مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

قراءات علمية في كتاب “ابن تومرت والمطران خمينث دي رادة، والمسألة الإلهية” لكارلوس دي أيالة

 

     نظم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان بالشراكة مع جمعية تطاون أسمير، ومؤسسة محمد داود للثقافة والتاريخ، والجمعية المغربية للدراسات الأندلسية لقاء علميا متميزا احتضنته قاعة المكتبة الداودية بتطوان عصر يوم الجمعة، 21 صفر1439هـ ـ 10 نونبر 2017م لتقديم قراءات نقدية عالمة لكتاب أ. د. كارلوس دي أيالة Carlos de ayala martinez المعنون بـ: “ابن تومرت والمطران خمينث دي رادة، والمسألة الإلهية”.
«Ibn tumart,el arzobispo jimenez de rada y la cuestion sobre dios»
تميز اللقاء بمداخلات باللغتين العربية والإسبانية، وعرف مشاركة نخبة من المفكرين والباحثين المتخصصين، هم:
ـ صاحب الكتاب المقروء الدكتور كارلوس دي أيالة (أستاذ كرسي التّاريخ الوسيط بجامعة مدريد المستقلة).
ـ الدكتور خبيير البران (الباحث بالمجلس الأعلى للبحث العلمي بمدريد). 
ـ الدكتور جعفر ابن الحاج السلَمي (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بتطوان).
ـ  الدكتور جمال علال البختي (رئيس مركز أبي الحسن الأشعري). 
ـ الدكتور محمد عبد الواحد العسري (الأستاذ بكلية الآداب بتطوان). 
ـ الأستاذة حسناء داود (مديرة المكتبة الداودية).
ـ الدكتور بلال أشمل (باحث بوزارة التربية الوطنية بتطوان).
ابتدأ اللقاء بكلمة رحب فيها مسير اللقاء د.جعفر بن الحاج السلمي بالوفد الإسباني المصاحب للأستاذين كارلوس دي أيالة وخبيير البران، وبالمشاركين وعموم الحاضرين والمتتبعين، معبرا  عن عظيم غبطته وامتنانه بعقد هذه المائدة العلمية المتفردة. 
بعد ذلك أحال الكلمة إلى الدكتور جمال علال البختي؛ حيث رحب في البداية بالمشاركين من إسبانيا، شاكرا الجمعيات المؤطرة لهذا اللقاء العلمي، ثم انتقل في كلمته إلى استشكال موضوع الكتاب المقروء مركزا على مجموعة من المحاور العامة للعقيدة التومرتية وللمرشدة متهمما بما يصب في الكشف عن علاقة الذات الإلهية بالصفات، والتي يعسر فهمها دون الإلمام بكل ما كتبه المهدي في هذا الباب، خصوصا ما يتعلق منها بطرق استدلال المهدي على وجود الله وصفاته. وقد صحّح المتدخل بعض القراءات والمواقف التي اتخِذت في شأن عقيدة ابن تومرت وانتشار الأشعرية بفعل سلطانه؛ حيث لمح إلى ما تضمنه الكتاب موضوع القراءة من اعتبار رجال الدين المسيحيين الذين ترجموا مرشدة المهدي وعقيدته إنما دفعتهم الرغبة في الاستفادة من كتابات ابن تومرت في موضوع الصفات الإلهية، والحال أن ما ارتُكز عليه بهذا الخصوص يحتاج إلى تعمق ونفاذ كبيرين في التراث التومرتي الذي اختلفت في شأنه القراءات والتأويلات.
من جهتها عبرت الأستاذة حسناء داود عن عميق سعادتها باحتضان المكتبة الداودية لهذا اللقاء العلمي النوعي الذي من شأنه مدّ جسور التواصل من جديد بين العدوتين وتعميق أواصر البحث العلمي بين المؤسسات الفكرية الإسبانية والمغربية ذات الاهتمامات المشتركة، مرحبة بالمبادرات التي تصب في هذا المقصد النبيل. ثم عرجت الأستاذة حسناء بإجمال على الكتاب – موضوع القراءات-، محاولة استشفاف الأسباب الرئيسية الكامنة وراء ترجمة نصوص عقدية إسلامية ممثلة في عقيدة ابن تومرت ومرشدته من طرف قس مسيحي هو المطران خمينث في القرن الثالث عشر الميلادي؛ وهي ترجمة تنمّ عن رغبة حثيثة في تبيّن ركائز عقيدة التوحيد الإسلامية ومقارنتها بعقيدة التثليث المسيحية من خلال الوقوف على نصوص ابن تومرت منظر الدولة الموحدية.
ثم انتقلت الكلمة إلى الدكتور عبد الواحد العسري ـ صاحب أطروحة الدكتوراه في ابن تومرت  ـ ؛ استهلها بشكر الهيئات القائمة على هذا الحدث العلمي، ومركزا مداخلته على طبيعة اهتمام علماء النصارى بمراجعة عقيدة التوحيد الإسلامية من خلال النصوص العقدية لابن تومرت- بما تمثله من مسحة عقلانية مطبوعة بتأثير أستاذه الغزالي ـ، في علاقة هذا الاهتمام بمضمون الإيمان الذي سطره المجلس الديني الأوربي وقتئذ، والذي بموجبه قام المطران دي رادة بترجمة المرشدة للبحث عن العلاقة التي يمكن أن تجمع آراء ابن تومرت في مسألة علاقة الذات بالصفات بمسألة الأقانيم في عقيدة التثليث المسيحية، منبها إلى أن الترجمات القديمة للنصوص الدينية وخاصة القرآن الكريم كانت مشوهة، وهي للأسف كانت ولا زالت مدار اعتماد ترجماته قديمها وحديثها. وختم مداخلته بالإشارة إلى جملة من الانتقادات الموجهة للنظرية التي يطرحها صاحب الكتاب مع التنويه بما يفتحه مؤلفه من آفاق جديدة في البحث تتحرّر من سياج الصراع التقليدي القديم بين رجال الدين المسيحيين وعلماء الإسلام.
بدوره اضطلع مسير الجلسة الدكتور جعفر بن الحاج السلمي بمداخلة خصصها للحديث عن أسباب تنظيم هذه القراءات، مبتدئا باستعراض نص “المرشدة” كاملا وقراءة ترجمته الشخصية لخاتمة الكتاب – موضوع القراءات – ليضع المتلقي مباشرة أمام مضامين الكتاب ومحاوره دون واسطة. ثم دعا في ختام مداخلته إلى ضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية لبسط المسائل الفكرية الرابطة بين الضفتين وبين المشتغلين في الفكر المسيحي والفكر الإسلامي كما كانت من قبل ـ على أرض الأندلس ـ أرض النقاش والجدال.
بعد ذلك انتقلت هذه الجلسة العلمية من لسانها العربي إلى نظيره الإسباني من خلال مداخلة أولى ألقاها الدكتور بلال أشمل؛ استهلها المحاضر بوقوف متأن عند طبيعة الترجمات التي قام بها بعض الرهبان الإسبان لترجمة جملة من النصوص العقدية وأهمها محاولة المطران خمينث في ترجمته لمرشدة ابن تومرت، مركزا كلمته على مجموعة من التساؤلات النقدية حول حقيقة الأسباب التي حملت القائمين على الشأن الديني في إسبانيا العصر الوسيط على ترجمة نصوص العقيدة الإسلامية على الرغم من تواجد اختلاف كبير بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية. في هذا الصدد، صرّح المحاضر بعدد من الانتقادات ـ توجّه بها إلى صاحب الكتاب الدكتور دي أيالة ـ بخصوص وجوه تسويغه لهذه الترجمة، مذكرا بسياقها التاريخي ودوافعها السياسية علما بأن زمنها تميز باستتباب السلطة الموحدية على على الأندلس.
أما الدكتور خبيير البران ـ تلميذ مؤلف الكتاب ومتابع أعماله ـ فقد وقف في قراءته على مجموعة من الملاحظات؛ أهمها أن هذا الكتاب – محور القراءات – يبحث في العلاقة بين اللاهوت المسيحي والكلام الإسلامي في تلك الفترة الحرجة من تاريخ العالم (فترة حكم الموحدين بالأندلس)، وهذا الاهتمام ساهم في إذكائه ما تمتعت به شخصية ابن تومرت من هالة علمية بفعل تتلمذه على يد أبي حامد الغزالي المشهور عند المسيحيين بمنهجه العقلاني في تقرير العقائد الدينية وبمساهماته الكبيرة في تجديد علم الكلام الإسلامي.. وكذا ما تميز به الرجل ـ ابن تومرت ـ من دالة سياسية لدى أنصاره وخصومه جعلته موضع اهتمام رجال الدين المسيحيين منذ منتصف القرن السادس للهجرة. و هذا ما يفسر انبراء المطران خمينث لترجمة مرشدة ابن تومرت في تلك الفترة، مع ما أحدثته من ثورة فكرية في عالم البحث في الإلهيات بين المسيحية والإسلام.
وقد تكللت هذه المداخلات بمحاضرة لمؤلفه الكتاب نفسه كارلوس دي أيالة؛ أعرب في بدايتها عن جزيل شكره للمنظمين وعميق عرفانه لاحتفائهم العلمي بصدور كتابه. ثم توغل الدكتور دي أيالة في بيان السياق التاريخي للاهتمام المسيحي بالنصوص الدينية الإسلامية؛ مستعرضا جملة من الأحداث التاريخية التي أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية لشبه الجزية الإيبيرية عقب معركة العقاب أيام الموحدين؛ حيث اشتد الاهتمام بالنصوص الدينية التأسيسية كالقرآن وبعض النصوص العقدية كمرشدة ابن تومرت وعقيدته الأخرى، مسوغا ذلك باعتماد ابن تومرت المنهج العقلي في استدلالاته على العقائد الدينية، وهذه النظرة التومرتية كانت مدعاة وباعثا  للمطران – مترجم نصوصه- على البحث في العلاقة الممكنة بين المسيحية والإسلام انطلاقا من مفهوم الأقانيم الثلاثة المسيحية، بحثا عن دعائم عقلية تزيدها متانة وتماسكا. 
وقد تكللت هذه القراءات بتساؤلات وتعقيبات ومناقشات أثْرت أعمال هذا اللقاء العلمي وأنهضت جميع الحاضرين والمشاركين بالدعوة إلى ضرورة إفساح المجال لمثل هذه المنتديات واللقاءات العلمية النوعية، وهي الدعوة التي قابلها رئيس مركز أبي الحسن الأشعري بالقبول معتبرا إياها داعمة من الدعائم الرئيسية للانفتاح العلمي والفكري على مختلف الفاعلين في هذا المجال.

     نظم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان بالشراكة مع جمعية تطاون أسمير، ومؤسسة محمد داود للثقافة والتاريخ، والجمعية المغربية للدراسات الأندلسية لقاء علميا متميزا احتضنته قاعة المكتبة الداودية بتطوان عصر يوم الجمعة، 21 صفر1439هـ ـ 10 نونبر 2017م لتقديم قراءات نقدية عالمة لكتاب أ. د. كارلوس دي أيالة Carlos de ayala martinez المعنون بـ: “ابن تومرت والمطران خمينث دي رادة، والمسألة الإلهية”.

«Ibn tumart,el arzobispo jimenez de rada y la cuestion sobre dios»

تميز اللقاء بمداخلات باللغتين العربية والإسبانية، وعرف مشاركة نخبة من المفكرين والباحثين المتخصصين، هم:

ـ صاحب الكتاب المقروء الدكتور كارلوس دي أيالة (أستاذ كرسي التّاريخ الوسيط بجامعة مدريد المستقلة).

ـ الدكتور خبيير البران (الباحث بالمجلس الأعلى للبحث العلمي بمدريد). 

ـ الدكتور جعفر ابن الحاج السلَمي (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بتطوان).

ـ  الدكتور جمال علال البختي (رئيس مركز أبي الحسن الأشعري). 

ـ الدكتور محمد عبد الواحد العسري (الأستاذ بكلية الآداب بتطوان). 

ـ الأستاذة حسناء داود (مديرة المكتبة الداودية).

ـ الدكتور بلال أشمل (باحث بوزارة التربية الوطنية بتطوان).

ابتدأ اللقاء بكلمة رحب فيها مسير اللقاء د.جعفر بن الحاج السلمي بالوفد الإسباني المصاحب للأستاذين كارلوس دي أيالة وخبيير البران، وبالمشاركين وعموم الحاضرين والمتتبعين، معبرا  عن عظيم غبطته وامتنانه بعقد هذه المائدة العلمية المتفردة. 

بعد ذلك أحال الكلمة إلى الدكتور جمال علال البختي؛ حيث رحب في البداية بالمشاركين من إسبانيا، شاكرا الجمعيات المؤطرة لهذا اللقاء العلمي، ثم انتقل في كلمته إلى استشكال موضوع الكتاب المقروء مركزا على مجموعة من المحاور العامة للعقيدة التومرتية وللمرشدة متهمما بما يصب في الكشف عن علاقة الذات الإلهية بالصفات، والتي يعسر فهمها دون الإلمام بكل ما كتبه المهدي في هذا الباب، خصوصا ما يتعلق منها بطرق استدلال المهدي على وجود الله وصفاته. وقد صحّح المتدخل بعض القراءات والمواقف التي اتخِذت في شأن عقيدة ابن تومرت وانتشار الأشعرية بفعل سلطانه؛ حيث لمح إلى ما تضمنه الكتاب موضوع القراءة من اعتبار رجال الدين المسيحيين الذين ترجموا مرشدة المهدي وعقيدته إنما دفعتهم الرغبة في الاستفادة من كتابات ابن تومرت في موضوع الصفات الإلهية، والحال أن ما ارتُكز عليه بهذا الخصوص يحتاج إلى تعمق ونفاذ كبيرين في التراث التومرتي الذي اختلفت في شأنه القراءات والتأويلات.

من جهتها عبرت الأستاذة حسناء داود عن عميق سعادتها باحتضان المكتبة الداودية لهذا اللقاء العلمي النوعي الذي من شأنه مدّ جسور التواصل من جديد بين العدوتين وتعميق أواصر البحث العلمي بين المؤسسات الفكرية الإسبانية والمغربية ذات الاهتمامات المشتركة، مرحبة بالمبادرات التي تصب في هذا المقصد النبيل. ثم عرجت الأستاذة حسناء بإجمال على الكتاب – موضوع القراءات-، محاولة استشفاف الأسباب الرئيسية الكامنة وراء ترجمة نصوص عقدية إسلامية ممثلة في عقيدة ابن تومرت ومرشدته من طرف قس مسيحي هو المطران خمينث في القرن الثالث عشر الميلادي؛ وهي ترجمة تنمّ عن رغبة حثيثة في تبيّن ركائز عقيدة التوحيد الإسلامية ومقارنتها بعقيدة التثليث المسيحية من خلال الوقوف على نصوص ابن تومرت منظر الدولة الموحدية.

ثم انتقلت الكلمة إلى الدكتور عبد الواحد العسري ـ صاحب أطروحة الدكتوراه في ابن تومرت  ـ ؛ استهلها بشكر الهيئات القائمة على هذا الحدث العلمي، ومركزا مداخلته على طبيعة اهتمام علماء النصارى بمراجعة عقيدة التوحيد الإسلامية من خلال النصوص العقدية لابن تومرت- بما تمثله من مسحة عقلانية مطبوعة بتأثير أستاذه الغزالي ـ، في علاقة هذا الاهتمام بمضمون الإيمان الذي سطره المجلس الديني الأوربي وقتئذ، والذي بموجبه قام المطران دي رادة بترجمة المرشدة للبحث عن العلاقة التي يمكن أن تجمع آراء ابن تومرت في مسألة علاقة الذات بالصفات بمسألة الأقانيم في عقيدة التثليث المسيحية، منبها إلى أن الترجمات القديمة للنصوص الدينية وخاصة القرآن الكريم كانت مشوهة، وهي للأسف كانت ولا زالت مدار اعتماد ترجماته قديمها وحديثها. وختم مداخلته بالإشارة إلى جملة من الانتقادات الموجهة للنظرية التي يطرحها صاحب الكتاب مع التنويه بما يفتحه مؤلفه من آفاق جديدة في البحث تتحرّر من سياج الصراع التقليدي القديم بين رجال الدين المسيحيين وعلماء الإسلام.

بدوره اضطلع مسير الجلسة الدكتور جعفر بن الحاج السلمي بمداخلة خصصها للحديث عن أسباب تنظيم هذه القراءات، مبتدئا باستعراض نص “المرشدة” كاملا وقراءة ترجمته الشخصية لخاتمة الكتاب – موضوع القراءات – ليضع المتلقي مباشرة أمام مضامين الكتاب ومحاوره دون واسطة. ثم دعا في ختام مداخلته إلى ضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية لبسط المسائل الفكرية الرابطة بين الضفتين وبين المشتغلين في الفكر المسيحي والفكر الإسلامي كما كانت من قبل ـ على أرض الأندلس ـ أرض النقاش والجدال.

بعد ذلك انتقلت هذه الجلسة العلمية من لسانها العربي إلى نظيره الإسباني من خلال مداخلة أولى ألقاها الدكتور بلال أشمل؛ استهلها المحاضر بوقوف متأن عند طبيعة الترجمات التي قام بها بعض الرهبان الإسبان لترجمة جملة من النصوص العقدية وأهمها محاولة المطران خمينث في ترجمته لمرشدة ابن تومرت، مركزا كلمته على مجموعة من التساؤلات النقدية حول حقيقة الأسباب التي حملت القائمين على الشأن الديني في إسبانيا العصر الوسيط على ترجمة نصوص العقيدة الإسلامية على الرغم من تواجد اختلاف كبير بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية. في هذا الصدد، صرّح المحاضر بعدد من الانتقادات ـ توجّه بها إلى صاحب الكتاب الدكتور دي أيالة ـ بخصوص وجوه تسويغه لهذه الترجمة، مذكرا بسياقها التاريخي ودوافعها السياسية علما بأن زمنها تميز باستتباب السلطة الموحدية على الأندلس.

أما الدكتور خبيير البران ـ تلميذ مؤلف الكتاب ومتابع أعماله ـ فقد وقف في قراءته على مجموعة من الملاحظات؛ أهمها أن هذا الكتاب – محور القراءات – يبحث في العلاقة بين اللاهوت المسيحي والكلام الإسلامي في تلك الفترة الحرجة من تاريخ العالم (فترة حكم الموحدين بالأندلس)، وهذا الاهتمام ساهم في إذكائه ما تمتعت به شخصية ابن تومرت من هالة علمية بفعل تتلمذه على يد أبي حامد الغزالي المشهور عند المسيحيين بمنهجه العقلاني في تقرير العقائد الدينية وبمساهماته الكبيرة في تجديد علم الكلام الإسلامي.. وكذا ما تميز به الرجل ـ ابن تومرت ـ من دالة سياسية لدى أنصاره وخصومه جعلته موضع اهتمام رجال الدين المسيحيين منذ منتصف القرن السادس للهجرة. و هذا ما يفسر انبراء المطران خمينث لترجمة مرشدة ابن تومرت في تلك الفترة، مع ما أحدثته من ثورة فكرية في عالم البحث في الإلهيات بين المسيحية والإسلام.

وقد توجت هذه المداخلات بمحاضرة لمؤلف الكتاب نفسه كارلوس دي أيالة؛ أعرب في بدايتها عن جزيل شكره للمنظمين وعميق عرفانه لاحتفائهم العلمي بصدور كتابه. ثم توغل الدكتور دي أيالة في بيان السياق التاريخي للاهتمام المسيحي بالنصوص الدينية الإسلامية؛ مستعرضا جملة من الأحداث التاريخية التي أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية لشبه الجزيرة الإيبيرية عقب معركة العقاب أيام الموحدين؛ حيث اشتد الاهتمام بالنصوص الدينية التأسيسية كالقرآن وبعض النصوص العقدية كمرشدة ابن تومرت وعقيدته الأخرى، مسوغا ذلك باعتماد ابن تومرت المنهج العقلي في استدلالاته على العقائد الدينية، وهذه النظرة التومرتية كانت مدعاة وباعثا  للمطران – مترجم نصوصه- على البحث في العلاقة الممكنة بين المسيحية والإسلام انطلاقا من مفهوم الأقانيم الثلاثة المسيحية، بحثا عن دعائم عقلية تزيدها متانة وتماسكا. 

وقد تكللت هذه القراءات بتساؤلات وتعقيبات ومناقشات أثْرت أعمال هذا اللقاء العلمي وأنهضت جميع الحاضرين والمشاركين بالدعوة إلى ضرورة إفساح المجال لمثل هذه المنتديات واللقاءات العلمية النوعية، وهي الدعوة التي قابلها رئيس مركز أبي الحسن الأشعري بالقبول معتبرا إياها داعمة من الدعائم الرئيسية للانفتاح العلمي والفكري على مختلف الفاعلين في هذا المجال.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق