الرابطة المحمدية للعلماء

د. عبادي: النموذج المغربي أصبح ملهما في العالم بفضل امارة المؤمنين

يونيو 7, 2017

أكد الأستاذ الدكتور، أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” المملكة المغربية بقيادة مولانا أمير المؤمنين، حفظه الله، قد انفتحت اليوم على نوع من التشبيك مع المؤسسات العلمية العريقة في العالم الاسلامي في أفق توظيف علماء الأمة لمحاصرة موجة التكفير، والتطرف، واحلال الفكر المعتدل والمتسامح”.

السيد الأمين العام، أوضح خلال مشاركته في برنامج “مباشرة معكم في رمضان”، الذي بث يوم الأربعاء المنصرم(7 يونيو 2017)، على القناة الثانية “دوزيم”، أن ” المقاربة المغربية في تدبير المجال الديني، ومحاربة التكفير، والتطرف، تتسم بكونها “مندمجة ومتعددة الأبعاد، تجمع بين المقاربة الأمنية، والعلمية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، مؤكدا أن “سارية العماد ممثلة في امارة المؤمنين استطاعت على مدى قرون أن تعبئ كل الجهود والتنسيق بينها وتفعليها حتى وصلنا اليوم الى ما يشبه “مغناطيس” و “قوة الهامية” يمثله النموذج المغربي المتميز في العالم”.

ودعا الدكتور عبادي الى ايلاء أهمية قصوى لمقاربة التثقيف بالنظير، و انتاج ألعاب الفيديو، و قصص حاملة لقيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر، فضلا عن الاهتمام بالجانب الفني والسينمائي لمواجهة موجة التكفير والتطرف الأخدة في التنامي في زمن شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي”، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تبني مقاربة استراتيجية مندمجة، و متكاملة يتدخل فيها مختلف الفاعلين”.

وبعد أن أوضح السيد الأمين العام أن قضية تكفير المخالفين واستحلال رقابهم، لم تقتصر على الدين الاسلامي فقط، بل كانت موجودة في الملل الأخرى، أكد أن  ” هذه المسألة حسمت في الدين الاسلامي، اذ جعلت في يد القضاء وليس الأفراد” من منطلق كون الأمة “أمة وسطا”  من خلال أفرادها الذين يرسون حالة السواء و “الوحدة القياسية”.

المتحدث ذاته أضاف أن ” التكفيرين الذين ينفون مخالفيهم، و يستحلون رقابهم، يخرقون بذلك كليات و المقاصد الكبرى للشرع”، معزيا تصاعد موجة التكفير الى الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم، والمتميزة بتدفق، وانسياب المعلومات الحاملة لقيم التكفير والكراهية البانية على “الأحلام الأربعة” و”الجراحات التسعة”.

من جانبه، شدد الدكتور محمد لمنتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية، على ضرورة الاهتمام بالجانب الرقمي عبر انشاء منصات رقمية الكترونية قادرة على بث معرفة دينية آمنة خالية من الألغام، تخاطب عقول ووجدان الشباب، وتسهم في بناء قدراتهم، و النأي بهم من السقوط في براثين التكفير”.

ودعا المتحدث ذاته الى انتاج خطابات بديلة، وجذابة وذات وقع في نفوس ووجدان الشباب تراعي في الآن ذاته الأبعاد السياقية، على اعتبار أن المعركة، على حد قوله، “معركة مضمونية رقمية”، مؤكدا على أهمية ايلاء الشباب أهمية قصوى في سياساتنا العمومية، وتأطيرهم، وبناء قدراتهم مع الاهتمام بالمناهج التعليمية، الدينية، و التربوية، وتجديد الخطاب الديني ليكون أكثر وقعا في نفوس الشباب، و ملامسة لقضاياهم”.

ولدى تأصيله التاريخي لمفهوم التكفير، أوضح الدكتور محمد لمنتار، أن مفهوم “التكفير” كان من الركائز الأساسية التي اعتمد عليه دعاته على المستوى العلمي والرقمي، عندما دعوا الى استحضار التقسيم الذي كان معمولا به عند الفقهاء سابقا )دار الحرب، دار السلم، دار العهد، دار الاستئمان، ودار الصلح(،  وهو تقسيم، بحسب المتحدث، ” كان مرتبطا بسياقات مختلفة وبواقع كان مدعاة للحديث عنه”.

و على الرغم من أن هذه المفاهيم، يردف رئيس مركز الدراسات القرآنية، راج الحديث عنها مند أواخر القرن الأول الهجري، وتعمق الحديث فيها عند العلماء في القرنين الثاني والثالث الهجري، فان الاجماع لم يتحقق حولها عند العلماء المسلمين، ولم يتم اعتماده لأنه كان تقسيما “استئناسيا فرضته ظروف معينة”، ولم يكن استنباطيا بالقواعد المعروفة عن العلماء المسلمين، ولكونه يناقض الكليات التي دعت اليها السنة النبوية، ويستحل دماء المسلمين ورقابهم”.

وأشار المتحدث ذاته الى أن ” قضية التكفير تعرضت للتأويل، ولم ينص على تكفير المخالفين وغير المسلمين لا في الكتاب ولا في السنة، كما تم اخراج النصوص من سياقاها، ولم يتم اعتبار مقاصدها الكلية وخطاب التكاليف والوضع، ومالات الشرع”.

خطورة التكفير، يضيف الدكتور لمنتار، تكتسي طابعا خاصا في زمن وسائط وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تروج ملايين التغريدات، والرسائل القصيرة الحاملة لخطابات الكراهية والتكفير، مما يتعين، على حد قوله، ” ضرورة الوقوف على هذه المفاهيم والمقولبات لتجليتها، و تفكيكها، وارجاعها الى محاضنها الأصلية في الكتاب والسنة”.

ودعا ذات المتحدث الى نقض المفاهيم التي تروج لها التيارات المتطرفة على الشبكة العنكبوتية، عبر ايجاد خطاب بديل جذاب يكون له وقع في وجدان، وعقول شبابنا، قادر على تفنيد، و دحض خطابات وادعاءات الجماعات المارقة، و تأويلاتهم المبنية على تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية دون مراعاة لمالاتها ومقاصدها ومراميها”.

يشار إلى أن برنامج مباشرة معكم كان قد خصص حلقة الأربعاء 7 يونيو 2017 لمناقشة موضوع “قضايا التكفير” وحضرها إلى جانب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الاستاذ الدكتور أحمد عبادي، كل من الدكتور  سعيد شبار، رئيس المجلس العلمي المحلي ببني ملال، والدكتور محمد المنتار رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، والدكتور رشيد الجرموني، الباحث في علم الاجتماع الديني.

 المحجوب داسع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق