مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

سلسلة مجالس “مُغني اللبيب” الحلقتان الرابعة والخامسة

أكتوبر 10, 2019

استؤنف يوم الأربعاء 11 محرم 1440هـ، الموافق لـ 10 أكتوبر 2019 م، المجلسان الرابع والخامس من مجالس مغني اللبيب، وذلك لمتابعة  مدارسة كتاب «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» التي يشرف عليها فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع بمقر مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية لفائدة باحثي المركز.

ود استأنَف المُحاضرُ الكلام عن الهمزَة، في باب تفسير المفرَدات وذِكْرِ أحكامِها، واقتصر في هذا المجلس على الحديث عن فصل في « خروج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي»، وقد ذكرَ المُحاضرُ في شرحه لهذا المحور أن الهمزة قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي فترد لثمانية معانٍ:

– أحدها التسوية، وذكر أنه ربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة سواء بخصوصها وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد «ما أبالي»و«ما أدري»و«ليت شعري»، وهنا بين الضابط أنها الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، نحو«سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم» ونحو«ما أبالي أقمت أم قعدت».

– المعنى الثاني اختص بالإنكار الإبطالي وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع، وأن مدعيه كاذب، نحو:«أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا»«فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون»«أفسحر هذا». وذكر المحاضر من جهة إفادة هذه الهمزة نفي ما بعدها لزم ثبوته إن كان منفيا؛ لأن نفي النفي إثبات نحو: «أليس الله بكاف عبده» أي: الله كاف عبده، ولهذا عطف مدخول الواو من «ووضعنا» على «ألم نشرح لك صدرك» لما كان معناه: شرحنا لك صدرك. مشيرا إلى قول جرير في عبد الملك:

ألستُم خيرَ مَن ركبَ المطايا        وأندى العالَمين بطونَ راح

– المعنى الثالث الذي اختص بالإنكار التوبيخي، وبين أن ما بعدها واقع، وأن فاعله معلوم نحو«أتعبدون ما تنحتون»«أغير الله تدعون»«أئفكا ءالهة دون الله تريدون».

– المعنى الرابع اختص بالتقرير ومعناه حملُك المخاطبَ على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عندَه ثبوتُه أو نفيُه، ويجب أن يليها الشيءُ الذي تقرره به، نحو أضربت زيدا؟ وبالفاعل: أأنت ضربت زيدا؟ وبالمفعول: أزيدا ضربت؟ كما يجب ذلك في المستفهم عنه، وقوله تعالى: «أأنت فعلت هذا »محتمل لإرادة الاستفهام الحقيقي، بأن يكونوا لم يعلموا أنه الفاعل، ولإرادة التقرير، بأن يكونوا قد علموا ولا يكون استفهاما عن الفعل ولا تقريرا به؛ لأن الهمزة لم تدخل عليه ولأن إبراهيمَ عليه السلام قد أجابهم بالفاعل بقوله: «بل فعله كبيرهم هذا». والمعنى الخامس ذكر فيه التهكم نحو:«أصلواتُك تأمرُك أن نتركَ ما يعبد آباؤنا».

– أما الخامسُ، فمعنى التهكم، نحو (أصلاتُك تأمرُك أنْ نتركَ ما يعبدُ آباؤنا)

 – أما المعنى السادس فدخولُها على ما يدلُّ على معنى الأمر نحو: «أأسلمتم» أي أسلموا

 – واختص المعنى السابع بالتعجب نحو:«ألم تر إلى ربك كيف مد الظل»

–  أما المعنى الأخير فهو الاستبطاء، نحو: «ألم يأن للذين آمنوا».

 

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق