الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي يدعو إلى مزيد من المنهجة والتمكين وبناء القدرات لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان

أكد فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” الحاجة باتت ماسة في المنطقة العربية على مستوى حقوق الإنسان للتوفية بما أسماه خمسة “دفاتر تحملات” يظهر من اللازم العمل عليها لتعزيز منظومة وثقافة حقوق الإنسان ببلدان المنطقة العربية.

ولدى بسطه لهذه المقتضيات الخمسة، أشار فضيلة السيد الأمين العام، الذي حل ضيفا، أول أمس الأربعاء 26 نونبر 2014، على برنامج “مباشرة معكم”، على القناة الثانية، للحديث في موضوع ” “حقوق الإنسان: تحديات ما بعد الربيع العربي”، إلى أنه أضحى من الضروري على العلماء والمفكرين المزيد من البسط والتوضيح والتقريب، والتعميق.

أما بالنسبة للمؤسسات التعليمية، يردف الدكتور أحمد عبادي، فنحتاج للمزيد من المنهجة والتمكين وبناء القدرات، في حين الحاجة ماسة بالنسبة للشعوب للمزيد من التملك والتخلق “.

وأضاف فضيلة السيد الأمين العام أن ” مسألة حقوق الإنسان في الوطن العربي ليست قضية “حوارية” أو ” تدافعية” بل أضحت القضية في عصرنا الراهن قضية “جاذبية”، داعيا إلى ترسيخ الوحدة بين شعوب المنطقة العربية ونبذ الشتات والتفرقة، والتمزع والتجذير، ففي خضم هذه الشعارات والظروف تكون القدرة الاستقطابية قوية نحو خطاب الإرهاب المتفشي على النت، يردف الدكتور عبادي.

أما المكون الثاني، يضيف الدكتور عبادي، فهو مكون الكرامة، حيث تستغل التنظيمات الإرهابية أوضاع الشباب المزرية بالعالم العربي لاستقطابهم وشحنهم بأفكار التطرف”.

 ودعا الدكتور عبادي إلى إحلال هذه “الجاذبية” لدى التنظيمات الإرهابية بـ”جاذبية أخرى بديلة”، محذرا من أن الأمور سوف تظل على حالها  إذا ظلت  بهذا الميل الذي تتمظهر تجلياته في عصرنا اليوم.

وفي سياق متصل، دعا فضيلة السيد الأمين العام إلى ترسيخ قيم حقوق الإنسان من خلال جملة من الوسائل البديلة، حيث شدد على ضرورة أن يضطلع العلماء والمفكرين بدورهم ليس من باب “التنظير المجنح”، ولكن من خلال باب التبسيط والتقريب أو ما أسماه بـ”القوة الاقتراحية”، وتقديم جملة من الاقتراحات”.

وشدد الدكتور عبادي على أهمية  الانطلاق من النص الديني نفسه من خلال نهج مقاربات تأويلية جديدة، وبناء القدرات لدى مؤسسات التنشئة التعليمية، والفاعلين والفاعلات القائمين عليها”، مؤكدا على أن “جبهة” النص تكتسي أهمية كبرى، إلى جانب “الجبهة” الاجتماعية والحقوقية، وضرورة استرجاع الكرامة.

ودعا فضيلة السيد الأمين العام إلى ضرورة الاهتمام أيضا بـ”الجبهة” التعليمية، من خلال ايلاء البرامج والمناهج التعليمية والدراسية الأهمية التي تستحق، وأن تكون عناصر هذه “الجاذبية” و “القوة الاقتراحية” ماثلة فيها”، مشيرا إلى أن “العكس هو الحاصل حينما يتم تفكيك محتويات ومضامين هذه البرامج على مستوى دول المنطقة العربية”.
إلى ذلك، اقترح الدكتور أحمد عبادي الاهتمام بسلسلة الرسوم المتحركة، وألعاب الفيديو لدى الناشئة، الحاملة لقيم ورسائل حقوق الإنسان البديلة، والخالية من العنف”، متسائلا عن أسباب غيابها في الوطن العربي في الوقت الذي من باتت الحاجة ماسة إليها اليوم”، يردف المتحدث ذاته.

يشار إلى أن الحلقة خصصت لموضوع “حقوق الإنسان في الوطن العربي” وذلك على هامش احتضان مدينة مراكش للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي انطلق الخميس، حيث شارك في حلقة أمس من برنامج “مباشرة معكم” إلى جانب فضيلة السيد الأمين العام، كل من رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد إدريس اليزمي، تهاني الشخشير، رئيسة اتحاد المرأة الأردنية، عبيد أحمد، المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية،  وشعوان جابرين، نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق  الإنسان.

إعداد: المحجوب داسع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق