الرابطة المحمدية للعلماء

ذ.عبادي يفتتح أشغال الورشة العلمية حول ” النموذج التوحيدي للمعرفة :المعالم والمراسم”

دعا الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى ضرورة الوعي بمفهوم القبلة واستبانتها عند الخوض في النموذج التوحيدي للمعرفة لأن القضية، على حد قوله، “تبدأ وتنتهي من تيمم الانسان للقبلة والوعي بها وبشروطها المعرفية”.

وأشار فضيلة السيد الأمين العام، الذي كان يتحدث صباح أمسالثلاثاء بالرباط، في ورشة علمية نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع “النموذج التوحيدي للمعرفة: المعالم والمراسم”، الى أن علوم القبلة والوجهة وتحديد الموقع موجودة بكثرة في كتاب الله المسطور، )القرآن الكريم(، والتي يتعين على الانسان اكتشافها واستنطاقها من خلال تلمس أضرب الكسب المعرفي، و الوقوف عند آيات الذكر الحكيم، بالإضافة الى ضرورة التزام القراءة في الكتاب المسطور “الكون”.

و في هذا الصدد، أوضح الدكتور عبادي أن عملية القراءة هاته سواء في كتاب الله المسطور أو المنظور، تمر من جملة من المصافي العقلية والجثمانية والوجدانية و الاجتماعية والمحلية والعالمية المتصلة بتدبير شؤون الأسرة و العالم”، مشيرا الى أن “مفهوم القبلة مفهوم وظيفي وليس تعبدي على اعتبار أن الانسان يريد أن يعرف منتهى ادراكه وبالتالي فالقضية هنا وظيفية محضة وليست تعبدية”.

الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء اعتبر عند حديثه عن “النموذج التوحيدي للمعرفة”، أن التوحيد في المنظومة القرآنية يتم الحديث عنه باعتباره “خيطا ناظما” للمعرفة من  خلال دعوة الخلق الى الكسب المعرفي، والقراءة في الكتاب المنظور والمسطور”، مشددا على أن ” تغييب مفهوم القبلة أو الوجهة وعدم الوعي بها، داخل كبريات المختبرات العالمية أنتج لنا اختراعات بمضار وسلبيات، لأن تلك المختبرات اشتغلت بمنطق السوق القائم على الربح والتنافسية”، مبرزا في هذا السياق أن المشاكل التي يواجهها عالم اليوم، من تغيرات مناخية، والطفرة التكنولوجية بسلبياتها،.. راجعة بالأساس الى غياب القبلة والهدف والوجهة التي نتغياها من هذه الابتكارات، مما يستدعي على حد قول الأستاذ المحاضر، “ايجاد حلول لهذا التعامل غير الراشد مع كوكبناالأرض”.

فضيلة السيد الأمين العامشدد في محاضرته الافتتاحية التأطيرية لأشغال هذه الورشة العلمية، على أن مفهوم “القراءة باسم الله” ليس حديثا استيطيقيا، كما ان القبلة ليس مفهوم تعبديا محضا بل وظيفيا في صلب الواقع واشكالاته المعقدة”، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة تيمم و تحديد القبلة والاستفادة بالوعي بالقيمة لتحديد السعي الراشد بشكل ينفعالفرد والجماعة في إطار الأسرة الممتدة والكونية والحفاظ على أمانة هذا الكوكب الذي نعيش فيه”.

وأوضج الدكتور عبادي  أن “مفهوم البراديغم (النموذج الفكري) المعرفي مغيب في عالم اليوم، لأن المصلحة الذاتية للأفراد والاختراعات نفسها، أصبحت تسجل باسم أشخاص وشركات، دون أن يكون هناك هامش لنفع الآخر”، مبرزا أن  “التجاربفي المختبرات العالمية المتصلة بالكتاب المنظور (الكون)، والأخرى التي تتصل مع الكتاب المسطور (القرآن)، في تعامل مع الآيات المنظورة أو المسطورة، وجب أن يكون باسم الله، وفي سبيل الله من أجل نفع عيال الله”.

وأضاف الأستاذ المحاضر أن ” المشكلات التي يواجهها عالم اليوم، من تغيرات مناخية، وطفرة تكنولوجية بسلبياتها، راجعة بالأساس إلى غياب القبلة والهدف والوجهة التي نتغياها من هذه الابتكارات”، داعيا إلى “إيجاد حلول لهذا التعامل غير الراشد مع كوكبنا الأرض”.

وتشهد أشغال هذه الورشة العلمية، تنظيم ورشتين علميتين، ستخصص الأولى للحديث عن “المحددات النظرية والمنهجية والقيمية المعيارية للنموذج التوحيدي للمعرفة”، فيما ستخصص الجلسة العلمية الثانية لـ”الأبعاد الاجرائية والوظيفية، والنماذج التطبيقية للنموذج التوحيدي للمعرفة”.

هذا، ويشارك في أشغال هذه الورشات العلمية ثلة من الأساتذة والباحثين، الذين سينكبون طيلة يومين على مناقشة مختلف المواضيع المتصلة بالنموذج التوحيدي للمعرفة، من خلال القاء نظرات في السياق والدلالات، والمسؤولية الانسانية باعتبارها أساسا توحيديا، الى جانب الكشف عن معالم البناء التوحيدي للمعرفة في القرآن الكريم وأبعاده القيمية والتربوية وأثره في بناء الانسان الصالح.

يشار الى أن هذه الورشة العلمية تعقد على هامشالمجلس الأكاديمي التاسع عشر، الذي تنظمه الرابطة المحمدية للعلماء عملا بمقتضيات الظهير الشريف المؤسس والمنظم للمؤسسة.

 ويضم جدول أعمال المجلس التداول حول سير أعمال المؤسسة، وآفاق مشاريعها المستقبلية، مع عرض مشاريع أعمال مراكز الدراسات والأبحاث والوحدات العلمية التابعة للمؤسسة، في مجال تفكيك خطاب التطرف والإرهاب.

ويأتي انعقاد هذا الجمع العام إسهاما في تعزيزوتثبيت دعائم الأمن الروحي لهذا البلد الأمين في إطار دستور المملكة الجديد تحت القيادة الرشيدة لحامي الملة والدين مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.

المحجوب داسع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق