مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

مؤتمر “النسوية والمنظور الإسلامي: آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح” القاهرة 17-18 مارس 2012.

نادية الشرقاوي

نظمت مؤسسة المرأة والذاكرة بتعاون مع المعهد الدنماركي المصري للحوار، وتحت إشراف الدكتورة أميمة أبوبكر مؤتمر:” النسوية والمنظور الإسلامي: آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح”، وذلك أيام  17-18 مارس 2012 بمقر المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، بالقاهرة، ويهدف هذا المؤتمر إلى تفعيل المبادئ والمقاصد العليا لإنتاج معرفة نسوية بمرجعية إسلامية، تنتقض الأبوية السلطوية والتحيز في خطابات وتفسيرات التراث ثم تعيد بناء رؤية إصلاحية جديدة تلبي احتياجات النساء في المجتمعات الإسلامية، كما حاول هذا المؤتمر أن يثير قضايا للتفاعل والتعاون مع الاتجاهات النسوية في الأديان الأخرى، والاندماج مع النشاط النسوي في عمومه داخل المجتمع العربي، ثم الحوار والتواصل مع الجماعات المسلمة في السياق الأروبي.

وفي هذا السياق تم عرض أكثر من خمسة عشر ورقة تنوعت مضامينها واختلفت محاورها، كما تم توفير خدمة الترجمة الفورية (عربية-إنجليزية/ إنجليزية-عربية) في جميع الجلسات.

استهلت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية تضمنت كلمة ترحيبية للدكتورة أميمة أبو بكر، أوضحت فيها أن الدافع الرئيسي وراء توجهات البحث النسوي الإسلامي اليوم هو تفعيل المبادئ والمقاصد العليا لإنتاج معرفة نسوية بمرجعية إسلامية، تلتها كلمة الدكتورة أماني صالح من مصر وهي أستاذة مساعدة في العلوم السياسية بجامعة مصر الدولية بموضوع:”الأسس المعرفية لنسوية إسلامية”، حيث حاولت أن تجيب في ورقتها عن السؤال المركزي التالي: هل تقبل المنظومة الإسلامية فكرة النسوية؟ مبينة أن النسوية في الساحة العربية لا زالت تحتاج إلى الكثير من الجهود لأنها تعيش بين تيار يقلد الغرب وتيار تقليدي، وللإجابة عن سؤالها المحوري ناقشت دة. أماني صالح ثلاث نقاط أساسية وهي:1. أي فكر نسوي يطمح ليكون إسلاميا لا بد أن يكون الإسلام هو إطاره المرجعي، وحددت هذا الإطار المرجعي في الثوابت أي القرآن والسنة مع نقد الاجتهادات الفقهية عن المرأة، والدعوة إلى إطلاق عملية نسوية اجتهادية مع دمج خبرة نسائية لدفع الانحياز 2. القضايا الثيولوجية وقضية النوع، وبيّنت موقف القرآن من النوع ومن اللانوع، وقدمت القراءة النسوية في مقابل القراءة الرجولية لخلق آدم وحواء 3. قضية النسوية ونظرية القيم: الحرية والعدل، وبينت أن القيمة العليا في النظام الإسلامي هي العدل، وحاولت الإجابة عن السؤال التالي: ما هو موقع الحرية والمساواة في هذه المنظومة التي تتبنى قيمة العدل؟

تلت هذه المداخلة ورقة “النسوية: قضية للنساء فقط؟” وهي لأسماء عبد الحميد وهي ناشطة اجتماعية وسياسية من الدنمارك، حيث عرضت تجربتها كمحجبة وفاعلة اجتماعية داخل المجتمع الغربي، ومدى تقبل هذا المجتمع للمرأة المسلمة في الإعلام وفي السياسة أيضا، وأكدت أن التغيير يأتي من الذات فالمرأة المسلمة عليها أن تأخذ مكانها داخل المجتمع كيف ما كان وأن تدافع عن حقوقها الشرعية والسياسية لتثبت هويتها.

وفي الجلسة الأولى “النسوية الإسلامية والثورات العربية، والديمقراطية” التي ترأستها مرﭭت حاتم (مؤسسة المرأة و الذاكرة، وجامعة هاورد) تم عرض ورقة “تحليل خطاب حزب النهضة التونسي فيما يتعلق بالمرأة…قبل وبعد بن علي” لأسماء صباح من جامعة بيرزيت فلسطين، كما تلت دة. أميمة أبو بكر ملخص ورقة فوزية أبو خالد وهي شاعرة وباحثة مستقلة من العربية السعودية “هل من ربيع سعودي على هامش الربيع العربي؟ وماهو موقع السؤال النسوي في هذا السؤال؟”، وفيما بعد قدمت جولي بروزان-يورجينز من المعهد الدنماركي للدراسات الدولية ورقة حول:”النشاط النسوي الإسلامي في العالم العربي”.

في الجلسة الثانية: “الدراسات النسوية والحوار في السياق الأوروبي” التي ترأستها هانه بيترسين من جامعة كوبنهاجن، عرضت كاثرين كلاوسين من جامعة برلين الحرة ورقة:”تمكين المرأة المسلمة في ألمانيا”، ومن جامعة ميلانو قرأت آنا فانزان:”ما بين المسبحة والقرآن: التعاون بين النساء الكاثوليكيات والنسويات الإسلاميات في إيطاليا”، ثم تلتها مليكة حاميدي من كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس:”الإسلام والنسوية في أوروبا: التقريب بين الأصوات الدينية والعلمانية”.

وفي الجلسة الثالثة:” الفكر الإسلامي القانوني: نظرية وممارسة” برئاسة هدى السعدي من مؤسسة المرأة والذاكرة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، قدمت فاطمة إمام ويارا سلّام من مركز نظرة للدراسات النسوية بحثا مشتركا بعنوان:”الحقوق الجنسية للمرأة في الفكر الإسلامي”، ثم تلتهما نيفين رضا من جامعة تورنتو بعرض: “قضية قيادة المرأة السياسية: رؤية جديدة لحوار قديم”، وختم اليوم الأول بعرض مروة شرف الدين من حركة مساواة، وجامعة أوكسفورد بعنوان: “تحديات النسوية الإسلامية في تعديل قانون الأحوال الشخصية: تجربة جمعيات نسائية مصرية بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

واستأنفت أعمال المؤتمر في اليوم الثاني بالجلسة الرابعة:” خطابات حول الأبوية والنسوية” برئاسة: ليف تونيسين من معهد كريستيان ميشيلسين بالنرويج، حيث عرضت فيفيان فؤاد وهي باحثة وناشطة مصرية ورقة بعنوان:”بين المساواة الروحية والتقسيم الاجتماعي لأدوار الرجال والنساء في الخطاب الإسلامي والمسيحي المعاصر: محاولات نسوية للإصلاح”، كما عرضت مُلكي الشرماني من حركة مساواة، وجامعة هيلسينكي ورقة بعنوان:”تأملات في بعض طروحات “النسوية الإسلامية” فيما يتعلق بمفهوم الزواج وحقوق الزوجين في الفقه الإسلامي”، تلاها عرض هند مصطفى:”نحو صياغة خطاب نسوي بديل: قراءة نقدية”، وعرض عزة بصار الدين من جامعة هارفارد:”أين النسويات المسلمات الإصلاحيات؟: منظمة نادي الزوجات المطيعات وواقع مشروع عدالة النوع في ماليزيا”.

في الجلسة الخامسة والأخيرة “الاجتهاد وإعادة التفسير” برئاسة أمينة البنداري من مؤسسة المرأة والذاكرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة، قدَّم الدكتور نصر الجويلي من جامعة الزيتونة من تونس عرضا حول:”التفسير المعاصر للقوامة”، وتلته قراءة نادية الشرقاوي لعرض فاطمة الزهراء الودغيري من مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام من المغرب بعنوان:”مبادئ المساواة في الطلاق من المنظور القرآني”، وبمداخلة حُسن عبود رئيسة تجمع الباحثات اللبنانيات من لبنان: “الجملة الاعتراضية ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ وثقافة المفسر وزمانه” ختمت العروض المقدمة في هذا المؤتمر.

 

كما تم تنظيم مائدة مستديرة على هامش هذا المؤتمر بإدارة دة. أميمة أبو بكر بعنوان:”ما هو مستقبل الخطاب النسوي الإسلامي في ضوء الصعود السياسي للأحزاب الإسلامية والتحول في موازين القوة والتأثير؟“، وتضمنت هذه ة فضيلة الشيخ الدكتور جمال قطب من علماء الأزهر الشريف والرئيس السابق للجنة الفتوى، ودة. ريهام باهي مدرسة العلوم السياسية بكلية العلوم السياسية جامعة القاهرة، ودة. هانيا شلقامى أستاذة مساعدة باحثة بمركز البحوث الاجتماعية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وذ. أكرم عبد القيوم عباس باحث أكاديمي بمعهد الدراسات الإفريقية والأسيوية جامعة الخرطوم.

وفي الختام قامت دة. أميمة أبوبكر بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، مؤكدة رغبتها في تكثيف الجهود واستمرار العمل الجاد لتحسين وإصلاح الفكر النسوي.

نشر بتاريخ 02/04/2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق