مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك

المعرفة الرقمية ودورها في خدمة العلوم الشرعية

أبريل 2, 2016

في إطار الأنشطة العلمية التي دأب على تنظيمها مركز درّاس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك بفاس التابع للرابطة المحمدية للعلماء، انفتاحاً منه على مستجدات الواقع المعاصر، نظّم المركز لفائدة نخبة من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه دورة تكوينية في موضوع: “المعرفة الرقمية ودورها في خدمة العلوم الشرعية”، من تأطير الأستاذ الباحث عبد العلي بلامين وفضيلة الدكتور عبد الله معصر، وذلك يوم: 23 جمادى الثانية 1437هـ، الموافق لـ: 02 أبريل 2016م بقاعة المحاضرات “العلامة عبد الواحد بن عاشر” الكائنة بمقر مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك.

بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، أخذ فضيلة الدكتور عبد الله معصر رئيس المركز الكلمة؛ حيث رحّب بالحضور، ووضع الإطار العام الذي تندرج ضمنه هذه الدورة؛ إذ بيّن فضيلته أهمية الموضوع ومدى حاجة الباحثين إليه اليوم، خاصة الباحثين في العلوم الشرعية، مع ما يوفره من إمكانات بحثية هائلة؛ من شأنها الدفع إلى تطوير البحث العلمي الشرعي، وتسهيل الولوج إلى مختلف مجالاته العلمية، وتيسير التواصل بين المشتغلين به.

عقب ذلك أعطى الكلمة لمؤطر الدورة الأستاذ عبد العلي بلامين وهو باحث بمركز دراس بن إسماعيل الذي تفضل بداية بالشكر والامتنان لمؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء في شخص أمينها العام فضيلة الدكتور أحمد عبادي لما يوفره من إمكانات للباحثين لمواكبة كل المستجدات التي من شأنها أن تطور البحث العلمي بالمغرب، وكذا فضيلة الدكتور عبد الله معصر رئيس مركز دراس بن إسماعيل الذي ما فتئ بدوره، سيرا على نهج المؤسسة، يفتح المجال أمام كل ما من شأنه أن يطور البحث في العلوم الشرعية، فضلا عن السهر على التكوين المستمر للباحثين في هذا المجال، وحرصه على تمكّنهم من مواكبة مستجدات الواقع المعيش، ومن ذلك استثمار التكنولوجيا الحديثة والمعرفة الرقمية على الوجه الصحيح.

ثم شرع الباحث بالتأطير للمحاضرة من خلال الحديث عن المستجدات الطارئة بسبب إحداث الإنترنت، من جملة ذلك تيسُّر “اختراق الأقطار رقميّاً” من قبل الإنسان، الذي أضحى “بصفته الرقمية قابلاً للانشطار إلى هويات مختلفة داخل المجتمع الرّقمي“، إذ أصبح ضمن العالم الرقمي ينفتح على كثير من الآفاق الرقمية همت جميع مجالات الحياة، كالمجال الاقتصادي؛ حيث صار بإمكانه البيع والشراء اعتمادا على العملة الرقمية «Bitcoin» (بيتكوين)، مستفيداً من بنوك رقمية تنظم معاملاته المالية.

بعد ذلك انتقل الباحث إلى الحديث عن الموضوع الأساسي للدورة وهو المعرفة الرقمية، حيث بيّن أنّ المقصود بها معنيان:

المعنى الأول: مجموع المعلومات المتاحة رقميّاً في الإنترنت من مرئيات وصوتيات وكتابات.

– المعنى الثاني: مجموع الخبرات والمهارات المكتسبة التي تتيح استخدام الآليات الرقمية  على النحو الصحيح، ونقيضها الأمية الرقمية.

بعد ذلك شرع الباحث في شرح بعض المبادئ الأولية الواجب على مستعملي الإنترنت معرفتها من أنظمة التشغيل الصّالحة للتثبيت في الحواسب المكتبية والمحمولة، ومن برامج رئيسية يحتاج إليها نظام التشغيل ليؤدّي وظيفته بشكل آمن. ثم أورد جملة من النصائح المعينة على الاستخدام السليم للحاسوب، وعلى الاستفادة الآمنة من خدمات الإنترنت، وعلى التمكن من حماية البيانات من التخريب والسرقة.

ثم انتقل للحديث عن أهم التطبيقات والخدمات التي يوفرها موقع« Google »؛ إذ شرح طريقة استفادة الباحث منها على الوجه الصحيح، مركزاً على خدمة البريد الإلكتروني « Gmail » التي تتيح للمستفيد منها تبادل الرسائل والملفات بيُسر، وعلى تطبيق التّخزين الرقمي « Google Drive » الذي يتيح لمستعمله حفظ ملفاته بمختلف أنواعها والوصول إليها من أي حاسوب بشرط أن يكون متصلاً بالإنترنت.

ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن منصة الرائد الرقمية التي أطلقتها الرابطة المحمدية للعلماء “للتعريف بمختلف المعارف الشرعية والإنسانية خالصة من شوائب الغلو، وبقيمها السمحة، وبمقاصدها السامية، ولتقديم بدائل معرفية وعلمية في المجال الرقمي تحصن الشباب على وجه الخصوص من الانحراف والتطرف، معتمدةً نظاماً علميّاً دقيقاً”. ثم شرع في شرح كيفية الاستفادة من مختلف معارف هذه المنصة الرقمية معتمداً عروضاً مرئية مقرِّبة.

وفي ختام الدورة تقدم فضيلة الدكتور عبد الله معصر بشكر الأستاذ عبد العلي بلامين على ما أسهم به في هذه الدورة، ثم وضّح المستفادات منها، وذكّر الباحثين في العلوم الشرعية بأنه لا مناص من اقتحام العالم الرقمي، وبأن ذلك يتطلّب تمكنهم من منهجية استثمار المعرفة الرقمية المتاحة فيه.ووعد بعقد دورات أخرى من أجل تحقيق هذا المقصد.

إعداد: د. عبد الرحيم السوني – باحث بمركز دراس بن إسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق