مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مشاركة مغربية في ندوة: “شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن الرسالة” بالمدينة المنورة

ضمن فعاليات الندوة العلمية والأدبية ” شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن الرسالة”؛ التي قامت بتنظيمها دارة الملك عبد العزيز، بمناسبة الاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2013م، خلال الفترة ما بين : 27-29   ربيع الأول 1435هـ / 28 – 30 يناير2014م ؛ شارك فيها عشرون باحثا وباحثة من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية، احتضنتها قاعة المؤتمرات، بجامعة طيبة بالمدينة المنورة .
 وقد عرفت الندوة، مشاركة مغربية وازنة؛ مثلها ثلاثة من أدباء مدينة تطوان، وهم: الدكتور حسن الوراكلي، والدكتور محمد المعلمي، والدكتور محمد الحافظ الروسي.
وتفضل الأستاذ الدكتور محمد المعلمي بتقديم  دراسة أدبية بعنوان: (قيم روح الدين في شعر شاعر خير المرسلين/ حسان بن ثابت).
 ولقد عُرف حسان بن ثابت بصفته شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب البيت السائر:
                وإن أشعر بيت أنت قائله      بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وهذا البيت يعد مفتاح شعره، الذي كان لسانا صادقا، وصوتا مبشرا بقيم روح الدين الإسلامي .
 ومن خلال قراءة فاحصة لديوانه نجد شعره زاخرا بقيم تمثل رحيق ديننا الحنيف .
 وهذه القيم هي :
– الحق .
– الصدق .
– الوفاء .
ونظرا لقيمة هذه القيم التي بشر بها الإسلام، وعلى هديها ربى المصطفى صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام، وبلبناتها شيد المسلمون صرح الحضارة الإسلامية – يقول المحاضر د.محمد المعلمي – تسعى هذه المساهمة – في سياق إذكاء جذوتها – إلى تجليتها في صورتها الشعرية التي رسمتها قريحة حسان بن ثابت بألوان انصهرت فيها القيم المذكورة آنفا، وذلك عبر ثلاثة مستويات :
 أولها : في علاقته المباشرة بالرسول الكريم، مدحا ورثاء .
ثانيها : في صِلاته بصحابة الرسول الأخيار وشهداء الدعوة، مدحا ورثاء.
ثالثها : في رده على المشركين والجاحدين .
وقد نزع البحث تلقاء تأصيل إسلامي لمفهوم القيم داخل حرم الشعر، يقينا منه أن استثمار القيم التي يحفل بها شعرنا الإسلامي يعد مدخلا مباركا يعيد له حضوره وتأثيره في واقعنا الراهن الذي خبت فيه جذوة القيم .
 كما عمد إلى اجتراح منهج مكنه من النظر إلى أغراض المدح والرثاء والهجاء في شعر حسان نظرة جديدة، مكنته من اكتشاف جواهر القيم الكامنة في نصوصه، التي صاغها في شكل قصائد كان لها تأثيرها في نفوس سامعيها، والتي منها قوله مادحا نبيه وبما جاء به (ص) :
                       شَقَّ لَهُ مِنِ اسمه كَي يُجِلَّهُ*** فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ*** مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً*** يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً*** وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي*** بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا*** سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ
لَكَ الخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ*** فَإِيّاكَ نَستَهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ
         لِأَنَّ ثَوابَ اللَهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ*** جِنانٌ مِنَ الفِردَوسِ فيها يُخَلَّدُ
وحب الحصيد في البحث؛ كما أشار الدكتور محمد المعلمي، يتجلى في عنصرين هما :
– إن تناول شعرنا الإسلامي عبر مدخل القيم، يرسخ محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفوس الناس كافة .
– إن بلاغة الصدق التي ميزت شعر حسان في تبليغ قيم الإسلام الخالدة، تمثل الأنموذج لكل الشعراء المؤمنين بقيم رسالة الإسلام على مر العصور، مهما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال .
وجدير بالذكر أن الندوة، هدفت إلى دراسة أثر القرآن الكريم، والسنة النبوية، في مضامين شعر الصحابة وأساليبهم؛ لما لشعر الصحابة الكرام رضي الله عنهم من أهمية كبيرة في الدفاع عن الإسلام ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وخرجت الندوة في ختام أعمالها، بتوصية أن يتم تجميع شعر الصحابة في موسوعة خاصة تحت مسمى “شعر الصحابة ”  .
إعداد الباحث: العربي الرباحي

ضمن فعاليات الندوة العلمية والأدبية ” شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن الرسالة”؛ التي قامت بتنظيمها دارة الملك عبد العزيز، بمناسبة الاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2013م، خلال الفترة ما بين : 27-29   ربيع الأول 1435هـ / 28 – 30 يناير2014م ؛ شارك فيها عشرون باحثا وباحثة من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية، احتضنتها قاعة المؤتمرات، بجامعة طيبة بالمدينة المنورة . 

 وقد عرفت الندوة، مشاركة مغربية وازنة؛ مثلها ثلاثة من أدباء مدينة تطوان، وهم: الدكتور حسن الوراكلي، والدكتور محمد المعلمي، والدكتور محمد الحافظ الروسي.

وتفضل الأستاذ الدكتور محمد المعلمي بتقديم  دراسة أدبية بعنوان: (قيم روح الدين في شعر شاعر خير المرسلين/ حسان بن ثابت).

ولقد عُرف حسان بن ثابت بصفته شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب البيت السائر:

وإن أشعر بيت أنت قائله      بيت يقال إذا أنشدته صدقا

وهذا البيت يعد مفتاح شعره، الذي كان لسانا صادقا، وصوتا مبشرا بقيم روح الدين الإسلامي.

ومن خلال قراءة فاحصة لديوانه نجد شعره زاخرا بقيم تمثل رحيق ديننا الحنيف .

وهذه القيم هي :

– الحق .

– الصدق .

– الوفاء .

ونظرا لقيمة هذه القيم التي بشر بها الإسلام، وعلى هديها ربى المصطفى صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام، وبلبناتها شيد المسلمون صرح الحضارة الإسلامية – يقول المحاضر د.محمد المعلمي – تسعى هذه المساهمة – في سياق إذكاء جذوتها – إلى تجليتها في صورتها الشعرية التي رسمتها قريحة حسان بن ثابت بألوان انصهرت فيها القيم المذكورة آنفا، وذلك عبر ثلاثة مستويات :

أولها : في علاقته المباشرة بالرسول الكريم، مدحا ورثاء .

ثانيها : في صِلاته بصحابة الرسول الأخيار وشهداء الدعوة، مدحا ورثاء.

ثالثها : في رده على المشركين والجاحدين .

وقد نزع البحث تلقاء تأصيل إسلامي لمفهوم القيم داخل حرم الشعر، يقينا منه أن استثمار القيم التي يحفل بها شعرنا الإسلامي يعد مدخلا مباركا يعيد له حضوره وتأثيره في واقعنا الراهن الذي خبت فيه جذوة القيم .

كما عمد إلى اجتراح منهج مكنه من النظر إلى أغراض المدح والرثاء والهجاء في شعر حسان نظرة جديدة، مكنته من اكتشاف جواهر القيم الكامنة في نصوصه، التي صاغها في شكل قصائد كان لها تأثيرها في نفوس سامعيها، والتي منها قوله مادحا نبيه وبما جاء به (ص) :

شَقَّ لَـــهُ مِنِ اسمـــه كَـــــي يُجِلَّــــهُ*** فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّــــــــدُ

نَبِيٌّ أَتــانـــا بَعـــــدَ يَـــــأسٍ وَفَتــــرَةٍ*** مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ

فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِيــــــــاً*** يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيــــــلُ المُهَنَّـــــــدُ

وَأَنذَرَنا نــــاراً وَبَشَّــــــرَ جَنَّـــــــــــةً*** وَعَلَّمَنـا الإِســـــلامَ فَـــاللَهَ نَحمَـــــــــدُ

وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخــــالِقــــــــي*** بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَــــــــدُ

تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا*** سِواكَ إِلَهـــــاً أَنتَ أَعلــــى وَأَمجَــــدُ

لَكَ الخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّـــــــهُ*** فَإِيّاكَ نَستَهــــدي وَإِيّــــــاكَ نَعبُــــــدُ

 لِأَنَّ ثَــــــوابَ اللَهِ كُــــــلَّ مُوَحِّـــــــــدٍ*** جِنانٌ مِنَ الفِردَوسِ فيهـــا يُخَلَّـــــدُ

وحب الحصيد في البحث؛ كما أشار الدكتور محمد المعلمي، يتجلى في عنصرين هما :

– إن تناول شعرنا الإسلامي عبر مدخل القيم، يرسخ محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفوس الناس كافة .

– إن بلاغة الصدق التي ميزت شعر حسان في تبليغ قيم الإسلام الخالدة، تمثل الأنموذج لكل الشعراء المؤمنين بقيم رسالة الإسلام على مر العصور، مهما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال .

وجدير بالذكر أن الندوة، هدفت إلى دراسة أثر القرآن الكريم، والسنة النبوية، في مضامين شعر الصحابة وأساليبهم؛ لما لشعر الصحابة الكرام رضي الله عنهم من أهمية كبيرة في الدفاع عن الإسلام ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم .

وخرجت الندوة في ختام أعمالها، بتوصية أن يتم تجميع شعر الصحابة في موسوعة خاصة تحت مسمى “شعر الصحابة ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق