مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

لقاء علمي تكريمي للدكتور محمد المعلمي

 

في إطـار ثقافة الاعتراف وقيمته، وتقديرا للجهود المعرفية التي يبذلها العلماء والباحثون، نظّم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية (التابع للرابطة المحمدية للعلماء) بالاشتراك مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (جهة طنجة تطوان الحسيمة)، ندوة علمية تكريمية تم خلالها الاحتفاء بالأعمال العلمية والمسار الشخصي للدكتور محمد المعلمي، وذلك يوم الجمعة 21 رمضان 1438 الموافق لـ 16 يونيو 2017، بقاعة المحاضرات بالأكاديمية، توزع فيها برنامج اللقاء ما بين مداخلات علمية وشهادات شخصية تقديرية.
     افتتح الندوة الدكتور جمال علال البختي (مسيّر الجلسة) بكلمة رحب فيها بالحضور الكرام من مشاركين وأساتذة ومفتشين تربويين وطلبة، مُبيّنـا المسوغات والدواعي العلمية لمثل هذه اللقاءات، وشاكرا مدير الأكاديمية الذي تفضل بالموافقة على إجراء هذا النشاط العلمي. ثم ناول بعد ذلك كلمة لممثله عبّر فيها عن ابتهاج جميع أطر الأكاديمية بهذا التكريم، وبهذه الشراكة المعنوية التي تسعى المؤسسة من خلالها إلى الارتقاء بالمنظومة التربوية، معربا عن اغتباطه بما خلفه المُكرّم من مزايا وأخلاق وانطباع إيجابي على الذين اشتغلوا معه، داعيا له بالصحة والعافية وطول العمر. بعدها قام مسيّر الجلسة بصياغة صورة أدبية رسم فيها حياة المُكرّم الشخصية والعلمية، مبرزا فيها أهم المراحل التي قطعهـا في مسيرته الذاتية: نشأته، وتحصيله العلمي والأدبي، وعلاقاته الخُلقية بأساتذته ثم تلامذته، ومساره المهني، ونتاجه المعرفي.
وتحت عنوان «تعدد الأصوات وتلاقي الأطراف» قدم الأستاذ محمد السكاكي مداخلته الأولى التي قـام فيها بقراءة تفكيكية ـ بإيعاز من المُكرم ـ لرائية ابن دراج القسطلي المصبوبة وزنيا في بحر الطويل، والمبنية رويا على حرف الراء، والمصروفة غرضيا في المديح، وهي الرائية المعروفة بتعدد أصواتها بخلاف رائية أخرى للشاعر انخفضت فيها هذه الأصوات إلى الحدود الدنيا، وقد تعالقت هذه القصيدة مع قصائد أخرى قسّمها المتدخل إلى أربع مجموعات شكّلت جوهر شعريتهـا، مبينا أن ابن دراج لم يحشد كل هذه القصائد اعتباطا، وإنما قصد إلى بث مجموعة من الرسائل الفنية والجمالية، كأن يولد من القصيدة الأم قصيدة أندلسية المذاق، ويفجر من هذه الأصوات نبعة شعرية يتدفق ماؤهـا أندلسيا عذبا رقراقـا، ويطرح محاولة إبداعية مبكرة لتحرير القصيدة من إعادة إنتاج العبارات الصيغية المكررة، ويثبّت الشعور بهوية اللغة العربية التي هي مسكن كينونته، ويوحي ويعكس ما ينطوي عليه في مشاعره نحو المرأة من قوة الرقة والعاطفة.
وتمثلًا بمبدأ مطابقة المقال لمقتضى الحال، قام الدكتور عبد السلام بلدريس ـ الذي تربطة أواصر الصداقة والجوار والبحث بالمُكرّم ـ بمداخلة عنونها بـ«ابن أبي الربيع السبتي، بين توجيه الأستاذ واعتزاز التلميذ»، حاول فيها أن يبرز السمات الخُلقية والمناحي التربوية التي طبعت علاقة ابن أبي الربيع التلميذ بمُوجِّهِه إلى سبتة شيخه أبي علي الشلوبين النحوي اللغوي، مستخلصا عبرا وأمثالا وقيمـا من أخبار وردت عنهمـا، وعلاقة الشيخ بتلميذه ـ بحسب الدكتور ـ وصفها العلماء في برامجهم وفهارسهم حيث عرفوا بتلاميذهم، أو في سيرهم الذاتية، أو في الدراسات التي نهض بها الباحثون أمثال المُكّرم، الذي سبق له أن كشف عن سيرة ابن أبي الربيع، متتبعا لمسموعاته ومروياته وآثاره، ومُعرفا به وبمشايخه وتلامذته، ومن بينهم ابن رشيد الذي ملأ عيبته بما عكسته علاقة الشيخ بتلميذه، ثم ختم المتدخل كلمته بدعوة الباحثين إلى التقاط الومضات التربوية التي تتخلل إرشاد المربين لتلاميذهم، وهو أمر كان يستوقف المكرّم في جل أبحاثه ودراساته.
وفي المداخلة الثالثة الموسومة بـ«من إحكام صنعة الكلام إلى إحكام صنعة المهام»، قدم فيها الدكتور عبد الإله القرباص عرضا لدراسة كان قد أنجزها المُكرّم عن حياة ابن عبد الغفور الكلاعي وتراثه النقدي، حاول أن يتتبع فيه المتدخل الآليات المعرفية والأدوات النظرية التي اشتغل بهـا المُكـرّم على هذا الناقد، مبتدئا بما قام به في الكشف عن المصادر التاريخية التي ترجمت لهذه الشخصية الأدبية، ثم معرجا على ترجيحات الدارس العلمية وضبطه لمجمل عناصر هذه السيرة، كتحقيقه لمولده وكنيته، وتنبيهه إلى نشأته الإشبيلية، وتدقيقه في سنة وفاته، وتقسيمه لمشيخته، ورفع الحجب المستورة عن الحركة الثقافية في عصره لإبطال فرية الجمود التي نُسبت إلى لحياة الفكرية في الفضاء المرابطي، مرورا بالمنزع القيمي والمسحة الأخلاقية التي كان يتحلى بها هذا الأديب في موقفه من المجتمع وفنون الأدب في وقته، كما تحدث عن منهجية الدارس في جرده للمصطلحات البلاغية ووظيفتها في نص الكلاعي، وحرصه على ارتباطها بمقاييس الكتابة النثرية ومعاييرها وقوانينها.
بعد هذه الأوراق العلمية، أخذ الكلمة الدكتور المُكرم محمد المعلمي، فشكر فيها المتدخلين والمساهمين في إنجاز هذا اللقاء وإنجاحه، تلت ذلك وقفة اعتبارية لخّص فيها مسيرته العلمية الزاخرة، مراعيا شرط المناسبة، وذلك من خلال ورقة عاد فيها إلى المنبـع الذي نهل منه منذ فتاء العمر؛ ليقف عند كلمة محورية في ثقافتنا العربية، مركزية في تكوينه، وهي كلمة “الأدب” في علاقتها بالبحث، والإبداع، والتربية، مرر عبرها رسالة واضحة تدعو إلى تنزيل هذه الكلمة تنزيلا جديدا في واقعنا الإبداعي والتربوي، وذلك عبر ثلاثة مرافئ مر من خلالها؛ الأول أوجز فيه حياته التربوية والتكوينية في الأدب من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، والثاني بعد تخرجه من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، حيث أقبل بنفس تواقة على البحث الذي قاده إلى النهل من ينابيع علمية وأدبية مختلفة، كعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وعلوم اللغة والبلاغة، وفنون الأدب والنقد، وكتب التاريخ، ودواوين الشعر من المشرق والمغرب والأندلس..، وكان من حسنات رحلة المكرم مع البحث أن أثمرت إبداعات أدبية رائقة شهد لها كبار شيوخه وأقرانه بالتميز، ذكر منها ستة عشر كتابا. ثم دلف المرفأ الثالث حيث اقترن الإبداع في رحلته العلمية بحثا وتأليفا بالعطاء الأدبي، تلقينا وتقويما، وذلك فيما كشف من أسرار العلاقة الناجحة بين المدرس والتلميذ، والقائمة لزاما على أساس متين من الإخلاص في السعي، والصدق في البذل، ليُتجاوز التلقين المجرد الجامد للنصوص الأدبية، إلى كشف أسرارها الجمالية لفظا ومعنى، وصورة وإيقاعا، ورؤيا وقيمة.
أعقب ذلك شهادة ثلة من رفقاء المُـكرّم الذين كان لهم معه تاريخ مشترك في أحد المجالات العملية، والمتمثلة في المحطات المهنية الثلاث للأستاذ المعلمي، أولها محطة التدريب الميداني في مجال الإشراف التربوي بمدينة تطوان، وثانيها حين تقلد منصب المفتش للتعليم التانوي بالنيابة الإقليمية بتطوان، ثم عند التحاقه بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان آنذاك. وقد أجمعت هذه الثلة المكونة من: ذ.محمد العمراوي، وذ.محمد المسعودي، وذ.العياشي الصرحاني، وذ. نور الدين السوري، على شهادة موحدة في شخصية محمد المعلمي في بعديها الإنساني والثقافي والفكري والتربوي، وقررت في البعد الأول أنها جامعة لعناصر النبل، قوية في التصدي للمتعسفين، رحيمة بالمستضعفين، دون استعلاء ولا منّ، كريمة الأخلاق، سليمة السيرة، عطرة السمعة، ومن ثمار ذلك كله حظي المكرم بمكانة طيبة عند زملائه وجميع من عرفه، ويجمع ذلك كله أن أسبغ الله عليه الوقار والرزانة بحسب شهادات الرفقاء. والشخصية في بعدها الثاني جادة في مباشرة الواجب المهني، عالية الهمة، وهادئة عندما يتعلق الأمر بالتقويم والتصحيح والتوجيه، شغوفة بالبحث، صبورة عند التقصي والدرس، ملتزمة في طريق العمل تدريسا وتأليفا وبحثا، وقامة سامقة في مجال دعم المسار الثقافي لمدينة تطوان، سجلت بمساهماتها العلمية حضورا متميزا في عوالم الشعر والأدب واللغة.
(إعداد: مركز أبي الحسن الأشعري)

في إطـار ثقافة الاعتراف وقيمته، وتقديرا للجهود المعرفية التي يبذلها العلماء والباحثون، نظّم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية (التابع للرابطة المحمدية للعلماء) بالاشتراك مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (جهة طنجة تطوان الحسيمة)، ندوة علمية تكريمية تم خلالها الاحتفاء بالأعمال العلمية والمسار الشخصي للدكتور محمد المعلمي، وذلك يوم الجمعة 21 رمضان 1438 الموافق لـ 16 يونيو 2017، بقاعة المحاضرات بالأكاديمية، توزع فيها برنامج اللقاء ما بين مداخلات علمية وشهادات شخصية تقديرية.

     افتتح الندوة الدكتور جمال علال البختي (مسيّر الجلسة) بكلمة رحب فيها بالحضور الكرام من مشاركين وأساتذة ومفتشين تربويين وطلبة، مُبيّنـا المسوغات والدواعي العلمية لمثل هذه اللقاءات، وشاكرا مدير الأكاديمية الذي تفضل بالموافقة على إجراء هذا النشاط العلمي. ثم ناول بعد ذلك كلمة لممثله عبّر فيها عن ابتهاج جميع أطر الأكاديمية بهذا التكريم، وبهذه الشراكة المعنوية التي تسعى المؤسسة من خلالها إلى الارتقاء بالمنظومة التربوية، معربا عن اغتباطه بما خلفه المُكرّم من مزايا وأخلاق وانطباع إيجابي على الذين اشتغلوا معه، داعيا له بالصحة والعافية وطول العمر. بعدها قام مسيّر الجلسة بصياغة صورة أدبية رسم فيها حياة المُكرّم الشخصية والعلمية، مبرزا فيها أهم المراحل التي قطعهـا في مسيرته الذاتية: نشأته، وتحصيله العلمي والأدبي، وعلاقاته الخُلقية بأساتذته ثم تلامذته، ومساره المهني، ونتاجه المعرفي.

وتحت عنوان «تعدد الأصوات وتلاقي الأطراف» قدم الأستاذ محمد السكاكي مداخلته الأولى التي قـام فيها بقراءة تفكيكية ـ بإيعاز من المُكرم ـ لرائية ابن دراج القسطلي المصبوبة وزنيا في بحر الطويل، والمبنية رويا على حرف الراء، والمصروفة غرضيا في المديح، وهي الرائية المعروفة بتعدد أصواتها بخلاف رائية أخرى للشاعر انخفضت فيها هذه الأصوات إلى الحدود الدنيا، وقد تعالقت هذه القصيدة مع قصائد أخرى قسّمها المتدخل إلى أربع مجموعات شكّلت جوهر شعريتهـا، مبينا أن ابن دراج لم يحشد كل هذه القصائد اعتباطا، وإنما قصد إلى بث مجموعة من الرسائل الفنية والجمالية، كأن يولد من القصيدة الأم قصيدة أندلسية المذاق، ويفجر من هذه الأصوات نبعة شعرية يتدفق ماؤهـا أندلسيا عذبا رقراقـا، ويطرح محاولة إبداعية مبكرة لتحرير القصيدة من إعادة إنتاج العبارات الصيغية المكررة، ويثبّت الشعور بهوية اللغة العربية التي هي مسكن كينونته، ويوحي ويعكس ما ينطوي عليه في مشاعره نحو المرأة من قوة الرقة والعاطفة.

وتمثلًا بمبدأ مطابقة المقال لمقتضى الحال، قام الدكتور عبد السلام بلدريس ـ الذي تربطة أواصر الصداقة والجوار والبحث بالمُكرّم ـ بمداخلة عنونها بـ«ابن أبي الربيع السبتي، بين توجيه الأستاذ واعتزاز التلميذ»، حاول فيها أن يبرز السمات الخُلقية والمناحي التربوية التي طبعت علاقة ابن أبي الربيع التلميذ بمُوجِّهِه إلى سبتة شيخه أبي علي الشلوبين النحوي اللغوي، مستخلصا عبرا وأمثالا وقيمـا من أخبار وردت عنهمـا، وعلاقة الشيخ بتلميذه ـ بحسب الدكتور ـ وصفها العلماء في برامجهم وفهارسهم حيث عرفوا بتلاميذهم، أو في سيرهم الذاتية، أو في الدراسات التي نهض بها الباحثون أمثال المُكّرم، الذي سبق له أن كشف عن سيرة ابن أبي الربيع، متتبعا لمسموعاته ومروياته وآثاره، ومُعرفا به وبمشايخه وتلامذته، ومن بينهم ابن رشيد الذي ملأ عيبته بما عكسته علاقة الشيخ بتلميذه، ثم ختم المتدخل كلمته بدعوة الباحثين إلى التقاط الومضات التربوية التي تتخلل إرشاد المربين لتلاميذهم، وهو أمر كان يستوقف المكرّم في جل أبحاثه ودراساته.

وفي المداخلة الثالثة الموسومة بـ«من إحكام صنعة الكلام إلى إحكام صنعة المهام»، قدم فيها الدكتور عبد الإله القرباص عرضا لدراسة كان قد أنجزها المُكرّم عن حياة ابن عبد الغفور الكلاعي وتراثه النقدي، حاول أن يتتبع فيه المتدخل الآليات المعرفية والأدوات النظرية التي اشتغل بهـا المُكـرّم على هذا الناقد، مبتدئا بما قام به في الكشف عن المصادر التاريخية التي ترجمت لهذه الشخصية الأدبية، ثم معرجا على ترجيحات الدارس العلمية وضبطه لمجمل عناصر هذه السيرة، كتحقيقه لمولده وكنيته، وتنبيهه إلى نشأته الإشبيلية، وتدقيقه في سنة وفاته، وتقسيمه لمشيخته، ورفع الحجب المستورة عن الحركة الثقافية في عصره لإبطال فرية الجمود التي نُسبت إلى الحياة الفكرية في الفضاء المرابطي، مرورا بالمنزع القيمي والمسحة الأخلاقية التي كان يتحلى بها هذا الأديب في موقفه من المجتمع وفنون الأدب في وقته، كما تحدث عن منهجية الدارس في جرده للمصطلحات البلاغية ووظيفتها في نص الكلاعي، وحرصه على ارتباطها بمقاييس الكتابة النثرية ومعاييرها وقوانينها.

بعد هذه الأوراق العلمية، أخذ الكلمة الدكتور المُكرم محمد المعلمي، فشكر فيها المتدخلين والمساهمين في إنجاز هذا اللقاء وإنجاحه، تلت ذلك وقفة اعتبارية لخّص فيها مسيرته العلمية الزاخرة، مراعيا شرط المناسبة، وذلك من خلال ورقة عاد فيها إلى المنبـع الذي نهل منه منذ فتاء العمر؛ ليقف عند كلمة محورية في ثقافتنا العربية، مركزية في تكوينه، وهي كلمة “الأدب” في علاقتها بالبحث، والإبداع، والتربية، مرر عبرها رسالة واضحة تدعو إلى تنزيل هذه الكلمة تنزيلا جديدا في واقعنا الإبداعي والتربوي، وذلك عبر ثلاثة مرافئ مر من خلالها؛ الأول أوجز فيه حياته التربوية والتكوينية في الأدب من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، والثاني بعد تخرجه من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، حيث أقبل بنفس تواقة على البحث الذي قاده إلى النهل من ينابيع علمية وأدبية مختلفة، كعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وعلوم اللغة والبلاغة، وفنون الأدب والنقد، وكتب التاريخ، ودواوين الشعر من المشرق والمغرب والأندلس..، وكان من حسنات رحلة المكرم مع البحث أن أثمرت إبداعات أدبية رائقة شهد لها كبار شيوخه وأقرانه بالتميز، ذكر منها ستة عشر كتابا. ثم دلف المرفأ الثالث حيث اقترن الإبداع في رحلته العلمية بحثا وتأليفا بالعطاء الأدبي، تلقينا وتقويما، وذلك فيما كشف من أسرار العلاقة الناجحة بين المدرس والتلميذ، والقائمة لزاما على أساس متين من الإخلاص في السعي، والصدق في البذل، ليُتجاوز التلقين المجرد الجامد للنصوص الأدبية، إلى كشف أسرارها الجمالية لفظا ومعنى، وصورة وإيقاعا، ورؤيا وقيمة.

أعقب ذلك شهادة ثلة من رفقاء المُـكرّم الذين كان لهم معه تاريخ مشترك في أحد المجالات العملية، والمتمثلة في المحطات المهنية الثلاث للأستاذ المعلمي، أولها محطة التدريب الميداني في مجال الإشراف التربوي بمدينة تطوان، وثانيها حين تقلد منصب المفتش للتعليم التانوي بالنيابة الإقليمية بتطوان، ثم عند التحاقه بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان آنذاك. وقد أجمعت هذه الثلة المكونة من: ذ.محمد العمراوي، وذ.محمد المسعودي، وذ.العياشي الصرحاني، وذ. نور الدين السوري، على شهادة موحدة في شخصية محمد المعلمي في بعديها الإنساني والثقافي والفكري والتربوي، وقررت في البعد الأول أنها جامعة لعناصر النبل، قوية في التصدي للمتعسفين، رحيمة بالمستضعفين، دون استعلاء ولا منّ، كريمة الأخلاق، سليمة السيرة، عطرة السمعة، ومن ثمار ذلك كله حظي المكرم بمكانة طيبة عند زملائه وجميع من عرفه، ويجمع ذلك كله أن أسبغ الله عليه الوقار والرزانة بحسب شهادات الرفقاء. والشخصية في بعدها الثاني جادة في مباشرة الواجب المهني، عالية الهمة، وهادئة عندما يتعلق الأمر بالتقويم والتصحيح والتوجيه، شغوفة بالبحث، صبورة عند التقصي والدرس، ملتزمة في طريق العمل تدريسا وتأليفا وبحثا، وقامة سامقة في مجال دعم المسار الثقافي لمدينة تطوان، سجلت بمساهماتها العلمية حضورا متميزا في عوالم الشعر والأدب واللغة.

 

(إعداد: مركز أبي الحسن الأشعري)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق