تجدد مجلة الفطرة بالرابطة المحمدية للعلماء تواصلها مع الناشئة من خلال حرصها الكبير على انفتاح نوادي المجلة العشر على آفاق تربوية وعلمية تواكب مستجدات العصر ومتطلباته، وتهدف بالخصوص إلى تزويد الناشئة بما يلزم من قيم ومبادئ خلاقة، تأخذ بعين الاعتبار حاجياتهم وطموحاتهم باعتبارهم أمل الغد المشرق..

وترسيخا لهذه المضامين المعرفية والثقافية الهادفة، نظمت مجلة الفطرة، بمؤسسة رياض المعرفة بمدينة الخميسات ورشات علمية متنوعة اختتمت بحفل تكريم الأستاذ “الحسين أشقرا” عضو المجلس الأكاديمي بالرابطة المحمدية للعلماء، وذلك يوم السبت 9 يناير 2016 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا.

استهل هذا اللقاء فقراته الذي تميز بحضور أزيد من 300 طفلا وكل الأطر التربوية بالمؤسسة بكلمة شكر وامتنان ألقتها على شرف الحاضرين الأستاذة “عزيزة بزامي“ رئيسة تحرير مجلة الفطرة عبرت فيها عن فرحها الكبير بهذا اللقاء الذي يجسد عمق روابط المحبة التي تجمع أطفال مؤسسة رياض المعرفة مع مجلة الفطرة للناشئة، موضحة أن الموقع الإلكتروني للمجلة يعد منبرا تثقيفيا تربويا معاصرا، يسهر على تحرير مواده رواد المستقبل من أجل التعبير عن روح عصرهم وأحلامهم وآمالهم في صناعة غد مُشرق تسوده القيم الجمالية والإنسانية..

وعقب هذه الكلمة انتظمت فعاليات اللقاء في أربع ورشات علمية ومعرفية، وهي موزعة على الشكل التالي: “ورشة نادي العلوم“؛ “ورشة نادي المواطنة“؛ “ورشة نادي اللوح والقلم“؛ “ورشة نادي الكتاب“؛ ثم “الحفل التكريمي الختامي..

الورشة الأولى: ورشة نادي العلوم:

في موضوع: “الكون“.

قامت بتأطيرها الدكتورة “إيمان دوابي“ قدمت من خلالها للأطفال مجموعة من المفاهيم الأولية حول النسيج الكوني ونشأته؛ وحول المجرات؛ وأنواعها؛ وأحجامها؛ وأشكالها؛ وكيفية تشكلها؛ وطرق قياس المسافات بينها؛ وعدد النجوم في المجرات بالإضافة إلى مجموعة من النظريات العلمية لعلماء الفيزياء والفضاء حول نشأة الكون والمجموعة الشمسية…. معززة ذلك بالآيات القرآنية التي تظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، وموضحة في نفس الوقت أن كل ما في الكون يسير وفق قانون إلهي ونظام رباني محكم…

الورشة الثانية: ورشة نادي المواطنة:

في موضوع: “حقوق الطفل“.

من تأطير الأستاذة: “كوتر بويحيا” التي قدمت بشكل مفصل بنود اتفاقيات الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الطفل موضحة أن هذه الاتفاقية تكفل للأطفال مجموعة من الحقوق اللازمة في حياتهم: “كالحق في الحياة“ والحق في الاسم وفي الجنسية وفي الحفاظ على الهوية؛ والحق في العيش مع الأبوين؛ والحق في الصحة؛ والحق في الضمان الاجتماعي؛ والحق في التربية والتعليم… و“الحق في المشاركة” ويشتمل على  الحق في حرية الرأي والتفكير والتعبير “والحق في التمتع بالحماية” كالحق في الحماية ضد المعاملات السيئة وحماية المعوق وحماية الطفل المحروم من وسطه العائلي وغيرها…

ويأتي تنظيم هذه الورشة في إطار اهتمامات نادي المواطنة بمجلة الفطرة الذي يسعى دوما إلى غرس روح وقيم المواطنة في نفسية الطفل، وتكوين شخصيته، وتحليته بالأخلاق الحميدة، والمثل العليا وتزويده بمختلف المهارات الذاتية التي ستساعده في بناء مجتمعه…

الورشة الثالثة: ورشة نادي اللوح والقلم

في موضوع: محبة رسول الله

أشرفت على تأطيرها الأستاذة “عزيزة بزامي” من خلال عرض مجموعة من الدروس والعبر المقتبسة من سيرة نبي الرحمة المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام والمشتملة على سلسلة من آدابه وأخلاقه في معاملاته كالمحبة؛ والتسامح؛ والجد والاجتهاد؛ والصبر؛ والاستقامة؛ والعدل… إلى جانب بعض المعجزات الخالدة في سيرته العطرة؛ كحنين الجدع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها…

كما عرفت هذه الورشة حصة تكوينية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم من خلال تدريب الأطفال على أداء القصائد التالية: جزء من قصيدة البردة للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري، وقصيدة “صلوا على هذا النبي“؛ وقصيدة “لطيبة ميثاق“؛ وقصيدة نبي الهدى يا أعظم الرسل نائلا…

الورشة الرابعة: ورشة نادي الكتاب

في موضوع: “لنقرأ“

تم في هذه الورشة توزيع مجموعة من القصص التي أصدرتها الرابطة المحمدية للعلماء على الأطفال قصد قراءتها وتلخيصها.. بغية ترغيب رواد المستقبل وجيل الغد على حب المطالعة، ونشر حب القراءة؛ وإبراز فوائدها ودورها في التنوير الفكري لديهم…

وعقب هذه الورشات أقيم حفل كبير افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم؛ تخللته مجموعة من الأناشيد الدينية والوطنية أقيمت على شرف الأستاذ المحتفى به “الحسين اشقرا” الذي سلم له الأطفال بورتريه من إبداع للفنان “نور الدين اقبابو“

بحيث عبر الأستاذ في كلمته بالمناسبة عن فرحها الكبير بهذا اللقاء البهيج منوها في نفس الوقت بالمجهودات الجبارة التي تبدلها مجلة الفطرة بالرابطة المحمدية للعلماء وبفضل جهود أمينها العام فضيلة الدكتور أحمد عبادي، في الانخراط في ورش بناء وجدان الناشئة في ظل الثوابت الدينية والوطنية لمغربنا الحبيب، والعمل على تجنيبهم أنواع الزيغ والانحراف..