربية الإسلامية

ترجمت عدة مقالات من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق