مركز أجيال للمواكبة والوقاية و التمنيع بالناظور

ندوة: المواطنة والأمن الإنساني

يناير 24, 2020

في إطار الانفتاح والتواصل مع كافة المؤسسات والهيئات بالناظور، نظم مركز أجيال للمواكبة والوقاية والتمنيع ندوة بعنوان: "المواطنة والأمن الإنساني"، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمجلس العلمي المحلي بالناظور، يوم 24 يناير 2020 بقاعة المحاضرات بالمركب الإداري والثقافي للأوقاف بالناظور، بعد صلاة العصر.

بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، رحب رئيس الجلسة الدكتور أحمد بلحاج المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالحضور وبالأساتذة المتدخلين على مشاركتهم وتأطيرهم لهذا النشاط العلمي.

المداخلة الأولى كانت لرئيس المجلس العلمي المحلي السيد ميمون بريسول، عنونها بـــ: "تمثلات قيم المواطنة من خلال خطبة الجمعة"، موضحا في البداية أن الحديث عن المواطنة هو حديث العام والخاص، وهي من أكثر المصطلحات شيوعا في دنيا الناس، مُؤصِّلا للمصطلح شرعيا ولغويا، حيث بين أن الذود عن حرمة الوطن من الجهاد في سبيل الله، وأن النفي من الوطن من العقوبات الزجرية التي يصعب على المرء تحملها، ومثّل للمواطنة في السنة النبوية بوثيقة المدينة أول دستور مدون في تاريخ البشرية.

فالهدف الأسمى لخطبة الجمعة هو ربطها بمشكلات الأمة، فهي لم تكن يوما غائبة عن هموم المجتمع، ولا يمكنها إلا أن تكون خطبة مواطنة، لأن منابر الجمعة تتصدى لكل محاولة للمساومة على الوطن، وهي كفيلة بالدفاع عن قلعته الحضارية.

ليختم مداخلته بتجليات وطنية الخطبة المنبرية، فهي ممارسة أسبوعية علمية وفكرية، ووسيلة تعبير حضارية في مكان سام، تحرر العقل من الجدل والوهم، تُقوّم الاعوجاج، تحمي من بؤر التطرف، كلمة صادقة لها قوة تأثيرية بارعة، ولا تزال على وهجها وصدقها مع أهل الوطن.

أما المداخلة الثانية فكانت لرئيس مركز أجيال الدكتور عبد اللطيف شهبون، بعنوان: "المواطنة والأمن الإنساني، منظومة حقوق وواجبات"، وهو عنوان يهدف لتحقيق جملة أهداف منها:

  • تعزيز ثقافة المواطنة
  • بيان العلاقة بين المواطنة وثقافة الأمن الإنساني في أصولها وامتداداتها
  • بلورة وعي حقيقي بهذه الثقافة؛ نشدانا لبسط مضامينها في برامج تربوية موجهة لأجيال المغرب الجديد.

قدّم في البداية تفسيرا لمكونات هذه البنية العنوانية؛ لتوكيد تعالقها؛ فهما، وتفسيرا، وتحليلا، وتأويلا، وصياغة وظيفية في برامج ومشاريع مواكبة وقائية ممنعة.

وقاربت المداخلة الثالثة موضوع: "المواطنة والتمنيع، أية علاقة؟"، شارك بها الأستاذ إبراهيم بنلمقدم، حيث عمل في البداية على تفكيك عنوان مداخلته، متسائلا: لماذا التمنيع؟ فالهدف منه هو تشغيل العملة النادرة والحساسة عند الفرد: الانتباه، خصوصا وأنه توجد اليوم شركات ضخمة تشتغل على اللاوعي في الإنسان لتكييفه، وجعله يقبل ما تخطط له، كمواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الإنسان رهين هذه العوالم الافتراضية، فانتمى إليها وانسلخ من الانتماء لوطنه.

ويقدم الأستاذ بعض المقاربات التي يمكن من خلالها غرس بذرة الانتماء والهوية، من مثل ما سماه بالتلعيب أو اللوعبة، التي هي توظيف دعائم اللعب وعناصره خارج نطاقه الأصلي، وتجريبها في مجالات حياتية أخرى، من أجل التأثير في السلوك بالترقي به من دركات السلبية إلى درجات الإيجابية، وحققت نتائج مذهلة في اكتساب المعلومة الجديدة، وتغيير السلوكات.

فالمواطنة كما بين الأستاذ من الفطرة الإنسانية، والتي جاء الشرع مؤيدا لها ولما تقتضيه، لدرجة أن سماها سنن الفطرة، وعدم التحلي بها خروج عن السواء البشري، فإذا نجحت عملية التمنيع، أعيدت الفطرة وظهرت المواطنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق