كانت تحمل اسم عرصة مولاي عبد السلام بن محمد بن عبد الله العلوي، مالكها الأول قبل أن تنتقل  ملكيتها إلى الشاعر الوزير ابن إدريس العمراوي فتسمى باسمه، وتقع داخل باب الرب بين السور وحي سيدي ميمون والمامونية، ومازالت خضراء إلى الآن.
وقد نزل بها عدد من ضيوف سلاطين المغرب أشهرهم:
Sir moses Montefiore president du london committee of british jews
عندما جاء ليتدارس مع محمد بن عبد الرحمن قضايا اليهود بالمغرب سنة 1864، وقد انتهى اللقاء بصدور ظهير ملكي بتوقيرهم مؤرخ في 5 ـ 2 ـ 1864.

 كان المولى عبد السلام ، المولود سنة 1167هـ/1757م، أخا شقيقا للمولى المامون،  وكان أديبا ، فألف عدة كتب. ولعلاج هذا الأمير بعث إليه الطبيب الجراح لامبريير سنة 1203هـ/1789م، بطلب من قنصل انكلترا بطنجة آنذاك،  وكان الأمير وقتئذ عاملا على السوس مقيما بتارودانت .
لكن الطبيب الإنجليزي عجز عن شفائه، فعمي الأمير في أخريات أيامه . وقد ترك لنا الطبيب أخبارا مهمة عن مقامه بالمغرب  . وفي دار هذا الأمير أقام القبطان الإنجليزي بوكليرك في سنة 1828م . ثم بعد ذلك سميت تلك المضيعة باسم محمد بن إدريس ، وزير السلطان المولى عبد الرحمن .  وقد زين بوكليرك  كتابه بصورة جميلة لبهو الدار، كما توفق هودكين ، الذي كان مقيما بها سنة 1279/1863 مع السير موزس مونتفيوري Montefiore Moses ، في أن ينقل بوفاء صورتها من الخارج . كل ذلك يسمح لنا بالقول إنه بفضل هاتين الوثيقتين يكون هذا القصر الصغير هو المنزل الخاص الوحيد الذي يعود إلى القرن الثامن عشر ، والذي نستطيع التأريخ له بدقة في هذه المدينة، لأنه ما يزال في حالة جيدة . فشكل الواجهة المنزلق ، وإطار النوافذ البارزة في الطابق الأول ، والإفريز المتصل الذي يتوج الواجهة ، والزوايا على شكل أعمدة ، كلها علامات على التأثير الأوروبي . ونحن نعلم أن سيدي محمد بن عبد الله قد اتخذ صناعا من النصارى ، يثهد لذلك التنظيم الأصلي الذي كانت عليه الحديقة: فالممشى الأوسط ، المنطلق من ظلة صغيرة في الجنوب ، والمؤدي إلى نسقية مربعة الشكل ، يخترق الجناح ويصل إلى الجدار المحيط بالمنتزه من الجهة الأخرى ، حيث يرى منظر عام لمئذنة الكتبية في عمق الصورة .