كلتة زمور
تنتمي «كلتة زمور»
(
1) .
إداريا إلى الجماعة القروية التابعة لـ«إقليم بوجدور»
(
2) .
وجيمورفلوجيا إلى قاعدة ما قبل «الكمبري»، ويمكن أن نميز بين «كلتة زمور» و«كتلة زمور»، هذه الأخيرة مكونة من سلاسل جبلية تنقسم بدورها إلى سلسلتين: سلسلة «زمور الشرقي» يقع في اتجاه الشمال ذات بنية منضدية، وسلسلة «لدحلو الملتوية» «زمور الغربي» تحتل جزءا مهما من الجهة الغربية للجماعة. وهناك من الجيولوجيون من يطلق عليه «كلتة زمور الأسود» «زمور لكحل»، وحسب هؤلاء فهي تضاريس تنتمي إلى الزمن الأبلاشي. وهناك من يعتبر سلسلة زمور امتدادا طبيعيا للأطلس الصغير، غير أنها أكثر ارتباطا بـ«حوض تيندوف» من جهة الجنوب
(
3) .
أما «كلتة زمور» تمتد على مساحة محدودة، وتتخذ شكل مثلث يستقر عند أقصى الجنوب الشرقي من جهة العيون ـ بوجدور
(
4) .
فهي على شكل ضاية كبرى مقعرة تغمرها مياه الأمطار في الفترات المطيرة، لهذا أطلق عليها السكان المحليين «الكلتة»
(
5) .
تتشكل من نواة أصلية عبارة عن صخور من الكرانيت الهرسيني وهي جزء من كتلة الركيبات تغطيها تكوينات الزمن الأول على شكل شريط يتكون من منخفضات شستية طولية تفصل بينها أعراف كوارتزيتية وحثية ذات اتجاه شمالي ـ شرقي، جنوبي ـ غربي
(
6) .
وتكويناتها الجيولوجية هي على النحو التالي:
ـ كاربونات طحلبي أو ستروماتوليتي لمجموعة الثليثيات، الذي ينتمي حسب Sougy إلى ما قبل «الكمبري الأعلى». فهذه الكتلة تكونت في نفس ظروف مثيلاتها بالأطلس الصغير، غير أنها شهدت حركة إلتوائية عنيفة خلال «الهرسيني»، صاحبتها حوادث تكتونية بالغة الأهمية كـ«حادث زمور» الذي يفصلها عن «هضبة الرقيبات».
ـ مجموعة أمات اللحم:
* المستوى الأول: مكون من الحث المتواضع بشكل مباشر فوق الركيزة بمستويات رصيصة وغضار طفحي. تم في هذا المستوى ـ لا سيما في الحث ـ اكتشاف بقايا لثلاثيات الفصوص تنتمي كلها لنوع Fallotaspis. أما في باقي المناطق فيوجد كلس به أحافير من نوع Archeocyathus.
* المستوى الثاني: طغياني، ويتكون من الغضارات الطفحية بها كرابتوليتات أو خطيات تنتمي لترومادوسي «الأوردوفيسى الأسفل»، إضافة إلى الطمي المتصلب مع مستويات مخضرة، ونجد في نهاية هذا النسق طين وكلس عدسي يحتوي على ثلاثيات الفصوص تنتمي لـ«الأرينجي».
* المستو ى الثالث: هو عبارة عن حث حطامي محدد في مستواه الأعلى بسطح تعرض للتعرية، في «دحلو» «زمور الغربي الملتوي»، وترسم هذه الدكات الحثية أعرافا أبلاشية تتزايد من حيث الحجم والسُّمك بشكل كبير مرورا من 150م في المتوسط بـ«الزمور الشرقي» إلى 700م في «دحلو» .
ـ مجموعة كارة لحويمد:
تتوضع فوق سطح تعرية من نوع جليدي حيث تتخذ الحزات الجليدية اتجاه شرق ـ غرب، أما مستويات القاعدة فهي عبارة عن ركام به رصيص متعدد الأصول ومحز، وأحيانا بحجم كبير في اتجاه الأعلى، تمر هذه التكوينة إلى حث كورتزي. أما السُّمك الكلي
لهذه المجموعة فلا يتجاوز 200م ويزداد من الغرب في اتجاه الشرق حيث تتوضع مباشرة فوق الركيزة. وخلافا للمستويات السفلية فالسُّمك لا يتزايد فى منطقة «دحلو» حيث الآثار أو التأثيرات الجليدية أقل وضوحا. وهذه التكوينات الأخيرة خالية من الأحافير. وقد تم تأريخها إلى «الأشجيلي الأعلى» مقارنة مع مثيلتها بالأطلس الصغير.
ـ السيلوري:
وهو من النوع الطغياني، يتمثل في الطين والغضارات الطفحية، توجد به كرابتوليت من نوع Diplogratus، Scyphocrinites، Monograptus، ثم كلس أحيانا مرجاني بسُمْك يبلغ حوالي 90م ويتزايد بشكل ملحوظ نحو الشمال في اتجاه الأطلس الصغير.
ـ الديفوني:
يصل سُمْك هذه السلسلة إلى أكثر من 1000م وهي تامة، حيث تمتد من «الجيديني» «بداية الديفوني» إلى «الفراني» «الديفوني الأعلى»، وهي شبيهة إلى حد كبير بمثيلتها في الأطلس الصغير الغربي. ويتميز فيها «الديفوني الأسفل» بسيادة تكوينات سيسثيه حثية مع مستويات من الكلس الصدفي يحتضن خشوميات و غلصميات من نوع Brachiopodes. أما مستويات الحث الأفيلي بمنطقة «تيغرت» فهو يحتضن شظايا وبقايا نباتية تتناسب مع الريش الرابع للأطلس الصغير الغربي. أما «الديفوني الأوسط» فيتميز بوجود هام للبوليبيي انطلاقا من المستوى الطفلي الكلسي، بينما الأعلى يمثل فيه كل من السلتيت أو الطمي المتصلب السحنة الرئيسية وتم تأريخه إلى الفرايني
(
7) .
فـ«كتلة زمور» تمثل خصوصيات لحزام داخلي يمكن اعتباره امتدادا للسلسلة الملتوية الموريتانية، فكما هو الشأن بالنسبة للتكوينات المحلية لـ«أولاد دليم»يوجد هنا
تدرج تضاريسي وبنيوي ناتج عن التشويهات التكتونية من الشرق إلى الغرب. ففي الشرق تمتد تكوينات غطائية رقيقة تعلو «هضبة الركيبات» لم تتعرض للتشويهات التكتونية، في حين يتطور هذا التشويه في «كتلة زمور الأوسط» على شريط يمتد على عرض يصل إلى 15كلم؛ المحدبات شمالا شرقا وجنوب غرب، تتميز بأطرافها الشرقية الشديدة الانحدار. أما في الحدود الغربية لـ«زمور»، وتحديدا في منطقة «دحلو»، فإن المحدبات ضيقة وتظهر بشكل التراكب في جهة الشرق. كل هذه التشويهات التكتونية حدثت حسب الجيولوجيون في مرحلة لاحقة لآخر المناطق التي تعرضت للتشويه خلال الديفوني
(
8) .
( 1) أزمور: مواقع عديدة بالصحراء تحيل على هذا الإسم الذي يعني الزيتون البري L'oleastre، منها: زمور لكحل، وزمور البيض، وفي الشمال: أزمور، الزمامرة، زمران، تازمورت. انظر الأعلام الجغرافية والهوية: الأعلام الأمازيغية بالصحراء وموريتانيا، رشيد الحسين، منشورات جمعية أوس للتنمية والعمل الثقافي والاجتماعي، مطبعة دار المناهل (ص39).
( 2) إقليم بوجدور: يقع بين خط العرض الشماليين 26 و27د ونصف، وخطي الطول الغربيين 12 د و15 د، يحده «المحيط الأطلنتي» غربا، و«موريتانيا» شرقا، وإقليما «العيون» و«السمارة» شمالا، وإقليم «وادي الذهب» جنوبا. وبذلك تبلغ مساحته نحو 40000 كلم2، أي 15٪ من مجموع الصحراء المسترجعة. يتألف الإقليم من ثلاث وحدات تضاريسية كبرى، تنتظم بصفة موازية مع ساحل المحيط. عبد اللطيف فضل الله، (مادة بوجدور)، معلمة المغرب، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا 1413هـ/1992م، (5/1638)، ومعلمة المغرب، نشر دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى 1435هـ/2014م، ملحق (ج3)، (26/114).