مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

مركز أبي الحسن الأشعري يشارك في برنامج تعزيز القدرات في موضوع مكافحة التطرف

ديسمبر 13, 2021

  تواصل الرابطة المحمدية للعلماء سعيها الحثيث في تطبيق مشروع إدارة برنامج مساندة تعزيز القدرات في موضوع مكافحة الإرهاب، بشراكة مع مديرية البرنامج بكندا، وذلك بالبحث وتطوير سبل التثقيف بالنظير، مراعية تمتين دعاماته الثلاث الأساسية وهي؛ الوضوح والجاذبية والوظيفية.

وقد خصص حيزا زمنيا هاما من عمر البرنامج لنشاطين؛ رام الأول تنزيل ومطارحة بعض مخرجات هذه البحوث من خلال دورة تكوينية لفائدة المثقفين النظراء والعلماء الوسطاء بواسطة المسرح التفاعلي.  وخصص الثاني لمتابعة المشروع ابتداء من التذكير بطبيعته وأهميته وأهدافه وغاياته مرورا بتحصيل مكتسباته ووصولا إلى ترقب نتائجه على المدى القريب والمتوسط وفتح آفاقه على المدى البعيد، من خلال الملتقى الدولي للمثقفين النظراء والعلماء الوسطاء والشباب الجامعيين.

النشاط الأول: دورة تكوينية لفائدة المثقفين النظراء والعلماء الوسطاء بواسطة المسرح التفاعلي:

من بين مخرجات بحوث الرابطة في موضوع مكافحة التطرف، توظيف المسرح التفاعلي في الدور التوجيهي والتوعوي بخطورة الظاهرة، وهو المنوط بالمثقفين النظراء والعلماء الوسطاء؛ إذ أثبت المسرح التفاعلي رغم حداثة ظهوره فاعلية كبيرة في هدم الهوة بين المخاطِب والجمهور، وتحويله تدريجيا من متلقي سلبي إلى فاعل مشارك في محتوى الخطاب. فكانت هذه الدورة التكوينية المنعقدة بمقر مركز أبي الحسن الأشعري يومي 13-14 دجنبر 2012، عملا إجرائيا يساعد المثقفين النظراء على حسن الاستفادة من المسرح التفاعلي كأداة مرنة للمخاطبة والتواصل.

خصص اليوم الأول من التكوين للجانب النظري المتعلق بالتعريف بالتطرف والعوامل الاجتماعية والنفسية المؤثرة في ظهوره وانتشاره، واقتراح سبل مواجهته، بتأطير الدكتور جمال علال البختي؛ والقصد في هذا الجانب إلى معالجة موضوع التطرف في بعده الديني والعقدي؛ إذ يتخذ في معناه المتعلق بهذا البعد نمطا خاصا  للتفكير الديني المتجه نحو التصلب على قيم  ومعايير وممارسات خاصة تفرض رؤى الإقصاء المنتهية إلى العنف والإرهاب مع المخالف استنادا إلى مسوغات دينية ضد المجتمع والعالم. ويذكر الدكتور البختي أن التطرف الديني بهذا المعنى لم يكن ظاهرة حديثة، بل هو سلوك عرفته الإنسانية والمجتمعات البشرية عبر تاريخها الطويل، منطلقا من عوامل كثيرة فصّل فيها المؤطر وعدّد صور التطرف المختلفة التي اتخذتها تأثرا بها عبر الزمن، مُركزا في ذلك على أهم هذه العوامل في عصرنا وهو الجهل بالدين والتقليد الأعمى والأخذ بظاهر النصوص والجهل بمقاصد الشريعة. ويرى الدكتور سبلا كثيرة لمواجهة ظاهرة التطرف على المستوى العقدي منها: تكريس مفهوم حرية الاعتقاد، ومفهوم الإيمان باعتباره تصديقا،  ومفهوم التوبة بالتمييز بين حقوق الله وحقوق العبد، والأخذ بالقصد في الدين،  وترسيخ مفهومي الرحمة والسماحة في الدين. ومن أجل تفكيك الخطاب المتطرف اقترح المؤطر استعمال العديد من الأساليب والحجج والأفكار الدينية والعقدية منها على سبيل التمثيل؛ بناء خطاب مضاد يكون بمثابة درع إيديولوجي قائم على احترام الآخر وعلى الفكر النقدي.

وفي ختام هذا اليوم تم استثمار هذه المعلومات في أعمال ورشات قام بها المستفيدون من الدورة التكوينية.

أما اليوم الثاني من الدورة فقد خصص للجانب العملي المتمثل في تنزيل المكتسبات المعرفية حول الظاهرة إلى ممارسات عملية عبر ورشات تدريبية من خلال المسرح التفاعلي، بتأطير الأستاذ المسرحي سعيد عامل.

النشاط الثاني: الملتقى الدولي للمثقفين النظراء والعلماء الوسطاء والشباب الجامعيين:

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء يوم الأربعاء 22 دجنبر 2021 ملتقى دوليا انطلاقا من مقرها بالرباط، شارك فيه – عن بعد – مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان وعدد من المراكز الأخرى التابعة للرابطة، وبعض منظماتِ المجتمع المدني التي لها صلة بالمواضيع المقاربة في مشروع تعزيز القدرات في موضوع مكافحة الإرهاب، تم من خلاله تقديم الرؤية العامة للمشروع وإشكالياته وأهدافه ومتابعة نتائج بحث الرابطة عن السبل الناجعة لمحاربة ظاهرة التطرف خاصة المرتبطة منها بالبعد الرقمي، وتقديم تجارب الدول الأخرى المشاركة واقتراحاتها الإجرائية من أجل الهدف ذاته.

وقد شارك مركز أبي الحسن الأشعري بمداخلتين؛

الأولى: قدمها رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي، بعنوان: “تمنيع الشباب وتجنيبهم الوقوع في شرك التطرف: مجهودات مركز أبي الحسن الأشعري في الموضوع”، والمداخلة هي عبارة عن أجوبة عن التساؤلات الآتية: لماذا الحديث عن تمنيع الشباب بصفة خاصة من التطرف؟ لماذا يهتم مركز أبي الحسن الأشعري بملف التطرف عموما واستهداف الشباب خصوصا؟  ماذا قدم المركز في اتجاه مواجهة ظاهرة التطرف؟ ما هي الحلول المقترحة لتمنيع الشباب من التطرف انطلاقا من تجربة المركز؟

والمداخلة الثانية قدمها الباحث بالمركز محمد أمين السقال، قارب فيها الموضوع بأبعاده المتعددة، من زاويتين اثنتين؛ الأولى من وجه التطرف العقدي الديني، والثانية من وجه التطرف النفسي الاجتماعي، اعتمادا على الروائز  – أي المعايير والمقاييس الدقيقة – التي تُنتهج في دراسة الشخصية الإنسانية؛ وهي  التنشئة الاجتماعية، والاتجاهات الدينية والعرقية واللغوية، وتأثير الجماعة في الفرد، والعلاقة بالجمهور، وطبيعة العلاقات الاجتماعية للفرد، والرغبة في إثبات الذات، وحدود المشاركة الاجتماعية، ودراسة منسوب التوتر النفسي لدى الأفراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق