مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة

ندوة المدرسة الحديثية بالمغرب والأندلس : الإمام ابن القطان نموذجا يومي 01-02 أكتوبر 2011

        انعقدت برحاب مدرج عبد الصمد الكنفاوي بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش التابعة لجامعة عبد الملك السعدي بتطوان أشغال الندوة العلمية الأولى التي نظمها مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش التابع للرابطة المحمدية للعلماء، في موضوع : “المدرسة الحديثية بالمغرب والأندلس : الإمام ابن القطان نموذجا” يومي السبت والأحد 3- 4 ذو القعدة 1432/1-2 أكتوبر 2011.
   عرفت الندوة مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين جاؤوا من : أبو ظبي وأكادير ومراكش، وبني ملال والدار البيضاء والرباط، والقنيطرة والقصر الكبير وطنجة، وتطوان. وقد توزعت عروضهم في أربع جلسات على المحاور الآتية:
* المحور الأول : المدرسة الحديثية بالمغرب والأندلس خصائص وأعلام.
* المحور الثاني : الإمام ابن القطان وتكوينه المعرفي.
* المحور الثالث : الإمام ابن القطان وإنتاجه العلمي. 
* المحور الرابع : الإمام ابن القطان وتأثيره في الدراسات الحديثية.
  
 ازدان صباح اليوم الأول من أشغالها بحضور كل من السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء  الدكتور أحمد عبادي، والسيد المستشار بديوان سمو ولي العهد بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الدكتور فاروق حمادة.  
   اشتملت الجلسة الافتتاحية للندوة – بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم – على ثلاث كلمات ألقاها كل من عميد الكلية متعددة التخصصات بمدينة العرائش الدكتور بوشتى المومني،  والسيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، والسيد رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة الدكتور محمد السرار.  
   – فأما كلمة السيد العميد فقد بين فيها المجهودات التي تبذلها الكلية في المجال التربوي والعلمي، ومن هذا المنطلق فتحت الكلية أبوابها لانعقاد هذه الندوة في رحابها، كما أزجى السيد العميد كلمة شكر للسيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على جهوده التي يبذلها خدمة للعلم وأهله، وأبدى أيضا الاستعداد للتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء فيما يستقبل من الندوات العلمية والتظاهرات المعرفية.
  –  وأما كلمة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء فقد بين فيها خصائص منهج ابن القطان في تلقف المعرفة من خلال تتلمذه وأخذ عن المشايخ، ثم من خلال الكتب التي ألفها، وبين كذلك أنه كان معروفا بالنهم في طلب العلم، ومن هذا المنطلق اختير اسم ابن القطان ليوسم به المركز المتخصص في الأبحاث والدراسات المتعلقة بالحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة، الذي أنشأته الرابطة المحمدية للعلماء بمدينة العرائش. كما أبرز السيد الأمين العام أن اختيار هذا الاسم وإطلاقه على المركز يسهم في عملية إحياء السنة المطهرة، وأن في ذلك ملمحا لطيفا وهو نقض مفهوم الاستحالة، وأنه يمكن إنتاج شخصية مثل ابن القطان في لاحق الأيام كما كان هذه الشخصية بارزة في غابر الأزمان. وقرر السيد الأمين العام في آخر كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال هذه الندوة أنه إذا لم يستقم أمر علوم الحديث والسنة في أمة فلن يستقيم أمرها أبدا.
   – وأما كلمة السيد رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة فقد رحب فيها بالسيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والسيد عميد الكلية متعددة التخصصات، والسيد المستشار بديوان سمو ولي العهد بدولة الإمارات العربية المتحدة أستاذ الأجيال الدكتور فاروق حمادة، والسادة الأساتذة المشاركين ببحوثهم في هذه الندوة، وجميع الحاضرين من الطلبة والباحثين ومختلف المهتمين من شرائح المجتمع المدني. كما قدم فيها بإيجاز  موضوعَ الندوة للسادة الحضور الفضلاء.  
   * انطلقت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ومشاركة الأساتذة: 
  * الدكتور فاروق حمادة الذي ألقى كلمة عن ابن القطان مبينا أثره العلمي فيمن جاء بعده إلى يوم الناس هذا.
    ثم الدكتور خالد الصمدي الذي سلط الضوء في عرضه على جهود المغاربة في الدراسة الموضوعية للسنة النبوية: الحافظ أبو الحسن علي بن القطان نموذجا مبرزا أهمية الاشتغال بالتفسير الموضوعي للسنة النبوية في فهمها، والاستنباط منها في واقعنا الحاضر، عارضا جهود علماء المغرب في هذا الفن، مركزا  على جهود ابن القطان الفاسي الذي استوى معه منهج الدراسة الموضوعية للسنة ونضج.
   *ثم الدكتور محمد زين العابدين رستم الذي خص عرضه للحديث عن محدث قرطبة أبي بحر سفيان بن العاص الأسدي الأندلسي (ت520هـ) وروايته للموطأ في الأندلس ذاكرا لنبذة من حياته وعنايته بالحديث وفنونه، وأثره على المدرسة الحديثية الأندلسية.  
   *ثم الدكتور جمال علال البختي الذي بيَّن سمات المدرسة العقدية الأولى بالأندلس عند أهل الفقه وأهل الحديث متعقبا الآثار العقدية في مؤلفات أهل الفنين، ومحاولا تمييز الخصوصيات المضمونية والمنهجية لدى كل اتجاه، وربط ذلك بالآليات الاجتهادية الفقهية التي طبعت البحث في العلوم وقتئذ   
   وفي الفترة المسائية انعقدت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور خالد الصمدي، وعرفت مشاركة السادة الأساتذة:
   – الدكتور بدر العمراني الذي تحدث عن الحافظ أبي العلاء إدريس العراقي الفاسي ودوره في إغناء الدرس الحديثي بالمغرب، وبين مكانته العلمية بين أقرانه، وقدم قائمة لكتبه المخطوط منها والمطبوع.
   – ثم الدكتورة منى إزعريين التي تحدثت عن الحديث الضعيف وضوابطه في المدرسة الحديثية بالمغرب والأندلس: ابن عبد البر نموذجا متناولة هذا الموضوع في ثلاث نقط : التعريف بالحديث الضعيف – موقف محدثي الغرب الإسلامي من الحديث الضعيف وضوابط الاحتجاج به – موقف ابن عبد البر من الحديث الضعيف من خلال حديث : ” من حفظ على أمتي أربعين حديثا”.
   – ثم الدكتور محمد الطبراني الذي تكلم على معيار الموازنة في طبقات الفقهاء لعبد الملك بن حبيب الأندلسي المالكي مبينا منهج الكتاب وما يتقدم بين يدي ذلك من حديث عن بنيته، وما يستتبعه من تسديد مقاربة معيار الموازنة.
   – ثم الدكتور توفيق الغلبزوري وكان موضوع عرضه حول قضية تطور علم الحديث بالمغرب والأندلس إلى العصر الحاضر، وجهود العلامة المحدث الدكتور إبراهيم بن الصديق الغماري متناولا تواليفه وأبحاثه التي توزعت على ثلاثة فنون : علم الجرح والتعديل وتاريخ الرجال، علم علل الحديث، علم مصطلح الحديث . 
   وانعقدت الجلسة الثالثة صباح اليوم الثاني من يومي الندوة برئاسة الدكتور محمد زين العابدين رستم، وشهدت مشاركة السادة الأساتذة: 
   – الدكتور محمد السرار الذي بيّن من خلال عرضه ملامح الهوية العلمية لابن القطان من خلال كتبه، وحصر هذه الملامح في سبعة : سعة الاطلاع – دقة الترتيب – رهافة الحس النقدي – الحيدة عن التقليد – تنكب الانغماس في فضول العلم وملحه – تنوع الثقافة – حسن العبارة.
   – ثم الدكتور إدريس الصمدي الذي كان موضوع عرضه حول ابن القطان: المحدث الحافظ المجتهد من خلال كتابه النظر في أحكام النظر مبرزا أهمية هذا الكتاب الذي اعتمده المحدثون والفقهاء من بعده في القضايا المتعلقة بالنظر بحاسة البصر.
   ثم الدكتور خالد مدرك الذي أفرد بحثه لبيان منهج ابن القطان الاستقرائي من خلال إجماعاته في مسائل الإيمان واقفا على جانب من جوانب المعرفة عند علم محدث من بلاد المغرب من خلال منهجه الاستقرائي الذي ظهر في جمع مسائل أصولية تقيم أصل الإيمان على دليل الإجماع.
    – ثم الدكتور محمد الخرشافي الذي أبرز في عرضه مكانة ابن القطان المحدث العلمية مسلطا الضوء على شيوخه وتلامذته ومؤلفاته وثناء العلماء عليه ونقولهم عنه وقبولهم لترجيحاته.
   – ثم الأستاذة رقية آيت الدوش التي عرضت وناقشت نقول الزركشي عن ابن القطان في كتابه النكت متحدثة عن كتابي ابن الصلاح وابن القطان  والنكت على ابن الصلاح للزركشي وبعض القضايا التي نقل فيها الزركشي رأي ابن القطان. 
   وفي اليوم نفسه انعقدت مساءً الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور محمد السرار، وعرفت مشاركة السادة الأساتذة:
   – الدكتور أحمد الخياطي وكان موضوع عرضه حول الإمام ابن القطان ونقد الرواة من خلال لسان الميزان مبرزا معنى النقد لغة واصطلاحا وصفات الناقد الناجح، مع التركيز على بيان الصفة الغالبة على نقد ابن القطان موضحا لها بنماذج تطبيقية.
    – ثم الدكتور محمد بن كيران الذي تساءل عن المشروع الحديثي لابن القطان راميا من وراء هذا التساؤل إلقاء الضوء على المرتكزات الأساسية لهذا المشروع المتكامل، ومن أبرزها : التجديد – التحقيق – التوثيق – التدقيق .
   – ثم الدكتور عبد اللطيف الجيلاني الذي تحدث عن الحافظ الناقد أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي المنتجيلي باعتباره من رواد المدرسة الحديثية بالأندلس مبينا قيمة “كتابه التاريخ ومعرفة المحدثين” وهو كتاب كبير حظي باهتمام النقاد بالمشرق كابن دقيق العيد، والذهبي، وابن حجر.
   – ثم الدكتور بوشعيب شبون الذي جمع مصادر ابن القطان وبخاصة الكتب الحديثية المغربية مبينا ذلك في محورين : المصادر الحديثية التي اعتمدها ابن القطان في مؤلفاته – الكتب الحديثية المغربية التي اعتمدها ابن القطان.
   – ثم الدكتور محمد ناصيري وكان موضوع بحثه حول أثر منهج ابن القطان النقدي فيمن بعده: دراسة تحليلية لتعقبات العلماء له نموذجا مبرزا مجالات هذا التعقب وموضوعاته وخصائصه وأثره في علم الحديث، ومراتب أهم المعقبين في علم الحديث وفقهه.  
 وتلت هذه الجلسة مباشرة الجلسة الختامية حيث تلا الدكتور بدر العمراني البيان الختامي الذي 
تضمن قراءة التوصيات، وسُلمت فيها الشواهد التقديرية للأساتذة المشاركين في الندوة من قبل الدكتور محمد العلمي، وكان مسك ختامها قراءة آيات من القرآن العظيم والدعاء لأمير المؤمنين حامي حمى الدين والوطن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.  
   هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة قد تخللها معرض لإصدارات الرابطة المحمدية للعلماء.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق