وحدة الإحياء

مقاربات علمية وحقوقية حول مكانة الطفولة في الأديان

فبراير 29, 2008

 نظمت الرابطة المحمدية للعلماء بتعاون مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، والسفارة الكندية بالرباط، ندوة علمية تواصلية يوم الجمعة 21 صفر 1429ﻫ الموافق لـ29 فبراير 2008م بالرباط، وذلك بمشاركة باحثين من داخل المغرب وخارجه، وبإسهام متميز للعديد من فعاليات المجتمع المدني المهتمة بموضوع الطفولة، وفي مقدمتها “الطفولة الشعبية” وبرلمان الطفل؛ حيث كان حضور الأطفال وتفاعلهم ومشاركتهم الفعلية من أبرز المكتسبات التي حققتها هذه الندوة التي أدارت جلستها الرئيسية الطفلة هند البتوبي عن برلمان الطفل، ولتقريب القارئ الكريم من أهم ما أثير فيها من أفكار وقضايا وإشكالات نقدم هذا التقرير.

اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل: العالمية لا تلغي الخصوصية

أبرز الأستاذ سعيد راجي، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، في مداخلته كيف أن “اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل” تندرج ضمن ما تراكم في الحقل الحقوقي من أدبيات ومتون مرتكزة على قاعدة فكرية ذات اتجاهات فلسفية وأخلاقية محددة. وتشكل هذه الاتفاقية أول اتفاقية في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان تقدم أجوبة عملية لإشكالية التوفيق والمواءمة بين العالمية والخصوصية؛ وذلك بتحقيقها لتعايش ثقافي وفكري وقيمي لمختلف الديانات السماوية من جهة، وباقي المرجعيات الوضعية من جهة أخرى..

ومن أبرز ملامح هذا التعايش، التي حرص المتدخل على إبرازها، إقرار المادة 20/3 من “اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل” لنظام الكفالة الوارد في القانون الإسلامي أو التبني عند الضرورة، بل ولقد عملت الاتفاقية على ترجيح وإعطاء الأولوية للكفالة ولم تورد التبني إلا عند الضرورة. كما أقرت بذات الدرجة ديباجة الاتفاقية الأخذ بعين الاعتبار تقاليد كل شعب، وقيمه الثقافية لحماية الطفل وترعرعه ترعرعا متناسقا؛ حيث ربطت المقتضيات الواردة في المادة 14 المتعلقة بحق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين، باحترام الدول الأطراف لحقوق وواجبات الوالدين في تربية الطفل بكيفية تنسجم مع قدراته المتطورة؛ إذ أن الاتفاقية، بالمعنى السالف الذكر، تفسر مدلول القيم الخاصة لكل شعب والواردة بالديباجة، من منطلق أن البيئة الأصلية للطفل هي الضامنة بالنسبة لقيمه الدينية التي ترعرع فيها، وعلى هذا الأساس تفسر بطريقة إيجابية مقتضيات الفقرة 3 من المادة 20؛ إذ لا يجوز إخضاع الإجهار بالدين أو المعتقدات إلا للقيود التي ينص عليها القانون واللازمة لحماية السلامة العامة أو النظام أو الصحة أو الآداب العامة.

وقد استخلص، بناء على ما سبق، أن هذه الاتفاقية تعد في الآن ذاته إطارا مرجعيا نموذجيا يربط الحقوق الإنسانية بمرجعيات المعتقدات والقيم الدينية، ويربط الحقوق بالواجبات من خلال مفهوم التوازن،و يربط بين إسهامات الدول والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الطفولة تحقيقا للتكامل المنشود الذي يشجع على إعمال قيم الحوار بين الثقافات والحوارات؛ مما يجنب الإنسانية ويلات الصراعات والنزاعات ويوفر الأسباب والوسائل الكفيلة بنبذ التمييز على أساس الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين.

الإسلام يدعو إلى تحرير نفسانيات الأطفال ويحثهم على الفاعلية والإبداع..

افتتح الأستاذ أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، مداخلته بحادثة، تعد بحق، نموذجية دارت وقائعها بين الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وأرضاه، والذي يقول في هذه “الحكاية الفريدة”:

كنت يوما رديف الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا غلام, ثم سكت، ثم قال بعد هنيهة يا غلام، المرة الثانية، ثم سكت. ثم قال الثالثة: يا غلام إني معلمك كلمات: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك”. وقد أوضح عبادي كيف أن هذه الكلمات علمت هذا الغلام آنئذ أن يكون حرا، أن لا يربط نفعه ولا ضرره بإنسان، أن يعبر عن رأيه، وهذا هو الذي رصدناه، يواصل أحمد عبادي، مع عبد الله بن عباس في مجلس الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين كان الصحابة يضطربون في كيفية الجواب عن بعض الأسئلة، فكان ينطلق منبريا للإجابة في هذا المجلس المهيب الذي يتشكل من كبار الصحابة، وكانت إجابته عادة ما تكون صحيحة.

وقد أورد مثالين للتدليل على هذا المغزى؛ المثال الأول يتمثل في الشجرة النافعة، التي مثلها كمثل المسلم وهي النخلة. والمثل الثاني يتمحور حول تأويل قول الله تعالى: “إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ” قال هي نعي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر: والله يا بني لم أفهم منها إلا ما فهمت. وذلك بخلاف فهم جل كبار الصحابة الذين كانوا حاضرين. وكان يخاطبه عمر رضي الله عنه: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. فكان يقول ويصيب، الأمر الذي جعل من عبد الله بن عباس حبر الأمة؛ أي عالمها الأعظم. كل هذه المعاني جعلت الأستاذ أحمد عبادي يستخلص أن هذه الحادثة الأنموذجية تستبطن رسالة تحرير نفسانيات الأعماق بالنسبة للأطفال من خلال تعليمهم الحرية، وحثهم للتعبير عن آرائهم والإفصاح عن ذواتهم..

أكثر من ذلك فقد كشف كيف أن هذا الأمر أمسى شيئا مسلما ومعروفا، وبدأ يعمل به في كبريات الشركات العابرة للقارات؛ لأن الطفل لا تكون عنده العوائق الإبستيمولوجية التي تحول دونه ودون إيصال الأشياء على ما هي عليه، في حين أن الإنسان ما أن يكبر حتى تنمو معه مجموعة من “الأفاتارات” (Les avatars)؛ أي الأقنعة النفسانية، ويصبح عاجزا عن التعبير على الأشياء على ما هي عليه.

ولذلك، يسجل الأستاذ أحمد عبادي، أن في بعض مجالس إدارة كبريات الشركات العالمية هناك أطفال بصفة دائمة؛ بحيث لا يواجهون بدعوى قلة التجربة أو صغر السن، وإنما يستفاد بحكمة صفائهم المتسامية التي لا تحول دونها هذه العوائق الإبستيمولوجية.

وفي هذا السياق فقد اعتبر أن العمل الجليل الذي تقوم به مؤسسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، والذي تقوم به منظمة اليونيسف، والذي نرى اليوم سفارة كندا مشكورة قد انضمت إليه. والذي قد تشرفت، أيضا، الرابطة المحمدية للعلماء للمشاركة فيه، يندمج في هذا السياق الذي يستبصر بثلاثة مقتضيات عالمية لا يمكن تجاهلها؛ المقتضى الأول أن هذا الكون قد أصبح قرية صغيرة. المقتضى الثاني أن الإيقاع الذي تسير بهذه القرية وتبحر به في فضاءات المكان وفي فضاءات الزمان إيقاع سريع… وحين ننظر، مع أحمد عبادي، إلى المقتضى المؤطر لهذين المقتضيين الأولين فسوف نجد أن هذا المقتضى ليس شيئا آخر غير المفهوم الجديد الذي أصبح لحقوق الإنسان؛ حيث إن حقوق الإنسان اليوم لم تعد منفصلة عن الواجبات؛ فإذا كان الجيل الأول والجيل الثاني من الحقوق فيهما هذا الصفاء الحقوقي الذي جاء نتيجة نضالات المنظمات والجمعيات الحقوقية في العالم، فإن الجيل الثالث من حقوق الإنسان قد اندمج وتضافر فيه مفهوم الواجب، بحيث لا يمكن، ونحن في القرن الحادي والعشرين، الكلام عن الحقوق في معزل عن الواجبات.

هذه المقاربة المؤطرة للمقتضى الأول والثاني؛ القرية الصغيرة والإيقاع المتسارع الذي يستدعي الشراكة التامة للأطفال، هذا المقتضى الثالث سوف يزودنا، كما يشرح ذلك عبادي، بمجموعة من البراديغمات التي سوف تؤطر تعاملنا مع طفولتنا؛ فتعاملنا مع الطفولة سوف لن يبقى الآن، في ظل هذه المنظومة ذات المقتضيات الثلاثة، ذلكم التعامل المتعالي الذي ينطوي تواضعا وينحني رحمة نحو الطفل من أجل أن يعطيه ويفيض عليه من حكمته.. سوف يصبح تعاملا آخر فيه من الاستقامة ومن الاحترام، ومن الرجاء للاستمرار في تغذية الأمل، وفيه أيضا التزويد بمعارف لكي يوصل هذا الجيل إلى حيث نحن ويتجاوز ما نحن عليه…

وفي ختام مداخلته قال عبادي: “نريد أن نشكل مستقبلنا معا، وأن يؤسس هذا المستقبل بأحلام أطفالنا كما يؤسس بأحلام الأجيال الأخرى، لكي تكون لوحته لوحة لا ينتهي فيها النقش أبدا، ولا ينتهي فيها وضع هذه الألوان المائية والزيتية الأرجوانية أبدا، بل هو رسم ونقش مستدام نحو غد أفضل إن شاء الله”.

فهم “الآخر” شرط لازم لإرساء أسس عالم مطبوع بالتعددية والتكامل..

 استهل جيلي تاسي (Gillet Tassé)، ممثل السفارة الكندية بالمغرب، كلمته بالتذكير أن المغرب وكندا تربطهما علاقات متميزة على المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية، تعود إلى حوالي أربعين سنة، وهي علاقات تتعزز سنة بعد أخرى. وأن الجالية المغربية بكندا (60 ألف) تلعب دورا حاسما للتقريب بين البلدين، وفي مقدمتهم آلاف الطلبة المغاربة الذين يدرسون في مختلف الأسلاك التعليمية.

كما أكد أن فهم الإسلام في اللحظة الراهنة أمسى أمرا بالغ الأهمية، كاشفا أن عدد المسلمين قد تضاعف ببلاده خلال عشر سنوات الأخيرة.. واعتبر أن احترام الآخرين كما هم، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو اللغوية أو الإيديولوجية أو المهنية، من شأنه أن يرسي أسس عالم مطبوع بالتعددية والتكامل..

الدين والطفل: من أجل تربية إنسانية مستدامة..

انطلق باتريس برودور في مداخلته من كشف الاختلالات التي باتت تخترق النظام الدولي، وما ينتج عنها من ضمور لقيم العدالة. بعد ذلك انتقل للوقوف على مضامين الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل مستعرضا مبادئها ومحدداتها.. ومشددا على أهمية التفاعل بين ثقافة حقوق الإنسان في بعدها الدولي ومختلف الأديان في أفق خلق فضاءات للحوار والتواصل..

وفي هذا السياق، عبر عن مخاوفه من أن يتم توظيف واستغلال للنصوص المقدسة بناء على منطلقات ورهانات مختلفة بل ومتناقضة؛ من قبيل استعمال النص الديني لتبرير بعض المواقف والسلوكيات (كتبرير تعنيف الأطفال)، حيث دهب إلى حد التساؤل عن مدى إمكانية تمكين الأطفال من حق تأويل النصوص المقدسة.

وفي إطار النقد الذاتي، أبرز (باتريس برودر)، بصفته مسيحيا كاثوليكيا، كيف أن الهيراركية أو التراتبية الكاثوليكية لم تتعامل مع الأطفال التعامل اللائق بهم، كاشفا ما يتعرضون له من استغلال جنسي.. كما انتقد النظام الأبوي، وكذا ظاهرة تفضيل الذكور على الإناث، وما يتصل بذلك من اختلال على صعيد قيم العدالة والمساواة والمشاركة.. ليتساءل عن مدى إمكانية بلورة إطار تربوي تواصلي، حواري من الناحية البيداغوجية؟

بعد ذلك، أوضح أن مشكلة المساواة بين الثقافات المكتوبة (الرسمية) والثقافات الشفوية (الأهلية) على مستوى الأشخاص، فيما يتصل باحترام مختلف رؤى العالم (Visions du Monde) تفرض علينا أن نجترح حلولا لا يمكن أن تكون متطابقة نظرا لاختلاف التجارب والسياقات؛ الأمر الذي يستوجب مراعاة أكبر قدر من المرونة في تصور وصياغة الحلول المختلفة.. ليصل إلى إثارة مسألة المشاركة عموما، والمشاركة في صلتها بالمسألة التربوية على وجه الخصوص؛ حيث نبه إلى ضرورة العمل من خلال جميع الأنظمة التربوية وعلى جميع المستويات، سعيا لتنمية مسار المشاركة من قبيل العمل ضمن مؤسسة ديمقراطية على غرار تجربة برلمان الطفل بالمغرب، وهي التجربة التي دعا الأستاذ باتريس إلى استلهامها نظرا لغيابها ببلده كندا.. وفي صلة بمسألة المشاركة، في بعدها البيداغوجي، تساءل عن مدى إمكانية تبلور أشكال بيداغوجية جديدة تعتمد الأسلوب التفاعلي الذي لا ينظر إلى الطفل باعتباره مجردَ وعاء لتلقي المعرفة بشكل جاهز.. كاشفا كيف أن هناك مسلسلا كاملا من التفاعلات التي تتبلور في سياق التطور الروحي والثقافي للطفل، بحيث يمكن في النهاية استبطان والحفاظ على الأشياء الأكثر أهمية في هذا الإطار.

غير أن الأكثر أهمية من كل هذا هو معرفة ما هي المواهب الحقيقية الخاصة بكل طفل؛ إذ كم من الأطفال يضطرون، سواء بفعل توجيه آبائهم أو الضغوط الاجتماعي، إلى اختيار توجهات علمية ووظيفية لا تنسجم مع مواهبهم ورغباتهم الحقيقية. الأمر الذي يترتب عليه، في أغلب الأحيان، هدر على صعيد الموارد والمردودية بفعل عدم مراعاة الانسجام بين هذه الاختيارات والمواهب والقدرات الصميمة للأشخاص..

وهنا يشدد المتدخل على أهمية وفاعلية اعتماد بيداغوجية تفاعلية تسعفنا في الوقوف على المواهب والقدرات الحقيقية لكل شخص، كما ستمكننا من توجيهها التوجيه الصحيح، وهنا أيضا يبرز الدور المحدد للأستاذ في مرافقة الطفل واستكشاف وتنمية وتوجيه مواهبه وقدراته الحقيقية..

يرصد باتريس وجود مشكلة توجيه حقيقية تتجلى في وجود طلبة وصلوا إلى السلك الجامعي الأول دون أن يتبين لديهم ما يريدون بالتحديد. مؤكدا أن الكبار، من خلال الطريقة التي يعيدون بها إنتاج البنيات الاجتماعية، لا يتحملون مسؤوليتهم في هذا الإطار.. فإذا كنا نؤمن بحكمة الخلق الإلهي، فلا شك، يضيف باتريس، أن هناك تعددية على صعيد المواهب تسفر، لا محالة، عن تكاملها..

فإلى جانب ضرورة الوعي باحتياجات السوق، يجب الربط بين هذه الضرورة وبين متطلبات تعددية المواهب، وهو ما يشكل تحديا حقيقيا لا يمكن تجاوزه إلا من خلال ما أسماه بـ “التربية الإنسانية المستدامة” (Education humaine durable)على غرار التنمية “الاقتصادية المستدامة”؛ فهي تربية إنسانية مستدامة لأنها تذهب إلى جوهر ما يشكل عنصر خصوصية وتميز مواهب كل شخص.

وبعد أن أشار الباحث إلى أن مستقبلنا الجماعي بات يعاني من ضعف الاستثمار في أغلى ثروة في هذا العالم، (يقصد الاستثمار في تعليم الشباب والأطفال) من منطلق أن الشباب لا يجسدون مستقبل مجتمعاتهم فحسب، وإنما حاضرها أيضا، كما أن الأطفال ليسوا أقل مكانة من الكبار؛ فرغم تبعيتهم المادية للكبار إلا أنهم عادة ما يلهمونهم ويمدونهم بالتوازن المطلوب في خضم الحياة وإكراهاتها.. كما أنهم يتمتعون بمساواة كاملة مع الكبار، على الأقل، من الناحية الروحية..

وفي إطار تبادل التجارب والخبرات قدم الأستاذ باتريس نموذجا حول المشاركة والتربية من كندا، وعيا منه بعدم وجود مثيل له بالمغرب، مثلما أن كندا لا تتوافر على نموذج للمرصد الوطني لحقوق الطفل، ولا لبرلمان الطفل.. وهو برنامج بعنوان “الأخلاق والثقافة الدينية” (Ethique et Cultures religieuses) سيبدأ مع بداية سبتمبر 2008 المقبل بعد أن خضع لمرحلة تجريبية، إذ سوف يبدأ من السنة الأولى ابتدائي إلى نهاية المرحلة الإعدادية. ويندرج هذا البرنامج في إطار مقاربة تقوم على الاعتماد المتبادل (Interdépendance) وعلى التكامل بين رؤى العالم، وعلى التعددية..

وقد حدد أهداف هذا البرنامج في:
– أوليات حول الأخلاق، من منطلق أن الأخلاق توجد في كل الأديان، وفي كل الثقافات، وفي كل الإيديولوجيات، وذلك سعيا لرصد المحددات التي من شأنها أن تسعف في أخذ قرارات أخلاقية سليمة..
– تكوين الأطفال حول مختلف رؤى العالم من خلال تلقي معطيات أساسية حول مختلف التقاليد الدينية والغير الدينية؛ الأمر الذي سوف يؤدي، على المدى البعيد، للقضاء على الصدام الناتج عن الجهل المتبادل بـ “الآخر” (choc des ignorances) الذي يغذي الرؤى النمطية السلبية..
ـ تنمية المهارات الحوارية والتواصلية..
وقد ختم مداخلته بمقولة بودية جاء فيها: “نتعلم كثيرا من آبائنا، نتعلم أكثر من أساتذتنا، لكن نتعلم أكثر بكثير من طلابنا، وأنا أضيف من أطفالنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق