د.عبادي يستعرض بالرباط تجربة المملكة المغربية في التمنيع ضد التطرف والإرهاب

نوفمبر 19, 2019

دعا فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى تمنيع الشباب والأطفال ضد خطابات الكراهية، و المفاصلة، والتطرف، من خلال بناء “جهاز مناعاتي” لديهم مشكل من “مضادات حيوية” تقيهم من أفكار الغلو، والتطرف”، باعتماد مقاربات مختلفة، على رأسها “التثقيف بالنظير” التي أثبتت فعاليتها في نقل السلوكيات السليمة والايجابية”.

وشدد الدكتور عبادي، الذي كان يتحدث أمس الأربعاء 20 نونبر 2019م، في لقاء نظمه “المركز الثقافي الصيني”في موضوع ” في تحقيق الطفرة، من الوقاية إلى التمنيع في مجال محاربة الإرهاب: قراءة في التجربة المغربية”، على ضرورة تجديد الخطاب الديني لمواءمة قضايا العصر، والإشكاليات التي يطرحها الفهم السقيم للدين، وذلك بغية مواجهة من اجتالوا، واختطفوا الدين الإسلاميمن المتطرفين خدمة لأيديولوجياتهم، وأفكارهم المتطرفة”.

وبعد أن استعرض الدكتور عبادي، “الأحلام الأربعة” و”الجراحات التسعة”، التي تستند إليها الجماعات المارقة والمتطرفة لتسويق خطابها العنيف، أكد الدكتور عبادي أن ” نجاح التجربة المغربية في محاربة التطرف والإرهاب، يعود فيه الفضل لمؤسسة امارة المؤمنين بشرعيتها الدينية والدستورية، معتبرا إياها “سارية العماد” التي تشتغل تحت مظلتها باقي المؤسسات الدينية في تواشج وتكامل في إطار ما أسماها بـ”هندسة سداسية للحقل الديني”.

فضيلة السيد العام للرابطة المحمدية للعلماء، بسط أمام الحاضرين من الأساتذة الجامعيين، والباحثين، هندسة الحقل الديني بالمملكة، الذي يضم الى جانب مؤسسة الامامة العظمى، المجلس العلمي الأعلى، الذي يعنى بالفتيا والإرشاد، الى جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المشتغلة في جانب التدبير الإداري والحكامة، وجامع القرويين، مشتل تخريج العلماء، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، والرابطة المحمدية للعلماء.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أحمد عبادي، ان “الرابطة المحمدية للعلماء تشتغل عبر مراكزها العلمية البحثية الـ18، ووحداتها المتخصصة الـ12، وخبرائها وخبيراتها، في مجال البحث والاستشراف، والنظر المستدام للعلوم الشرعية، الى أن أضحت المؤسسةتشكل اليوم”مركز تفكير” “تينك تانك”، ينكب على تفكيك خطاب التطرف العنيف، و الاشتغال في مختلف العلوم الشرعية بنظر مستأنف لمختلف الإشكاليات المعاصرة وعلى رأسها التطرف والإرهاب”.

من جهة أخرى، أوضح فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن “نجاعة المقاربة المغربية في محاربة التطرف العنيف والإرهاب، مرده إلى ارتكازها على مقاربة أمنية بأبعاد حقوقية، ومقاربة تنموية من خلال إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ثم مقاربة تجديد الحقل الديني تحت ريادة مولانا أمير المؤمنين، نصره الله، وهو ما مكن هذه التجربة المغربية اليوم، يردف الدكتور عبادي، “من الانتقال من مستوى “الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب” الى مستوى “تمنيع الناشئة والشباب” ضد هذه الخطابات”، في وعي تام بمقتضيات السياق المعاصر، المتسم بـ”المصفوفات الرقمية المعاصرة”، واعتبارا لكون الدين له “بعد وظيفي في تحقيق السعادة للإنسان في العاجل والآجل”، يؤكد الدكتور عبادي، الذي شدد على ضرورة التجديد في فهم الدين، والكف عن النظر اليه باعتباره “ميراثا جامدا”.

وقال فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن برنامج “مصالحة”، الذي أطلقته المملكة المغربية، وكذا برنامج “دعم التسامح APT2C” في الوسط المدرسي بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، قد مكنا من تمنيع الناشئة والشباب ضد خطابات التطرف العنيف، ومواكبة العائدين من بؤر التوتر، وتحفيزهم على الاستثمار، والعطاء والاندماج من جديد في وسطهم من خلال مصالحتهم مع النص الديني، ومع أنفسهم، ومع المجتمع، والبيئة المناخية الاستثمارية، حتى يتمكنوا من أن يصبحوا “قوة فعلية ناجعة” عوض النظر اليهم كـ”أعضاء مسرطنة وجب بترها”.

فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وهو يفكك خطاب التطرف العنيف، دعا الى ضرورة الكف عن النظر الى مجتمعاتنا كـ”تكتلات”، بل يتيعن اعتبارها “مكونات” تتشكل من فئات اجتماعية مختلفة لها حاجياتها النفسية الوجدانية”، مشددا في هذا الصدد على ضرورة بلورة مضامين رقمية متزنة، ودعائم سمعية بصرية من ألعاب فيديو، وقصص مصورة حاملة لقيم بانية، والتوقف عن مخاطبة الشباب والأطفال على وجه الخصوص بـ”الديماغوجية” والمحاضرات، وهو العمل الذي يحتاج على حد قوله، الى “كدح مستدام، وتقويص للظهور، من جانب الفلاسفة، القصاصون، الرسامون والمهندسون، والعلماء والباحثين الجامعيين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق