العيون
تعتبر مدينة العيون أكبر تجمع بشري واقتصادي داخل التراب الصحراوي المغربي، فهي تشكل القطب الحضري الرئيسي داخل جهتها ـ جهة العيون ـ بوجدور ـ الساقية الحمراء، وداخل مجموع المناطق المغربية الصحراوية، لقد نشأت وتطورت كمركز إداري وتجاري عند واد الساقية الحمراء على مقربة من الساحل الأطلنتي، حيث تم خلق وتوسيع أحد الموانئ الوطنية الرئيسية التي تقوم بدور طلائعي في ميدان تصدير معدن الفوسفاط، وفي ميدان نشاط الصيد البحري، وأيضا تموين المناطق الصحراوية.
وقد عرف هذا المركز على غرار باقي المناطق الصحراوية التي ظلت تعاني لفترة طويلة من الاستعمار ومن التهميش؛ بسبب بعدها وموقعها الجغرافي نموا متواصلا خلال العقود الأخيرة، جعل منه القطب الإداري والتجاري والصناعي الأول بهذه المناطق.
والعيون تشكل حاليا عاصمة جهة العيون ـ بوجدور وإقليم العيون، وفي نفس الوقت مقر جماعة حضرية، الأمر الذي جعلها تعزز مكانتها كمركز حضري مغربي يحتل مركز الريادة داخل الجهات الصحراوية. وقد عرفت تنويعا مهما لقاعدتها الاقتصادية، وتوسعا واضحا لنسيجها الحضري، وتطورا ملموسا في بنياتها التحتية، بحيث تم تجهيزها بمطار عصري، وبحي صناعي، كما تم ربطها بشبكة النقل الجوي الداخلي، وبشبكة الطرق البرية الوطنية، وكذلك بشبكات المواصلات اللاسلكية والبريد.
وقد سمحت الدينامية الاقتصادية التي تعرفها مدينة العيون بتطور مركز المرسى حول الميناء التجاري على الساحل الأطلنتي إلى الشمال من ميناء الفوسفاط، الذي أخذ يستحوذ على حيز هام من الوظيفة التجارية والصناعية داخل الجهة. ويتوفر مركز المرسى حاليا على مجال صناعي يمتد على مساحة 54 هكتار، وقد تم وضع برنامج لتجهيز حي صناعي جديد على مساحة 95 هكتار إضافية.
يغلب على تضاريس جهة العيون ـ بوجدور الطابع الهضبي، ويعود ذلك إلى كون القاعدة القديمة المتمثلة في «كتلة الركيبات» وغطائها الأولي قد تعرضت للتهدل على نطاق واسع، مما سمح بنشأة حوض رسوبي شاسع انطلق مع الطباشيري وتعرض لتطورات
بنيوية هادئة خلال الزمنين الثالث والرابع جعلت تضاريس جهة العيون ـ بوجدور تنتظم على شكل أربع وحدات متباينة
(
1) .