مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

مركز أبي الحسن الأشعري يستضيف الدكتور بناصر البعزاتي

ديسمبر 8, 2022

 استضاف مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، يوم الخميس 08 دجنبر 2022 الإبستمولوجي والباحث المتميز الدكتور بناصر البعزاتي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط. ويعتبر الضيف أحد أهمّ المشتغلين بالابستمولوجيا وتاريخ العلوم في المغرب، مع التشبث الصارم بضوابط البحث العلمي كما هي متعارف عليها في الدوائر الأكاديمية.

وللرجل إسهامات جادة في مجالات اشتغاله العلمي منها ما أفرده في مؤلفات مستقلة ومنها ما ضمنه في مقالات علمية محكمة، فضلا عن تنسيقه للكثير من منشورات كلية الآداب بالرباط، ومن أهم كتبه المطبوعة نذكر:

  • الاستدلال والبناء: بحث في خصائص العقلية العلمية.
  • في النهضة الحضارية في أوروبا خلال القرن الخامس عشر.
  • خصوبة المفاهيم في بناء المعرفة: دراسات إبستمولوجية.
  • الفكر العلمي والثقافة الإسلامية.

أما عن مقالاته، فهي كثيرة نعرض منها:

ـ مآل علم الكلام عند ابن حزم والباجي (ضمن: الاتجاهات الكلامية في الغرب الإسلامي).

ـ الصلة بين التمثيل والاستنباط (ضمن: التحاجج؛ طبيعته ومجالاته ووظائفه).

ـ مفهوم الاعتبار لدى ابن الهيثم (ضمن: تاريخ العلوم في الإسلام).

ـ الاستدلال: مستويات في القوة والوثاقة (ضمن: آليات الاستدلال في العلم).

وبخصوص تنسيقاته لأعمال جماعية نختار العناوين الآتية:

– التقليد والتجديد في الفكر العلمي.

– الأبنية الفكرية في الغرب الإسلامي زمن ابن خلدون.

– العلم والفكر العلمي بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط.

– العناصر الإبدالية والتيمية والأسلوبية في الفكر العلمي.

– العلم بين المحلية والكونية.

– الفكر العلمي في المغرب.

– تكوّن المعارف: دور القياس التمثيلي.

وغير ذلك من الأعمال والبحوث والمشاركات العلمية.

وقد استُهلت الجلسة العلمية بكلمة ترحيبية ألقاها منسق الجلسة ورئيس المركز الدكتور جمال علال البختي عبر فيها عن اعتزاز أعضاء المركز باستضافة الدكتور البعزاتي ومرافقيْه الدكتورة بشرى عسال (رئيسة شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد المالك السعدي بتطوان) والدكتور يوسف العماري أستاذ الفلسفة بنفس الشعبة. ثم أتبع المسير ترحيبه بافتتاح تأطيري للقاء ارتبط بمحاضرة سابقة للأستاذ البعزاتي عن “الجدل والجامعة في القرن الثاني عشر في أوروبا” ـ نظمتها شعبة الفلسفة بكلية الآداب بتطوان ـ والتي لامست قضايا وأفكار أعلام من حقل علم الكلام كالجاحظ والأشعري والجويني والرازي وابن خلدون وغيرهم. كما طرح المنسق أسئلة تتعلق بإشكالات ملحة يواجهها الباحثون اليوم في مجال العلوم الإنسانية عامة.

     وخلال كلمته تناول الضيف الكريم الدكتور بناصر البعزاتي جملة من المسائل متعلقة بالترجمة وما تحدثه من مشاكل وعوائق ابستيمولوجية، كما تعرض للحديث عما يرافق عملية تحقيق التراث (لاسيما التراث الكلامي) من عيوب وأخطاء كانت في الكثير من الأعمال سببا في صعوبة فهم النصوص الأصلية ومن ثم الاستفادة منها في عمليات القراءة والتحليل… مقدما نموذجا لذلك ببعض التحقيقات لكتب ابن رشد شوشت على فهم قضية البرهان عند فيلسوف قرطبة بين المفهوم الأرسطي والمفهوم الحديث.

ثم تطرق الدكتور البعزاتي إلى بعض المشاكل التي تعترض آفاق البحث العلمي الأكاديمي في الجامعات والمراكز البحثية في العالم العربي، مستحضرا تجاربه الشخصية مع المكتبات والخزانات الجامعية العالمية داعيا إلى ضرورة الاستفادة من الجوانب التقنية والبيداغوجية فيها توفيرا للمعلومة وتيسيرا للولوج إليها وإفادة الطلبة والباحثين.

      وتدخل الباحثون بالمركز والأساتذة الحاضرون بعد ذلك بتساؤلات وإشكالات معرفية دقيقة تتعلق بالبحوث والدراسات الكلامية وكيفية التعامل مع تراثها المخطوط والمطبوع للحفاظ على المصداقية العلمية وسلوك القواعد البحثية الموضوعية لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقضايا العقدية وبالدين الذي يعد الخلفية الروحية الموجهة للأمة.

وفي سياق النقاش حول واقع البحث العلمي تمّ استشكال مدى حضور تقاليد علمية واضحة في مجال الابستمولوجيا وتاريخ العلوم، وهو المجال الذي يمكن اعتباره مختبرا علميا يلائم طبيعة علم الكلام الاستدلالية ويمكن الإفادة منه إلى حد كبير في إعادة التأريخ لعلم الكلام وتقويم النظريات الكلامية ونقد جهازها المفهومي ومسالكها المنهجية.. وهذه غايات علمية بحتة لا تتحقق إلا في ظل تقليد علمي واضح وراسخ يؤطر اشتغال الباحثين والفاعلين في هذا الحقل وينأى بهم عن الصراعات الأيديولوجية والاعتبارات المذهبية والحسابات الشخصية.

     والواقع ـ يقول الدكتور البعزاتي تفاعلا مع هذا الإشكال ـ أننا مطالبون باقتفاء طريق التجارب ذات السبق في الممارسة العلمية كما هي مقعّد لها في الجامعات الدولية ذات التقاليد العلمية المتجذرة. وقد مثل الضيف الكريم للموضوع بمسألة المكتبة المتخصصة؛ -التي هي مادة البحث وأرضيته ـ والتي يعاني الأساتذة والباحثون كثيرا في سبيل الحصول عليها  كلٌّ بحسب تخصصه، وبدون المصادر والدراسات الجديدة يستحيل مواكبة آخر التطورات والمستجدات التي تعرفها مجالات البحث العلمي، لذلك وجبت العناية بإنشاء هاته المكتبات وتطويرها.

    ثم عاد الدكتور بناصر إلى التأكيد على أن ما سجل من ملاحظات وتقويمات على العمل البحثي في التراث الكلامي وفي العلوم الإنسانية جملة في عالمنا العربي، لا ينبغي أن يدعونا إلى التشاؤم، بل إن أي نقد نوجهه للتراث ولمنهج العمل فيه هو من أجل التصحيح وإعادة البناء وفتح الآفاق أمام التطوير والتقدم.

    واختتم اللقاء بتجديد الدعوة للأستاذ بناصر البعزاتي لإلقاء محاضرة بالمركز توجه إلى الطلبة وأهل الاختصاص، وتم الاتفاق أن يتم التنسيق في ذلك مع شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل في بداية السنة الميلادية القادمة بحول الله.

110

111

112

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق