شكل موضوع “رحلتي عبر الضوء” محور الورشة العلمية التي نظمها نادي العلوم بمجلة الفطرة بالرابطة المحمدية للعلماء للأطفال بإعدادية الهناء بسلا يوم الأربعاء 02 دجنبر 2015، بمناسبة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرامي بتخصيص 2015 السنة الدولية للضوء وتشكيل اليونسكو لمجموعة ابن الهيثم للاحتفال بمرور ألف عام على تأسيسه لعلم الضوء.

استهلت هذه الورشة التي حضرها أزيد من 180 طفلا فقراتها بكلمة شكر وامتنان لمختلف الأطفال الحاضرين ألقتها الأستاذة “عزيزة بزامي” رئيسة تحرير مجلة الفطرة مبينة في كلمتها الافتتاحية نبذة موجزة حول مشروع مجلة الفطرة وانفتاحها الكبير على قضايا واهتمامات الطفولة مؤكدة أن المجلة موجهة من الطفل إلى الطفل ترنو إلى غرس مجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية التربوية الهادفة تعبر عن عصره وزمنه من خلال جملة من التعابير اللغوية والصور الذهنية التثقيفية والقصص المتنوعة…

وبعد هذه الكلمة الافتتاحية تناول الأستاذ “عبد اللطيف زكراوي” في عرضه أهمية الطاقة الضوئية في الحياة بحيث استعرض مجموعة من المحاور الأساسية حول هذه الطاقة، ومجالات استعمالها وطرق تدبيرها إلى جانب إعطاء نظرة شمولية حول التمثيل الضوئي ومفهومه، وكذا جملة من المفاهيم الأولية حول الاحتباس الحراري؛ وحول مصادر الطاقة… إلى جانب مجموعة من القوانين المغربية الخاصة بمجال الطاقة…

وفي مستهل عرضه لفت الأستاذ انتباه الأطفال إلى أهمية المحافظة على الطاقة الضوئية، وطرق ترشيد استهلاكها في حياتنا اليومية لكون هذا السلوك الإيجابي يعتبر خطوة أساسية للحد من التغيرات المناخية التي تعصف بمستقبل الكرة الأرضية…

كما أشار الأستاذ في عرضه إلى أن الضوء يعتبر أحد أهم الركائز الأساسية لمصادر الطاقة الأحفورية، مثل البترول والغاز وغيرها… والتي تستخدم في محطات توليد الكهرباء الشيء الذي سيساعد في ترشيد إستعمال الطاقة الضوئية والحفاظ على مختلف مصادرها للأجيال القادمة.

ومن بين المحاور البارزة في عرض الأستاذ والغنية عن البيان إشارته الكبيرة إلى العالم الموسوعي رائد علم الضوء ابن الهيثم الذي أطلق عليه اسم “أبو البصريات الحديثة” صاحب كتاب “المناظر” الذي وضع قوانين الانكسار والانتشار الضوئي، وله أطروحات متنوعة ورسالة في الضوء كانت بمثابة استكمال لكتابه المناظر، فيها تحقيقات حول خصائص الإنارة والإشعاعية المشتتة…

ويضيف الأستاذ في عرضه مجموعة من النظريات حول الضوء كنظرية “أوغسطين جان فرينيل” التي تحدد الضوء باعتباره موجة؛ ونظرية “جيمس كليرك ماكسويل” الخاصة بالموجات الكهرومغناطيسية للضوء؛ ونظرية النسبية العامة التي وضعها “أينشتاين“ الرامية إلى استكشاف الضوء من خلال المكان والزمان؛ واكتشاف “أرنو بينزياس وروبرت ويلسون” إشعاع الخلفية الميكروبي الكوني؛ والإنجازات الرائدة “لتشارلز كاو“ في مجال الألياف البصرية التي أتاحت التوصل إلى تكنولوجيات تحويلية من قبيل اتصالات النطاق العريض السائدة في الوقت الحالي…

واختتم هذا اللقاء بتقديم شريط فيديو تعريفي بمجلة الفطرة يبين أهم منجزاتها وأنشطتها التربوية والعلمية والفنية المتنوعة…