أيت موسى وعلي
تعد قبيلة أيت موسى وعلي من قبائل تكنة حيث تنتمي إلى للف أيت الجمل
(
1) .
فإن كانت قبيلتي إزركيين وأيت لحسن جبهته العسكرية، فأيت موسى وعلي تمثل قوته السياسية والتجارية معا.
يرجع أصل القبيلة حسب المختار السوسي إلى أصل تُوَاتِي ـ تنتمي لمدينة توات التجارية المعروفة في قلب الصحراء الإفريقية الكبرى ـ، وقد قدم جَدُّ القبيلة إلى منطقة واد نون حاملاً معه التقاليد التجارية التي اشتهر بها أهل توات، و بنى قصراً، والذي يُعد النواة الحقيقية لمدينة كلميم
(
2) .
لكن إذا ساءلنا مصادر المؤرخ المختار السوسي سنجدها ترجح فرضية أخرى بَدَت لمجموعة من الباحثين أقرب إلى الواقع، وهي انتماء قبيلة أيت موسى وعلي في الأصل إلى منطقة إفران الأطلس الصغير، فقد حدث أن اندمجت مجموعة كبيرة من الأسر التواتية والشنقيطية والأطارية ـ نسبة إلى أطار ـ و الوادانية ـ نسبة إلى وادان ـ، لتعطي في الأخير الوجه الحالي لقبيلة أيت موسى وعلي.
استقرت قبيلة أيت موسى وعلي في كلميم مند القرن 7هـ، وهي من أهم مداشرهم، إضافة إلى قرية لبيار الصغيرة التي تقع 44 كلم جنوب كلميم. فاشتهرت ببلاد واد نون قاطبة، حتى عرف رجالاتها في شتى الأرجاء، وباتوا حيث العامة والسادات لا تذكر حاضرة واد نون إلا كان لهم سهم وافر من ذكرها. فرغم صغر القبيلة ومحدوديتها العددية إلا أن لها دورا بارزا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ببلاد واد نون.
شكلت قبيلة أيت موسى وعلي منذ الأزل الوسيط بين المخزن وقبائل واد نون، حيث ساعدتها ظروف الاستقرار من القيام بهذا الدور بجدارة، إذ إن جُل قبائل تكنة بدوية مرتحلة، لا تسعفها الظروف على الاستقرار؛ مما جعل أيت موسى وعلي هي المحور الأهم في المنطقة مع أي جهة كانت سياسية أو غيرها.
وما يميز القبيلة أيضا نزوعها نحو النشاط التجاري، حيث امتدت الشبكة التجارية لهذه القبيلة عبر الصحراء لتصل إلى السودان وآدرار الموريتاني وفي السينغال؛ وذلك عبر محطات تجارية أحدثتها عائلة بيروك ـ من أشهر عائلات قبيلة أيت موسى وعلي ـ التي قامت بدور تجاري مهم للغاية في فترة من الفترات؛ إذ شكلت تلك العائلة المسيطرة على التجارة بين تنبكتو والصويرة، بل الأكثر من ذلك راكمت ثروات هائلة جعلها تدخل في علاقات تجارية هامة لتشمل التعاون مع الأوربيين.
على العموم كانت أيت موسى وعلي تمثل الوجه السياسي لقبائل تكنة عامة، وإن كان تحالفها دائما إلى جانب أيت الجمل، حيث اعتبرت هذا اللف خط الأمان بالنسبة لها من أي هجوم محتمل من أي طرف قبلي محلي.
وبخصوص تفرعات أيت موسى وعلي فتتفرع إلى أربع فخذات، وهي:
1ـ أيت أوشن،
ينقسمون إلى: ـ أهل عبد الله أو سالم، وأيت باكريم، وأموازيك.
2ـ أيت علي ولحسن،
ينقسمون إلى: أيت بوحموش، ولمكيسرات، والرزامة، ولبلاخير، وأهل بوادي.
3ـ إيهران،
ينقسمون إلى: أيت صبيوت، وأيت حامد، وأهل موسى، ولفقرة.
4ـ لخمس،
ينقسمون إلى: أيت بوصبور، ولعسارة، والسلاميات.