الرابطة المحمدية للعلماء

“ليكونوميست”: عمل الرابطة المحمدية يحتذى في مجال محاربة التطرف العنيف

أفردت أسبوعية “ليكونوميست” ضمن ملحق “مجتمع” في عددها لهذا الأسبوع، ملفا خاصا للمقاربة الناجعة التي تبناها المغرب لمحاربة التطرف العنيف، وترسيخ التسامح والاعتدال، مسلطة الضوء على العمل الجبار الذي تقوم بها الرابطة المحمدية للعلماء تحت رئاسة أمينها العام، فضيلة الأستاذ الدكتور، أحمد عبادي، لاجتثاث مختلف منابع الغلو والتطرف بالاعتماد على المقاربة “المضمونية”.

وتطرقت الأسبوعية في ملحقها، الذي جاء تحت عنوان “القوة الناعمة لمواجهة داعش”، بإسهاب لأبرز محاور المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبادي، نهاية الأسبوع المنصرم، بعنوان “جهود المملكة المغربية في مكافحة التطرف الديني والوقاية منه” في لقاء نظمته جمعية “الدار البيضاء كاريير سانطرال” بشراكة مع عمالة مقاطعات ابن مسيك.

و في هذا الصدد، اعتبرت “ليكونوميست” أن المقاربة المغربية المتعددة الأبعاد أثبتت فعاليتها في محاربة التيارات المتطرفة لكونها تجمع بين الإجراءات الأمنية الاحترازية من جهة، و محاربة الهشاشة، والأمية، والتهميش الاجتماعي، والتنمية البشرية، من جهة أخرى.

وبحسب الأسبوعية الفرنسية، فقد نجح الدكتور عبادي، في محاضرته في تشريح المقولات التي تستند اليها الجماعات المارقة لتبرير أفعالها الاجرامية، حيث اعتمد منهجا يقوم على البرهنة والاستدلال، ومقارنة الحجة بالحجة، متطرقا لـ”الأحلام الأربعة”، التي تعتمد عليها “داعش” ومن يسير على ركبها لاستقطاب فئة الشباب، فضلا على “الجراحات” العشرة للأمة الإسلامية التي تعزف على وثرها الجماعات الإرهابية لتبرير أفعالها الإرهابية في حق الأبرياء.

ونقل ذات المصدر عن فضيلة السيد الأمين العام قوله :” هناك 50 ألف تغريدة على موقع “التويتر”، و “فايسبوك” يتم تداولها يوميا بين الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مما يسلتزم التدخل بشكل عاجل لمواجهة الهجوم الافتراضي لهذا التنظيم على مستوى الشبكات الاجتماعية. وهنا يتعين القيام بعمل كبير، حيث يمكننا تقويض الأحلام الأربعة التي تروجها “داعش”، لكن يتعين إيجاد خطاب بديل في الميدان عبر خريطة طريق واضحة من خلال تعبئة جيش من الفاعلين الدينيين، يتقنون آليات التواصل، والعمل  على مستوى الشبكات الاجتماعية، حيث تدور المعركة الحقيقية مع “داعش”.”

وبعد أن تساءلت الأسبوعية الفرنسية : كيف يمكننا مواجهة الخطاب المتطرف؟ كيف يمكن نزع فتيل قنبلة تسمى “داعش” ؟ كيف يمكننا محاربة تجنيد الشباب في صفوف التنظيم المتشدد؟، خلصت الى أن الرابطة المحمدية قد تمكنت من إيجاد أجوبة ملائمة لهذه الإشكاليات تحت اشراف أمينها العام الدكتور أحمد عبادي، الذي أكد أن مكافحة “داعش” تمر حتما عن طريق إيجاد خطاب بديل وذا مصداقية ومنسجم، مع الاهتمام أيضا بالجانب المضموني، لأن المعركة على حد قوله “معركة مضمونية” بالأساس.

وأضافت “ليكونوميست” أن المملكة المغربية تمكنت من كسب هذه “المعركة” من خلال “هندسة” منسجمة للحقل الديني تقوم على عقد قران بين الشريعة / النص والواقع أو السياق، وهو الأمر الذي أكد عليه الدكتور أحمد عبادي، عندما شدد في محاضرته بمدينة الدار البيضاء، على أن “المعركة الحقيقية تكمن في الميدان والواقع، وإعادة بناء مصداقية الريادة الدينية”، مبرزا المكاسب التي حققها المغرب على هذا المستوى لكون ثوابت المملكة المغربية تقوم على ركن أساسي وهو المذهب المالكي الذي يجمع بين النص والواقع والسياق، والدليل ونقيضه في انسجام تام مع أهداف ومقاصد الشريعة الإسلامية”.

وقالت ذات الأسبوعية ان” استراتيجية المغرب، عبر تجربة الرابطة المحمدية للعلماء، لمكافحة التطرف العنيف نموذج يحتذى، حيث تنضاف المجهودات الأمنية التي تقوم بها المصالح الأمنية الى المجهودات التي تبذل على مستوى تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، والبحث العلمي، فضلا على العمل الكبير الذي تضطلع به الرابطة المحمدية عبر وحداتها المتخصصة، ومراكزها العلمية البحثية، والذي توج بإطلاق سلسلة دفاتر علمية لتفكيك خطاب التطرف، وموقع شبابي تفاعلي، بالإضافة الى منصة “الرائد” الالكترونية.

واعتبر فضيلة السيد الأمين العام، بحسب مانقلت عنه “ليكونوميست”، أنه من الضروري اتقان النص الديني والالمام بالتكنولوجيات الجديدة، ومواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك، انستغرام، تطبيقات الانترنت..، من أجل الخروج بـ”قوة ناعمة” قادرة على هدم معاقل التطرف أينما وجدت.

وخلص الدكتور عبادي الى أن ” التجربة المغربية في محاربة التطرف العنيف تستمد قوتها ونجاحها من خلال اعتمادها على التكامل في الأدوار بين جميع المؤسسات الدينية المشكلة للحقل الديني، تحت اشراف أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وانفتاحها على الحداثة، والسياق والواقع المعاصر في تمسك بمقومات وثوابت المملكة، التي شكلت محط اجماع عبر التاريخ.

ترجمة المحجوب داسع، بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق