الرابطة المحمدية للعلماء

منتدى السلم بأبوظبي يدعو في بيانه الختامي إلى تضافر جهود علماء الأمة لمحاربة التطرف

دعا البيان الختامي للملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي اختتمت أشغاله يوم 13 دجنبر الجاري، بأبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، إلى تأسيس مرصد دولي للإسلاموفوبيا وأنواع الكراهية يكون منبرا للدراسة العلمية لأسبابها ومظاهرها وقوة اقتراحية لسبل التصدي لها والتوعية بمخاطرها”.

وأوصى المشاركون في المنتدى، المنعقد في الفترة الممتدة مابين -24 ربيع الأول 1439 هـ/ 11-13 ديسمبر 2017م، بضرورة تنظيم ملتقيات جامعة على الصعيد الدولي لمؤسسات التواصل والحوار بين الديانات والثقافات لتقويم المنجزات وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود، بالإضافة الى تأسيس برامج علمية ومنح دراسية لتشجيع التعارف وتبادل الخبرات بين أقسام الدراسات الشرعية في جامعات العالم الإسلامي والجامعات المعنية بتدريس الأديان في الغرب”.

المنتدى أكد من جهة أخرى على أهمية تخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات الإسلامية والإنسانية والاجتماعية في موضوعات التعايش والتعارف”، مبرزا أن ” وسائل تعزيز السلم التي يتبناها في المجتمعات المسلمة هي نفسُ الوسائل التي تنشر السلم في كل المجتمعات الإنسانية، لأن منغصات السلم وعوائقه واحدة في كل مكان، وهي جزء من ظاهرة الرُّهاب والخوف من الإسلام”.

وبعد أن شدد ذات البيان الختامي على أن المنتدى لا يدعي الوصاية على مواطني الدول الأخرى فيما يلجئون إليه من الوسائل القانونية المتاحة لهم للتصدي لخطاب العنف والكراهية ولنيل حقوقهم، من منطلق أن لكل سياق خصوصيته ولكل مجتمع تنزيلاته الملائمة لأطر نظامه العامّ”، أوضح أن ” علاج ظاهرة الخوف من الإسلام يمكن مقاربته من خلال إعادة ترتيب البيت الإسلامي من خلال إبراز المناهج الصحيحة والمآخذ السليمة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة”.

واعتبر المشاركون في منتدى السلم على أن الحوار مع الآخر مدخل أساسي لعلاج ظاهرة الخوف من الإسلام، باعتبار أن كل المجتمعات صارت خليطا من الأجناس والأعراق والأديان واللغات، الذي ينبغي أن يكون محفزا على العمل الإيجابي والتعارف والتعايش”، مبرزين أيضا ضرورة التحالف مع أولي بقية من أهل الأديان ومحبي الإنسان من أجل تعزيز روح السلام في العالم وتسهيل سلوك طريق العدالة والخير ومعالجة المظالم والمظلوميات، انطلاقا من القيم المستوحاة من الأديان وهي :التسامح، وقبول الاختلاف والتعددية، والحوار والتواصل”.

وفي هذا الصدد، أجمع المشاركون على ضرورة إشاعة قيم السلم والتعايش والمحبة بين الأديان وبين بني الإنسان في مختلف منابر التأثير والتنشئة وخاصة تلك الموجهة إلى الطفولة والشباب، مع مزيد عناية بالجوانب الرمزية والإبداعية وبشبكات التواصل الاجتماعي لسهولة استعمالها واتساع نطاقها وفاعليتها”، لافتين النظر الى أهمية مراجعة المناهج الدراسية في المجتمعات المسلمة في ضوء قيم الإسلام الأصيلة بما تضمنته من تسامح واحترام لبقية الأديان والثقافات وحث على حسن المعاملة مع معتنقيها وبما تختزنه التجربة التاريخية للمجتمعات المسلمة في هذا المجال من ثراء وعطاء”.

وعرف منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي اختار لملتقاه السنوي الرابع موضوع ” السلم العالمي والخوف من الإسلام: قطع الطريق أمام التطرف”، مشاركة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الامين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى جانب ثلة من العلماء والباحثين المغاربة.

ونظم المنتدى تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزيرالخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعرف مشاركة حوالي 700 مشارك من بلدان العالم المختلفة من علماء ومفتين وقادة دينيين ومفكرين وباحثين وإعلاميين،مع حضور وازن لصفوة من الوزراء ومسؤولي وممثلي منظمات دولية وإسلامية؛ برئاسة وإشراف مباشر من معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.

وتناول المشاركون في هذا الملتقى موضوع الخوف من الإسلام من زاوية تأثيره على السلم العالمي في سياق دولي يطبعه الاضطراب والاحتراب، كما تدارسوا أيضا بالدراسة والتحليل أسباب الظاهرة وخطورتها وآثارها على السلم الاجتماعي والدولي”، مبينين في المقابل الرؤية الإسلامية الصحيحة للسلم العالمي المنسجمة مع مقاصد الدين وكلياته والمعززة بالتجربة التاريخية المتفردة في مجال التعارف والتعايش.

وخلال أيام المنتدى قدم المؤتمرون رؤى استشرافية لمسارات التعارف والتضامن بين المسلمين وغيرهم وتجارب رائدة في هذا المجال كقافلة السلام الأمريكية التي احتضنها منتدى تعزيز السلم في أبو ظبي والرباط هذه السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق