الرابطة المحمدية للعلماء

د. عبادي يشارك بمراكش في فعاليات الدورة الرابعة لبرنامج الجامعة الربيعية في السجون

شارك فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء في افتتاح فعاليات الدورة الربيعية التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج حول موضوع” الصورة السجنية ومفهوم الإدماج”، وذلك في إطار الدورة الرابعة لبرنامج الجامعة في السجون.

وقال الدكتور عبادي إن “الجامعة الربيعية تتمحور كلها حول موضوع الكرامة الإنسانية سواء داخل المؤسسة السجنية أو خارجها”، مشيرا الى أن “صورة المؤسسة السجنية تتجلى في أبعاد مختلفة، فهناك البعد الماثل في النص التشريعي، وآخر ماثل في وجدانات وعقول ونصوص وتنظيمات المندوبية العامة والجهات المكلفة بالتنزيل والأجرأة، ومنها بعد يتعلق بالصورة الواقعية كما يعيشها النزلاء والنزيلات بالمؤسسات السجنية، علاوة على بعد آخر متصل بانطباعات ووجدانات وأذهان كل مكونات المجتمع عن هذه المؤسسة، بالإضافة الى بعد يتمحور حول الشكل الذي ينبغي أن تقدم به الصورة السجنية في مجالات إبداعية سواء كانت سينمائية، أو سمعية بصرية أو تصويرية فوتوغرافية أو نصية أدبية، أو رسوما متحركة أوقصص مصورة، او قصائد شعرية”.

فضيلة السيد الأمين العام أوضح في ذات السياق أن الصورة السجنية يمكنها من الناحية الوظيفية في أفق مفهوم الادماج، أن تكون كاشفة للأمور التي لم يتم تنزيلها بعد وللمعاناة التي يعانيها النزلاء، وكاشفة في ذات الوقت للنقلة التي ينبغي أن تحدث في هذه المؤسسة”، مشددا على ضرورة التقاط الصورة السجنية وأجرأتها في صورة إبداعية وفنية وديداكتيكية لكي تكون هذه الصورة رافعة في مجال إعادة الإدماج

 وأشاد الدكتور عبادي بالهندسة التي تمت بها هندسة هذه الجامعة الربيعية بورشاتها وندواتها، معتبرا إياها ” قدح زند”، و “تجربة فضلى وتناول جديد” يستحق أن تهنأ عليه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج

من جانبه، أكد محمد التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن المندوبية اختارت موضوع هذه الجامعة حول صورة السجن والساكنة السجنية، لأن هذه إشكالية حقيقية يجب أن تسلط عليها الاضواء.

وأضاف التامك أن التعاطي مع السجن ونزلائه صوتا وصورة تحكمه معايير أمنية وقانونية يفرضها القانون ، ولذلك عمدت المندوبية لتقديم مقترح للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل إنجاز ميثاق يحدد تعاطي الإعلام مع الشؤون السجنية، مشيرا ان هذا المقترح لاقى استجابة فورية من قبل المؤسستين”، مبرزا أن مندوبيته أصدرت النسخة الأولى من مجلة “دفاتر السجون”، تشجيعا منها للسجناء المبدعين، حيث تحتضن هذه المجلة الإبداعات الأدبية والشعرية لنزلاء المؤسسات السجنية.

من جهته، قال إدريس اليزمي رئس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن اختيار ” الصورة السجنية ومفهوم الإدماج” كموضوع للجامعة الربيعية للسجون مهم جدا لأنه لم يسبق أبدا أن تم تناول هذه الموضوع، إلا في الفضاءات العلمية المختصة.”، مضيفا أنه لابد من مساءلة الضمير المجتمعي المغربي حول نظرته للمؤسسة السجنية، لان الكثير من الصور والتمثلات حول السجون ونزلائها تكون نمطية وسطحية.

وأكد اليزمي على ضرورة انفتاح المؤسية السجنية على محيطها، مشيرا أن المجتمع بكل مؤسساته يجب أن يحدث نقلة نوعية في علاقته مع نزلاء المؤسسات السجنية.

وأشار ذات المتحدث الى أن اطر المجلس الوطني لحقوق الانسان يقومون بزيارات ميدانية دورية للمؤسسات السجنية بمختلف مناطق المغرب”، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات واقعية للحد من الاكتظاظ وإعادة النظر في منظومة الاعتقال الاحتياطي، بالإضافة إلى وضع ظاهرة الجريمة تحت منظار التشريح والتحليل.

من جانبها، قالت أمنية المريني الوهابي رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إن وسائل الإعلام تلعب دورا محوريا في تشكيل الوعي المجتمعي، لذلك لابد من إثارة النقاش العمومي حول القضايا السجنية، وان يساهم الإعلام في محاربة الصور النمطية حول نزلاء السجون والمؤسسات السجنية.

وأضافت المريني أن “الهاكا” سبق لها أن أصدرت قرارا حول احترام قرينة البراءة، من أجل صيانة الحقوق وخاصة الكرامة الإنسانية، إضافة إلى احترام أخلاقيات المهنة وصورة السجناء”، مؤكدة أن الهاكا بصدد مراجعة دفاتر تحملات متعهدي البث السمعي البصري، على ضوء القرارات والمستجدات القانونية والتشريعية الجديدة في مجال الإعلام.

 ويتناول برنامج هذه الدورة الربيعية التي يحتضنها السجن المحلي لوداية بمراكش، ” الصورة السجنية وهوية الإدماج، الحدود الفاصلة بين الإعلام والتشهير” و”التصوير داخل السجون والمرجعية والقانونية والمبادئ الأساسية” و” إنتاج واستهلاك الصورة السجنية، المقاربة والأهداف” و”الصورة السجنية بين الأمس واليوم”، و”الصورة السجنية بين هاجس الأمن ورهان الإبداع”، وكذا ورشات موضوعاتية تهم التصوير الفوتوغرافي يؤطرها خبراء وأساتذة جامعيون من المغرب والخارج.

وتميز اليوم الأول من هذا الملتقى، بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووزارة الثقافة والاتصال وجامعة القاضي عياض بمراكش، وكذا مذكرة تفاهم بين المندوبية العامة والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، وعرض شريط سينمائي من إنتاج المركز السينمائي المغربي.

وستعرف هذه الدورة الربيعية تنظيم فقرات فنية وموسيقية، كما سيتم توزيع شواهد المشاركة وجوائز تقديرية على السجناء المتفوقين في الدراسة والتكوين المهني.

المحجوب داسع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق