الرابطة المحمدية للعلماء

د.عبادي يدعو الى صياغة مضامين رقمية جديدة لمحاربة التطرف

دعا الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى اقتحام منصات وشبكات التواصل الاجتماعي للتأثير في الأجيال الجديد، من خلال صياغة مضامين رقمية تلبي انتظاراتهم وحاجياتهم.

وأكد فضيلة السيد الـأمين العام، الذي كان يتحدث أول أمس السبت 23 مارس الجاري، بمدينة وجدة، خلال أشغال الندوة حول “دور التأطير الثقافي في محاربة التطرف وتعزيز السلم”، أن ” تأطير الأجيال الحالية خارج العوالم الافتراضية، وهم، لأنه لين يخلق لديهم أي تأثير في الواقع”.

من جانبه، اعتبر المفكر الأكاديمي الأردني، السيد جمال شلبي، أن ” العصر الحالي يتطلب إبداعا في تثقيف الناشئة، والشباب، كاستغلال السينما والفيديو كليب”، داعيا الى تكثيف الجهود لصناعة الإنسان العربي لمواجهة آفة التطرفالعنيف أو ما أسماه بـ”السرطان”.

وأجمع المشاركون في هذه الندوة، التي تندرج ضمن فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية للعام 2018″، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده وأعز أمره، على ضرورة الاهتمام بالتأطير الثقافي للناشئة من أجل محاربة التطرف وتعزيز السلم، بالنظر إلى القدرات العالية للثقافة في إضفاء المعنى على السلوكيات والتصرفات وفعاليتها في مد جسور التعارف والحوار وتدبير الاختلافات”.

وناقش المشاركون في الندوة، التي نظمتها وزارة الاتصال و الثقافة-قطاع الثقافة- وشارك فيها باحثون أكاديميون ومفكرون من مشارب علمية متنوعة، قضايا مرتبطة، على الخصوص، بتعزيز ثقافة السلم والوسطية والاعتدال من خلال التأطير الديني والثقافي، ودور البرامج الثقافية في تأطير وتكوين الرأسمال البشري وفي محاربة الغلو وتعزيز السلم والحوار والانسجام المجتمعي.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب العام لوزارة الثقافة، السيد عبد الإله عفيفي ان “الثقافة، بمختلف معانيها، تحيل إلى البناء المشترك ودمج الاختلاف والتنوع في ظل الاحترام والحرية والعقل والإبداع. وبهذا المفهوم تكون كل أسباب التطرف والصدام بين الأفراد والجماعات صادرة عن نزوعات بعيدة عن الثقافة والحضارة والخير”.

وأكد أن السياسة الثقافية الرشيدة هي تلك التي تجعل من التأطير الثقافي الأداة العملية التي تمكن من ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو، وتدبير الاختلاف”، مشيرا الى أن  ” الوزارة تعمل، من خلال برامج الدعم العمومي للحركية الثقافية، على جعل المجتمع المدني شريكا أساسيا في تنشيط الحياة العامة من خلال الإنتاج الثقافي الهادف الذي ينسجم مع روح الثوابت الوطنية، كما يحددها دستور المملكة”.

من جانبه، قال مدير الثقافة بالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إسيسكو) نجيب الغياثي إن ” إسيسكو لم تكتف بالانخراط في الجهود الدولية ذات الصلة، بل بادرت، بصفتها بيت خبرة للعالم الإسلامي، إلى إعداد مجموعة من الوثائق المرجعية الهادفة إلى تفعيل العمل الثقافي المشترك لمواجهة موجات الكراهية ومن أجل تفكيك الفكر المتطرف واقتراح الحلول العملية الاستباقية والوقائية.

وأشار السيد الغياثي، بهذا الخصوص، إلى عدد من الوثائق المرجعية ذات الصلة، من قبيل وثيقة الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم، وخطة عمل حول تجديد السياسة الثقافية في الدول الأعضاء ومواءمتها مع المتغيرات الدولية، وخطة عمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي.

وتأتي هذه الندوة، كلحظة فكرية تختتم برنامج الندوات الذي شكل إلى جانب الفعاليات الأخرى، طيلة سنة كاملة، فضاء للإشعاع الثقافي لمدينة وجدة والجهة الشرقية والمغرب بشكل عام على الامتداد المغاربي والعربي والدولي.

وتختتم يوم 29 مارس الجاري، فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية”، التي تنظم تحت شعار “وجدة الألفية عنوان الثقافة العربية”.

وشمل برنامج هذه الاحتفالية تظاهرات ثقافية وفنية كبرى ذات بعد وطني وعربي ودولي، علاوة على تكريم العديد من الشخصيات الثقافية.

وسعت المدينة الألفية، من خلال هذه الفعاليات، إلى تأكيد إشعاعها الثقافي وإبراز موروثها الغني في المجالات الفنية والإبداعية، من خلال برنامج متنوع وغني، جعل مدينة وجدة قبلة للعمل الثقافي العربي، بما يفتح آفاقا واعدة تعزز الجسور الثقافية بين البلدان العربية.

المحجوب داسع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق