الرابطة المحمدية للعلماء

علامات الترقيم: أهميتها وآثارها في ضبط النص وفهمه، موضوع دورة تكوينية بالرباط.

نظمت بنية تكوين الدكتوراة: «الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر في العالم المتوسطي»، دورة تكوينية في موضوع: «علامات  الترقيم: أهميتها وآثارها في ضبط النص وفهمه»، من تأطير الأستاذ الدكتور عبد الرزاق الجاي حفظه الله، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بقاعة المرحوم الفقيه المنوني رحمه الله، وذلك يومه السبت5 ربيع الآخر 1437هـ، الموافق لـ 16  يناير 2016م، ابتداء من الساعة 9  صباحا.

افتُتِحت الدورة التكوينية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الباحث أيوب بن عائشة، لتتلوها كلمة مؤطر الدورة التكوينية الأستاذ الدكتور عبد الرزاق الجاي، التي عبّر فيها عن أهمية هذه الدورة التكوينية، لأنها تساهم في الرقي بالبحث العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وترمي أيضا إلى تجويد البحوث العلمية في المستقبل القريب، حتى تكون متميّزة في مضمونها وشكلها.

ويأتي انعقادها، حسب المحاضر، بعد مشاورة الدكتور محمد قجوي حفظه الله، منسق بنية الدكتوراة: «الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر في العالم المتوسطي»، ورئيس «فريق البحث الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع»، بالنظر إلى الصعوبات التي تعترض طريق الباحث خاصة في مجال الترقيم؛ ترقيم البحوث، وتأتي أيضا مع وجود كم لا بأس به من الأطروحات المناقَشة، التي لم تستحضر عملية الترقيم، كلغة مساعدة في تجويد البحث، وإعطائه قيمة متميزة.

واعتبر د. عبد الرزاق الجاي، الترقيم لغة مكملة، لأن بحسبه الترقيم أو العلامات هي التي تميز بداية الكلام ونهايته، وتعطي نكهة أخرى في بلاغة الكلام، فلا يستطيع أن يستغني عنها الباحث.

وقد تبدّى للأستاذ المحاضر أن كثيرا ممن حرّر في مناهج البحث، أغفل جانب علامات الترقيم، مستثنيا نموذجين، ألفا في هذا الفن، الشيخ الفقيه المنوني رحمه، من خلال المحاضرة التي نشرت ضمن سلسلة الدراسات البيبليوغرافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، «المصار العربية لتاريخ المغرب الفترة المعاصرة»، 1790ـ1930م، والكتاب الثاني لأحمد شلبي: «كيف تكتب بحثا أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة الأبحاث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة» طبعة: مكتبة النهضة المصرية، ط.6، 1968م، ألحق في آخر كتابه علامات الترقيم.

وأشار في سياق حديثه عن أهمية هذه الدورة التكوينية إلى أن “غاية العناية بالترقيم هو تقديم الفكرة بوضوح تام”؛ مفسرا ذلك، بالقول بأن: “علامات الترقيم هي لغة مكملة ومتممة لمعنى الكلام”.

ومن علامات الترقيم التي أشار إليها في هذه الدورة التكوينية المتميزة، مع أمثلة توضيحية تُبلّغ المقصود من كل ما رمى إليه، مع تبيان أحوال كل علامة.

فتحدث بداية عن النقطة (.)، التي توضع في نهاية الجملة التامة المعنى، ثم الفاصلة (،) التي توضع في أحوال أربعة بحسبه؛ بعد لفظ المنادى، وبين الجملتين المرتبطتين في المعنى والإعراب، وبين الشرط والقسم وبين القسم والجواب، وبين المفردات المعطوفة.

وحصر أحوال الفاصلة المنقوطة (؛) في حالتين: بعد جملة، ما بعدها سبب فيها، وبين الجملتين المرتبطتين في المعنى دون الإعراب.

وعدد مواضع النقطتين (:) في ثلاثة مواضع؛ الأولى: بين القول والمقول، والثانية: بين الشيء وأقسامه، وأنواعه، والثالثة: قبل الأمثلة التي توضح القاعدة.

وتحدث عن علامة الاستفهام (؟)، التي تكون عقب جملة الاستفهام سواء كانت ظاهرة أو مقدرة، ثم علامة التعجب (!) ، التي توضع في آخر جملة يُعبّر فيها عن فرحٍ أو حزنٍ أو تعجّبٍ، أو استغاثَةٍ، أو دعاءٍ، أو تأسّفٍ.

وحصر المواضع التي تكون فيها الشَرطة (ـ)، في موضعين: في أول السّطر في حال المحاورة بين اثنين، وبين العدد والمعدود إذا وقعا عنوانا في أول السّطر.

وعرج على الشرطتان (ـ …….. ـ)، اللتان توضعان لفصل جملة أو كلمة معترضة، فيتصل ما قبلها بما بعدها، ثم تحدّث عن الشولتين أو المزدوجتين «»، اللتان توضعان بين العبارات المنقولة حرفيا من كلام غير، وتكلم عن القوسين ( )، اللذان يوضعان بين عبارات التفسير والدعاء القصير، ثم القوسان المركنان [   ]، اللذان يوضع بينهما زيادة قد يدخلها الشخص في جملة اقتبسها، وأخيرا علامة الحذف (…)، التي أقلها ثلاثة، وتوضع مكان كلام اقتبسه الكاتب. 

ليعقب هذه المحاضرة نقاش علمي وأسئلة حول علامات الترقيم والأمثلة التي ضربها الأستاذ المحاضر، من طرف الباحثين والباحثات ببنية الدكتوراة.

تلتها ورشات تطبيقية ـ بعد استراحة قصيرة ـ، لنصوص مختارة من كتاب «الصَّوارمُ والأسنَّة في الذَّب عن السُّـنَّة»، لمحمد بن أبي مدين الشنقيطي ـ طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب ـ، خالية من علامات الترقيم، إلا مانذر.

انقسم الباحثون والباحثات بالدكتوراة، إلى أربع مجموعات كبرى، وفي كل مجموعة فئتين، اشتغلتا على نصين مختلفين، من أجل وضع علامات الترقيم بالنص المختار، في ضوء ما أفاد به الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرزاق الجاي، في محاضرته الماتعة.

لتختم الورشات التطبيقية، بقراءة تقارير كل مجموعة على حدةٍ، عبّرت فيها كل مجموعة عن كيفية قراءتها للنص التطبيقي، وارتساماتها نحوه، والصعوبات التي واجهتها في وضع علامات الترقيم للنص، معبّرة في ختام التقرير عن شكرها وامتنانها للأستاذ الدكتور عبد الرزاق الجاي، والأستاذ الفاضل الدكتور محمد قجوي، منسق بينة الدكتوراة: “الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر في العالم المتوسطي”.

وفي آخر الدورة التكوينية وزّعت شواهد الحضور على الباحثين والباحثاث، ببينة الدكتوراة الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر في العالم المتوسطي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

من إنجاز: محمد لحمادي

    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق