الرابطة المحمدية للعلماء

د.عبادي يبرز الاختيارات الكبرى التي تؤطر تدبير المجال الديني في المملكة تحت إشراف أمير المؤمنين

مايو 31, 2017

سلط  فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء 31 ماي 2017م، 5 رمضان 1438 هـ، خلال مشاركته في برنامج “مباشرة معكم في رمضان” على القناة الثانية “دوزيم”، الضوء على الاختيارات الكبرى التي تؤطر تدبير المجال الديني في المملكة تحت إشراف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.

 وأشار فضيلة السيد الأمين العام، إلى أن” دستور المملكة المغربية قد نص صراحة وبشكل واضح على أن أمير المؤمنين حفظه الله، هو الذي يرأس الهيئة العليا  للإفتاء، بحكم أنه حامي الملة والدين، مبرزا أن ” تقدير أن نازلة من النوازل يدخل في إطار عموم البلوى، وتحتاج إلى الفتوى وتكتسي طابعا عاما، يرجع إلى رئاسة الدولة والإمامة العظمى، في حين يضطلع العلماء المتوفرين على التزكية من طرف المجلس العلمي الأعلى بمهمة إرشاد المواطنين والمواطنات في أمورهم الدينية والدنيوية اليومية المتصلة بالعبادات والمعاملات، انطلاقا من  الاختيارات الكبرى التي أجمعت عليها المملكة المغربية في الدين والتدين”

وأكد الدكتور عبادي أن المملكة المغربية تحت قيادة مولانا أمير المؤمنين استطاعت تحصين نفسها من القطائع التي كانت موجودة في عدد من الأقطار، والتي بدأ التفطن لها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، تغمده الله بواسع رحمته، حينما أسست المجالس العلمية المحلية، ودار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا، وتجديد الكراسي العلمية في القرويين، وهيكلة الحقل الديني حتى وصلنا اليوم إلى ما يمكن الاصطلاح عليه بـ”هندسة سداسية الأبعاد”، تقوم فيها إمارة المؤمنين بدور تنسيقي وظيفي .

هذه الهندسة، يردف فضيلة السيد الأمين العام، تتأسس على سارية العماد ممثلة في إمارة المؤمنين، التي تضطلع بدور التنسيق الوظيفي، التي على أساسها تتم البيعة وحماية الملة والدين، الواضحة المعالم التي تقوم بدورها على اختيارات المملكة، والمقاصد الستة حماية الأبدان)., حماية النسل، حماية الكرامة، حماية الأديان، حماية العقل، حماية الملكية )

ثانيا المجلس العلمي الأعلى الذي تنضوي تحته المجالس العلمية المحلية التي تضطلع بدور الإرشاد، فيما تتمثل السارية الثالثة في الرابطة المحمدية للعلماء التي تقوم من خلال 23 وحدة بحثية ، ومراكز بحثية على تعميق البحث والدراسة في كل التخصصات العلمية مستهدفة في دلك كل الطبقات والشرائح الاجتماعية بدا من الطفولة والشباب، والعلماء الوسطاء، والعلماء الرواد، و الأكاديميون والباحثون في تنسيق وتشبيك مع الجامعات المحلية والدولية، في حين تحاول  جامعة القرويين، التي تم تجديدها كسارية ثالثة، على فهم سياقها، وتوقيع التكوينات التي تساير العصر.

أما الجانب الروحي فيتمثل، يردف فضيلة السيد الأمين العام، في الطرق والتنظيمات الروحية التي تملأ الفراغ الذي تركه انهيار الأسرة الممتدة التي يتم تأطيرها برسائل ملكية سامية ترسيخا للتضامن. أما الجانب المتصل بالتدبير  والمتابعة الإدارية والمالية فيعود  إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وحذر الدكتور عبادي مما أسماهم بـ” المتطفلين” على مجال الفتوى في المغرب، داعيا إلى اليقظة ضد هؤلاء المختصين في زرع الألغام القابلة للتفجير في نفوس وأذهان المواطنين والمواطنات، من خلال التطفل على مجال الفتوى دون علم”، مؤكدا في ذات السياق أن  من حق الدولة، وواجبها تنظيم المجال المتصل بتعليم أمور الدين، والفتوى، سدا على حد تعبيره، للطريق أمام  المتطفلين على المجال الديني، وحماية للمواطنين والمواطنات من بعض الآراء التي لاتنسجم مع اختيارات المغرب في الدين والتدين”.

وفي هذا الصد، أوضح السيد الأمين العام أن ” المغرب اختار المذهب الأشعري في العقيدة، لأنه أصيل ويجمع بين البعد العقلي والنصي، والمذهب المالكي، لأنه يجمع بين البعد النصي  والسياقي،  والمذهب الجنيدي الذي يجمع بين النص وأشواق الروح في هندسة متناسقة تشكل اليوم ما يصطلح عليها بـ”ثوابت المملكة المغربية”.

وأضاف الدكتور عبادي أن ” العلماء قد أحاطوا  قضية الفتوى بجملة من المقتضيات، والقواعد والشروط الهامة، منها  أن الفتوى لا تستقيم دون إعمال النظر في المالات، و مقاصد الشريعة، وسد الذرائع”، داعيا إلى التحصين المعنوي والمعرفي للمواطنين والمواطنات،  فيما يشبه ” المناعة الداخلية”، بدءا من مرحلة التعليم  الأولى والمراحل المتقدمة التي تليها،  في تواشج بين المؤسسات الإعلامية والتعليمة والمدنية والفنية لزرع هذه المناعة الداخلية، وتحصينا للمواطنين من مزالق المتطفلين على الدين.”

يذكر أن حلقة برنامج “مباشرة معكم في رمضان” شارك فيها إلى جانب فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، أعضاء من المجلس العلمي الأعلى؛ وهما: الدكتور إدريس بن الضاوية، رئيس المجلس العلمي المحلي بالعرائش، والدكتور محمد موشان، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة درب السلطان الفداء، بالإضافة إلى الدكتور محمد الطوزي، الذي كان يمثل وجهة نظر عالم الاجتماع الديني.

المحجوب داسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق