الرابطة المحمدية للعلماء

مركز “تعارف” ينظم ندوة دولية في موضوع ” التعارف في ضوء العلاقات بين الأديان”

فبراير 18, 2016

نظم “مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان”، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، يوم الأربعاء24 فبراير 2016، بالرباط، ندوة دولية في موضوع ” التعارف في ضوء العلاقات بين الأديان”، في أول نشاط علمي ينظمه المركز منذ الإعلان عن تأسيسه يوم 18 فبراير 2016.

وفي كلمتها الافتتاحية لأشغال هذه الندوة، أكدت أسماء لمرابط، رئيسة “مركز الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام” أن “الاضطرابات التي يعرفها العالم تقتضي إيجاد القواسم المشتركة بين البشرية، وتعزيز الحوار والتعايش، لمواجهة خطاب العنف الذي تغذّيه الإيديولوجيات المتطرفة”.

أسماء لمرابط دعت إلى نشر وتعميم الرسائل الدينية انطلاقا من القيم المشتركة، مشددة على ضرورة إنتاج مفهوم جديد للاعتراف الديني المتبادل لمقاومة إستراتيجية القطيعة التي ينهجها ويروج لها المتطرفون، والخروج من منطق الصراع والمواجهة إلى منطق التعايش والحوار المتبادل”.

لمرابط دعت إلى إنتاج مفهوم جديد للاعتراف الديني المتبادل، والتصدي للفكر المتطرف، وترسيخ التضامن الإنساني، مشيرة إلى أن ” المتغيرات الجيوإستراتيجية والصراعات التي يعرفها عالم اليوم تحتم علينا إيجاد المعنى المشترك، والقيم الروحية السامية بما يخدم المشترك الإنساني “.

من جانبها أوضحت الأستاذة عائشة حدو، رئيسة “مركز تعارف للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان”، أن تأسيس المركز يدخل في إطار التحول العميق الذي يعرفه المغرب تحت القيادة النيرة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشيرة إلى أن ” المعرفة المتبادلة والعمل المشترك من بين أهداف المركز الجديد”.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن ” الأديان توجد اليوم في قلب الأحداث والتطورات التي يعرفها العصر، مؤكدة أن “معرفة النصوص الدينية أضحى أمرا ضروريا لدرء التفسيرات الخاطئة وكلما يترتب عنها، وتطوير معرفة المجتمعات، والعيش جميعا في إطار من الاحترام المتبادل”.

سفيرة دولة كندا في المغرب السيدة “نتالي دوبي”، أكدت على أهمية التنوع العالمي فرصة لاغناء انسانيتنا، ومحاربة التطرف والعنف، مشيرة إلى أن ” كندا تستعمل على تقديم الدعم اللازم للنهوض بهذا المجال”.

ودعت “نتالي دوبي” إلى التركيز على القيم المشتركة، الدينية والثقافية، لمدّ جسور الحوار بين أتباع مختلف الديانات، ومحاربة العنف والتطرف، معتبرة أن المنعطف الذي يمرّ منه العالم اليوم “يتطلب منا خلق مجتمع سلمي نتعايش فيه جميعا”.

ومن جهته، أشاد سفير الاتحاد الأوربي، “ربورت جوي”، بدور المغرب لتعزيز الحوار بين الثقافات، والوسطية والاعتدال، وتشجيع التلاقح والتبادل الثقافي، وضرورة التعايش بين جميع الأعراق والمعتقدات”.

وتوزعت أشغال هذه الندوة العلمية الدولية، التي عرفت مشاركة باحثين ورجال دين من خارج المغرب، بين ثلاث جلسات علمية، تطرقت الأولى لمفهوم التعايش والتعارف في النصوص الدينية، فيما تطرقت الجلسة الثانية لموضوع “أفق التوافق..السلم والتعارف”، لتختتم أشغال إلقاء بجلسة ختامية تطرقت للتعايش والتعارف من خلال تجارب وشهادات.

وتناول اللقاء مناقشة فكرية لمفهوم التعايش وبناء السلم الديني، من خلال ثلاث جلسات توخت تعزيز ثقافة التعارف بين الناس ذوي المعتقدات المختلفة، وتقديم أفكار حول سبل التشابك الايجابي بين الأديان في السياق المعاصر.

يشار إلى أن “مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان” سيعمل على إعداد دراسات، وأبحاث علمية في مجال الحوار بين الأديان، وربط علاقات تعاون مع منظمات ومراكز بحثية وطنية ودولية، ومع أوساط ثقافية وجمعوية، وفكرية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات وطنية ودولية حول الحوار بين الأديان.

        المحجوب داسع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق