الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء يشارك في لقاء علمي ترحمي بتطوان

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
صدق الله العظيم
من جميل الاعتراف وكرم الوفاء لعلمائنا الأبرار، لما أسدوه من فضل التعليم والتربية للأجيال الصاعدة؛ وجهود النصح والتوجيه، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء من خلال مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية، لقاء علميا ترحميا لفقيد الحاضرة الثقافية والعلمية (مدينة تطوان) العلّامة الفقيه الأستاذ الدّكتور الشّيخ عبد الهادي الحسيسن التّطوانيّ، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء - تغمده الله برحمته- الذي وافته المنية يوم الجمعة 04 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق لـ06 دجنبر 2024م، وقد أقيم هذا اللقاء برحاب بيته العامر بحضور عدد من أفراد أسرته، وثلة من السادة العلماء والأساتذة، يتقدمهم فضيلة العلامة الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.
افتتح اللقاء بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم. ثم أخذ الكلمة مسير اللقاء د. جمال علال البختي (رئيس مركز أبي الحسن الأشعري)، ابتدأها بعبارات الترحيب بالحضور الكرام، وثناها بذكر جوامع عن مكانة الفقيد بالمدينة، مذكرا بما له فيها من أيادي بيضاء على طلبته بمختلف أسلاك التدريس، بالتعليم الابتدائي بداية، وانتهاءً كأستاذ لمادة التفسير بكلية أصول الدين. بعدها تفضل السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بكلمة ترحمية، وصف فيها هـمّة الرجل في طلب العلم، حيث إنه تحصّل على درجة الدكتوراه بعد أن جاوز الثمانين من عمره، كدليل على مثابرته ومكافحته، وشد العزم واقتحام العقبات، وتتويجا لمسيرته الطويلة في طلب العلم بين جامع القرويين ودار الحديث الحسنية وجامع الزيتونة بتونس وغيرها من بلاد الإسلام، هذا إلى جانب ما امتازت به شخصية المرحوم -وهو العضو الفعال في المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء- والذي لم ينفك عن التوجيه والنصح في اجتماعاتها الدورية، لما اتسم به من قوة اقتراحية فاعلة، ما يجعله من أولي البقية الذين مدحهم الله تعالى في كتابه العزيز ممن يعصم الله بهم البشرية من الضلال والتدني، وعلينا حق ذكرهم واستحضار مسيرتهم للتأسّـي والاقتداء.
عقب ذلك توالت شهادات المتدخلين في حق هذا الفقيد -رحمه الله-، فقدم كل من الدكتور محمد الشنتوف (رئيس المجلس العلمي المحلي بتطوان)، والدكتور عبدالعزيز رحموني (عميد كلية أصول الدين بتطوان)، والدكتور ادريس خليفة (عضو المجلس العلمي الأعلى)، وأستاذ الأجيال عبد الغفور الناصر (عضو المجلس العلمي الأعلى)، كلمات تعبق بذكر مناقب الرجل ومكانته العلمية، وسيرته الحسنة، وخصاله الطيبة في التوجيه والإرشاد، وشعور بألم الفقد لهذا الرجل العالم الذي أغنى الساحة العلمية والثقافية لهذه المدينة العالمة. إلى جانب ذلك أعطيت الكلمة لبعض أصدقائه ومعارفه وطلبته؛ يتقدمهم الدكتور محمد المعلمي -تلميذه ووصيفه وخليله- الذي وصف العلاقة الجامعة بينهما من جانبها الأخوي وجانبها العلمي، ثم الدكتور إلياس المراكشي متحدثا عن كتابه الفريد «الحديث والمحدثون في العصر المريني»، والدكتور الطبيب نعيم الحبيب كأحد طلابه بالمرحلة الثانوية بثانوية القاضي عياض، وختاما قدم ابنه البار الدكتور أنس الحسيسن أصالة عن نفسه ونيابة عن أسرة الفقيد، كلمة باسم الأسرة، شكر فيها هذا الجمع المبارك الذي حضـر لهذه الأمسية العلمية الترحمية.
وفي ختام اللقاء، شكر مسيره الدكتور جمال علال البختي، جميع المتدخلين على تجشمهم عناء التنقل والحضور لتقديم كلماتهم في حق الفقيد وسيرته، ليرفع اللقاء بالدعاء -على لسان د. محمد الشنتوف- للفقيد بالمغفرة والثواب والجزاء بالإحسان لما قدمه من خدمة لدينه ووطنه وطلبة العلم كافة، وأن يتغمده المولى عز وجل بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وينعم عليه وعلى جميع أموات المسلمين بالعفو والرضوان. ثم بالدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر والتأييد.