مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مجالس الألفية -6-

استؤنف يوم الخميس 17 محرم 1440هـ، الموافق لـ 27 شتنبر 2018 م، المجلس السادس من مجالس الألفية، والتي يشرف عليها فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع بمقر مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية لفائدة باحثي المركز.

وكان الحديث في هذا المجلس متصلا بالمجلس السابق الذي تناول فيه باب الاستثناء نظريا، وقد خَصَّصَ المُحاضرُ هذه الحصّةَ لنماذج تطبيقية من القرآن الكريم وهي آياتٌ فيها أسلوبُ الاستثناء، وذلكَ للوقوف على المعاني النحوية والبلاغية التي تتضمنها آياتُ الاستثناء فيسورة البَقَرَة. 

ومن هذه النماذج قوله تعالى:«يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يُخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ» [البقرة:8]، وقوله تعالى: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ» [البقرة:25]، وقوله سبحانه: «قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»[البقرة:31]، وقوله عز وجل: «وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً »[البقرة: 79] ووضح المُحاضرُ أن الاستثناءَ في هذه الآيات متصلٌ لأن ما قبل «إلا» عمل فيما بعدها. وأسهب في بيان الوجوه الإعرابية والبلاغيةَ لهذه الآيات شارحا القول فيها، وموضحا فحواها. 

وأشار إلى نوع ثان من أنواع الاستثناء، وهو الاستثناء المنقطع ومثل له بقوله تعالى: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ»[البقرة:33]، وقوله عز وجل: «وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ»[البقرة: 77] وبيَّن أن المستثنى منه في هذه الآيات ليس من جنس المستثنى؛ فالأماني وهي بمعنى الأكاذيب ليست من الكتاب في شيء وليسَت مستثناةً منه.

ووقف في هذا المجلس على نوع آخر من أنواع الاستثناء وهو الاستثناء المفرَّغ، في مثل قوله تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ» [البقرة:44]، لأن ما قبل «إلا» ليس فيه ما يتعلق بكبيرة لتستثنى منه، ولأن الكلام مؤول بالنفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق